المهدى
06-04-2005, 10:24 AM
إسماعيل الشطي
«كلمة حق يراد بها باطل» الإمام علي ـ كرم الله وجهه ـ لعله من قدر الحركة الاسلامية ان تتصدر صورتها الحالية جماعات تشكلت بطفرات «داروينية» وشخصيات صنعتها احداث مبهمة، واعني بذلك جماعات وشخصيات لا تنتمي الى الامتداد الطبيعي لموكب الحركة الاسلامية، او حتى انشقاقات تظهر من تحت عباءتها، ولعل طالبان نموذج لتلك الطفرة التي لم يكن لولاتها لقاح وحمل ارهاصات إبان الجهاد الافغاني ضد السوفييت، ذلك الجهاد الذي تابعته عن قرب في فترات العقد الماضي بصفتى رئيسا لتحرير مجلة «المجتمع»، غير ان ذلك الكائن الذي لم يمر بمراحل الطفولة والصبى والشباب مسك زمام الامور بدعم غير مفهوم لم تحظ به كل الفصائل التاريخية المتنازعة على القيادة، في سباق لم يتمكن فيه احد من منافسيه مجاراته على المزايدة في الشعارات الاسلامية.
وفي ظل استراتيجية الاحتفاظ بالسيطرة على زمام الامور اهملت طالبان شعبا ووطنا عريقين في افغانستان، مكتفية بالشعارات التي تزيد من اضفاء الشرعية الدينية عليها وكأنها (اي تلك الشرعية الدينية) تكليف سري عليها تحقيقها.
ويمكن تفسير فتوى تحطيم التماثيل البوذية ضمن سياق استراتيجية المزايدة في الشعارات الاسلامية، فتلك الفتوى تمتح «طالبان) سمعة اضافية لتمسكها بأهداب التوحيد، فالاصنام التي تعبد من دون الله هي الشكل الاكثر صراحة وبروزا من اشكال الشرك لدي المسلمين، وهي الشكل الذي لا يختلف على انكاره مسلمون حقيقيون، واي معارضة لتلك الفتوى تبدو عند البعض لاول وهلة تساهلا في حق الله، بينما تبدو عند البعض الآخر تملقا للمجتمع الدولي المنزعج من هذه الفتوى، غير ان الامر في حقيقته له جوانب اكثر بعدا من التساهل او التملق، وهي جوانب لا تعني طالبان ولا تدخل في استراتيجيتها تماما كما لم يعن الأم المدعية امر سليمان عليه السلام بشق الطفل نصفين بين الأمين المتخاصمتين، وهي جوانب لو شملتها الفتوى المزعومة او القرار السياسي الصادر لما انتهت بتلك النتيجة الوخيمة، بل لتبين انها فتوى موجهة لايذاء الاسلام والمسلمين بالعالم، وهو امر لا تأبه له طالبان في ظل استراتيجية المزايدة بالشعارات الاسلامية من اجل استمرار سيطرتها على زمام الامور في افغانستان.
ان تلك الفتوى لم تراع غياب المفهوم السياسي لدار الاسلام الذي تداوله الفقهاء، ولم تراع الوضع، الدولي الجديد الذي يعيش فيه المسلمون اليوم، ولم تراع ان هناك اقليات مسلمة لديها، او ما يطلق عليه صفة المقدسات مثل المساجد والمدارس الدينية والاوقاف والمقابر و(الأضرحة!!) وغيرها، ولم تراع ردود الفعل الانتقامية من المتعصبين ضد الاقليات المسلمة وضد مقدساتهم، ولم تراع حالة التآمر والعداء المتزايدة ضد الاسلام في ظل التحالف الامبريالي الصهيوني ضد الاسلام، فكأنها تريد توسعة دائرة العداء للاسلام وفتح جبهات جديدة مع الديانات الآسيوية، ولم تراع سباق الحضارات اليوم في ابراز الجانب التسامحي في قيمها وموازينها، كأنها تسعى لتأكيد مقولات خصوم الاسلام عن تعصب المسلمين وعنصرية الاسلام ازاء الديانات الاخرى، كما انها لم تراع المشاعر الدينية للكتل البشرية الضخمة التي تقدس تلك التماثيل ولم تتعامل معها بالحسنى، والاخطر من ذلك انها تأتي في ظل محاولات صهيونية لهدم المسجد الاقصى، وكأنها تريد منح الصهاينة سابقة حول هدم المقدسات تبرر لهدم تنفيذ خططهم.. ان هذه الفتوى لها ابعاد خطيرة تضر بالاسلام والمسلمين، فإن كانت مرسومة فانها تفتقت من عقل مدبر شرير، وإن كانت عفوية فانها لم تراع سوى استراتيجيتها التي تتاجر بالشعارات الاسلامية.
غير ان طالبان لا تمثل وحدها الجانب الانتهازي في هذا الخبر، فهناك اطراف اكثر انتهازية في مسكلها من طالبان في هذا الخبر، ففزعة اليونسكو لانقاذ هذه التماثيل تكشف عن تطرفها بالانحياز، فتلك الفزعة لم تظهر عندما قام الهندوس بهدم المسجد البابري التاريخي بالهند، ولم يهب المجتمع الدولي انتصارا للتاريخ والثقافة عندما انهالت المعاول لهدم هذا المسجد، ان الحسنة الوحيدة في فتوى طالبان هو كشفها لازدواجية المعايير في المؤسسات الثقافية الدولية، التي كنا نظن انها محصورة فقط بالمؤسسات الدولية السياسية كمجلس الامن مثلا، واذا كان العالم يهدف لقيام مجتمع دولي مسالم فما عليه الا توحيد المعايير والغاء التمايز بين سكانه، والا فالاعتداءات على التاريخ والمقدسات لن تتوقف.
«كلمة حق يراد بها باطل» الإمام علي ـ كرم الله وجهه ـ لعله من قدر الحركة الاسلامية ان تتصدر صورتها الحالية جماعات تشكلت بطفرات «داروينية» وشخصيات صنعتها احداث مبهمة، واعني بذلك جماعات وشخصيات لا تنتمي الى الامتداد الطبيعي لموكب الحركة الاسلامية، او حتى انشقاقات تظهر من تحت عباءتها، ولعل طالبان نموذج لتلك الطفرة التي لم يكن لولاتها لقاح وحمل ارهاصات إبان الجهاد الافغاني ضد السوفييت، ذلك الجهاد الذي تابعته عن قرب في فترات العقد الماضي بصفتى رئيسا لتحرير مجلة «المجتمع»، غير ان ذلك الكائن الذي لم يمر بمراحل الطفولة والصبى والشباب مسك زمام الامور بدعم غير مفهوم لم تحظ به كل الفصائل التاريخية المتنازعة على القيادة، في سباق لم يتمكن فيه احد من منافسيه مجاراته على المزايدة في الشعارات الاسلامية.
وفي ظل استراتيجية الاحتفاظ بالسيطرة على زمام الامور اهملت طالبان شعبا ووطنا عريقين في افغانستان، مكتفية بالشعارات التي تزيد من اضفاء الشرعية الدينية عليها وكأنها (اي تلك الشرعية الدينية) تكليف سري عليها تحقيقها.
ويمكن تفسير فتوى تحطيم التماثيل البوذية ضمن سياق استراتيجية المزايدة في الشعارات الاسلامية، فتلك الفتوى تمتح «طالبان) سمعة اضافية لتمسكها بأهداب التوحيد، فالاصنام التي تعبد من دون الله هي الشكل الاكثر صراحة وبروزا من اشكال الشرك لدي المسلمين، وهي الشكل الذي لا يختلف على انكاره مسلمون حقيقيون، واي معارضة لتلك الفتوى تبدو عند البعض لاول وهلة تساهلا في حق الله، بينما تبدو عند البعض الآخر تملقا للمجتمع الدولي المنزعج من هذه الفتوى، غير ان الامر في حقيقته له جوانب اكثر بعدا من التساهل او التملق، وهي جوانب لا تعني طالبان ولا تدخل في استراتيجيتها تماما كما لم يعن الأم المدعية امر سليمان عليه السلام بشق الطفل نصفين بين الأمين المتخاصمتين، وهي جوانب لو شملتها الفتوى المزعومة او القرار السياسي الصادر لما انتهت بتلك النتيجة الوخيمة، بل لتبين انها فتوى موجهة لايذاء الاسلام والمسلمين بالعالم، وهو امر لا تأبه له طالبان في ظل استراتيجية المزايدة بالشعارات الاسلامية من اجل استمرار سيطرتها على زمام الامور في افغانستان.
ان تلك الفتوى لم تراع غياب المفهوم السياسي لدار الاسلام الذي تداوله الفقهاء، ولم تراع الوضع، الدولي الجديد الذي يعيش فيه المسلمون اليوم، ولم تراع ان هناك اقليات مسلمة لديها، او ما يطلق عليه صفة المقدسات مثل المساجد والمدارس الدينية والاوقاف والمقابر و(الأضرحة!!) وغيرها، ولم تراع ردود الفعل الانتقامية من المتعصبين ضد الاقليات المسلمة وضد مقدساتهم، ولم تراع حالة التآمر والعداء المتزايدة ضد الاسلام في ظل التحالف الامبريالي الصهيوني ضد الاسلام، فكأنها تريد توسعة دائرة العداء للاسلام وفتح جبهات جديدة مع الديانات الآسيوية، ولم تراع سباق الحضارات اليوم في ابراز الجانب التسامحي في قيمها وموازينها، كأنها تسعى لتأكيد مقولات خصوم الاسلام عن تعصب المسلمين وعنصرية الاسلام ازاء الديانات الاخرى، كما انها لم تراع المشاعر الدينية للكتل البشرية الضخمة التي تقدس تلك التماثيل ولم تتعامل معها بالحسنى، والاخطر من ذلك انها تأتي في ظل محاولات صهيونية لهدم المسجد الاقصى، وكأنها تريد منح الصهاينة سابقة حول هدم المقدسات تبرر لهدم تنفيذ خططهم.. ان هذه الفتوى لها ابعاد خطيرة تضر بالاسلام والمسلمين، فإن كانت مرسومة فانها تفتقت من عقل مدبر شرير، وإن كانت عفوية فانها لم تراع سوى استراتيجيتها التي تتاجر بالشعارات الاسلامية.
غير ان طالبان لا تمثل وحدها الجانب الانتهازي في هذا الخبر، فهناك اطراف اكثر انتهازية في مسكلها من طالبان في هذا الخبر، ففزعة اليونسكو لانقاذ هذه التماثيل تكشف عن تطرفها بالانحياز، فتلك الفزعة لم تظهر عندما قام الهندوس بهدم المسجد البابري التاريخي بالهند، ولم يهب المجتمع الدولي انتصارا للتاريخ والثقافة عندما انهالت المعاول لهدم هذا المسجد، ان الحسنة الوحيدة في فتوى طالبان هو كشفها لازدواجية المعايير في المؤسسات الثقافية الدولية، التي كنا نظن انها محصورة فقط بالمؤسسات الدولية السياسية كمجلس الامن مثلا، واذا كان العالم يهدف لقيام مجتمع دولي مسالم فما عليه الا توحيد المعايير والغاء التمايز بين سكانه، والا فالاعتداءات على التاريخ والمقدسات لن تتوقف.