الناصع الحسب
07-28-2017, 10:31 PM
http://www.qatifnews.com/media/pics/1501122175.jpg
الاستاذ حسين السيهاتي
27/07/2017م
لم تكن السيّدة المعصومة متزوّجة من أحد من أبناء زمانها وقد روي أنّ هذا كان حال بقيّة أخواتها فقد
ذكر اليعقوبيّ صاحب التاريخ أنّ الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام أوصى ألّا تتزوّج بناته، فلم تتزوّج واحدة منهنّ إلّا أمّ سلمة، فإنّها تزوّجت بمصر، تزوّجها القاسم بن محمّد بن جعفر بن محمّد، فجرى في هذا بينه وبين أهله شيء شديد، حتّى حلف أنّه ما كشف لها كنفاً، وأنّه ما أراد إلّا أن يحجّ بها.
المصدر: اليعقوبيّ: تاريخ اليعقوبيّ ج 2 ص 415.
أقول: يرى المحقق الكبير الشيخ القرشيّ في حياة الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام ج 2 ص 497. أنّ رواية اليعقوبي موضوعة فيقول:
وهذا القول لا يمكن المساعدة عليه بوجه من الوجوه فإنّ وصيّة الإمام عليه السلام..لم تنصّ على منع بناته من الزواج وإنّما جعلت أمر ذلك بيد الإمام الرضا عليه السلام وهذا القول من الغرابة بمكان لم يذكره سواه وهو من الموضوعات إذ كيف يمنع الإمام بناته من الاقتران الذي حثّ عليه الإسلام وندب إليه؟
تذكر بعض المصادر ما لعلّه يكون سبباً وراء عدم زواجهنّ:
1- يقول المحدّث القمّي أعلى الله مقامه في منتهى الآمال ج 2 ص 380- 381 وفي تاريخ قمّ ما حاصله:
أنّ الرضائيّة لم يزوّجوا بناتهم لعدم الكفؤ لهم (كذا) وكان للإمام موسى الكاظم عليه السلام إحدى وعشرون بنتاً لم تتزوّج إحداهنّ وكان هذا سائراً في بناتهم وقد أوقف محمّد (الجواد) بن عليّ الرضا عليه السلام قرى في المدينة على أخواته وبناته اللاتي لم يتزوجن وكان يرسل نصيب الرضائيّة من منافع هذه القرى من المدينة إلى قمّ
2- وفيما أجاب به الكاظم عليه السلام هارون الرشيد حينما سأله كما عن الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 1 ص 85: فلم لا تزوّج النسوان من بني عمومتهنّ وأكفائهنّ؟ قال: "اليد تقصر عن ذلك" قال: فما حال الضيعة؟ قال: "تعطي في وقت وتمنع في آخر.."
3- وذكر هاشم السيّد أبو الحسن في سيّدة عشّ آل محمّد , ص 47 أنّ ذلك جاء نتيجة الضغوطات العنيفة والممارسات التعسفيّة التي كانت السلطة العبّاسيّة تنتهجها تجاه الأئمّة عليهم السلام وشيعتهم فما كان أحدٌ ليجرأ أن يتقدّم من الإمام ليطلب كريمته. بل إنّ الشيعة- في فترات مختلفة من الزمن- ما كانوا ليقتربوا من دار المعصومين عليهم السلام في استفتاءاتهم فما ظنّك بمن يريد مصاهرة الإمام؟
وقد نقل الشيخ الكلينيّ في الكافي ج 1 ص 317 إحدى وصايا الإمام الكاظم عليه السلام أنّه جعل أمر زواجهنّ للإمام الرضا عليه السلام ففي الرواية عنه عليه السلام: "..وإن أراد رجل منهم أن يزوّج أخته فليس له أن يزوّجها إلّا بإذنه وأمره، فإنّه أعرف بمناكح قومه وأيّ سلطان أو أحد من الناس كفّه عن شيء أو حال بينه وبين شيء ممّا ذكرت في كتابي هذا أو أحد ممّن ذكرت، فهو من الله ومن رسوله بريء والله ورسوله منه براء وعليه لعنة الله وغضبه ولعنة اللاعنين والملائكة المقرّبين والنبيّين والمرسلين وجماعة المؤمنين وليس لأحد من السلاطين أن يكفّه عن شيء.." إلى أن يقول: "ولا يزوّج بناتي أحد من إخوتهنّ من أمّهاتهنّ ولا سلطان ولا عمّ إلّا برأيه و مشورته، فإن فعلوا غير ذلك فقد خالفوا الله ورسوله وجاهدوه في ملكه وهو أعرف بمناكح قومه، فإن أراد أن يزوّج زوّج وإن أراد أن يترك ترك وقد أوصيتهنّ بمثل ما ذكرت في كتابي هذا.."
وايضا كما في الكافي ج 7 ص 54 في وصيّته الأخرى بصدقة أرضه على أولاده عليه السلام: "..فإن تزوّجت امرأة من ولد موسى فلا حقّ لها في هذه الصدقة حتّى ترجع إليها بغير زوج فإن رجعت كان لها مثل حظّ التي لم تتزوّج من بنات موسى.."
وبالتأمّل في هذه الروايات ربما يقال: إنّ الإمام الكاظم عليه السلام كان قد أوصى بأن لا تتزوّج إحدى بناته إلّا بإذن الرضا عليه السلام وذلك صيانة لنسل رسول الله أن يقرب منه من ليس كفؤاً له، والذي حثّت الشريعة المقدّسة على ملاحظته في أمر زواج المرأة.
خصوصاً أنّنا نرى هذا الأمر واضحاً في بنات الرسالة اللواتي تربّين في بيت النبوّة والإمامة فها هو الإمام الحسين عليه السلام يقول لابن أخيه الحسن بن الحسن المثنّى لمّا جاءه خاطباً إحدى بنتيه فاطمة أو سكينة وقال: اختر لي إحديهما فقال الحسين عليه السلام: "قد اخترت لك ابنتي فاطمة فهي أكثرهما شبهاً بأمّي فاطمة بنت رسول الله أمّا في الدّين فتقوم الليل كلّه وتصوم النهار وأمّا في الجمال فتشبه الحور العين وأمّا سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله تعالى فلا تصلح لرجل!" كما عن الشيخ عبّاس القمي في الكنى والألقاب ج 2 ص 465.
ومن المحتمل أن يكون بنو العبّاس قد رغبوا بالتزويج بهن ولعلّ كلام الرشيد وسؤاله الإمام عليه السلام عن سبب عدم تزويجه لبناته من أبناء عمومتهن وأكفائهنّ كان يريد به بني العبّاس والإمام لمكان التقيّة لا يمكن أن يجيبه بأنّ هؤلاء ليسوا أكفاء لهنّ فتعلّل له بما ذكر.
كما أنّ من المحتمل أنّ الإمام الكاظم عليه السلام كان يخشى من إخوة الإمام الرضا عليه السلام أن يقوموا بتزويج بناته من بعض الرجال غير الأكفاء فأوصى عليه السلام بأن يكون أمر تزويجهنّ بيد الإمام الرضا عليه السلام خوفاً من قهرهنّ على الزواج بمن لا يرغبن به أو بمن لا يلقن له.
وإلى هذا لعلّه الإشارة في وصيّة الإمام عليه السلام المتقدّمة فقد شدَّد فيها على الأخوة والسلطان فلاحظ.
فمن المحتمل أن يكون هذا أو ذاك سبباً لعدم زواجهنّ- والله العالم- ليضيف إلى مأساتهم واحداً من المحن والابتلاءات الكثيرة التي جرت على آل بيت النبوّة صلوات الله عليهم.
مما قرأته في كتاب كريمة أهل البيت عليها السلام وهو من إعداد ونشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية نقلته بتصرف بسيط جدا ،، صبحكم الله بالخير وكل عام وأنتم بخير وصحة وعافية
http://www.qatifnews.com/index.php?show=news&action=article&id=87359
الاستاذ حسين السيهاتي
27/07/2017م
لم تكن السيّدة المعصومة متزوّجة من أحد من أبناء زمانها وقد روي أنّ هذا كان حال بقيّة أخواتها فقد
ذكر اليعقوبيّ صاحب التاريخ أنّ الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام أوصى ألّا تتزوّج بناته، فلم تتزوّج واحدة منهنّ إلّا أمّ سلمة، فإنّها تزوّجت بمصر، تزوّجها القاسم بن محمّد بن جعفر بن محمّد، فجرى في هذا بينه وبين أهله شيء شديد، حتّى حلف أنّه ما كشف لها كنفاً، وأنّه ما أراد إلّا أن يحجّ بها.
المصدر: اليعقوبيّ: تاريخ اليعقوبيّ ج 2 ص 415.
أقول: يرى المحقق الكبير الشيخ القرشيّ في حياة الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام ج 2 ص 497. أنّ رواية اليعقوبي موضوعة فيقول:
وهذا القول لا يمكن المساعدة عليه بوجه من الوجوه فإنّ وصيّة الإمام عليه السلام..لم تنصّ على منع بناته من الزواج وإنّما جعلت أمر ذلك بيد الإمام الرضا عليه السلام وهذا القول من الغرابة بمكان لم يذكره سواه وهو من الموضوعات إذ كيف يمنع الإمام بناته من الاقتران الذي حثّ عليه الإسلام وندب إليه؟
تذكر بعض المصادر ما لعلّه يكون سبباً وراء عدم زواجهنّ:
1- يقول المحدّث القمّي أعلى الله مقامه في منتهى الآمال ج 2 ص 380- 381 وفي تاريخ قمّ ما حاصله:
أنّ الرضائيّة لم يزوّجوا بناتهم لعدم الكفؤ لهم (كذا) وكان للإمام موسى الكاظم عليه السلام إحدى وعشرون بنتاً لم تتزوّج إحداهنّ وكان هذا سائراً في بناتهم وقد أوقف محمّد (الجواد) بن عليّ الرضا عليه السلام قرى في المدينة على أخواته وبناته اللاتي لم يتزوجن وكان يرسل نصيب الرضائيّة من منافع هذه القرى من المدينة إلى قمّ
2- وفيما أجاب به الكاظم عليه السلام هارون الرشيد حينما سأله كما عن الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 1 ص 85: فلم لا تزوّج النسوان من بني عمومتهنّ وأكفائهنّ؟ قال: "اليد تقصر عن ذلك" قال: فما حال الضيعة؟ قال: "تعطي في وقت وتمنع في آخر.."
3- وذكر هاشم السيّد أبو الحسن في سيّدة عشّ آل محمّد , ص 47 أنّ ذلك جاء نتيجة الضغوطات العنيفة والممارسات التعسفيّة التي كانت السلطة العبّاسيّة تنتهجها تجاه الأئمّة عليهم السلام وشيعتهم فما كان أحدٌ ليجرأ أن يتقدّم من الإمام ليطلب كريمته. بل إنّ الشيعة- في فترات مختلفة من الزمن- ما كانوا ليقتربوا من دار المعصومين عليهم السلام في استفتاءاتهم فما ظنّك بمن يريد مصاهرة الإمام؟
وقد نقل الشيخ الكلينيّ في الكافي ج 1 ص 317 إحدى وصايا الإمام الكاظم عليه السلام أنّه جعل أمر زواجهنّ للإمام الرضا عليه السلام ففي الرواية عنه عليه السلام: "..وإن أراد رجل منهم أن يزوّج أخته فليس له أن يزوّجها إلّا بإذنه وأمره، فإنّه أعرف بمناكح قومه وأيّ سلطان أو أحد من الناس كفّه عن شيء أو حال بينه وبين شيء ممّا ذكرت في كتابي هذا أو أحد ممّن ذكرت، فهو من الله ومن رسوله بريء والله ورسوله منه براء وعليه لعنة الله وغضبه ولعنة اللاعنين والملائكة المقرّبين والنبيّين والمرسلين وجماعة المؤمنين وليس لأحد من السلاطين أن يكفّه عن شيء.." إلى أن يقول: "ولا يزوّج بناتي أحد من إخوتهنّ من أمّهاتهنّ ولا سلطان ولا عمّ إلّا برأيه و مشورته، فإن فعلوا غير ذلك فقد خالفوا الله ورسوله وجاهدوه في ملكه وهو أعرف بمناكح قومه، فإن أراد أن يزوّج زوّج وإن أراد أن يترك ترك وقد أوصيتهنّ بمثل ما ذكرت في كتابي هذا.."
وايضا كما في الكافي ج 7 ص 54 في وصيّته الأخرى بصدقة أرضه على أولاده عليه السلام: "..فإن تزوّجت امرأة من ولد موسى فلا حقّ لها في هذه الصدقة حتّى ترجع إليها بغير زوج فإن رجعت كان لها مثل حظّ التي لم تتزوّج من بنات موسى.."
وبالتأمّل في هذه الروايات ربما يقال: إنّ الإمام الكاظم عليه السلام كان قد أوصى بأن لا تتزوّج إحدى بناته إلّا بإذن الرضا عليه السلام وذلك صيانة لنسل رسول الله أن يقرب منه من ليس كفؤاً له، والذي حثّت الشريعة المقدّسة على ملاحظته في أمر زواج المرأة.
خصوصاً أنّنا نرى هذا الأمر واضحاً في بنات الرسالة اللواتي تربّين في بيت النبوّة والإمامة فها هو الإمام الحسين عليه السلام يقول لابن أخيه الحسن بن الحسن المثنّى لمّا جاءه خاطباً إحدى بنتيه فاطمة أو سكينة وقال: اختر لي إحديهما فقال الحسين عليه السلام: "قد اخترت لك ابنتي فاطمة فهي أكثرهما شبهاً بأمّي فاطمة بنت رسول الله أمّا في الدّين فتقوم الليل كلّه وتصوم النهار وأمّا في الجمال فتشبه الحور العين وأمّا سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله تعالى فلا تصلح لرجل!" كما عن الشيخ عبّاس القمي في الكنى والألقاب ج 2 ص 465.
ومن المحتمل أن يكون بنو العبّاس قد رغبوا بالتزويج بهن ولعلّ كلام الرشيد وسؤاله الإمام عليه السلام عن سبب عدم تزويجه لبناته من أبناء عمومتهن وأكفائهنّ كان يريد به بني العبّاس والإمام لمكان التقيّة لا يمكن أن يجيبه بأنّ هؤلاء ليسوا أكفاء لهنّ فتعلّل له بما ذكر.
كما أنّ من المحتمل أنّ الإمام الكاظم عليه السلام كان يخشى من إخوة الإمام الرضا عليه السلام أن يقوموا بتزويج بناته من بعض الرجال غير الأكفاء فأوصى عليه السلام بأن يكون أمر تزويجهنّ بيد الإمام الرضا عليه السلام خوفاً من قهرهنّ على الزواج بمن لا يرغبن به أو بمن لا يلقن له.
وإلى هذا لعلّه الإشارة في وصيّة الإمام عليه السلام المتقدّمة فقد شدَّد فيها على الأخوة والسلطان فلاحظ.
فمن المحتمل أن يكون هذا أو ذاك سبباً لعدم زواجهنّ- والله العالم- ليضيف إلى مأساتهم واحداً من المحن والابتلاءات الكثيرة التي جرت على آل بيت النبوّة صلوات الله عليهم.
مما قرأته في كتاب كريمة أهل البيت عليها السلام وهو من إعداد ونشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية نقلته بتصرف بسيط جدا ،، صبحكم الله بالخير وكل عام وأنتم بخير وصحة وعافية
http://www.qatifnews.com/index.php?show=news&action=article&id=87359