المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطابات نصرالله تُدرّس في الجامعات الإسرائيليّة



مطيري شيعي
07-05-2017, 05:04 AM
http://aljadeed.tv/contentfiles/154077Image1.jpg

في كليّة تعليم التحدّث أمام الجمهور، وهي كليّة أكاديميّة في تل أبيب، قام المسؤولون بإدراج خطاب الأمين العّام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عن أنّ "الدولة العبريّة أوهن من بيت العنكبوت" في البرنامج الدراسيّ لفنّ الخطابة والبلاغة في التعبير، بحسب ما مقال مترجم نقله موقع قناة "العالم" عن صحيفة "معاريف" العبرية.

وفي شرحه عن الخطاب، قال أحد المحاضرين في الكليّة إنّ نصرالله هو "أوّل زعيم عربيّ يقوم بتهديد إسرائيل بتوجيه ضربةٍ مؤلمةٍ للمفاعل النوويّ في ديمونا"، بحسب موقع "العالم".

وقال الباحث الإسرائيليّ المختّص في الحرب النفسيّة ينيف ليفيتان، في مقال نشره على موقع صحيفة "معاريف"، إنّ "إحدى أهّم العبر والنتائج المفصليّة في بحث الدعاية (البروباغندا) خلال التاريخ هي أنّ الدولة مُجبرة على الدفاع عن مواطنيها من الدعاية التي ينتهجها العدّو، تحديداً في زمن الحرب".

وتابع قائلاً إنّ "المؤرخّين الذين سيبحثون بشكلٍ علميٍّ وعمليٍّ الحرب الإعلاميّة بين حزب الله وإسرائيل سيتناولون بشكلٍ مُوسّعٍ التسهيلات التي قامت بتقديمها قنوات التلفزيون الإسرائيليّة عندما منحت المنصّة الرئيسيّة لنصرالله"، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ "خطابات نصرالله، التي تمّ بثّها عبر التلفزيون الإسرائيليّ بشكلٍ حيٍّ ومباشرٍ خلال حرب تموز 2006، شملت رسائل خطيرةً للغاية لأنّ البثّ قدّم الخطابات للمُشاهدين الإسرائيليين دون أنْ يقوم المسؤولون بشطب المقاطع الموجهّة التي كان نصرالله يُصّر على استخدامها لإرهاب الإسرائيليين".

ورأى الباحث الإسرائيليّ أنّ أحد الأسباب التي دفعت الإعلام العبريّ إلى نقل الخطابات كما هي من دون رقابة أوْ تحرير هي "اعتماد نصرالله على إستراتيجيّة الحقيقة"، موضحاً أنّ "هذه الإستراتيجيّة موجودة في العالم منذ الحرب العالميّة الثانيّة، وفي الأصل استخدمها الأميركيون والحلفاء في حربهم ضدّ اليابانيين، الذين شدّدّوا دائمًا على نقل الحقيقة، وتركوا للمُتلقّي الفرصة لاتخاذ القرار بنفسه فيما إذا كانت المعلومات صحيحة أوْ مغلوطة".

وتابع قائلاً: "أميركا والحلفاء اعتمدوا على نقل الحقيقة كلّها من دون تجميل والتزموا بالصدق والمصداقيّة، وعندما وصلت الحرب العالميّة الثانية إلى وضع أوزارها، فهم اليابانيون أنّ المعلومات التي تصلهم من الخصم هو صحيح وصادق، وهكذا باتوا ينتظرون الاستماع إلى ما في جعبة أميركا وحلفائها للقول، الأمر الذي سبب فشلاً مدويًا في صفوف المجتمع اليابانيّ من ناحية المناعة ومن جهة الشعور".

وأقّر الباحث الإسرائيليّ في سياق تحليله، بحسب الموقع، أنّ "نصرالله، خلال حرب لبنان الثانية، تمكّن من الانتصار في الحرب الإعلاميّة"، مُشيرًا إلى أنّ "القشّة التي قصمت ظهر البعير كانت خطاب نصرالله حول ضرب البارجة الإسرائيليّة، التي كانت بالقرب من شواطئ العاصمة اللبنانيّة بيروت. وما منح الأمر زخمًا ومصداقيّة أنّ الخطاب كان ببثٍ حيٍّ ومباشرٍ، ولم تتمكّن إسرائيل من منع البثّ، ووصلت الرسالة إلى المجتمع الإسرائيليّ الذي توصّل إلى قناعةٍ بأنّ العدو اللدود كان صادقًا مئة بالمئة، الأمر الذي رفع أسهم مصداقيته في عيون الإسرائيليّ، خصوصًا وأنّ الصور التي تمّ بثها بالتوازي مع خطاب نصرالله، أظهرت بشكلٍ قاطعٍ أنّ حزب الله تمكّن من توجيه صاروخٍ دقيقٍ للبارجة وإصابتها وقتل ستّة من الجنود الذين كانوا على متنها، على حدّ قوله".

وتابع الباحث بحسب الموقع موضحاً أنّه "حتى قبل اندلاع حرب لبنان الثانية كانت الفرضيّة المقبولة في المجتمع الإسرائيليّ تؤكّد أنّ نصرالله يقول الحقيقة، والحقيقة فقط، وهذه الفرضيّة وجدت الطريق إلى الترسيخ والتكريس في عقول وقلوب الإسرائيليين على وقع التصريحات غير المسؤولة وغير الصحية التي أطلقها قادة الدولة العبريّة".

ولفت إلى أنّ "هذه الفرضيّة حصلت على المزيد من المصداقيّة في عيون الإسرائيليين بعد أنْ وصل الردع الإسرائيليّ إلى الحضيض، ولم تتمكّن الحكومة في تل أبيب من إيجاد طرقٍ خلاقّة للردّ على استفزازات حزب الله، وهكذا عندما اندلعت الحرب، أي حرب لبنان الثانية، كانت الأرض خصبةً لكي يتلقّف المجتمع الإسرائيليّ الرسائل التي وجهها حزب الله عن طريق خطابات نصرالله المتلفزة".

وقال الباحث إنّ جمهور الهدف الإسرائيليّ استمع الى المعلومات المزورّة وغير الصحيحة، لأنصاف الحقائق، للتهديدات وعمليات الإخافة لأنّه كان وما زال يؤمن بأنّ نصرالله هو رجل يحمل عقيدة قتاليّة، والأخطر من ذلك أنّه صادق وأمين، وأنّه إذا هدّدّ نفذّ تهديده"، مشيراً الى أنّ "هذه المصطلحات عن مصداقية نصرالله تحولّت إلى جملٍ عاديّة يستخدمها الإعلاميون في إسرائيل وأيضًا المُحللون، بالإضافة إلى الجمهور العاديّ".