سياسى
06-04-2005, 11:37 AM
أحمد البغدادي
* أستاذ في جامعة الكويت
كتب الطبيب والكاتب القدير كامل النجار الذي يعيش آمناً محفوظ الكرامة في الغرب, مقالاً نشره في الانترنت حول أزمة العقل الإسلامي, ويقصد به عقل المسلمين وليس الدين ذاته, وتتمثل هذه الأزمة في أن علة العلل لدى المسلمين ظاهرة الإصرار على إنكار تخلفهم في شتى المجالات الإنسانية والعلمية, وأنهم افضل خلق الله, ومن ثم يبررون كل أخطائهم أو يتجاهلونها ببساطة ساذجة. لكن الجميع يرى هذا التخلف, وأن الحل لهذه الازمة المزمنة المستعصية هو إعلان الإنكار, كما هو حال المدمن الذي يقدمه لنا د.
النجار مثلاً حين يطلب العلاج, اذ يطلب منه الطبيب المعالج أولاً وقبل كل شيء, أن يعلن أمام ملأ من الناس أنه مدمن على الكحول أو المخدرات وأنه يبحث عن العلاج للشفاء, بعدها تبدأ أولى خطوات العلاج الحقيقي, لكن ما دام المدمن رافضاً للإقدام على هذه الخطوة فإنه سيستمر في إدمانه وسيلاحظ كل الناس ظواهر الإدمان عليه, برغم كل إصراره على الإنكار بأنه غير مدمن.
العرب فاشلون في كل شيء: التعليم, الاقتصاد, السياسة, الثقافة, الإدارة, التقنيات, الصناعة, وفي العلاقات الإنسانية, وأنه لولا رحمة من الله بوجود العالم الغربي الذي يمده بأنبوب الحياة من قمح وعلاج وتقنيات وتعليم جامعي للمبتعثين, لهلك العرب عن بكرة أبيهم, لان متوسط العمر عندهم لن يصل الى الثلاثين.
وبرغم كل هذا التخلف تجدهم أشد الناس عداء للفكر والحريات المدنية والعلم, وهم لا يملكون حاضرا ولا مستقبلا بالضرورة, كل ما يملكونه ماض مات منذ ما لا يقل عن خمسمئة عام, إن لم يكن أكثر, أي الافتخار بحضارة بائدة. بمنطق بسيط لا يمكن اليوم لسيارة ان تسير من دون وقود, وكذلك الحضارات وتطور البشرية, وقودها الحرية والديمقراطية, وهو ما لا يريد العرب امتلاكه, ومع ذلك يصرون على أنهم أهل الحرية, والفكر والثقافة, ولا يزالون يديرون الاسطوانة المشروخة ان العالم الغربي مدين للحضارة الإسلامية بما وصل إليه اليوم, وهذا قمة الخداع للذات.
العرب اليوم في حاجة الى علاج سريع ينهي إدمانهم على الماضي البائد, ويتيح لهم فرصة جديدة للحياة, ولا يمكن ان يحدث ذلك, إلا كما يقول د. كامل النجار, من دون الاعتراف العلني بأنهم اكثر الأمم تخلفا على وجه البسيطة مقارنة بما يملكونه من ثروات بشرية ومادية. هذه هي الخطوة الاولى, ثم بعدها يبحثون عن العلاج, والوصفة الطبية موجودة من الطبيب الأميركي: الحرية والديمقراطية.
يقول الكاتب المبدع, أدونيس في زاويته »مدارات«:»ان المجتمع الذي يضع الأمن القمعي في الذروة من هرمية اهتماماته, والذي يجعل منه حارسا للسياسة والثقافة, إنما يدمر نفسه بنفسه, فلا أمن إلا بالأمن الذي توفره الحرية والديمقراطية وقيمها. ولهذا عندما يعتقل نظام عربي مواطناً بسبب آرائه وأفكاره, فهو لا يعتقل هذا المواطن وحده, وإنما يعتقل البلاد بكاملها, والحكم الذي يسجن إنساناً لا يرى رأيه, إنما يسجن نفسه«.
العرب اليوم سجناء تاريخ بائد لا يوجد له مفتاح, وليس أمامهم سوى تحطيمه حتى يخرجوا إلى رحابة الحرية. لذلك لابد من تحطيم قيد التاريخ الوهمي الذي يشعرهم بالعظمة الزائفة, الكاذبة. نعم, نأخذ من التاريخ العبرة, لكن أن ننكر ما فيه من سيئات وسلبيات تارة باسم الدين, وأخرى باسم القومية فهذا يصيب عملية التطور الحضاري والرقي المدني في مقتل. وما دام العرب متمسكين بكل ما في التاريخ من زيف وخداع للذات دون تمحيص الحق من الباطل بجرأة العقل فإنهم سيظلون على ما هم عليه أبد الدهر.
أتحفتنا جامعة الكويت في نهاية هذا الفصل الدراسي بثلاث بلاوي:
1- عدم وجود كشوف أسماء الطلبة الخاصة لرصد الدرجات!
2- عدم وجود ماء بارد في هذا الصيف الحار.
3- عدم توفير قاعات واسعة للامتحانات للشعب الدراسية ذات الكثافة الطلابية العالية.
أرأيتم النعيم الذي يعيش فيه الطلبة والأساتذة في ظل الإدارة الجديدة?!
* أستاذ في جامعة الكويت
كتب الطبيب والكاتب القدير كامل النجار الذي يعيش آمناً محفوظ الكرامة في الغرب, مقالاً نشره في الانترنت حول أزمة العقل الإسلامي, ويقصد به عقل المسلمين وليس الدين ذاته, وتتمثل هذه الأزمة في أن علة العلل لدى المسلمين ظاهرة الإصرار على إنكار تخلفهم في شتى المجالات الإنسانية والعلمية, وأنهم افضل خلق الله, ومن ثم يبررون كل أخطائهم أو يتجاهلونها ببساطة ساذجة. لكن الجميع يرى هذا التخلف, وأن الحل لهذه الازمة المزمنة المستعصية هو إعلان الإنكار, كما هو حال المدمن الذي يقدمه لنا د.
النجار مثلاً حين يطلب العلاج, اذ يطلب منه الطبيب المعالج أولاً وقبل كل شيء, أن يعلن أمام ملأ من الناس أنه مدمن على الكحول أو المخدرات وأنه يبحث عن العلاج للشفاء, بعدها تبدأ أولى خطوات العلاج الحقيقي, لكن ما دام المدمن رافضاً للإقدام على هذه الخطوة فإنه سيستمر في إدمانه وسيلاحظ كل الناس ظواهر الإدمان عليه, برغم كل إصراره على الإنكار بأنه غير مدمن.
العرب فاشلون في كل شيء: التعليم, الاقتصاد, السياسة, الثقافة, الإدارة, التقنيات, الصناعة, وفي العلاقات الإنسانية, وأنه لولا رحمة من الله بوجود العالم الغربي الذي يمده بأنبوب الحياة من قمح وعلاج وتقنيات وتعليم جامعي للمبتعثين, لهلك العرب عن بكرة أبيهم, لان متوسط العمر عندهم لن يصل الى الثلاثين.
وبرغم كل هذا التخلف تجدهم أشد الناس عداء للفكر والحريات المدنية والعلم, وهم لا يملكون حاضرا ولا مستقبلا بالضرورة, كل ما يملكونه ماض مات منذ ما لا يقل عن خمسمئة عام, إن لم يكن أكثر, أي الافتخار بحضارة بائدة. بمنطق بسيط لا يمكن اليوم لسيارة ان تسير من دون وقود, وكذلك الحضارات وتطور البشرية, وقودها الحرية والديمقراطية, وهو ما لا يريد العرب امتلاكه, ومع ذلك يصرون على أنهم أهل الحرية, والفكر والثقافة, ولا يزالون يديرون الاسطوانة المشروخة ان العالم الغربي مدين للحضارة الإسلامية بما وصل إليه اليوم, وهذا قمة الخداع للذات.
العرب اليوم في حاجة الى علاج سريع ينهي إدمانهم على الماضي البائد, ويتيح لهم فرصة جديدة للحياة, ولا يمكن ان يحدث ذلك, إلا كما يقول د. كامل النجار, من دون الاعتراف العلني بأنهم اكثر الأمم تخلفا على وجه البسيطة مقارنة بما يملكونه من ثروات بشرية ومادية. هذه هي الخطوة الاولى, ثم بعدها يبحثون عن العلاج, والوصفة الطبية موجودة من الطبيب الأميركي: الحرية والديمقراطية.
يقول الكاتب المبدع, أدونيس في زاويته »مدارات«:»ان المجتمع الذي يضع الأمن القمعي في الذروة من هرمية اهتماماته, والذي يجعل منه حارسا للسياسة والثقافة, إنما يدمر نفسه بنفسه, فلا أمن إلا بالأمن الذي توفره الحرية والديمقراطية وقيمها. ولهذا عندما يعتقل نظام عربي مواطناً بسبب آرائه وأفكاره, فهو لا يعتقل هذا المواطن وحده, وإنما يعتقل البلاد بكاملها, والحكم الذي يسجن إنساناً لا يرى رأيه, إنما يسجن نفسه«.
العرب اليوم سجناء تاريخ بائد لا يوجد له مفتاح, وليس أمامهم سوى تحطيمه حتى يخرجوا إلى رحابة الحرية. لذلك لابد من تحطيم قيد التاريخ الوهمي الذي يشعرهم بالعظمة الزائفة, الكاذبة. نعم, نأخذ من التاريخ العبرة, لكن أن ننكر ما فيه من سيئات وسلبيات تارة باسم الدين, وأخرى باسم القومية فهذا يصيب عملية التطور الحضاري والرقي المدني في مقتل. وما دام العرب متمسكين بكل ما في التاريخ من زيف وخداع للذات دون تمحيص الحق من الباطل بجرأة العقل فإنهم سيظلون على ما هم عليه أبد الدهر.
أتحفتنا جامعة الكويت في نهاية هذا الفصل الدراسي بثلاث بلاوي:
1- عدم وجود كشوف أسماء الطلبة الخاصة لرصد الدرجات!
2- عدم وجود ماء بارد في هذا الصيف الحار.
3- عدم توفير قاعات واسعة للامتحانات للشعب الدراسية ذات الكثافة الطلابية العالية.
أرأيتم النعيم الذي يعيش فيه الطلبة والأساتذة في ظل الإدارة الجديدة?!