رستم باشا
07-19-2017, 10:48 PM
July 18 2017
كتب المحلل إيشان ثارور مقالا في صحيفة "واشنطن بوست"، يقول فيه إن الحصار المفروض على قطر بدأ بالانهيار.
ويقول ثارور: "من الصعب التخيل أن قادة السعودية والإمارات العربية المتحدة يفكرون بهذه الطريقة، حيث يصف المسؤولون في حكوماتهم والحكومات التابعة لهم في مصر والبحرين، الحصار الذي فرضوه بشكل جماعي على قطر بداية شهر حزيران/ يونيو، بأنه مؤسف ولكنه ضروري، ويهدف لأن يركع القطريين المزعجين، وكأن قطر، المتهمة من جيرانها بإثارة التطرف قريبا وبعيدا، طفل مزعج يحتاج لانضباط".
ويستدرك الكاتب في مقاله، بأنه "في عالم الكبار والذين يفهمون الجيوسياسية، فإن التحرك السعودي الإماراتي ضد الدوحة لا يبدو وكأنه يحقق أهدافه، وبدلا من عزل قطر فإن الخطوة عمقت من قوة قطر الإقليمية مع تركيا وإيران، فيما لم تنضم لدول الحصار كل من عُمان والكويت الدولتين العضوين في مجلس التعاون الخليجي، فلا تزال المواد الغذائية تتدفق على الموانئ القطرية والمطارات، مهما كانت الرسائل المزدوجة من واشنطن، فالدبلوماسية الأمريكية على ما يبدو تهدف إلى إجراء مصالحة وتسوية مع قطر، لا استسلامها للمطالب التي وضعها التحالف الذي تقوده السعودية".
ويشير ثارور إلى ما ورد في مقال لخبير شؤون الشرق الأوسط في جامعة جورج واشنطن مارك لينتش، الذي قال: "مثل الحرب الكارثية في اليمن، فإن السعودية والإمارات بالغتا بشكل كبير في تقدير منظور النجاح، وفشلتا في وضع خطة (ب) في حال فشلت خطتهما"، وأضاف أن "الرباعي المضاد لقطر بالغ على ما يبدو في تقدير المخاوف القطرية من العزلة داخل مجلس التعاون الخليجي، وقدرته على التسبب بالأذى للجار".
ويلفت الكاتب إلى أن تقريرا جديدا لـ"واشنطن بوست" أضاف للوضع الصعب الذي يواجهه المحاصرون لقطر، فبحسب مصدر أمني لم يكشف عن اسمه، فإن الإمارات العربية المتحدة هي التي تقف وراء عملية القرصنة على مؤسسات الحكومة القطرية الإعلامية، حيث نسبت عملية القرصنة تصريحات للشيخ تميم بن حمد آل ثاني، زعم فيها مديحه لإيران وأنها قوة إسلامية، وأثنى على حركة حماس، مستدركا بأنه رغم النفي القطري الشديد واصلت السعودية والإمارات والبحرين نشر التقارير، وقامت بعد ذلك بحظر المرسلات الإعلامية القطرية، وتبع ذلك فرض حصار اقتصادي وقطع العلاقات الدبلوماسية.
ويورد ثارور أنه جاء في التقرير أن المخابرات الأمريكية علمت من المواد التي توفرت لها وحللتها أن مسؤولين بارزين في الحكومة الإماراتية اجتمعوا في 23 أيار/ مايو؛ لمناقشة الخطة وطرق تطبيقها، ولا يعرف إن كانت الإمارات هي التي قامت بعملية القرصنة، أم أنها استخدمت جهة أخرى.
وينوه الكاتب إلى نفي السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة تقرير الصحيفة، وقال إن الإمارات "لا دور لها في القرصنة المزعومة، التي وردت في التقرير"، وما هو صحيح، بحسب السفير "هو التصرف القطري، في تمويل ودعم ومساعدة المتطرفين، مثل حركة طالبان وحركة حماس.. والتحريض على العنف، وتشجيع التشدد، والتأثير على استقرار الجيران".
ويقول ثارور إن "هناك الكثير من الشائعات السابقة في عالم التلميحات العكرة التي تغذي التوترات، فعندما توترت العلاقات عام 2014 انتشرت شائعات عن منع الإماراتيين والسعوديين من دخول متجر (هارودز) في لندن المملوك من القطريين".
وينقل الكاتب عن محللين، قولهم إن المأزق الحالي هو امتداد للخلافات الطويلة والتوترات مع قطر، التي استفزت جيرانها من خلال استخدام ثروتها لأداء دور أكبر من حجمها على المسرح الدولي، مشيرا إلى أنه في قلب هذا النزاع الخلاف حول دورها في دعم الجماعات المتعددة من سوريا إلى ليبيا، بالإضافة إلى جماعات متشددة، وتمويل قناة "الجزيرة"، التي تريد السعودية والإمارات إغلاقها.
ويفيد ثارور بأن القطريون انتهجوا سياسة خارجية مستقلة عن جيرانهم، من خلال فتح الباب أمام جماعات، مثل حركة طالبان وحركة حماس، والقيام بجهود الوساطة، لافتا إلى ما كتبه ديكلان وولش في "نيويورك تايمز"، قائلا: "في ظل خلفية من سيارات الليموزين الخارقة والمراكب الشراعية الراسية في الخليج، أصبحت الدوحة موطنا للمقاتلين والممولين والأيديولوجيين، ومدينة محايدة مثل فيينا في الحرب الباردة، أو نسخة على الخليج العربي من حانة القراصنة في أفلام حرب النجوم".
ويورد الكاتب نقلا عن الباحث ديفيد روبرتس مؤلف "قطر: تأمين طموحات المدينة- الدولة"، قوله إن "قطر ظلت مكانا للشاردين وغير المرحب بهم"، حيث كان أي شخص في الجزيرة العربية مطلوبا من شيخ أو قبيلة يجد ملجأ في قطر، كما يقول.
ويذكر ثارور أن الدول المتحاربة فيما بينها حليفة للولايات المتحدة ومشاركة في التحالف ضد تنظيم الدولة، ولهذا قام وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بجولة مكوكية بين الكويت وقطر والسعودية، بانتظار ان تثمر جهوده، مشيرا إلى أن تيلرسون وقع اتفاقية تعاون أمني مع قطر، التي قالت إنها الأولى من نوعها، وحثت جيرانها على القيام بالمثل، وردت دول الحصار قائلة إن جهودها هي التي كانت وراء الاتفاقية.
ويخلص الكاتب إلى الإشارة إلى أن الخلاف ليس مرشحا للنهاية في وقت قريب.
كتب المحلل إيشان ثارور مقالا في صحيفة "واشنطن بوست"، يقول فيه إن الحصار المفروض على قطر بدأ بالانهيار.
ويقول ثارور: "من الصعب التخيل أن قادة السعودية والإمارات العربية المتحدة يفكرون بهذه الطريقة، حيث يصف المسؤولون في حكوماتهم والحكومات التابعة لهم في مصر والبحرين، الحصار الذي فرضوه بشكل جماعي على قطر بداية شهر حزيران/ يونيو، بأنه مؤسف ولكنه ضروري، ويهدف لأن يركع القطريين المزعجين، وكأن قطر، المتهمة من جيرانها بإثارة التطرف قريبا وبعيدا، طفل مزعج يحتاج لانضباط".
ويستدرك الكاتب في مقاله، بأنه "في عالم الكبار والذين يفهمون الجيوسياسية، فإن التحرك السعودي الإماراتي ضد الدوحة لا يبدو وكأنه يحقق أهدافه، وبدلا من عزل قطر فإن الخطوة عمقت من قوة قطر الإقليمية مع تركيا وإيران، فيما لم تنضم لدول الحصار كل من عُمان والكويت الدولتين العضوين في مجلس التعاون الخليجي، فلا تزال المواد الغذائية تتدفق على الموانئ القطرية والمطارات، مهما كانت الرسائل المزدوجة من واشنطن، فالدبلوماسية الأمريكية على ما يبدو تهدف إلى إجراء مصالحة وتسوية مع قطر، لا استسلامها للمطالب التي وضعها التحالف الذي تقوده السعودية".
ويشير ثارور إلى ما ورد في مقال لخبير شؤون الشرق الأوسط في جامعة جورج واشنطن مارك لينتش، الذي قال: "مثل الحرب الكارثية في اليمن، فإن السعودية والإمارات بالغتا بشكل كبير في تقدير منظور النجاح، وفشلتا في وضع خطة (ب) في حال فشلت خطتهما"، وأضاف أن "الرباعي المضاد لقطر بالغ على ما يبدو في تقدير المخاوف القطرية من العزلة داخل مجلس التعاون الخليجي، وقدرته على التسبب بالأذى للجار".
ويلفت الكاتب إلى أن تقريرا جديدا لـ"واشنطن بوست" أضاف للوضع الصعب الذي يواجهه المحاصرون لقطر، فبحسب مصدر أمني لم يكشف عن اسمه، فإن الإمارات العربية المتحدة هي التي تقف وراء عملية القرصنة على مؤسسات الحكومة القطرية الإعلامية، حيث نسبت عملية القرصنة تصريحات للشيخ تميم بن حمد آل ثاني، زعم فيها مديحه لإيران وأنها قوة إسلامية، وأثنى على حركة حماس، مستدركا بأنه رغم النفي القطري الشديد واصلت السعودية والإمارات والبحرين نشر التقارير، وقامت بعد ذلك بحظر المرسلات الإعلامية القطرية، وتبع ذلك فرض حصار اقتصادي وقطع العلاقات الدبلوماسية.
ويورد ثارور أنه جاء في التقرير أن المخابرات الأمريكية علمت من المواد التي توفرت لها وحللتها أن مسؤولين بارزين في الحكومة الإماراتية اجتمعوا في 23 أيار/ مايو؛ لمناقشة الخطة وطرق تطبيقها، ولا يعرف إن كانت الإمارات هي التي قامت بعملية القرصنة، أم أنها استخدمت جهة أخرى.
وينوه الكاتب إلى نفي السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة تقرير الصحيفة، وقال إن الإمارات "لا دور لها في القرصنة المزعومة، التي وردت في التقرير"، وما هو صحيح، بحسب السفير "هو التصرف القطري، في تمويل ودعم ومساعدة المتطرفين، مثل حركة طالبان وحركة حماس.. والتحريض على العنف، وتشجيع التشدد، والتأثير على استقرار الجيران".
ويقول ثارور إن "هناك الكثير من الشائعات السابقة في عالم التلميحات العكرة التي تغذي التوترات، فعندما توترت العلاقات عام 2014 انتشرت شائعات عن منع الإماراتيين والسعوديين من دخول متجر (هارودز) في لندن المملوك من القطريين".
وينقل الكاتب عن محللين، قولهم إن المأزق الحالي هو امتداد للخلافات الطويلة والتوترات مع قطر، التي استفزت جيرانها من خلال استخدام ثروتها لأداء دور أكبر من حجمها على المسرح الدولي، مشيرا إلى أنه في قلب هذا النزاع الخلاف حول دورها في دعم الجماعات المتعددة من سوريا إلى ليبيا، بالإضافة إلى جماعات متشددة، وتمويل قناة "الجزيرة"، التي تريد السعودية والإمارات إغلاقها.
ويفيد ثارور بأن القطريون انتهجوا سياسة خارجية مستقلة عن جيرانهم، من خلال فتح الباب أمام جماعات، مثل حركة طالبان وحركة حماس، والقيام بجهود الوساطة، لافتا إلى ما كتبه ديكلان وولش في "نيويورك تايمز"، قائلا: "في ظل خلفية من سيارات الليموزين الخارقة والمراكب الشراعية الراسية في الخليج، أصبحت الدوحة موطنا للمقاتلين والممولين والأيديولوجيين، ومدينة محايدة مثل فيينا في الحرب الباردة، أو نسخة على الخليج العربي من حانة القراصنة في أفلام حرب النجوم".
ويورد الكاتب نقلا عن الباحث ديفيد روبرتس مؤلف "قطر: تأمين طموحات المدينة- الدولة"، قوله إن "قطر ظلت مكانا للشاردين وغير المرحب بهم"، حيث كان أي شخص في الجزيرة العربية مطلوبا من شيخ أو قبيلة يجد ملجأ في قطر، كما يقول.
ويذكر ثارور أن الدول المتحاربة فيما بينها حليفة للولايات المتحدة ومشاركة في التحالف ضد تنظيم الدولة، ولهذا قام وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بجولة مكوكية بين الكويت وقطر والسعودية، بانتظار ان تثمر جهوده، مشيرا إلى أن تيلرسون وقع اتفاقية تعاون أمني مع قطر، التي قالت إنها الأولى من نوعها، وحثت جيرانها على القيام بالمثل، وردت دول الحصار قائلة إن جهودها هي التي كانت وراء الاتفاقية.
ويخلص الكاتب إلى الإشارة إلى أن الخلاف ليس مرشحا للنهاية في وقت قريب.