المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التحليل النفسي للشخصية العراقية



محلل نفسى
06-03-2005, 05:33 PM
الحلقة الأولى

خضير طاهر

تناول الشخصية العراقية من منظور التحليل النفسي أمر في غاية الأهمية، ويفترض أن يكون من أولويات المؤسسات العلمية والنخب العراقية، فما نشهده من تشوهات إجتماعية ومصادرة للحريات وإنعدام إحترام حق الاختلاف والفساد الاداري وسرقات للمال العام وعمالة لأجهزة مخابرات بعض دول الجوار المعادية وجرائم الخطف والارهاب وقطع الرؤوس، وقبلها سلسلة الانقلابات والسجون والاعدامات والمقابر الجماعية.. كل هذه البشاعات هي عبارة عن ظواهر ( ونتائج ) تقف خلفها ( أسباب ) سايكولوجية إستوطنت الشخصية العراقية.


هل توجد شخصية عراقية واحدة ؟.. الجواب بالنفي، فبعد إستبعاد وفرز المشترك العام للنوع الانساني والمشترك القطري الواحد.. ستتجلى لنا تنوعات الشخصية العراقية كالشخصية الشيعية والسنية والكردية وبقية الاقليات الاخرى وسنجد تنوعاً لدرجة التعارض أحيانا.

تقف الشخصية بشكل عام على ثلاثة أركان :

ــ العقلية
ــ النفسية
ــ الجسدية

وهنالك علاقة تفاعلية عضوية تربط منظومة الذات الانسانية هذه و في حال حصول أدنى خلل سيؤثر على كل كيان الذات، والسؤال الكبير الذي علينا مواجهته هو : هل الأسرة العراقية تمتلك الوعي التربوي العلمي لإنجاب أفراد أصحاء ؟.. وهل المدرسة والجامعة لديهما المناهج العلمية وألاساتذة الأسوياء لصناعة شخصيات سليمة تتمتع بالصحة النفسية ؟.. ماذا عن سلطة القبيلة والمؤسسة الدينية والاحزاب والتقاليد والاعراف وقمع الدولة والمفاهيم المغلوطة المكونة لهوية الشخصية العراقية ؟


ورغم وجود الاختلاف مابين ما سوشية الشيعة وسادية السنة وزئبقية الاكراد وأنطوائية الاقليات الاخرى.. توجد ( بنية ) نفسية ترسم الإطار العام الشعوري واللاشعوري للشخصية العراقية.


لايفوتنا الاخذ بنظر الاعتبار تأكيدات التحليل النفسي على مشكلة مقاومة المريض للتحليل النفسي ورد فعله الذي يتجسد على شكل إنكار للمرض وسلوك عدواني موجه ضد المحلل.


والان نعاود المحاولة مرة أخرى ـ كانت المحاولة الاولى قبل عشر سنوات نشرت في بعض صحف المعارضة العراقية ـ لتأمل وتحليل بعض جوانب الشخصية العراقية التي تؤثر على التفكير والسلوك السياسي، فبعد زوال الشماعة التي علقت عليها كل أوجه الخراب بزوال نظام صدام الذي كان ( نتيجة ) للتشوهات النفسية وليس ( سبباً ) وإنكشاف المخبوء ونزف قيح التخلف للعلن... ترى من منكم يمتلك شجاعة التخلي عن تعصبه الطائفي والعرقي والقطري ويصرخ عاليأً مشيراً للامراض و البشاعات؟.

· الحلقة رقم (2) حول ماسوشية الشيعة.

Kta19612@comcast.net

محلل نفسى
06-03-2005, 05:36 PM
الحلقة الثانية

خضير طاهر

ماسوشية الشيعة

الشخصية الشيعية هي نتاج التاريخ بإمتياز بمعنى إنها ليست شخصية عفوية، وإنما هي ترزح تحت إكراهات التاريخ والايديلوجيا وعملية ( التفريس ) التي مارسها اللوبي الايراني منذ أكثر من ألف عام لقولبة شيعة العراق، ونتيجة لعملية غسيل الدماغ الجماعي وإدخال أفكار وطقوس وممارسات بعيدة عن الفطرة الانسانية وطبيعتها العفوية.. ظهر مرض (( الماسوشية )) في المجتمع الشيعي.


من أبرز أعراض مرض (( الماسوشية )) النفسية وليس الجسدية هي التواري خلف الصفوف الامامية وعدم الجرأة في أخذ زمام المبادرة والطليعية وإستمراء الخضوع للافكار والطقوس والاشخاص، وأخطر مافي هذا المرض هو التوجه بصورة لاشعورية الى إتخاذ مواقف وسلوكيات تؤدي الى الاخفاق من أجل الاستلذاذ بعذابات الفشل ونشير إننا لانعمم على جميع الشيعة وإنما نتحدث عن الغالبية العظمى.


العناصر المؤسسة لمرض (( الماسوشية )) لدى الشخصية الشيعية هي :

ــ المنبر الحسيني

ــ طقوس عاشوراء

ــ تقليد المراجع

بالنسبة للمنبر الحسيني فمنذ مئات السنين يقيم الشيعة مآتم الحزن والعزاء بصورة مستمرة سنوياً على ذكرى إستشهاد الامام الحسين بن على بن أبي طالب، ومن طبيعة عمل هذه المنابر هو القيام بضخ وتكريس مفاهيم تحقير الذات والشعور بالذنب والإضطهاد وعدم جدارتها بالحياة، وعادة ماتكون مصحوبة هذه المآتم بالعويل والبكاء، وتعتبر هذه الاجواء والممارسات بيئة مثالية لتحطيم الذات وقتل شعورها بالاعتداد وتشويه إحساسها بالحياة وجمالياتها.


أما طقوس عاشوراء فهي مناسبة تستمر لمدة أربعين يومياً لدى الشيعة وتعتبر تطبيقاً عملياً لمرض (( الماسوشية )) وتعذيب الذات جسدياً ونفسياً، فليس من الطبيعي وفق قوانين الصحة العقلية والنفسية قيام الشيعة بضرب أكتافهم وظهورهم بالسلاسل كل يوم وطوال العشرة الاولى من شهر محرم، ثم تأتي ذروة عملية تعذيب الذات في اليوم العاشر من محرم حينما تخرج المواكب لضرب الرؤوس بالسكاكين وإخراج الدماء بصورة مقززة تتعارض تماما مع تعاليم الاسلام التي تؤكد على أن النظافة من الايمان وتحريم إيذاء النفس.


وبخصوص العنصر الاخير المسبب للمرض وهو تقليد المراجع الذي يتخذ شكل نمط علاقة ( الراعي والقطيع ) بصورة فيها إمتهان ومصادرة لآدمية الانسان وحريته في التفكير والارادة، فكما هو معروف أن القرار الديني والسياسي لشيعة العراق يهيمن عليه اللوبي الايراني منذ اكثر من الف عام وينحصر دور الشيعة فقط في دفع أموال الزكاة والخمس وتقبيل أيادي رجال الدين الفرس الذين يضربون طوقاً حديديأ على المرجعية ويتصدون بشراسة الى كل عنصر عراقي يحاول البروز وقيادة أبناء وطنه من داخل المؤسسة الدينية.


وواضح ان الهدف من آلية عمل تقليد المراجع هو إحداث (( خصاء نفسي )) جماعي وشل الارادة والعقل وقيادة الجموع بصورة عمياء وفق أهواء اللوبي الايراني.


لقد وصلت تآمر المرجعية ورجال الدين الفرس على شيعة العراق الى درجة إصدار فتاوى في السابق منعتهم من الانخراط في وظائف الدولة ودخول المدارس الحكومية بغية تكريس المزيد من الجهل بينهم ومنع تنامي مشاعرهم الوطنية والمشاركة في بناء العراق.


الحلقة رقم ( 3) حول سادية سنة العراق.


Kta19612@comcast.net

زوربا
06-05-2005, 12:29 AM
يبدو ان هذا الكاتب لديه عقدة عنصرية من الفرس

محلل نفسى
06-06-2005, 04:03 PM
التحليل النفسي للشخصية العراقية 3

خضير طاهر


سادية السنة


كان الطرف الصانع لتاريخ العراق منذ أكثر من ألف عام هم السنة إبتداءا من عملهم مع الدولة الاموية في الشام الى السيطرة المباشرة للدولة العباسية في بغداد حتى عند حصول الاحتلال العثماني البغيض كانوا الطرف المقرب منه بحكم الرابطة الطائفية الواحدة وصولاً لتأسيس الدولة العراقية ولغاية إسقاط نظام صدام، لقد نجحوا في الهيمنة على السلطة.. وخسروا القيم والمباديء.


وقبل الحديث عن النزعة السادية لدى الشخصية السنية لابد من الاشارة الى إننا لا نعمم كلامنا على كافة السنة وانما نتكلم عن الغالبية العظمى ويجب الحذر هنا من الوقوع في فخ الطرح المثالي الذي يريد إالغاء مشكلة الشر من الاساس ورؤية مجتمع فاضل بلا مشاكل وتشوهات وبالتالي سنصطدم بالبديهيات والمنطق ونتجاهل سنن الحياة وقوانين الواقع الذي كشف لنا أن بعض المناضلين من الاحزاب الشيعية سرعان ما تحولوا الى مهربين للنفط ولصوص، وكذلك حال الاكراد الذين تحولوا الى جلادين للقوميات التركمانية والكلدواشور.


مرض السادية يكثف معاني السلوك العدواني بمعناه الشامل، وبعيدا عن الاسباب التقليدية لهذا المرض البيئية والوراثية والخلل البايلوجي والعقلي والنفسي... فأن العوامل المسببة للسلوك السادي لدى الشخصية السنية العراقية هي عوامل محلية خاصة تشمل :

ـ طبيعة المكان الصحراوية
ـ الجذور البدوية
ـ الجذور التركية
ـ تضخم مفهوم توكيد الذات


بالنسبة للعامل الاول، فأن معظم المدن التي يقطنها سنة العراق تعتبر مدن صحراوية قاسية ماعدا أجزاء بسيطة ومعروف تأثير طبيعة المكان بهذه المواصفات على تشكل الشخصية من حيث الميول والاتجاهات والمشاعر والافكار ودرجة الاحساس بالقيم والجمال ونوعية التعامل الاجتماعي وكيفية مساهمته في بلورة شخصية خشنة عنيفة.


أما الجذور البدوية لسنة العراق فهي العامل الاكبر في تعزيز السلوك العدواني، فقد كانت الاعراف البدوية في تمجد القوة والغزو وإخضاع الاخر لها دورا كبيرأ في التفكير والممارسة السياسية للسنة.


وبخصوص العامل الاخر وهو الجذور التركية لقطاعات واسعة من السنة، فأن هذا الموضوع كان من الأسرارالمعتم عليها دائما، فالتواجد التركي قديم في العراق أذ أستقدمت الدولة العباسية أعدادا كثيرة منهم لحمايتها وتم إسكانهم في مدينة سامراء التي كان تشمل مدينة تكريت أيضا، و أثناء الاستعمار العثماني تغلل الكثير من الاتراك ضمن صفوف العشائر السنية، ومعروفة الطبيعة الخشنة العدوانية للشخصية التركية.


ووجد عامل توكيد الذات البيئة الشاذة التي غيرت مساره الايجابي، وإتجهت به صوب ميول متضخمة لتوكيد الذات والشعور بالقيمة والاعتبار عن طريق الاستيلاء على السلطة وإخضاع الاخرين بالقوة والبطش والمذابح.


لم تكن عمليات قطع الرؤوس مجرد عمل إجرامي أُرتكب كرد فعل على فقدان السلطة من قبل السنة، بل هو إمتداد لتقاليد وأعراف وقناعات دأبت منذ مئات السنين على إلغاء الاخر وسرقة حصته من ثروات بلده وخطف النساء من الشوارع وإغتصابهن وحفر المقابر الجماعية لابناء الوطن... لقد وصلت الوحشية بالبعض الى إحراق الجنائز القادمة من بغداد الى كربلاء و قتل المشيعين على أساس طائفي.

الحلقة رقم ( 4) زئبقية الاكراد.

Kta19612@comcast.net

محلل نفسى
06-09-2005, 07:35 AM
زئبقية الاكراد

خضير طاهر


يكره الاكراد وضعهم ضمن النسيج الاجتماعي العراقي، فرغم عدم إعتراض الاقليات أخرى كالتركمان والصابئة واليزيدون والكلدوآشور على النظر اليهم كمواطنين عراقيين، نجد الاكراد حتى الذين عاشوا في مدن الوسط والجنوب وبغداد لمدة مئات السنين فهم جميعاً يرفضون إعتبارهم جزءا من الشعب العراقي، ورغم تمتع الاكراد بخيرات وثروات العراق في كل مجالات معيشتهم، فأنك حينما تسأل الكردي العراقي من أي بلد أنت؟ يجيبك أنه كردي دون ذكر العراق حتى لو كان يعيش هو وأجداده في بغداد منذ مئات السنين فهو لايشعر بالانتماء للعراق ويعلن صراحة عن مشاعر الكراهية لكل ماهو عراقي.



يتصف المجتمع الكردي بالطابع العشائري الذي يتخذ شكل جمود صخور الجبال التي تتحطم عليها كل محاولات بلورة وعي نقدي تنويري، فالمحرك الاساسي للشخصية الكردية ليس البديهيات والمنطق والعقلانية، وإنما هو التعصب العرقي العنصري والعناد الذي تشتهر به هذه الشخصية، وأمام إفتراس مشاعر التعصب لهذه الشخصية يتساوى هنا المثقف والشخص الأُ مي الكردي في عدم الايمان ورفض مفاهيم : المواطنة والعيش المشترك وإحترام حق الاختلاف والديمقراطية وحقوق الاقليات... وانني أتحدى كافة القراء أن يذكروا لي أسماً كرديأ واحدا يؤمن بمفاهيم حق المواطنة والمساواة لجميع العراقيين بعيداً عن العرقية والعنصرية؟



بل المضحك أن العناصر الكردية في الحزب الشيوعي العراقي قامت بالانشقاق وأسست حزباً شيوعياً كردياً، فتصوروا المفارقة الشيوعيون الذين ينادون بالاممية والمساواة يوسسون حزباً شيوعياً على أساس عرقي عنصري.


صنعت الجبال سلوك الاكراد وطبعته بطابع خاص أخذ شكل التخفي والافلات من أية تعهدات وإلتزامات، فالحماية التي وفرتها الجبال لهم شجعت الاكراد على التمرد والخروج على القانون والهرب والتخفي في الكهوف والافلات، ولهذا تعد بحق شخصية ( زئبقية) تجمدت على عتبة المفاهيم العشائرية والشحن الايديولوجي العنصري البغيض وكراهية الاخر شريكها في الوطن، وأمام هذا الجمود المزمن يصبح من الصعب حدوث أي تطور نوعي على المجتمع الكردي فكل قيم الحضارة والتنوير كالحرية والمساواة ومفهوم المواطنة لاتجد لها آذان صاغية أمام التمترس خلف صخور التعصب والانغلاق.


الحلقة رقم ( 5) دوافع الانخراط في النشاط السياسي.

Kta19612@comcast.net

تركماني
06-09-2005, 07:44 AM
سوشية الشيعة وسادية السنة وزئبقية الاكراد وأنطوائية الاقليات الاخرى
الى اي المجاميع ينتمي الكاتب؟

علما ان اي شخص يتكلم معمما القومية او الطائفية فتحليله يصيب ويخطيء
وخطئه يعم صوابه كون تحليله النفسي مستند على خطا

والله اعلم

محلل نفسى
06-11-2005, 06:53 AM
التحليل النفسي للشخصية العراقية (5)
خضير طاهر

دوافع الانخراط في النشاط السياسي


كل سلوك بشري يقف خلفه دافع شعوري أو لاشعوري من أجل تحقيق هدف ما، وقضية الدوافع من وراء إنخراط أبناء المجتمع العراقي لممارسة النشاط السياسي تبدو واحدة من أخطر التشوهات النفسية التي أصابة الشخصية العراقية، فأذا كان الفرد المسيس بشكل عام غير مؤمن بالمباديء السياسية التي تخص المجتمع والوطن مثل : حق المواطنة للجميع والديمقراطية كقيمة وممارسة داخل أحزابهم ومع الاخرين وغياب واضح لمشاعر الانتماء الوطني للعراق وتفضيل مصالحه العليا على المصالح الشخصية والحزبية والعرقية والطائفية.


فالسؤال الهام هو : لماذا إذن الانخراط في مجال العمل السياسي اذا كان الساسة العراقيون لايحترمون مباديء العمل السياسي النبيل التي تهدف الى خدمة الوطن ؟.. وبأستثناء العناصر الانتهازية، فأن دوافع الفرد العراقي اللاشعورية التي دفعته للعمل السياسي وتحمل معاناة الملاحقة والاعتقال والاعدامات ليست لها علاقة بالشأن العام، وإنما هي دوافع شخصية محضة، فلو حللنا دوافع عناصر التيارات الرئيسية الثلاثة : الماركسية والقومية والاسلامية سنجد مايلي :


التيار الماركسي:

كان عنصر جذب للكثير من أبناء المجتمع ليس بسبب الايمان بمباديء الماركسية، وإنما لأن الحزب الشيوعي كان يوفر لهم البيئة المناسبة للتعبير عن تمردهم وإحتجاجاتهم على القمع الأسري والعشائري والاجتماعي والديني وإضطهاد السلطة وإعطاء شرعية ودعم من قبل جماعة تشاركهم نفس الميول، وكما هو معروف كان أغلب عناصر الحزب الشيوعي من طبقة العمال والفلاحين البسطاء وكان أكثرهم لايجيد القراءة والكتابة ولايفقه شيئاً من الماركسية، حتى الحديث بالماركسية والايمان بها من قبل البعض يأتي لاحقا وهو غطاء للدوافع اللاشعورية الرافضة للتقاليد والسلطويات المختلفة التي ليس له علاقة بالسياسة.


التيار القومي :

ونقصد به العربي وكافة الاحزاب الكردية مهما كانت تسمياتها فهي أحزاب قومية، وكذلك التنظيمات التركمانية، أن تحول الهوية القومية الى أيديولوجيا سياسية عنصرية هو إمتداد لتقاليد ومفاهيم القبيلة بكل ما تعنيه من تخلف وظلامية، ودوافع إنخراط الافراد في الاحزاب القومية هو إحياء لحياة القبيلة وتكريس للعنصرية، ومن الناحية النفسية يحصل الفرد هنا على نفس المشاعر التي تمنحها القبيلة للافراد من مشاعر الامان والقيمة والاعتبارويتخلص من مشاعر الدونية والنقص من خلال التماهي بالجماعة القبيلة / الحزب، وتغذية نرجسيته عن طريق مقولات وشعارات ديماغوجية تلعب على وتر التعصب العرقي والاعلاء من شأنه عبر عمليات الحفر التاريخي والبحث عن أمجاد الماضي وإستحضارها ونفخها وإسباغ صفات البطولة والتفوق بمساعدة أكداس من القصائد الشعرية والحكايات الاسطورية.


التيار الاسلامي :

دخول الاسلام السياسي الى الحياة السياسية يعد من أخطر فصول تاريخ العراقي الحديث، إذ أن هذا التيار يعتبر تهديداً حقيقياً للوحدة الوطنية نظراً لطبيعة توجهاته الطائفية، وكذلك يشكل خطراً كبيراً على الحريات العامة والديمقراطية وتنمية المجتمع بأتجاه العلمنة والليبرالية، كلنا يعرف أن أعداداً كثيرة من أبناء المجتمع انخرطوا في التيار الاسلامي وتعرضوا للاعتقال والاعدامات، ولكن رغم كل هذه التضحيات الهائلة فأنهم لم يكن لديهم أي مشروع سياسي وطني لصالح عموم البلد، فدوافع إنضمام عناصر هذا التيار ليست لها علاقة بالشعارات المعلنة من قبيل محاربة الظلم والدكتاتورية ونشر العدالة والقيم النبيلة في المجتمع، وإنما ترجع الى عوامل لاشعورية تدفع الفرد الى خيار الاسلام السياسي وليس الايمان بالعقيدة الاسلامية المقدسة فهذا التيار إستقطب الافراد الذين لديهم ميول (( ماسوشية )) عميقة تدفعهم لمعاقبة الذات عن طريق توريطها في نشاط خطر يؤدي بها الى تلقي العذاب والموت تحت ذريعة الجهاد ونيل الشهادة.

لاحظ الاحتفاء والتباهي الغير طبيعي بحوادث الاعتقال والتعذيب والاعدامات من قبل التيار الاسلامي، فليس من المعقول كل هذه الاحتفائية والافتخار الدائم بهكذا مشاهد بشعة، ولو كان الهدف كسب مرضاة الله تعالى ودخول الجنة فأن تحقيق هذا الهدف لايحتاج الى ممارسة العمل السياسي ضمن أحزاب دينية، وإنما مجرد العمل الصالح لخدمة المجتمع وأداء واجبات العبادة كفيل بتحقيق هدف المؤمن بدخول الجنة.

أن العملية السياسية برمتها و بمشاركة كافة الاحزاب طوال تاريخ العراق الحديث كانت عبارة عن صراعات وإنقلابات دموية وعبث وتوريط أبناء الشعب ودفعهم الى المعتقلات والاعدامات دون تحقيق أي هدف وطني لمصلحة العراق.


الحلقة رقم ( 6) غياب رجل الدولة

Kta19612@comcast.net

سمير
06-13-2005, 12:21 AM
شكرا على هذا البحث فقد استفدت منه كثيرا .

محلل نفسى
06-13-2005, 08:25 AM
التحليل النفسي للشخصية العراقية (6)


خضير طاهر

غياب رجل الدولة


لعل أحد أكبر عيوب الشخصية العراقية المزمنة هو الافتقار الى وجود رجل الدولة الذي يتمتع بمزايا الكاريزما والقوة الداخلية المشعة على المحيط المقرونة بالذكاء والقيم الاخلاقية والانتماء الوطني الحقيقي والقدرة على إستقطاب الجماهير وجمع الفرقاء والسير بهم بأتجاه هدف واحد هو بناء الوطن.


في مجتمع أبوي / سلطوي كالمجتمع العراقي الذي تقوم فيه العلاقات الاجتماعية على التراتبية وفق نمط الراعي والقطيع، وتنعدم فيه المساواة وتفصله مسافات شاسعة عن دولة المؤسسات.. يصبح من الضروري وجود رجل الدولة كحاجة ملحة لممارسة دوره السياسي والرمزي الابوي الذي يحل محل سلطة الاب وشيخ القبيلة ورجل الدين.


لقد عانى العراق كثيراً من عدم وجود رجل الدولة الوطني من طراز العظماء : تشرشل وديغول وجورج واشنطن وميتران... وكان البلد تائهاً في صحراء الانقلابات العسكرية والصراعات الحزبية الصبيانية والتكالب على الاستئثار بالسلطة.


تعتبر منظومة التقاليد والاعراف والأساليب التربوية في البيت والمدرسة والجامعة وعموم الثقافة العراقية مقبرة حقيقية قامعة لنمو وتفتح شخصية الفرد وتنمية قدراته الطبيعية في التعبير عن ذاته بعفوية داخل محيط الأسرة وفي مختلف نواحي الحياة، فكل شيء مأزوم ومتوتر وغير عفوي حيث لايوجد إحترام لحق الاختلاف وحرية التعبير والبعد الانساني مفقود في العلاقات الاجتماعية حتى لو حفلت بالعواطف الهوجاء المتطرفة في حالتي الحب والكراهية.


وينظر دائماً الى موضوع الزعامة بمعناه الايجابي الشامل الذي يتضمن قضية رجل الدولة.. ينظر الى هذا الامر من قبل المجتمع بالكثير من الشكوك والاتهامات والتخوين والسخرية... أذ يتم الخلط بين مفهوم الزعامة الوطنية الشريفة الضرورية لضبط إيقاع المجتمع وتوحيده، وبين الساسة الانتهازيين الذين إغتصبوا السلطة وأحدثوا الكوارث المعروفة، وأيضا الساسة الانتهازيين من خارج السلطة الذين تاجروا بدماء الشعب ومصيره، ومع هذا ورغم كل هذه الاعتراضات تجد ان قطاعات كبيرة من المجتمع تنقاد الى زعامات دينية وعشائرية وسياسية هزيلة وبلا مصداقية ولعل هذا السلوك يكشف ليس عن أزدواجية الشخصية العراقية، وإنما عن تعدديتها وتشظيها وإضطرابها المميت.


في ظل أجواء سلطوية مليئة بالممنوعات والمحرمات وإنعدام كل أشكال الحرية والاساليب التربوية العلمية السليمة.. سيكون من الطبيعي أن يصاب الفرد بمرض (( الخصاء النفسي )) وتكمم قدراته وتقتل مواهبه في مجال الزعامة وأخذ زمام المبادرة لقيادة المجتمع قيادة حقيقية بعيداً عن الاعتماد على أسم العائلة وسلطة القبيلة والقدرات المالية وشبكة العلاقات والحيل الديماغوجية لخداع الجماهير.

الحلقة رقم ( 7) الفشل في النشاط الجماعي المؤسساتي.

Kta19612@comcast.net

محلل نفسى
06-15-2005, 07:20 AM
التحليل النفسي للشخصية العراقية (7)


خضير طاهر

الفشل في النشاط الجماعي المؤسساتي


الفشل في النشاط الجماعي مشكلة مزمنة بحجم الكارثة تتجسد على شكل إخفاق دائم في كافة النشاطات المؤسساتية إبتداءاً من النشاط الحزبي لجميع الاحزاب ونزولاً الى النقابات والجمعيات والاتحادات، حتى ادارة مساجد العبادة التي يفترض توفر نكران الذات بمن يشرف عليها فشل العراقيون في إدارتها بما فيها المساجد في أوربا وأمريكا الموجودة في وسط مناخ ديمقراطي وبلدان تشتهر بالعمل المؤسساتي ومع هذا تجد المشاكل بين المشرفين عليها وحدوث الصراعات والانشقاقات بينهم.


قبل الدخول في تفاصيل هذه المشكلة يجب التفريق أولاً مابين الطاقات الفردية التي أنجبها المجتمع وقامت بمبادرات إجتماعية ووطنية وتعرضت للاعتقال والاعدام وأمتلكت مواهب متميزة، فقد حفل العراق بالطاقات الفردية ولكن كان تأثيرها معدوماً ولم تحقق النجاح المطلوب ضمن إطار العمل الجماعي.


كما هو معروف أن النجاح في العمل المؤسساتي يعبر عن درجة الرقي الحضاري وحضور سلطة العقل في تنظيم الحياة والشعور بالمسؤولية حيال المجتمع والوطن وهو ما يتطلب توفر صفات نكران الذات والاستمتاع في ممارسة العمل الجماعي النبيل لخدمة الناس وتنظيم الحياة وديمومتها.


يؤمن التحليل النفسي أن المحرك الاساسي للسلوك ـ ليس العقل ـ وإنما هو منطقة اللاشعور وما تحويه من ذكريات وترسبات وعقد تغذي الفكر والمشاعر والسلوك وفق منطقها ونظامها الخاص، وليس وفق ما يريده العقل، فالعمر الزمني والتعليم والثقافة لاتعني أن الشخص متوازن نفسياً ويستطيع الانخراط في المجتمع ويساهم في أدارة شؤونه.


ومن أهم المعوقات التي تسبب الفشل في النشاط المؤسساتي هي :


ــ المبالغة في محاولة توكيد الذات.

ــ إنعدام وجود الايمان في قيم الخير والاستمتاع بالعمل الجماعي.

ــ الشك في نوايا الاخرين.


بالنسبة لقضية المبالغة في توكيد الذات داخل إطار الجماعة فأن سبب إنحراف هذه النزعة عن مسارها الطبيعي يعود الى الشعور بالدونية والنقص الذي يدفع صاحبه الى الهرب من هذا المرض المؤلم فيصدر عنه رد فعل يأخذ شكل.. سلوك متصلب خشن وميول للتسلط والدكتاتورية والزعامة وبالتالي يصعب عليه التكيف والانسجام مع الجماعة في نشاط ما ولهذا ترى الصراعات أجل الهيمنة والتلسط الذي يتيح للفرد الهرب من شعوره القاسي بالنقص، وهذا الوصف ينطبق على كل من يحاول الظهور بمظهر الانسان القوي الشخصية، فرغم كل مظاهر العنتريات التي التي يبدو عليها ألا انه في حقيقته هو انسان ضعيف ومهزوز ومعذب بمشاعر النقص هذه.


أما إنعدام وجود الايمان في قيم الخير والاستمتاع بالعمل الجماعي، فأن التشوهات النفسية تحول دون تحسس القيم العليا وتذوقها لذاتها بأعتبارها تمثل الخير المطلق بغض النظر عن درجة الالتزام بمفاهيم وأحكام الدين، فالترقي النفسي للوصول الى مرتبة عشق القيم النبيلة وممارستها على أرض الواقع.. تستوجب مغادرة الفرد بسلام لمرحلة ( نرجسية الطفولة ) والخروج من شرنقة الذات والعمل بشكل معافى مع الجماعة.


بقية قضية الشك في نوايا الاخرين وإنعدام الثقة فيهم كأحد أسباب مشاكل العمل المؤسساتي، فأن هذا الشك هو عرض لمرض الشيزوفرينيا / الانفصام الذي من مظاهر ه الشكوك الدائمة بالاخرين وتوهم غدرهم وتأمرهم.


أن المجازر النفسية التي يتعرض لها الفرد العراقي والذي ما أن يفتح عينه على الحياة حتى يجد نفسه مطوقاً بسلسلة من الاعراف والتقاليد والثقافات والممارسات من مختلف الجهات.. هذه المجازر كفيلة في إبادة فرص الصحة النفسية ووقف نمو الشخصية ونضج مشاعرها وإنفعالاتها وميولها وتحسسها للقيم وقدرتها على التكيف مع الجماعة.

الحلقة رقم ( 8 ) غياب إحترام حق الاختلاف.

Kta19612@comcast.net

محلل نفسى
06-19-2005, 12:47 AM
التحليل النفسي للشخصية العراقية (8)

خضير طاهر


غياب إحترام حق الاختلاف

في مجتمع أبوي قائم على نظام الراعي والقطيع وتتجذر فيه الاعراف القبلية وسلطة المؤسسة الدينية وتشيع فيه مفاهيم مغلوطة تضفي الشرعية على القمع والسلوك الدكتاتوري وإلغاء الأخر من قبيل المفاهيم التالية:


(( الأب هو الرب الثاني / الأكبر منك بيوم أكبر منك بسنة / فلان شخص مهذب يروح ويجيء في طريقه صامتاً لادخل له بما يحدث من حوله / الانسان الجيد هو الذي يسمع نصائح الاخرين الاكبر منه سناً / فلان يبدوعليه شخص سيء غير مهذب لايسمع نصائحي وكلامي / لقد قطعت علاقتي به وانهيت صداقتي معه لانه شخص عنيد وافكاره لاتعجبني ولايفكر مثلي/ انه صديق جيد ينسجم ويتطابق معي في كل شيء )) هذه طائفة من المفاهيم التي تتحكم بمفاصل العلاقات الاجتماعية وطريقة التعامل مع الاخر المختلف.


ترتكز ممارسة الحرية والديمقراطية السياسية على قاعدة أساسية هي ضرورة الايمان بوجود فروق فردية بين البشر من حيث القدرات والمواهب والافكار والمشاعر والامزجة وردود الافعال والسلوك ومن حق كل أنسان التعبير عن ذاته وإختلافه عن الاخرين وبناءا على هذا الايمان والقناعة بوجود هذه الفروق الفردية ينتج إحترام حق الاختلاف من قبل الناس الاسوياء والمجتمعات المتحضرة.


ويلعب مرض (( العصاب / خلل وظيفي )) دوراً رئيساً في شيوع الدكتاتورية بشقيها الاجتماعي والسياسي وإنعدام إحترام حق الاختلاف، فالشخص العصابي مأزوم دائماً ويرتدي عدة أقنعة إجتماعية، ويعتمد شعوره بالاستقرار والامان النفسي وقيمته أمام نفسه والمجتمع على درجة مقبوليته من الاخرين وأنسجامهم مع أفكاره وتصرفاته، وفي حال حدوث أي إختلاف معه في التفكير والقناعات والسلوك سيشعر ان أحساسه بالامان النفسي مهدد وعندها ستتحرك في داخله مشاعر الدونية والنقص وستصدر عنه ردود افعال عدوانية تأخذ عدة أشكال كأستخدام السخرية والتهكم وشتى أنواع العدوان اللفظي وربما يتطور الأمر الى أستعمال القوة والسجن والاعدامات.


لقد أثبتت الاحداث خطر الديمقراطية على المجتمع العراقي.. فقد أنطلقت غزائز المجتمع البدائية واصبحت الاكثرية من مختلف الطوائف والاعراق تتعامل بصورة إفتراسية وحشية فيما بينها ومع الوطن والممتلكات العامة وأنتشر الفساد الاداري والارهاب.

الحلقة رقم ( 9) مشاعر الانتماء الوطني.

Kta19612@comcast.net

محلل نفسى
06-19-2005, 12:49 AM
التحليل النفسي للشخصية العراقية (9)

خضير طاهر

مشاعر الانتماء الوطني

أحد أساب خراب العراق يكمن في غياب مشاعر الانتماء الوطني لدى الغالبية العظمى من المواطنين وخصوصاً النخب السياسية التي تلهث خلف مصالحها الشخصية والحزبية والطائفية والعرقية وهنا مكمن الكارثة، علماً هناك فرق بين مشاعر الانتماء الوطني الحقيقي، وبين الحنين للمكان والمدينة والازقة والشوارع والعادات والتقاليد، فالحنين شعور عفوي تشكل بفعل الاعتياد والادمان ولايترتب عليه أي التزام أخلاقي وسياسي وطني، بينما الانتماء الوطني موقف وخيار واحساس شريف بالمسؤولية وتفضيل لمصلحة الوطن على كل المصالح الاخرى.


من عوامل إنعدام وجود مشاعر الانتماء الوطني.. هو عملية الخلط بين السلطة والوطن، فرغم غياب حقوق المواطنة ومصادرتها من قبل السلطات المتعاقبة على حكم العراق، وحرمان المواطن من حقوق : المساواة أمام القانون، والتوزيع العادل للثروات، والمشاركة في صنع القرار السياسي والتعبير عن افكاره بحرية... ألا أنه حصل خلط تمثل في زحف مشاعر السخط على ظلم السلطة الى صورة الوطن فتساوى في الكراهية السلطة والوطن وهذه مشكلة في الادراك والوعي يتحمل الجميع مسؤوليتها.


العامل الاخر هو تنازع الاستقطابات والانتماءات العشائرية والمناطقية والطائفية والعرقية وإفتراس مشاعر التعصب للشخصية العراقية وتغييبها وحجبها للانتماء الوطني مما يعكس حالة من التدني في المستوى الحضاري للمجتمع.


وكذلك عامل تعرض الافراد لمشكلة الاحتجاز داخل قوقعة( الطفولة النفسية ) وضآلة درجة النضج الوجداني / النفسي نتيجة المؤثرات الاسرية والاجتماعية والثقافية التي جمدت تمدد وتفتح وترقي الشخصية نفسياً وثبتتها على مرحلة الطفولة النفسية ومنعتها من الشعور بالمسؤولية والانفتاح على القضايا العامة بأخلاص بغض النظر عن العمر و درجة التعليم والثقافة.


سوف ستفشل كل بنود الدستور مهما كانت براقة وجذابة وهامة، وستفشل كل مشاريع التنمية والبناء، وستفشل كل الجهود حتى على مستوى تنظيف مجاري مدينة بغداد.. طالما لاتوجد مشاعر إنتماء وطني لدى المواطن والسياسي.

الحلقة رقم ( 10 ) التلاقح الحضاري.

Kta19612@comcast.net

محلل نفسى
06-23-2005, 08:59 AM
التحليل النفسي للشخصية العراقية (10)


خضير طاهر


التلاقح الحضاري

يكمن امتياز الانسان في كونه يمتلك القدرات العقلية التي تمنكنه من تغيير الواقع من خلال التفكير والتفكيك والتركيب والابداع وهذا يتطلب وجود مرونة عقلية تتصف بالقدرة على التعلم وهضم المعرفة وإعادة انتاجها وفق ظروف الزمان والمكان ومقتضيات المصلحة الفردية والجماعية.


وأذا تسائلنا : هل أستفاد المجتمع العراقي من معطيات الحضارة ؟.. يكون الجواب بالنفي، فعلى الصعيد السياسي إندفع العراقيون للانخراط في تنظيمات : ماركسية وقومية وأسلامية.. لم تحقق للبلد متطلبات التنمية والديمقراطية وكبدته خسائر كثيرة في الارواح وتبديد الثروات الوطنية، لقد كان السلوك السياسي للشخصية العراقية ضد البديهيات والمنطق ومصالح العراق وإتصف على الدوام ومازال بالتخبط والعشوائية والتدمير الذاتي.


كانت الفاجعة الحضارية الكبرى التي فجعنا بها تتعلق بأحوال أبناء المجتمع العراقي المقيميين في أروبا وأمريكا وكندا وأستراليا، فهؤلاء وفق القوانين الطبيعية للترقي الاجتماعي والحضاري والتأثير والتأثر.. يفترض بهم أنهم تعلموا من تجربة هذه المجتمعات الناجحة في مختلف المجالات وخصوصا فيما يخص العمل المؤسساتي وسلطة القانون وأحترام الحريات العامة.


ألا أن هذه التجمعات العراقية فشلت تماما في التكيف مع إنجازات الحضارة وتطوير ذاتها.. فقد أخفقت على الصعيد الجماعي في تأسيس جمعيات وأتحادات وأحزاب وطنية ديمقراطية تعمل لخدمة العراق، حتى على صعيد السلوك الفردي اليومي نجد المهاجر العراقي ـ غالبا ـ ما يلجأ الى أستغلال أجواء الحرية وحقوق الانسان للاحتيال على القوانيين والقيام بمختلف أعمال الغش داخل الدول التي وفرت له اللجوء والسكن والراتب الشهري ومنحته جنسيتها ـ ونحن هنا لانعمم على جميع المهاجرين وإنما نتكلم عن الغالبية العظمى.



لقد بات سلوك ـ غالبية ـ العراقيين في المهجر مثيرأ للاشمئزاز، فهل يعقل أن يمارس العراقيون في قلب الدول المتحضرة طقوس عاشوراء وضرب الرأس بالسكاكين والانغلاق والتقوقع داخل تجمعات تشبه أقفاص الدجاج، ومن المقرف سماع الدعوات الطائفية والعرقية تصدر عن الجاليات العراقية التي تعيش في بلدان علمانية ليبرالية تطبق مفهوم دولة المواطنة على الجميع، فمن المستهجن أنطلاق الدعوات الطائفية من المهاجرين الشيعة الذين يشكلون نسبة الاكثرية في الخارج، وكذلك الاطروحات العرقية الشوفنية للاكراد لدرجة ترى حتى الكتاب الاكراد الذين يعيشون في رحاب الحضارة الغربية عندما يقوم كاتب ما بالتعريف عن نفسه يذيل أسمه بأنه كاتب كردي فقط دون ذكر العراق الذي يتمتع بثرواته ويعيش في خيراته الاكراد مما يدل على عنصرية و سخف عقليات هؤلاء الكتاب.


يفسر التحليل النفسي ظاهرة إنعدام التلاقح الحضاري ويرجعها الى عدة أسباب منها : الخوف من الانفتاح على الاخر وحضارته بسبب مشاعر النقص التي تدفع الافراد الى التمترس خلف جدار الاعراف والتقاليد بحجة الحفاظ على الهوية والدين والاخلاق، بينما القضية في جوهرها تكمن في وجود مشاعر النقص والخشية من التغيير فالجمود وأبقاء الاوضاع كما هي دون أحداث تبديلات يوفر للخائفين الشعور بالامان النفسي والاستقرار الزائف.


أن التحجر ورفض التطور والتغيير وأستلهام تجارب الاخرين الناجحة يصفه التحليل النفسي بالعناد (( والتشنج العقلي )) الذي يجعل صاحبه مفتقراً للمرونة العقلية والقدرة على رؤية زوايا الحياة المختلفة ويجعله ساكناً.. سكون أهل القبور.


الحلقة رقم ( 11/ والاخيرة ) المستقبل والحتميات البايلوجية.

Kta19612@comcast.net

محلل نفسى
06-23-2005, 09:02 AM
التحليل النفسي للشخصية العراقية 11والاخيرة


خضير طاهر

المستقبل والحتميات البايلوجية


ها أنذا أصل معكم الى الحلقة الاخيرة وربما أكمل هذا البحث وأنشره في كتاب مطبوع مستقبلاً، وأعتذر للحالمين بغد أفضل لأنني قد أجرح نرجسيتهم القطرية وأخدش ما تكدس فيهم من أوهام وأسقاطات أيديولوجية على الواقع، علماً أنني أشترك معهم في نرجستيهم القطرية وعراقيتهم، ولكنني قد أختلف في زاوية النظر وإعمال مشرط النقد والتشريح وفق المنهج المعرفي القائم على الانطلاق من تحليل الواقع كما هو من دون الوقوع في فخ الأسقاط الايديولوجي والاوهام.


وقبل أن أ طرح جوهر فكرتي عن المستقبل أود الاشأرة الى أنني من المؤمنين بمبدأ المساواة بين البشر جميعاً من حيث القيمة الانسانية والحقوق والواجبات، و أني ضد كل أشكال التمييز العنصري.


ألا أن الايمان بمبدأ المساواة بين البشر لايمنع من الاقرار بوجود فروق في الاستعدادات والامكانات والمواهب والطاقات لدى الافراد والجماعات، والاطروحة المركزية التي أركز عليها هنا هي تخص تميز أعراق معينة دون غيرها بطبيعة بنيوية تكوينية بعيداً عن مؤثرات التعليم والثقافة والظروف وأعني بها الحتميات البايلوجية، وهذه الاطروحة ليست لها علاقة بقضية العرق السامي والآري التقليدية العنصرية، فالاكراد والتركمان على سبيل المثال ينتمون الى العرق الآري ولكنهم من النوع الرديء المحدود الامكانات الغير متطور.


والحديث عن ماضي الشخصية العراقية وحاضرها ومستقبلها مرتبط بموضوع نوعية بنية هذه الشخصية البايلوجية المسؤولة عن أمكاناتها وفكرها ومشاعرها وسلوكها على الدوام وبمعزل عن عوامل : التعليم والثقافة والظروف، فالافراد هنا منقادين بواسطة حتميات بايلوجية ثابتة وسأورد بعض الامثلة عن دور الحتميات البايلوجية في صنع تاريخ الشعوب وعموم النهضة العلمية والفكرية :


لنأخذ مثال دولة جنوب أفريقيا التي ظلت لمدة آلاف السنين تعيش هي وكافة دول القارة الافريقية في تخلف وفقر ومجاعات وأكل لحوم البشر... لحين قيام مجموعة من الاوربيين البيض بغزوها وحكمها بالقوة، وخلال فترة قصيرة تمكن النظام العنصري الذي قاده الاوربي من بناء دولة عصرية فيها مؤسسات ونهضة صناعية وصلت الى درجة صناعة الاسلحة وبضمنها القنبلة النووية في الوقت الذي فشلت جميع الدول الافريقية المحكومة من قبل أبناء البلد في بناء دول بمستوى دولة جنوب أفريقيا الحالية.


مثال أخر يخص أستراليا التي كانت جزيرة بدائية متخلفة في كل شيء لغاية إقدام بريطانيا على إبعاد مجموعة من السجناء البريطانيين من أصحاب الجرائم الكبيرة اليها، وخلال فترة قصيرة تمكن هؤلاء السجناء المجرمين من بناء دولة ديمقراطية زراعية صناعية فيها رفاهية اقتصادية وهو الامر الذي عجز عنه سكان البلد الاصليين منذ آلاف السنين.


وكلنا يعرف قصة المعجزة الأمريكية التي صنعها المهاجرون الاروبيون البريطانيون والفرنسيون والالمان في بناء أعظم دولة على وجه الارض من كل النواحي وخلال فترة زمنية قصيرة بعد أن كان سكانها الاصليون الهنود الحمر يعيشون حياة بدائية بسيطة.


وأما عن سبب حدوث هذه المفارقة المتمثلة في فشل سكان البلد الاصليين في بناء أوطانهم وقيادة أنفسهم ونجاح المهاجرين فأن هذا الامر يعود الى الفروق البايلوجية التي يمتاز بها أبناء المجتمعات الاوربية وتحديدأ الدول الاسكندنافية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.


ماذا عن المجتمع العراقي ؟.. نفس الكلام ينطبق عليه، فالمجتمع العراقي فشل على مر التاريخ في قيادة نفسه وبناء وطنه وألاستفادة من الثروات الطبيعية الموجوده في أرضه، أنظروا الى التاريخ وستجدونه متخماً بالصراعات والحروب والقتل والخراب الشامل وسلسلة متواصلة من عملية التدمير الذاتي، والسبب يعود الى بنية وتكوين الشخصية العراقية وأمكاناتها المحدودة الغير قادرة على بلوغ درجات الترقي والتطور النوعي رغم تراكم تجارب التاريخ.. حتى لو توفر لها الظرف المثالي للتعليم والثقافة والحرية كما هو حال افراد الجاليات العراقية في دول أوربا وأمريكا وكندا وأستراليا الذين فشلوا في تحقيق أي تطور على صعيد السلوك الحضاري والنشاط المؤسساتي والابداع العلمي والفكري المتميز.


أما عن الانجازات والابداعات التي حققها السومريون في بداية الخليقة.. فيقول مؤلف موسوعة قصة الحضارة (( ول ديورانت )) أن السومريين أقوام مهاجرة من (أروبا ) الى العراق القديم المسمى بلاد الرافدين وهم لاتربطهم أية رابطة مع سكان العراق الحاليين.


ماذا عن مستقبل العراق ؟.. للأسف البلد يقف على كف عفريت ويعيش في خطر دائم ولكن لاأحد ينتبه للكارثة.. فالعراق مهدد في كل لحظة من خطر إكتشاف بدائل للنفط في مكان ما ويستغني العالم عنه وعندها لاأدري كيف سيعيش الشعب من دون بيع النفط ؟.. دع عنك أوهام الخيرات الزراعية والسياحة الدينية.


الخطر الاخر هو ماسيحدث من مصائب لو إنسحبت أمريكا من العراق فجأة.. فكما هو معروف أن السياسة عالم متحرك ولاتوجد فيها ثوابت وكل شيء متوقع منها، ماذا سيحدث للعراق والوحدة الوطنية قد أجهز عليها وتم ضربها من قبل بقايا البعث المجرمة والاحزاب الشيعية التابعة لايران والاحزاب الكردية العنصرية وعمليا ً أصبح العراق الان مقسماً ؟.. حتما في حال أنسحاب أمريكا ستحدث أم الكوارث أذ سيهجم الاكراد على كركوك والموصل وتحدث مجازر عرقية ضد التركمان والعرب وغيرهم وستتدخل تركيا وتسيطر على منابع النفط في كركوك بحجة حماية التركمان وعندها ستسيل شلالات الدماء، وسيحمل السنة السلاح مجددا ويعاد تشكيل فرق الحرس الجمهوري واجهزة المخابرات والامن من بقايا البعث وستحدث إبادة جماعية للشيعة، وستتدخل أيران وتحتل مدن الجنوب الغنية بالنفط تحت ذريعة حماية الشيعة وستجري على أرض العراق حرب أهلية بشعة لاسامح الله.


أن العراق لايوجد أمامه أي خيار وطني لقيادة نفسه في ظل القصور الذاتي الدائم للمجتمع وإنعدام وجود أحزاب ونخب سياسية وطنية ديمقراطية وفشل كل المحاولات التي قام بها العراقيون لقيادة أنفسهم منذ قيام الدولة الحديثة قبل ثمانين عاما ولغاية اللحظة الراهنة، فلم يبقى أمام العراق سوى خيار الوصاية الامريكية المباشرة التي لابد منها وبصورة مستمرة، فالعراق بحاجة ماسة للوصاية الامريكية في كل شؤونه لبناء بلد ديمقراطي متطور.

Kta19612@comcast.net