سياسى
06-04-2005, 11:48 AM
سامي البحيري
السيارة ليست مجرد وسيلة مواصلات ولكنها فى مجتمعات كثيرة تعتبر دليل على الوجاهة الإجتماعية، فكلما كبرت سيارتك وإرتفعت قيمتها، كلما إرتفعت قيمتك وأصبح أحد وسائل تقييم الإنسان هو قيمة سيارته، وأذكر منذ فترة طويلة كنت فى القاهرة لمناقشة مشروع مع أحد رجال الأعمال والذى كان يعرف أنى مهندس (مش بطال)، ولكنه كان يريد التأكد من قيمتى الحقيقية، فسألنى سؤال (قيم) ومباشر: "وسامى بيه بيسوق عربية نوعها إيه؟
"، فقلت له بأمانة :"أنا عندى عربية مرسيدس"، فهز رأسه بإمتنان وطمأنينة بأنه يتعامل مع رجل من (علية القوم)، والحقيقة أن إجابتى كانت نصف الحقيقة!! فالحقيقة أنه كانت لدى سيارة مرسيدس ولكن كان عمرها 15 سنة (يعنى ما زالت فى سن المراهقة)، ولكن لا يهم، المهم أنها مرسيدس. والحمد لله أن الصفقة معه لم تتم، مما إضطرنى إلى العودة إلى بلاد الفرنجة.
وعندما حضرت إلى بلاد الفرنجة للعمل، أعطتنى الشركة التى كنت أعمل بها سيارة (كاديلاك) آخر موديل وتشبه (يخت) صغير (يختى عليها)، ولقد أعطتنى هذه السيارة (بريستيج) ووضع إجتماعى هائل أكبر كثيرا من حقيقتى، وأصبح لى كثيرا من الأصدقاء الجدد والذين إكتسبت صداقتهم بسرعة لا يعادلها سوى سرعة إبتعادهم عنى بعد أن تركت الشركة وضاعت منى الكاديلاك!!
ولدى الآن سيارة قديمة تعتبر من أحسن السيارات التى أمتلكتها فى حياتى، ولن أذكر ماركة السيارة إلا إذا دفعت الشركة مصنعة الشركة مبلغا محترما مقابل الإعلان عن منتجاتها، وفى الحقيقة أن السيارة أصيلة وبنت ناس، فقد مشيت بها حتى الآن حوالى ربع مليون ميل، (أى أكثر من 400 ألف كيلومتر)، يعنى كان من الممكن أن أسافربها إلى القمر، لو كانت هناك محطات بنزين على الطريق إلى القمر. والسيارة من الخارج بدأت تبدو عليها تجاعيد العمر وشيب الشعر مثل صاحبها، ولكنها مازالت تسير بدون أى مشاكل، وترفض بناتى ركوب السيارة معى لأننى أسبب لهن إحراجا مع صديقاتهن، وقلت لهم:
" فى البلد عندنا وسيلة المواصلات الرئيسية هى الحمار، ونظل نركب الحمار إلى أن ينفق" (بالمناسبة لماذا لا نقول يموت الحمار؟!!)، وأنا أعامل السيارة على أنها وسيلة إنتقال سأظل أركبها حتى (تنفق) (لا أعتقد أن هناك كلمة فى اللغة العربية خاصة بموت السيارة)، وبالطبع البنات ينظرن إلى على أننى شخص جاء من بلاد متخلفة تركب الخيل والبغال والحمير، وأحيانا أشعر أننى مجرد أب (بيولوجى)، وأحمد ربنا كثيرا على أن والدى الشيخ البحيرى (رحمه الله) قد مات قبل أن يشاهد حفيداته يرطن بلغة أجنبية ويتكلمن العربية مثل الخواجة بيجو.
وفى الحقيقة أخذت أفكر كثيرا هذه الأيام مادام الكثير من العربان والمتأسلمين يرفضون معظم الأفكار الغربية من حرية وديموقراطية وحرية المرأة ويكرهون أمريكا والغرب كراهية التحريم، لماذا لا نبدأ برفض الغرب رفض حقيقى ونرفض كل ما يجئ من (وشهم) وبناقص كل ما يجئ منهم، ولنبدأ بالكومبيوتر الذى تقرأ على شاشته تلك المقالة، إبدأ بتدمير هذا الكومبيوتر فورا، ثم عليك بعداد الكهرباء، لا بد أن محطة وشبكة الكهرباء تدار بماكينات ومعدات كافرة، فلنستغنى عن الكهرباء، وبالتالى نستغنى عن كل جهاز يدار بالكهرباء وكلها أجهزة كافرة على أى حال.
وفى الحقيقة أن مأقوله ليس بخيال ولكنه موجود فى أمريكا حتى الآن، ففى أجزاء محدودة من بعض الولايات وخاصة ولايتى بنسلفانيا وأوهايو توجد أماكن يعيش بها مجموعة من الناس الذين قرروا إعتزال الحياة العصرية، وأسمهم (الآمش)، وهم يعيشون فى مستعمرات خاصة بهم، لا يستخدمون السيارات وليس لديهم تليفونات أو كهرباء ويبنون بيتوتهم من خشب الغابات والذين يقطعونه بالمناشير الخشبية اليدوية، ويقومون بزرع أكلهم وحلب ألبانهم وخبز خبزهم، ويرفضون دفع ضرائب، وحجتهم فى هذا إلى أنهم لا يريدون الحكومة فى شئ (وهذا يضعهم كثيرا فى مشاكل مع الحكومة)، ولهم مدارسهم الخاصة ومحاكمهم الخاصة، وأيضا يرفضون الأفكار الحديثة تماما، ويرفضون العلاقات بين الأولاد والبنات قبل الزواج.
وهم يعيشون حياة قد تبدو للآخرين مثل المدينة الفاضلة، ويؤمنون بأن أدوات الحضارة الحديثة تجئ مع أفكارها ومن الصعب فصل الأدوات عن الأفكار، وهم قوم مسالمون تماما ويرفضون تماما إستخدام العنف ويؤمنون بسياسة السيد المسيح بإدارة الخد الأيسر بدلا من من رد الإعتداء على الخد الأيمن، وأنصح القراء الذين يريدون معرفة المزيد عن (الآمش) أن يشاهدوا فيلم (الشاهد) بطولة هاريسون فورد.
و(الآمش) معظمهم من أصول ألمانية وهولندية، حتى أن فى لغتهم الإنجليزية مازالت بها الكثيرمن الألمانية والدتش، وبالرغم من إقتناعهم بطريقة حياتهم وبأنها الطريقة المثلى والصحية لتنشأة مجتمع متكافل ومتعاون لا تهمه الأمور المادية كثيرا، إلا أنهم لا يحاولون أبدا إرغام الآخرين على الدخول فى مجتمعم، كما أنهم لا يعاقبون من يترك مجتمعهم من أولادهم وبناتهم، ولقد إتيحت لى فرصة زيارة مقاطعة (لانكستر) فى ولاية بنسلفانيا حيث ينتشر الكثير من (الآمش) ولقد إنبهرت جدا بحياتهم، وقلت فى سرى (لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون آمشيا)!!، وفى الحقيقة أن (الآمش) أكثر صدقا مع أنفسهم من بعض الجماعات الأخرى فى العالم والتى تدعى أنها تكره الحياة العصرية ويكرهون الغرب وأمريكا وفى نفس الوقت هم غارقون حتى النخاع وحتى الآذان فى تلك الحياة ويتمرغون فيها ليل نهار، إبتداء من الألبسة الداخلية إلى معجون الأسنان إلى أقراص الفياجرا.
و حتى أكون صادقا مع نفسى قررت أن أبدأ بالإستغناء عن سيارتى العتيقة لذلك سوف أضع الإعلان التالى فى الأعلانات المبوبة بالأهرام :
مهاجر مصرى يعيش فى أمريكا يعلن عن مناقصة شراء حمار 6 سلندر، 225 حصان، أتوماتيك ويفضل إستعمال (طبيب)، والأسعار تسليم الساحل الشرقى للولايات المتحدة، تقدم الطلبات على إستمارة 121 ع ح (عاوز حمار)، وترسل الإستمارات بملف إلكترونى (بى دى إف) إلى العنوان الإلكترونى التالى :
samybehiri@aol.com
السيارة ليست مجرد وسيلة مواصلات ولكنها فى مجتمعات كثيرة تعتبر دليل على الوجاهة الإجتماعية، فكلما كبرت سيارتك وإرتفعت قيمتها، كلما إرتفعت قيمتك وأصبح أحد وسائل تقييم الإنسان هو قيمة سيارته، وأذكر منذ فترة طويلة كنت فى القاهرة لمناقشة مشروع مع أحد رجال الأعمال والذى كان يعرف أنى مهندس (مش بطال)، ولكنه كان يريد التأكد من قيمتى الحقيقية، فسألنى سؤال (قيم) ومباشر: "وسامى بيه بيسوق عربية نوعها إيه؟
"، فقلت له بأمانة :"أنا عندى عربية مرسيدس"، فهز رأسه بإمتنان وطمأنينة بأنه يتعامل مع رجل من (علية القوم)، والحقيقة أن إجابتى كانت نصف الحقيقة!! فالحقيقة أنه كانت لدى سيارة مرسيدس ولكن كان عمرها 15 سنة (يعنى ما زالت فى سن المراهقة)، ولكن لا يهم، المهم أنها مرسيدس. والحمد لله أن الصفقة معه لم تتم، مما إضطرنى إلى العودة إلى بلاد الفرنجة.
وعندما حضرت إلى بلاد الفرنجة للعمل، أعطتنى الشركة التى كنت أعمل بها سيارة (كاديلاك) آخر موديل وتشبه (يخت) صغير (يختى عليها)، ولقد أعطتنى هذه السيارة (بريستيج) ووضع إجتماعى هائل أكبر كثيرا من حقيقتى، وأصبح لى كثيرا من الأصدقاء الجدد والذين إكتسبت صداقتهم بسرعة لا يعادلها سوى سرعة إبتعادهم عنى بعد أن تركت الشركة وضاعت منى الكاديلاك!!
ولدى الآن سيارة قديمة تعتبر من أحسن السيارات التى أمتلكتها فى حياتى، ولن أذكر ماركة السيارة إلا إذا دفعت الشركة مصنعة الشركة مبلغا محترما مقابل الإعلان عن منتجاتها، وفى الحقيقة أن السيارة أصيلة وبنت ناس، فقد مشيت بها حتى الآن حوالى ربع مليون ميل، (أى أكثر من 400 ألف كيلومتر)، يعنى كان من الممكن أن أسافربها إلى القمر، لو كانت هناك محطات بنزين على الطريق إلى القمر. والسيارة من الخارج بدأت تبدو عليها تجاعيد العمر وشيب الشعر مثل صاحبها، ولكنها مازالت تسير بدون أى مشاكل، وترفض بناتى ركوب السيارة معى لأننى أسبب لهن إحراجا مع صديقاتهن، وقلت لهم:
" فى البلد عندنا وسيلة المواصلات الرئيسية هى الحمار، ونظل نركب الحمار إلى أن ينفق" (بالمناسبة لماذا لا نقول يموت الحمار؟!!)، وأنا أعامل السيارة على أنها وسيلة إنتقال سأظل أركبها حتى (تنفق) (لا أعتقد أن هناك كلمة فى اللغة العربية خاصة بموت السيارة)، وبالطبع البنات ينظرن إلى على أننى شخص جاء من بلاد متخلفة تركب الخيل والبغال والحمير، وأحيانا أشعر أننى مجرد أب (بيولوجى)، وأحمد ربنا كثيرا على أن والدى الشيخ البحيرى (رحمه الله) قد مات قبل أن يشاهد حفيداته يرطن بلغة أجنبية ويتكلمن العربية مثل الخواجة بيجو.
وفى الحقيقة أخذت أفكر كثيرا هذه الأيام مادام الكثير من العربان والمتأسلمين يرفضون معظم الأفكار الغربية من حرية وديموقراطية وحرية المرأة ويكرهون أمريكا والغرب كراهية التحريم، لماذا لا نبدأ برفض الغرب رفض حقيقى ونرفض كل ما يجئ من (وشهم) وبناقص كل ما يجئ منهم، ولنبدأ بالكومبيوتر الذى تقرأ على شاشته تلك المقالة، إبدأ بتدمير هذا الكومبيوتر فورا، ثم عليك بعداد الكهرباء، لا بد أن محطة وشبكة الكهرباء تدار بماكينات ومعدات كافرة، فلنستغنى عن الكهرباء، وبالتالى نستغنى عن كل جهاز يدار بالكهرباء وكلها أجهزة كافرة على أى حال.
وفى الحقيقة أن مأقوله ليس بخيال ولكنه موجود فى أمريكا حتى الآن، ففى أجزاء محدودة من بعض الولايات وخاصة ولايتى بنسلفانيا وأوهايو توجد أماكن يعيش بها مجموعة من الناس الذين قرروا إعتزال الحياة العصرية، وأسمهم (الآمش)، وهم يعيشون فى مستعمرات خاصة بهم، لا يستخدمون السيارات وليس لديهم تليفونات أو كهرباء ويبنون بيتوتهم من خشب الغابات والذين يقطعونه بالمناشير الخشبية اليدوية، ويقومون بزرع أكلهم وحلب ألبانهم وخبز خبزهم، ويرفضون دفع ضرائب، وحجتهم فى هذا إلى أنهم لا يريدون الحكومة فى شئ (وهذا يضعهم كثيرا فى مشاكل مع الحكومة)، ولهم مدارسهم الخاصة ومحاكمهم الخاصة، وأيضا يرفضون الأفكار الحديثة تماما، ويرفضون العلاقات بين الأولاد والبنات قبل الزواج.
وهم يعيشون حياة قد تبدو للآخرين مثل المدينة الفاضلة، ويؤمنون بأن أدوات الحضارة الحديثة تجئ مع أفكارها ومن الصعب فصل الأدوات عن الأفكار، وهم قوم مسالمون تماما ويرفضون تماما إستخدام العنف ويؤمنون بسياسة السيد المسيح بإدارة الخد الأيسر بدلا من من رد الإعتداء على الخد الأيمن، وأنصح القراء الذين يريدون معرفة المزيد عن (الآمش) أن يشاهدوا فيلم (الشاهد) بطولة هاريسون فورد.
و(الآمش) معظمهم من أصول ألمانية وهولندية، حتى أن فى لغتهم الإنجليزية مازالت بها الكثيرمن الألمانية والدتش، وبالرغم من إقتناعهم بطريقة حياتهم وبأنها الطريقة المثلى والصحية لتنشأة مجتمع متكافل ومتعاون لا تهمه الأمور المادية كثيرا، إلا أنهم لا يحاولون أبدا إرغام الآخرين على الدخول فى مجتمعم، كما أنهم لا يعاقبون من يترك مجتمعهم من أولادهم وبناتهم، ولقد إتيحت لى فرصة زيارة مقاطعة (لانكستر) فى ولاية بنسلفانيا حيث ينتشر الكثير من (الآمش) ولقد إنبهرت جدا بحياتهم، وقلت فى سرى (لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون آمشيا)!!، وفى الحقيقة أن (الآمش) أكثر صدقا مع أنفسهم من بعض الجماعات الأخرى فى العالم والتى تدعى أنها تكره الحياة العصرية ويكرهون الغرب وأمريكا وفى نفس الوقت هم غارقون حتى النخاع وحتى الآذان فى تلك الحياة ويتمرغون فيها ليل نهار، إبتداء من الألبسة الداخلية إلى معجون الأسنان إلى أقراص الفياجرا.
و حتى أكون صادقا مع نفسى قررت أن أبدأ بالإستغناء عن سيارتى العتيقة لذلك سوف أضع الإعلان التالى فى الأعلانات المبوبة بالأهرام :
مهاجر مصرى يعيش فى أمريكا يعلن عن مناقصة شراء حمار 6 سلندر، 225 حصان، أتوماتيك ويفضل إستعمال (طبيب)، والأسعار تسليم الساحل الشرقى للولايات المتحدة، تقدم الطلبات على إستمارة 121 ع ح (عاوز حمار)، وترسل الإستمارات بملف إلكترونى (بى دى إف) إلى العنوان الإلكترونى التالى :
samybehiri@aol.com