جمال
06-03-2005, 09:41 PM
الجينز ينافس الشادور في ساحة الثورة وسط طهران
صراع حضارات حقيقي في شوارع طهران
يترك الرئيس الإيراني محمد خاتمي بانتهاء ولايته, مجتمعا اكثر حرية وانفتاحا على العالم وان كان شبانه بصورة خاصة يطلبون اكثر من ذلك بكثير من رجال الدين الذين يحكمون البلاد.
وشهدت إيران خلال ولايتيه اللتين استمرتا ثماني سنوات تبدلات لا يبدي اي مرشح لخلافته رغبة في العودة عنها.
فلم يعد الازواج الذين يمرون في الشارع مشبوكي الايدي يتعرضون لمضايقات عناصر الميليشيات الاسلامية او على الاقل ليس كما كان الامر من قبل, وتنتشر الهوائيات على السطوح لالتقاط محطات فضائية تروج لانماط غربية من الازياء والسلع والموسيقى.
وغزت المنافسة بين شركتي »اديداس« و »نايكي« الجمهورية الإسلامية, فيما باتت تباع صور لمادونا وديفيد بيكام حول ساحة »انقلاب« (الثورة) في طهران.
وحتى المغنية الاميركية الشابة بريتني سبيرز اصبحت نجمة معروفة بينما تمكن الايرانيون اخيرا من مشاهدة افلام مثل »غانغز اوف نيويورك« (عصابات نيويورك) و »افياتور« (الطيار) في دور السينما و »طروادة« على التلفزيون ولو بعد مرورها على الرقابة التي اعادت كتابة بعض تفاصيل الاسطورة اليونانية لتجعل من هيلانة زوجة باريس شرعا.
ويتهافت الشبان الى الاماكن العامة حيث يتغازل الفتيان والفتيات بخفر. وباتت الايرانيات يتصرفن الى حد ما بطريقة وضع الحجاب حيث اصبح يكشف الشعر قليلا ويرتدين الوانا زاهية, فيما قصر المعطف الالزامي وضاق ليلامس اجساد بعض الفتيات المولعات بالموضة.
غير ان الكثير من الإيرانيين ينفون ان تكون هذه الحرية اكتسبت بفضل محمد خاتمي, معتبرين انها امر محتوم بالنسبة لشعب ثلثيه دون الثلاثين من العمر.
وقال محمد خاتمي »اعترف بانني لم احقق اهدافي بنسبة مئة في المئة لكن مواقفي ارغمت اولئك الذين كانوا يعارضونها على التكيف مع التطور الاجتماعي«.
واوضح محمد علي ابطحي احد المقربين من الرئيس ان »اكبر نجاح حققه خاتمي كان ترسيخ الاصلاحات في المجتمع وهو واكب الايرانيين على طريق الاصلاح بدل ان يسعى ليكون بطلهم«.
ورأى المحلل سعيد ليلاز ان »السلطة كانت قبل ثماني سنوات تتدخل في جميع نواحي الحياة الخاصة. اما اليوم, فحتى القضاء وقوات الأمن بدلت موقفها واخذت المظاهر الاستبداية للنظام تتلاشى«.
واشار الى انه »في وسع السلطة حظر صحف مثلما فعلت عام 2000 بالنسبة لمئة مطبوعة, لكنها لا تفعل«.
وعلى الرغم من الرقابة ومن اغلاق الصحف, في وسع القارئ ان يختار بين خمسين صحيفة وطنية وليس خمسة فقط كما في العام 1997 عند انتخاب خاتمي.
واصبحت الصحافة تورد انتقدات مدهشة ولو نسبية, غير ان هذه الفسحة النقدية تبقى محدودة اذ لا يزال المحافظون يمسكون بزمام السلطة وقادرون على ممارسة القمع.
وما زال الصحافيون والمنشقون يزجون في السجون فيما يعتبر الطلاب ان الرئيس »تخلى عنهم« خلال التظاهرات الضخمة التي جرت عام 1999 وقوبلت بقمع عنيف.
ومن الماˆخذ الرئيسية على الرئيس المنتهية ولايته عجزه عن التصدي لهيمنة المحافظين, الى جانب تفشي البطالة. وتشير الارقام الرسمية الى ان 11 في المئة من السكان العاملين عاطلون عن العمل, غير ان هذه الارقام تعتبر دون النسبة الحقيقية التي تقدر معدل البطالة بين الشبان بربع عددهم.
وهذا الوضع يغلب على بعض النجاحات الاقتصادية مثل توحيد معدلات الصرف وانشاء صندوق احتياطي من العملات الاجنبية.
كما حققت حكومة خاتمي معدل نمو سنوي يبلغ 5.5 في المئة غير ان هذا الانجاز لا يحجب في المقابل التضخم الذي يقدر رسميا باكثر من 13 في المئة ويعتقد انه يتخطى في الواقع هذا المعدل بكثير وكذلك الحاجة الى اصلاح اقتصاد تهيمن عليه الدولة ويبقى مرهونا بالعائدات النفطية.
وباختيارها الانفراج والحلحلة في علاقاتها الدولية, نجحت الحكومة ولو بصورة غير كاملة في اجتذاب الاستثمارات الاجنبية وعلى الاخص في قطاع الطاقة.
وتم تطبيع العلاقات مع الدول العربية والاوروبية في عهد خاتمي, غير ان الخلاف مع الولايات المتحدة لا يزال قائما.
وقل محلل ايراني بهذا الصدد »في ما يتعلق بالولايات المتحدة, فان (خاتمي) ليس من يتحكم باللعبة بل المرشد الاعلى هو الذي يقرر«.
صراع حضارات حقيقي في شوارع طهران
يترك الرئيس الإيراني محمد خاتمي بانتهاء ولايته, مجتمعا اكثر حرية وانفتاحا على العالم وان كان شبانه بصورة خاصة يطلبون اكثر من ذلك بكثير من رجال الدين الذين يحكمون البلاد.
وشهدت إيران خلال ولايتيه اللتين استمرتا ثماني سنوات تبدلات لا يبدي اي مرشح لخلافته رغبة في العودة عنها.
فلم يعد الازواج الذين يمرون في الشارع مشبوكي الايدي يتعرضون لمضايقات عناصر الميليشيات الاسلامية او على الاقل ليس كما كان الامر من قبل, وتنتشر الهوائيات على السطوح لالتقاط محطات فضائية تروج لانماط غربية من الازياء والسلع والموسيقى.
وغزت المنافسة بين شركتي »اديداس« و »نايكي« الجمهورية الإسلامية, فيما باتت تباع صور لمادونا وديفيد بيكام حول ساحة »انقلاب« (الثورة) في طهران.
وحتى المغنية الاميركية الشابة بريتني سبيرز اصبحت نجمة معروفة بينما تمكن الايرانيون اخيرا من مشاهدة افلام مثل »غانغز اوف نيويورك« (عصابات نيويورك) و »افياتور« (الطيار) في دور السينما و »طروادة« على التلفزيون ولو بعد مرورها على الرقابة التي اعادت كتابة بعض تفاصيل الاسطورة اليونانية لتجعل من هيلانة زوجة باريس شرعا.
ويتهافت الشبان الى الاماكن العامة حيث يتغازل الفتيان والفتيات بخفر. وباتت الايرانيات يتصرفن الى حد ما بطريقة وضع الحجاب حيث اصبح يكشف الشعر قليلا ويرتدين الوانا زاهية, فيما قصر المعطف الالزامي وضاق ليلامس اجساد بعض الفتيات المولعات بالموضة.
غير ان الكثير من الإيرانيين ينفون ان تكون هذه الحرية اكتسبت بفضل محمد خاتمي, معتبرين انها امر محتوم بالنسبة لشعب ثلثيه دون الثلاثين من العمر.
وقال محمد خاتمي »اعترف بانني لم احقق اهدافي بنسبة مئة في المئة لكن مواقفي ارغمت اولئك الذين كانوا يعارضونها على التكيف مع التطور الاجتماعي«.
واوضح محمد علي ابطحي احد المقربين من الرئيس ان »اكبر نجاح حققه خاتمي كان ترسيخ الاصلاحات في المجتمع وهو واكب الايرانيين على طريق الاصلاح بدل ان يسعى ليكون بطلهم«.
ورأى المحلل سعيد ليلاز ان »السلطة كانت قبل ثماني سنوات تتدخل في جميع نواحي الحياة الخاصة. اما اليوم, فحتى القضاء وقوات الأمن بدلت موقفها واخذت المظاهر الاستبداية للنظام تتلاشى«.
واشار الى انه »في وسع السلطة حظر صحف مثلما فعلت عام 2000 بالنسبة لمئة مطبوعة, لكنها لا تفعل«.
وعلى الرغم من الرقابة ومن اغلاق الصحف, في وسع القارئ ان يختار بين خمسين صحيفة وطنية وليس خمسة فقط كما في العام 1997 عند انتخاب خاتمي.
واصبحت الصحافة تورد انتقدات مدهشة ولو نسبية, غير ان هذه الفسحة النقدية تبقى محدودة اذ لا يزال المحافظون يمسكون بزمام السلطة وقادرون على ممارسة القمع.
وما زال الصحافيون والمنشقون يزجون في السجون فيما يعتبر الطلاب ان الرئيس »تخلى عنهم« خلال التظاهرات الضخمة التي جرت عام 1999 وقوبلت بقمع عنيف.
ومن الماˆخذ الرئيسية على الرئيس المنتهية ولايته عجزه عن التصدي لهيمنة المحافظين, الى جانب تفشي البطالة. وتشير الارقام الرسمية الى ان 11 في المئة من السكان العاملين عاطلون عن العمل, غير ان هذه الارقام تعتبر دون النسبة الحقيقية التي تقدر معدل البطالة بين الشبان بربع عددهم.
وهذا الوضع يغلب على بعض النجاحات الاقتصادية مثل توحيد معدلات الصرف وانشاء صندوق احتياطي من العملات الاجنبية.
كما حققت حكومة خاتمي معدل نمو سنوي يبلغ 5.5 في المئة غير ان هذا الانجاز لا يحجب في المقابل التضخم الذي يقدر رسميا باكثر من 13 في المئة ويعتقد انه يتخطى في الواقع هذا المعدل بكثير وكذلك الحاجة الى اصلاح اقتصاد تهيمن عليه الدولة ويبقى مرهونا بالعائدات النفطية.
وباختيارها الانفراج والحلحلة في علاقاتها الدولية, نجحت الحكومة ولو بصورة غير كاملة في اجتذاب الاستثمارات الاجنبية وعلى الاخص في قطاع الطاقة.
وتم تطبيع العلاقات مع الدول العربية والاوروبية في عهد خاتمي, غير ان الخلاف مع الولايات المتحدة لا يزال قائما.
وقل محلل ايراني بهذا الصدد »في ما يتعلق بالولايات المتحدة, فان (خاتمي) ليس من يتحكم باللعبة بل المرشد الاعلى هو الذي يقرر«.