طائر
07-23-2017, 10:16 PM
http://static.addiyar.com/storage/authors/119040582213398935.jpg
رضوان الذيب
23 تموز 2017
خطة لتطوير البنى التحتية تنجز في 9 سنوات
طهران
عندما جاءتني الدعوة لزيارة ايران من وزارة الارشاد، جال في مخيلتي شريط من الصور كونته من المحللين السياسيين والممانعين، بأن لا كلام في ايران الا عن الثورة، والصواريخ، والنووي، وجهوزية الحرس الثوري، وتصدير الثورة وتشييع الشعوب. وكنت «مقتنعاً» انه عندما تطأ قدماي ارض طهران لن ارى الا صفوف العسكر «بالكاكي» والجهوزية القتالية الشاملة، ولا وقت للحب والحياة والموسيقى وثقافة الحياة، ولن ارى الا النسوة بلباس «الشادور» والرجال بالقمصان الطويلة... وغيرها من اساليب التشدد وغياب القانون. لكن هذه الصورة انقلبت جذرياً مع وصولي الى المطار وانتهاء اليوم الاول من الرحلة.
وتمنيت لو ان «بلدي» لديه الجزء البسيط من مقومات الدولة الايرانية لكانت انتهت كل مشاكله ونال اللبنانيون حقوقهم وهذا لا يعني ان ايران دولة مثالية بل تحتاج الى الكثير بعد الحصار، لكنك لا يمكن الا ان تقر وتعترف انك امام دولة يحكمها القانون والمؤسسات. تعرف اين مكامن ضعفها ورسمت خطة تطويرية لكل المرافق تحتاج الى تسع سنوات كي تنعكس على 80 مليون ايراني بحبوحة ورخاء.
ايران خضعت لحصار شامل منذ بداية الثورة عام 1978، وتحديداً على الصعيد الصناعي وقطع الغيار، ورغم ذلك حققت انجازات عظيمة ودوراً شمل مساحات في المنطقة، وجاء الاتفاق النووي ورفع الحصار منذ سنتين لينعكس على كل مقومات الحياة، مع خطط لكل مرافق الدولة ستنقل البلاد الى مرحلة جديدة في كل المجالات، وتطور هائل على صعيد الصناعة مع اكتفاء ذاتي، وهذا هو سر «النقزة» الدولية من «العقل الايراني» القادر على تحويل ايران الى قوة اقتصادية عالمية ثالثة بعد الدول الكبرى،
ولذلك من المستحيل ترك ايران «ترتاح» وسيتم خلق العراقيل والمشاكل لها لمنعها من تحقيق هذا التقدم والوصول الى هذه المرتبة، ولذلك ستبقى الصراعات مع دول الخليج وبقرار أميركي لا علاقة له بالسنة والشيعة بل بدور ايران في المنطقة لمنعها من التواصل مع دول الجوار، فالولايات المتحدة تريد دوراً لايران تحت رعايتها، وايران تريد دوراً مستقلاً عن الشرق والغرب وهذا هو سر الكباش الحالي، وطهران تنجز الخطوات للوصول الى هذا الدور وتحقق الانتصارات المطلوبة وتصر على هذا الدور الريادي تحت سقف القرارات الدولية.
في ايران لا وجود لمتطرفين ومعتدلين كما يحاول ان يصور الغرب، والولاء عند الايرانيين للدولة اولا وليس لاي شيء آخر.
فصل السلطات
يتميز الحكم في ايران بفصل للسلطات، فكل سلطة مستقلة عن الاخرى، ومن يقرر السياسة الخارجية، «المرشد الاعلى» وكل السلطات تلتزم بقرار «المرشد» مع حق الاجتهادات، فالايرانيون كلهم مع الاتفاق النووي، وكلهم ضد الارهاب ولقاسم سليماني مهامه ولحسن روحاني مهامه. واذا حصل التباين «فالمرشد» هو الحكم، حتى ان القصف على دير الزور حظي بإجماع كل المسؤولين. «الانفتاح» مطلب كل الايرانيين، وكذلك دعم الرئيس الاسد وحزب الله موضع اجماع من المسؤولين والشعب، القلق من اميركا شامل، وبالتالي لا خلافات جوهرية على الثوابت الاساسية، ولكن لكل اسلوبه. فيما الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كل التقدير والاحترام والاعجاب من الشعب الايراني قبل قادة البلاد.
الانفتاح
الانفتاح في ايران يأخذ مداه، الشباب والصبايا يرتادون المقاهي ويتناولون «الاراكيل» ويسمعون الموسيقى بكل مندرجاتها العربية والاوروبية، الانترنت متوافر لكل الشعب و«السترة» تغطي منتصف الرأس فقط، صبايا ايران «انيقات» من الدرجة الاولى وكذلك الشباب وهم يشبهون اللبنانيين واللبنانيات، لكن هناك ضوابط كثيرة ما زالت تتحكم بالعديد من الامور، والشباب الايراني يعترف بأنه خلال السنتين الماضيتين حصلت تطورات هامة في البلاد وانفتاح كبير لاقى كل الاستحسان مع احترام التنوع. فالنساء تتعاطى بكل الوظائف والسلام بالايدي بين الشباب والنساء مسألة باتت شبه عادية في ايران.
السياحة
اما عن السياحة فهي تأخذ الاهتمام الاكبر حاليا، ودخل ايران هذا العام اكثر من مليوني سائح، وهناك خطط لتطوير الفنادق والكوادر والاماكن السياحية، وكانت زيارتنا الاولى لقصور الشاه، حيث حافظت عليها الدولة وحولتها الى مرافق سياحية، وتستمع من المرشدة السياحية الى شرح عن حياة الشاه واولاده وزوجاته كما هي في الواقع، وتعترف بأنه مرحلة في تاريخ «بلادها» وتشرح ايضاً ان والد الشاه هو من بدأ بانشاء سكك الحديد والمرشدة السياحية تتحدث عن الشاه دون اي عقد، مع جولة على قصره واماكن جلوسه واجتماعاته، وهذا ما استفز بعض اعضاء الوفد الاعلامي اللبناني اكثر من الايرانيين.
وبعد قصور الشاه، انتقلنا الى اكبر برج في طهران وهو من ضمن الابراج العشرة الكبرى في العالم، وبارتفاع 280 متراً، لكن «المصعد» يعتبر الثاني في العالم من حيث السرعة، والوقت بين الطابق الاول والاخير لا يتجاوز الـ5 ثوان.
وبعد البرج زرنا «جسر الفرح» وهو انشئ منذ فترة مع حديقة مساحتها 500 كلم وتضم كل ما يحتاج اليه المواطن له ولاولاده من الترفيه، وتحيط بهذه الحديقة الاشجار وتحديدا «التوت» وسألت المرشدة السياحية لماذا التوت؟ فأجابت لانها تجلب العصافير وتستفيد من التوت صناعياً.
اما جولتنا السياحية الاجمل كوفد اعلامي فكانت لأصفهان وهي من اجمل المدن لجهة المحافظة على تراثها القديم واشجارها المعمرة، هذه المدينة بناها «الصفويون» الذين حولوا الشعب الايراني الى المذهب الشيعي، ولذلك «فهمت» لماذا بعض قوى 14 اذار يتهمون حزب الله بأنه يريد تحويل لبنان الى الصفوية لكنه سها عن بال هؤلاء ان الصفويين تركوا في اصفهان حضارة من اعظم حضارات العالم، حتى ان ملك الصفويين اسس جسراً عظيماً سماه جسر الـ33، تخليداً لذكرى السيد المسيح بعد ان كان مضى على صلبه 33 عاماً، حتى ان عظمة ما تركه الصفويون تحول الى «لغز» للخبراء الاجانب، «عطلوا» بعض الانجازات عندما حاولوا تفكيك رموزها، كالشمعة المضاءة، واهتزاز الجسور، وتقوم بلدية «اصفهان» حاليا بمشاريع عملاقة لتطوير السياحة والمراكز التاريخية مع الحفاظ على طابعها القديم واعادة الحياة الى «شلالات» القصور السياحية.
ويعترف المسؤولون الايرانيون بأنهم مقصرون في هذه النواحي، ويحتاجون الى الكثير من الوقت، مع الاستفادة من السياحات الدينية والمذهبية والتاريخية واكتشاف معالم ايران، مع احترام خصوصيات الشعب الايراني وقوانينه.
البلديات
في ايران، البلديات تتولى المشاريع وتقدم الاقتراحات وتحسن المرافق، ويتألف المجلس البلدي في طهران من 12 عضواً ويديره نجل رفسنجاني، ونال اكبر عدد من الاصوات في الانتخابات البلدية، واذا احتاجت البلدية الى الاموال تطلب من الدولة وبشروط، فبلدية طهران تتولى حاليا توسيع شبكة «المترو» ليصل مداها الى 360 كلم وستنتهي عملية التطوير بعد سنة، وبعمق 25 متر عن سطح الارض، وهذا ما يسمح لـ 12 مليون ايراني في طهران باستخدام المترو وتخفيف ازدحام السير، كونها المشكلة الاساسية في البلاد، مع تطوير البنى التحتية، وهناك مشروع حالياً لبناء سكك حديد كهربائية بين المدن الكبرى هو من مسؤولية البلديات وبإشراف الوزارة المختصة، وفي ايران 18 محافظة، ولكل محافظة مطارها وسيتم تطويرهم جميعا، وبمواصفات عالمية.
الانماء لا علاقة له بالسياسة، اعضاء المجلس البلدي اختصاصيون، المراقبة من المجلس النيابي والاعلام، المشاريع لا تتعطل بمجرد اختلاف اي من المسؤولين كما على الطريقة اللبنانية، الدولة ترسم السياسات الخارجية والعسكرية وخطط البلاد وتقدم الاقتراحات، اما المشاريع وتطويرها فهي من اختصاص البلديات التي تملك صلاحيات واسعة كما ان طهران مقسمة الى اقضية، حيث يتولى المواطن انجاز معاملاته في القضاء دون اي عناء والانتقال الى امكنة بعيدة.
مسؤولون ايرانيون يعترفون بوجود «فساد» وهناك «محظيون» لكن الفساد ليس اكبر من الدولة، «للواسطة» دورها الاكبر، وهي مشكلة يعمل الايرانيون على تطويقها، لكنها لا تعطل الدولة، والبارز انه في جولاتنا السياحية والانمائية لا تسمع اي كلام سياسي مطلقاً، فالسياسة لها مسؤوليها وكل يتحدث عن اختصاصه، ومجال عمله.
العملة الايرانية والصناعة
التعامل بالدولار الاميركي مسموح في بعض الامكنة، ويمكن تصريف «الدولار» في السوق السوداء لكن هناك قيوداً في هذا المجال كي تبقى العملة الوطنية هي الاساس لكن السائح بحاجة الى الكثير من الوقت لكي يفهم تحويل العملة من الدولار الى «التومان»، و«الريال» وهذه تحتاج الى تنظيم. ويمكن ان تكون التعقيدات مطلوبة، لمنع انفلات السوق، اما بالنسبة للصناعة، فـ90% من السيارات العاملة صناعة ايرانية بامتياز، ويتم تطويرها الان حسب متطلبات السوق والانفتاح، كما هناك اكتفاء ذاتي في صناعة الالات الزراعية، والمواد الكهربائية على اختلافها، وهناك ضوابط بالنسبة لاستيراد هذه القطع للحفاظ على الصناعة الايرانية.
الانترنت متوافر لكل الشعب. وهناك ايضاً ضوابط تمنع الحصول على كل ما يمس بالاخلاق والدعاية المغرضة علما ان 8 الاف وفد اجنبي زاروا طهران منذ سنين وبعد توقيع الاتفاق النووي للاستثمار.
السكن
اسعار الشقق السكنية في ايران مرتفعة بشكل كبير، والمشكلة الكبرى امام الشاب الايراني الحصول على شقة سكنية، وبدأت الدولة الان ببناء مئات الاف الشقق في ضواحي طهران، وبأسعار مخفضة وبتقسيط مريح، ودون فوائد، ويتم الاقتطاع شهريا من راتب الموظف. والشقق متنوعة المساحات وكل حسب الطلب مع ارتفاع حجم التقسيط، وسيحل هذا المشروع خلال سنتين مشكلة السكن بنسبة معقولة.
الطبابة والتعليم مجانيان
الطبابة والتعليم في ايران مجانيان، ولكل الشعب ودون ضوابط في السن، وهناك ايضاً مستشفيات خاصة وجامعات خاصة، وحسب الاوضاع المادية للعائلات، المنهاج الانكليزي اضيف الى المرحلة المتوسطة في الرسمي والخاص، الجامعات مختلطة، اما في المدارس فالاختلاط بين الجنسين تم اقراره هذه السنة من الثانوي. الجامعات تعتبر المركز الاساس للنشاط السياسي في البلاد، وهناك تظهر بشكل واضح الميول السياسية والتأييد لروحاني او خاتمي او نجاد او الحرس الثوري، وقوة المحافظين والمعتدلين. لكن «المرشد» فوق هؤلاء جميعاً، وهو المرجع و«الحكم» بإقرار واعتراف واحترام من الجميع ولا خروج عن «طاعته» لانه يشكل الضمانة لحماية البلد.
الصحافة الايرانية
شرح مساعد وزير الارشاد الايراني «الاعلام في لبنان» وواقع الصحافة الايرانية كاشفاً عن وجود 8 الاف صحيفة ورقية والكترونية، بينها 190 صحيفة يومية تلتها في المحافظات مشيراً الى وجود كبير للصحافة المتخصصة مع صحف في اللغة العربية.
ويشير الى وجود هيئة من 7 اشخاص يشرفون على الصحافة مع صلاحيات واسعة وكاملة، والمجلس مؤلف من الوزير وقاض عال المستوى ونائب عن البرلمان، واستاذ جامعي، ومندوب عن المقرات العلمية، ومندوب من اللجنة الثقافية الاسلامية وواحد عن الصحافة.
حسب الدستور الايراني، للصحف كل الحرية بالحديث عن كافة القضايا باستثناء المطالبة بالخروج عن الاسلام والنظام القائم، ونشر الصور الخلاعية او مقالات تحرض على الخلافات بين القوميات او نشر مقالات إلحادية او السرقة الادبية، هناك محكمة خاصة بالصحافة واضيف منذ سنتين منع نشر اي امر يتعلق بالامن القومي الايراني بعد الحرب على الارهاب. وهذا البند جاء بناء على توصية من لجنة الامن القومي، حصلت 12 مخالفة العام الماضي لقوانين الصحافة، لكن قانون الصحافة ينص على «حبس» اي شخص في الحكومة بين سنتين الى 6 سنوات يحاول النيل من الصحافة والصحافيين وفرض شروطه عليهم.
ويضيف مساعد وزير «الارشاد» : لا رقابة مسبقة على الصحف الا في ما يتعلق بالامن القومي. ولا يتم النشر الا بعد موافقة رئيس التحرير العام عن الصحيفة واضاف: «الصحف الاجنبية تدخل الى ايران بما فيها الصحف الاميركية والبريطانية لكن بيعها يتم في مكتبات خاصة كون الطلب عليها محدوداً جداً.
يعترف مساعد الوزير بتراجع الصحافة المكتوبة بشكل لافت جراء انتشار المواقع الالكترونية. وتحاول الصحف الايرانية مواجهة ذلك بنشر «الملاحق الاسبوعية» المتخصصة عن المرأة و«الموضة» والرياضة وغيرها، لكن ايران تتميز بإصدار صحيفة يومية للمكفوفين وتوزع في كل ايران.
ويكشف ان الدولة تقدم المساعدات للصحف الورقية عبر الاعفاء من الضرائب، والكهرباء، والطباعة وشراء الورق، وكل من يريد الاشتراك في صحيفة فان الدولة تدفع نصف قيمة الاشتراك، وهذا يطبّق على كل الصحف التي تتوزع ميولها بين صحف مؤيدة للرئيس روحاني واخرى لنجاد وبعضها لرفسنجاني وهي اقوى صحف البلاد كـ«ايران» و«الوفاق العربية» ولكل مرجع ديني صحيفته الذي يحاول من خلالها بث افكاره وهذا التنوع الصحافي مفصول كلياً عن مشاريع الدولة، والانتخابات تحدد من يملك الثقة الشعبية، وتركز الصحف الايرانية على حسن مراقبة المشاريع والاضاءة على الخلل ايضاً.
وقد نظمت وزارة الارشاد الايرانية جولة للوفد الاعلامي على صحيفة «ايران» و«الوفاق» المؤىدة لرفسنجاني، وشرح لنا مديرها ما تعانيه الصحافة الورقية كاشفاً ان المبيع كان بحدود 600 الف عدد يومياً والان ربما وصل الى النصف لكنه جزم أن لا خوف على الصحافة المكتوبة.
اما وكالة الانباء الايرانية «ارنا» فتركز على كل القضايا وتلتزم بقرار الدولة، وهناك اشراف من المدير العام على الاخبار المتعلقة بأمن الدولة والسياسة الخارجية وتبث وكالة «ايرنا» بأكثر من 10 لغات، وهناك اقسام متخصصة بالرياضة والاقتصاد والادب وغيرها، لكن موظفي الوكالة يكشفون أن الحرية بدأت مع الرئيس خاتمي وتتطور، ودون ضوابط وهي لمصلحة ايران، والتنوع «غنى» حتى ان الفتيات يؤكدن ان تنازل الدولة عن بعض القضايا التي تخصهم تتم «بالمقاومة» السلمية مع التأكيد أن «الانفتاح» تطور كثيراً بعد «الاتفاق النووي» وايران لن تعود الى الوراء مطلقاً. لكن اقتحام الارهابيين للبرلمان جعلهم يتوحدون كلهم حول «حرسهم الثوري» وبأنه الضمانة لحماية ايران، والمدخل لتطورها وتقدمها.
علماً ان عدد سكان ايران يتجاوز 80 مليون نسمة بينهم 7 ملايين سني ومليونا مسيحي يمارسون طقوسهم الدينية بكل حرية حتى ان «القيود» في مناطق المسيحيين مخفضة جداً والحرية اوسع واشمل، وهناك احترام للتقاليد الدينية، اما السنة فهم يتولون مراكز مهمة في الدولة والجيش وسفير ايران في كمبوديا سني، لكن ليس هناك وزراء سنة في الحكومة الحالية بناء على طلبهم، ويوجد مستشار عند الرئيس روحاني من الطائفة السنية حيث يتمتعون بحقوق المواطن الايراني نفسها، ولهم نوابهم وتشهد مناطقهم في الفترة الاخيرة اهتماماً من الدولة على كافة الاصعدة. لكن اكثر ما يلفت الانتباه تواضع المسؤولين الايرانيين فلدى دخولنا الى البرلمان الايراني، يدخل النواب دون اي عراضات او مرافقة وسياراتهم لا تختلف عن سيارة المواطن الايراني العادي، وكل يعمل حسب اختصاصه ودوره.
رضوان الذيب
23 تموز 2017
خطة لتطوير البنى التحتية تنجز في 9 سنوات
طهران
عندما جاءتني الدعوة لزيارة ايران من وزارة الارشاد، جال في مخيلتي شريط من الصور كونته من المحللين السياسيين والممانعين، بأن لا كلام في ايران الا عن الثورة، والصواريخ، والنووي، وجهوزية الحرس الثوري، وتصدير الثورة وتشييع الشعوب. وكنت «مقتنعاً» انه عندما تطأ قدماي ارض طهران لن ارى الا صفوف العسكر «بالكاكي» والجهوزية القتالية الشاملة، ولا وقت للحب والحياة والموسيقى وثقافة الحياة، ولن ارى الا النسوة بلباس «الشادور» والرجال بالقمصان الطويلة... وغيرها من اساليب التشدد وغياب القانون. لكن هذه الصورة انقلبت جذرياً مع وصولي الى المطار وانتهاء اليوم الاول من الرحلة.
وتمنيت لو ان «بلدي» لديه الجزء البسيط من مقومات الدولة الايرانية لكانت انتهت كل مشاكله ونال اللبنانيون حقوقهم وهذا لا يعني ان ايران دولة مثالية بل تحتاج الى الكثير بعد الحصار، لكنك لا يمكن الا ان تقر وتعترف انك امام دولة يحكمها القانون والمؤسسات. تعرف اين مكامن ضعفها ورسمت خطة تطويرية لكل المرافق تحتاج الى تسع سنوات كي تنعكس على 80 مليون ايراني بحبوحة ورخاء.
ايران خضعت لحصار شامل منذ بداية الثورة عام 1978، وتحديداً على الصعيد الصناعي وقطع الغيار، ورغم ذلك حققت انجازات عظيمة ودوراً شمل مساحات في المنطقة، وجاء الاتفاق النووي ورفع الحصار منذ سنتين لينعكس على كل مقومات الحياة، مع خطط لكل مرافق الدولة ستنقل البلاد الى مرحلة جديدة في كل المجالات، وتطور هائل على صعيد الصناعة مع اكتفاء ذاتي، وهذا هو سر «النقزة» الدولية من «العقل الايراني» القادر على تحويل ايران الى قوة اقتصادية عالمية ثالثة بعد الدول الكبرى،
ولذلك من المستحيل ترك ايران «ترتاح» وسيتم خلق العراقيل والمشاكل لها لمنعها من تحقيق هذا التقدم والوصول الى هذه المرتبة، ولذلك ستبقى الصراعات مع دول الخليج وبقرار أميركي لا علاقة له بالسنة والشيعة بل بدور ايران في المنطقة لمنعها من التواصل مع دول الجوار، فالولايات المتحدة تريد دوراً لايران تحت رعايتها، وايران تريد دوراً مستقلاً عن الشرق والغرب وهذا هو سر الكباش الحالي، وطهران تنجز الخطوات للوصول الى هذا الدور وتحقق الانتصارات المطلوبة وتصر على هذا الدور الريادي تحت سقف القرارات الدولية.
في ايران لا وجود لمتطرفين ومعتدلين كما يحاول ان يصور الغرب، والولاء عند الايرانيين للدولة اولا وليس لاي شيء آخر.
فصل السلطات
يتميز الحكم في ايران بفصل للسلطات، فكل سلطة مستقلة عن الاخرى، ومن يقرر السياسة الخارجية، «المرشد الاعلى» وكل السلطات تلتزم بقرار «المرشد» مع حق الاجتهادات، فالايرانيون كلهم مع الاتفاق النووي، وكلهم ضد الارهاب ولقاسم سليماني مهامه ولحسن روحاني مهامه. واذا حصل التباين «فالمرشد» هو الحكم، حتى ان القصف على دير الزور حظي بإجماع كل المسؤولين. «الانفتاح» مطلب كل الايرانيين، وكذلك دعم الرئيس الاسد وحزب الله موضع اجماع من المسؤولين والشعب، القلق من اميركا شامل، وبالتالي لا خلافات جوهرية على الثوابت الاساسية، ولكن لكل اسلوبه. فيما الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كل التقدير والاحترام والاعجاب من الشعب الايراني قبل قادة البلاد.
الانفتاح
الانفتاح في ايران يأخذ مداه، الشباب والصبايا يرتادون المقاهي ويتناولون «الاراكيل» ويسمعون الموسيقى بكل مندرجاتها العربية والاوروبية، الانترنت متوافر لكل الشعب و«السترة» تغطي منتصف الرأس فقط، صبايا ايران «انيقات» من الدرجة الاولى وكذلك الشباب وهم يشبهون اللبنانيين واللبنانيات، لكن هناك ضوابط كثيرة ما زالت تتحكم بالعديد من الامور، والشباب الايراني يعترف بأنه خلال السنتين الماضيتين حصلت تطورات هامة في البلاد وانفتاح كبير لاقى كل الاستحسان مع احترام التنوع. فالنساء تتعاطى بكل الوظائف والسلام بالايدي بين الشباب والنساء مسألة باتت شبه عادية في ايران.
السياحة
اما عن السياحة فهي تأخذ الاهتمام الاكبر حاليا، ودخل ايران هذا العام اكثر من مليوني سائح، وهناك خطط لتطوير الفنادق والكوادر والاماكن السياحية، وكانت زيارتنا الاولى لقصور الشاه، حيث حافظت عليها الدولة وحولتها الى مرافق سياحية، وتستمع من المرشدة السياحية الى شرح عن حياة الشاه واولاده وزوجاته كما هي في الواقع، وتعترف بأنه مرحلة في تاريخ «بلادها» وتشرح ايضاً ان والد الشاه هو من بدأ بانشاء سكك الحديد والمرشدة السياحية تتحدث عن الشاه دون اي عقد، مع جولة على قصره واماكن جلوسه واجتماعاته، وهذا ما استفز بعض اعضاء الوفد الاعلامي اللبناني اكثر من الايرانيين.
وبعد قصور الشاه، انتقلنا الى اكبر برج في طهران وهو من ضمن الابراج العشرة الكبرى في العالم، وبارتفاع 280 متراً، لكن «المصعد» يعتبر الثاني في العالم من حيث السرعة، والوقت بين الطابق الاول والاخير لا يتجاوز الـ5 ثوان.
وبعد البرج زرنا «جسر الفرح» وهو انشئ منذ فترة مع حديقة مساحتها 500 كلم وتضم كل ما يحتاج اليه المواطن له ولاولاده من الترفيه، وتحيط بهذه الحديقة الاشجار وتحديدا «التوت» وسألت المرشدة السياحية لماذا التوت؟ فأجابت لانها تجلب العصافير وتستفيد من التوت صناعياً.
اما جولتنا السياحية الاجمل كوفد اعلامي فكانت لأصفهان وهي من اجمل المدن لجهة المحافظة على تراثها القديم واشجارها المعمرة، هذه المدينة بناها «الصفويون» الذين حولوا الشعب الايراني الى المذهب الشيعي، ولذلك «فهمت» لماذا بعض قوى 14 اذار يتهمون حزب الله بأنه يريد تحويل لبنان الى الصفوية لكنه سها عن بال هؤلاء ان الصفويين تركوا في اصفهان حضارة من اعظم حضارات العالم، حتى ان ملك الصفويين اسس جسراً عظيماً سماه جسر الـ33، تخليداً لذكرى السيد المسيح بعد ان كان مضى على صلبه 33 عاماً، حتى ان عظمة ما تركه الصفويون تحول الى «لغز» للخبراء الاجانب، «عطلوا» بعض الانجازات عندما حاولوا تفكيك رموزها، كالشمعة المضاءة، واهتزاز الجسور، وتقوم بلدية «اصفهان» حاليا بمشاريع عملاقة لتطوير السياحة والمراكز التاريخية مع الحفاظ على طابعها القديم واعادة الحياة الى «شلالات» القصور السياحية.
ويعترف المسؤولون الايرانيون بأنهم مقصرون في هذه النواحي، ويحتاجون الى الكثير من الوقت، مع الاستفادة من السياحات الدينية والمذهبية والتاريخية واكتشاف معالم ايران، مع احترام خصوصيات الشعب الايراني وقوانينه.
البلديات
في ايران، البلديات تتولى المشاريع وتقدم الاقتراحات وتحسن المرافق، ويتألف المجلس البلدي في طهران من 12 عضواً ويديره نجل رفسنجاني، ونال اكبر عدد من الاصوات في الانتخابات البلدية، واذا احتاجت البلدية الى الاموال تطلب من الدولة وبشروط، فبلدية طهران تتولى حاليا توسيع شبكة «المترو» ليصل مداها الى 360 كلم وستنتهي عملية التطوير بعد سنة، وبعمق 25 متر عن سطح الارض، وهذا ما يسمح لـ 12 مليون ايراني في طهران باستخدام المترو وتخفيف ازدحام السير، كونها المشكلة الاساسية في البلاد، مع تطوير البنى التحتية، وهناك مشروع حالياً لبناء سكك حديد كهربائية بين المدن الكبرى هو من مسؤولية البلديات وبإشراف الوزارة المختصة، وفي ايران 18 محافظة، ولكل محافظة مطارها وسيتم تطويرهم جميعا، وبمواصفات عالمية.
الانماء لا علاقة له بالسياسة، اعضاء المجلس البلدي اختصاصيون، المراقبة من المجلس النيابي والاعلام، المشاريع لا تتعطل بمجرد اختلاف اي من المسؤولين كما على الطريقة اللبنانية، الدولة ترسم السياسات الخارجية والعسكرية وخطط البلاد وتقدم الاقتراحات، اما المشاريع وتطويرها فهي من اختصاص البلديات التي تملك صلاحيات واسعة كما ان طهران مقسمة الى اقضية، حيث يتولى المواطن انجاز معاملاته في القضاء دون اي عناء والانتقال الى امكنة بعيدة.
مسؤولون ايرانيون يعترفون بوجود «فساد» وهناك «محظيون» لكن الفساد ليس اكبر من الدولة، «للواسطة» دورها الاكبر، وهي مشكلة يعمل الايرانيون على تطويقها، لكنها لا تعطل الدولة، والبارز انه في جولاتنا السياحية والانمائية لا تسمع اي كلام سياسي مطلقاً، فالسياسة لها مسؤوليها وكل يتحدث عن اختصاصه، ومجال عمله.
العملة الايرانية والصناعة
التعامل بالدولار الاميركي مسموح في بعض الامكنة، ويمكن تصريف «الدولار» في السوق السوداء لكن هناك قيوداً في هذا المجال كي تبقى العملة الوطنية هي الاساس لكن السائح بحاجة الى الكثير من الوقت لكي يفهم تحويل العملة من الدولار الى «التومان»، و«الريال» وهذه تحتاج الى تنظيم. ويمكن ان تكون التعقيدات مطلوبة، لمنع انفلات السوق، اما بالنسبة للصناعة، فـ90% من السيارات العاملة صناعة ايرانية بامتياز، ويتم تطويرها الان حسب متطلبات السوق والانفتاح، كما هناك اكتفاء ذاتي في صناعة الالات الزراعية، والمواد الكهربائية على اختلافها، وهناك ضوابط بالنسبة لاستيراد هذه القطع للحفاظ على الصناعة الايرانية.
الانترنت متوافر لكل الشعب. وهناك ايضاً ضوابط تمنع الحصول على كل ما يمس بالاخلاق والدعاية المغرضة علما ان 8 الاف وفد اجنبي زاروا طهران منذ سنين وبعد توقيع الاتفاق النووي للاستثمار.
السكن
اسعار الشقق السكنية في ايران مرتفعة بشكل كبير، والمشكلة الكبرى امام الشاب الايراني الحصول على شقة سكنية، وبدأت الدولة الان ببناء مئات الاف الشقق في ضواحي طهران، وبأسعار مخفضة وبتقسيط مريح، ودون فوائد، ويتم الاقتطاع شهريا من راتب الموظف. والشقق متنوعة المساحات وكل حسب الطلب مع ارتفاع حجم التقسيط، وسيحل هذا المشروع خلال سنتين مشكلة السكن بنسبة معقولة.
الطبابة والتعليم مجانيان
الطبابة والتعليم في ايران مجانيان، ولكل الشعب ودون ضوابط في السن، وهناك ايضاً مستشفيات خاصة وجامعات خاصة، وحسب الاوضاع المادية للعائلات، المنهاج الانكليزي اضيف الى المرحلة المتوسطة في الرسمي والخاص، الجامعات مختلطة، اما في المدارس فالاختلاط بين الجنسين تم اقراره هذه السنة من الثانوي. الجامعات تعتبر المركز الاساس للنشاط السياسي في البلاد، وهناك تظهر بشكل واضح الميول السياسية والتأييد لروحاني او خاتمي او نجاد او الحرس الثوري، وقوة المحافظين والمعتدلين. لكن «المرشد» فوق هؤلاء جميعاً، وهو المرجع و«الحكم» بإقرار واعتراف واحترام من الجميع ولا خروج عن «طاعته» لانه يشكل الضمانة لحماية البلد.
الصحافة الايرانية
شرح مساعد وزير الارشاد الايراني «الاعلام في لبنان» وواقع الصحافة الايرانية كاشفاً عن وجود 8 الاف صحيفة ورقية والكترونية، بينها 190 صحيفة يومية تلتها في المحافظات مشيراً الى وجود كبير للصحافة المتخصصة مع صحف في اللغة العربية.
ويشير الى وجود هيئة من 7 اشخاص يشرفون على الصحافة مع صلاحيات واسعة وكاملة، والمجلس مؤلف من الوزير وقاض عال المستوى ونائب عن البرلمان، واستاذ جامعي، ومندوب عن المقرات العلمية، ومندوب من اللجنة الثقافية الاسلامية وواحد عن الصحافة.
حسب الدستور الايراني، للصحف كل الحرية بالحديث عن كافة القضايا باستثناء المطالبة بالخروج عن الاسلام والنظام القائم، ونشر الصور الخلاعية او مقالات تحرض على الخلافات بين القوميات او نشر مقالات إلحادية او السرقة الادبية، هناك محكمة خاصة بالصحافة واضيف منذ سنتين منع نشر اي امر يتعلق بالامن القومي الايراني بعد الحرب على الارهاب. وهذا البند جاء بناء على توصية من لجنة الامن القومي، حصلت 12 مخالفة العام الماضي لقوانين الصحافة، لكن قانون الصحافة ينص على «حبس» اي شخص في الحكومة بين سنتين الى 6 سنوات يحاول النيل من الصحافة والصحافيين وفرض شروطه عليهم.
ويضيف مساعد وزير «الارشاد» : لا رقابة مسبقة على الصحف الا في ما يتعلق بالامن القومي. ولا يتم النشر الا بعد موافقة رئيس التحرير العام عن الصحيفة واضاف: «الصحف الاجنبية تدخل الى ايران بما فيها الصحف الاميركية والبريطانية لكن بيعها يتم في مكتبات خاصة كون الطلب عليها محدوداً جداً.
يعترف مساعد الوزير بتراجع الصحافة المكتوبة بشكل لافت جراء انتشار المواقع الالكترونية. وتحاول الصحف الايرانية مواجهة ذلك بنشر «الملاحق الاسبوعية» المتخصصة عن المرأة و«الموضة» والرياضة وغيرها، لكن ايران تتميز بإصدار صحيفة يومية للمكفوفين وتوزع في كل ايران.
ويكشف ان الدولة تقدم المساعدات للصحف الورقية عبر الاعفاء من الضرائب، والكهرباء، والطباعة وشراء الورق، وكل من يريد الاشتراك في صحيفة فان الدولة تدفع نصف قيمة الاشتراك، وهذا يطبّق على كل الصحف التي تتوزع ميولها بين صحف مؤيدة للرئيس روحاني واخرى لنجاد وبعضها لرفسنجاني وهي اقوى صحف البلاد كـ«ايران» و«الوفاق العربية» ولكل مرجع ديني صحيفته الذي يحاول من خلالها بث افكاره وهذا التنوع الصحافي مفصول كلياً عن مشاريع الدولة، والانتخابات تحدد من يملك الثقة الشعبية، وتركز الصحف الايرانية على حسن مراقبة المشاريع والاضاءة على الخلل ايضاً.
وقد نظمت وزارة الارشاد الايرانية جولة للوفد الاعلامي على صحيفة «ايران» و«الوفاق» المؤىدة لرفسنجاني، وشرح لنا مديرها ما تعانيه الصحافة الورقية كاشفاً ان المبيع كان بحدود 600 الف عدد يومياً والان ربما وصل الى النصف لكنه جزم أن لا خوف على الصحافة المكتوبة.
اما وكالة الانباء الايرانية «ارنا» فتركز على كل القضايا وتلتزم بقرار الدولة، وهناك اشراف من المدير العام على الاخبار المتعلقة بأمن الدولة والسياسة الخارجية وتبث وكالة «ايرنا» بأكثر من 10 لغات، وهناك اقسام متخصصة بالرياضة والاقتصاد والادب وغيرها، لكن موظفي الوكالة يكشفون أن الحرية بدأت مع الرئيس خاتمي وتتطور، ودون ضوابط وهي لمصلحة ايران، والتنوع «غنى» حتى ان الفتيات يؤكدن ان تنازل الدولة عن بعض القضايا التي تخصهم تتم «بالمقاومة» السلمية مع التأكيد أن «الانفتاح» تطور كثيراً بعد «الاتفاق النووي» وايران لن تعود الى الوراء مطلقاً. لكن اقتحام الارهابيين للبرلمان جعلهم يتوحدون كلهم حول «حرسهم الثوري» وبأنه الضمانة لحماية ايران، والمدخل لتطورها وتقدمها.
علماً ان عدد سكان ايران يتجاوز 80 مليون نسمة بينهم 7 ملايين سني ومليونا مسيحي يمارسون طقوسهم الدينية بكل حرية حتى ان «القيود» في مناطق المسيحيين مخفضة جداً والحرية اوسع واشمل، وهناك احترام للتقاليد الدينية، اما السنة فهم يتولون مراكز مهمة في الدولة والجيش وسفير ايران في كمبوديا سني، لكن ليس هناك وزراء سنة في الحكومة الحالية بناء على طلبهم، ويوجد مستشار عند الرئيس روحاني من الطائفة السنية حيث يتمتعون بحقوق المواطن الايراني نفسها، ولهم نوابهم وتشهد مناطقهم في الفترة الاخيرة اهتماماً من الدولة على كافة الاصعدة. لكن اكثر ما يلفت الانتباه تواضع المسؤولين الايرانيين فلدى دخولنا الى البرلمان الايراني، يدخل النواب دون اي عراضات او مرافقة وسياراتهم لا تختلف عن سيارة المواطن الايراني العادي، وكل يعمل حسب اختصاصه ودوره.