المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عودة اغتيال الصحافيين في لبنان .. والمعارضة تطالب باستقالة لحود



Osama
06-03-2005, 08:39 AM
500 غرام متفجرات في سيارة الصحافي سمير قصير

زوجته جيزيل خوري: كان ملاحقا من الأجهزة الأمنية


http://www.asharqalawsat.com/2005/06/03/images/front.303380.jpg



لندن: كمال قبيسي

تفاعلت جريمة اغتيال الكاتب والصحافي في جريدة «النهار» اللبنانية الزميل سمير قصير أمس في الاوساط السياسية, فيما بدا عودة الى مسلسل اغتيال الصحافيين في لبنان. وقرر مجلس الوزراء في جلسة استثنائية برئاسة الرئيس اميل لحود، السماح بالاستعانة بجهات خارجية او داخلية يمكنها مساعدة السلطات القضائية في التحقيق, فيما رأت المعارضة اللبنانية في بيان عقب اجتماع لقادتها, «ان الاستجابة لهذه الجريمة الجديدة ينبغي ان تكون باستقالة رئيس الجمهورية باعتباره الرئيس الفعلي لنظام الأمن والمخابرات».

ودعت المعارضة الى تحرك شعبي بوجه النظام الأمني والى اضراب عام اليوم الجمعة حداداً على قصير, أحد أبرز الاقلام المعارضة للوجود السوري في لبنان. وفي دمشق, استنكر مصدر رسمي أمس «مسارعة بعض الشخصيات اللبنانية الى اتهام سورية» باغتيال قصير مؤكدا ان دمشق «لا تتدخل في شؤون لبنان».

وتحدثت «الشرق الأوسط» الى أرملة قصير السيدة جيزيل خوري مقدمة برنامج «بالعربي» في قناة العربية، الموجودة في ولاية أتلانتا الاميركية, وأكدت في الحديث أنها لا تتهم أي جهة الآن باغتيال زوجها. ورددت بانها في وضع سيئ غير قادرة على تقويم ماحصل. لكنها قالت ان زوجها كان ملاحقا من الاجهزة الامنية قبل 3 سنوات.

واغتيل قصير صباح امس، بعد دقائق من مغادرته منزله في الاشرفية ببيروت، بواسطة عبوة ناسفة تزن نحو 500 غرام من مادة الـ «تي. ان. تي»، وضعت على ما يبدو تحت مقعد سيارته وفجرت لاسلكياً لحظة ادارته المحرك، وأدت الى مصرعه فوراً بعدما تمزق الجزء الاسفل من جسمه. وأبلغ عن وفاة رجل من سكان الحي الذي يقطن فيه قصير نتيجة إصابته بنوبة قلبية بفعل الانفجار.

ويعتبر هذا، الحادث الثاني الذي يستهدف الجسم الاعلامي بعد الانفجار الذي استهدف اذاعة «صوت المحبة» الدينية الخاصة بالطائفة المارونية الشهر الماضي.

وفيما هرع رئيس الجمهورية اميل لحود الى مقر نقابة الصحافة، مستنكراً الجريمة المروعة، كشف انه سيقترح على رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي يلتقيه اليوم على التحقيق في عملية اغتيال قصير.

وطالب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط بالسعي بكل الوسائل لإقالة رئيس الجمهورية اميل لحود. وحمل على العماد ميشال عون متهماً النظام الأمني اللبناني بعقد تسوية معه «ليلهينا عن الاساس». ووصف النائب المنتخب سعد الحريري الاغتيال بـ «الجريمة الارهابية التي استهدفت أحد ابرز المتمسكين بالكلمة الحرة والديمقراطية وأحد المدافعين الشرفاء عن سيادة لبنان واستقلاله»، مؤكداً «وجود نظام اجهزة لا يريد التخلي عن لبنان»، ومبدياً الاستعداد للتظاهر الى القصر الجمهوري اذا تطلب الامر ذلك.

Osama
06-03-2005, 08:41 AM
وضع سترته على كتفه وأدار محرك السيارة .. وتناثر

http://www.asharqalawsat.com/2005/06/03/images/front.303381.jpg

بيروت: سناء الجاك

روى عادل حسن، صاحب محل الزهور في المبنى حيث يسكن سمير قصير لـ«الشرق الأوسط»: لحظة التفجير قائلا «كنت في الخارج شاهدته يغادر المبنى سترته على كتفه، ألقى التحية ودخل السيارة، أدار المحرك... وبووم... دفعني الانفجار الى داخل المحل. عندما خرجت، شاهدت النار تشتعل داخل السيارة وسمير جثة متقطعة ومشوهة في المقعد الثاني بالقرب من السائق. لم يكن معه احد. لا استطيع ان اصف مدى حزني، فقد كان والسيدة زوجته من زبائني».

وفي صباح الحادث المشؤوم ربما كان آخر اتصال تلقاه سمير في تمام العاشرة والدقيقة السابعة عشرة من احدى الزميلات. سألته ان يستقبل صحافياً يابانياً ليشرح له الوضع اللبناني.

Osama
06-03-2005, 08:46 AM
أرملة الصحافي قصير: الأجهزة الأمنية كانت تلاحق زوجي


لندن: كمال قبيسي

قالت الصحافية جيزيل خوري, أرملة الصحافي اللبناني سمير قصير, انها لا تتهم أحدا الآن بقتل زوجها الذي قضى أمس بتفجير استهدف سيارته في منطقة الأشرفية ببيروت. واستبعدت جيزيل, المعدة لبرنامج «بالعربي» الذي تبثه محطة «العربية» كل أسبوع, أن تكون هناك أية علاقة بين اغتيال زوجها واغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري قبل 104 أيام وسط بيروت, لكنها قالت «ان سمير هو أيضا شهيد.. شهيد الحرية وشهيد الطهارة, وهو من النوع الذي لم يكن يطلب شيئا لنفسه, لا منصبا نيابيا ولا أي شيء آخر». وكانت جيزيل تبكي وهي تجيب على اسئلة «الشرق الأوسط» عبر هاتفها النقال من ولاية أتلانتا الأميركية, وهنا نص الحوار:

* في اخر تعليق له في صحيفة «النهار» الجمعة الماضي هاجم زوجك الأجهزة الأمنية اللبنانية و«بقايا الاستخبارات السورية في لبنان»، فهل تعتقدين أن للموضوع علاقة باغتياله؟

ـ لا أعتقد.. ولا أعرف الآن شيئا عن هذا الموضوع. أنا في وضع سيئ غير قادرة الآن على التقويم.. أريد أن أراه.

* هل تتهمين أجهزة أمنية معينة؟

ـ لا أعرف حقيقة.. كل ما أعرفه أنه كان ملاحقا من الاجهزة الأمنية اللبنانية.

* في الفترة الأخيرة؟

ـ لا, انما قبل 3 سنوات, وقصة ملاحقة الأجهزة له معروفة للجميع.

* متى تعودين الى بيروت؟

ـ أنا ضائعة لا أعرف متى أستطيع العودة. أعتقد أنني سأعود غدا (اليوم) أو بعده, ذلك يعتمد على مواعيد الطائرات.. أريد أن أراه.. أريد أن اراه.

* هل كان يتلقى تهديدات في الفترة الأخيرة.. ألم يخبرك عن قضايا أثارت قلقك؟

ـ أبدا, كل شيء كان طبيعيا, لم يطلعني على أي شيء يقلق بالي, لذلك فالجريمة غريبة ومفاجئة.

* قد يكون ملماً بنوع من المعلومات أراد كشفها, كالذي يتعلق مثلا باغتيال الرئيس الحريري, فهل هذا ممكن؟

ـ سمير كان من النوع الشفاف, وما يعرفه من معلومات كان يقوله أو يكتبه.. لا أعتقد أن هذا قد يكون السبب.

* هل ستطالبين أيضا بلجنة تحقيق دولية لكشف قتلة زوجك؟

ـ لا أدري ما أقول.. لا أعرف. ووصفت جيزيل خوري زوجها القتيل بأنه كان «كاتب رأي يخافون من صوته (..) كان عروبيا وصافيا ومات شهيدا» بحسب تعبيرها كآخر ما تحملت قوله وهي تبكي عبر الهاتف من أتلانتا التي سافرت اليها في زيارة عمل.

شبير
06-03-2005, 11:33 AM
العشاء الأخير مع سمير قصير...


كتب خيرالله خيرالله

كان سمير قصير الأكثر جرأة بين الصحافيين العرب واللبنانيين في كشف النظام الامني السوري - اللبناني, واجه هذا النظام بالأسماء مستخدما الوصف الذي يجب وصفه به, وكان اول من تحدث عن الانسحاب السوري من لبنان وعن ضرورة مواجهة مرحلة ما بعد الانسحاب، وذلك قبل ان يتخيل غيره ان هذا الحلم سيتحول الى حقيقة.

في السهرة الاخيرة مع سمير قصير، مساء الاربعاء (قبل ليلة استشهاده)، وهو احد الصحافيين القلائل في المنطقة الذين يمتلكون تلك القدرة على الربط بين المحلي والاقليمي والتوازنات الدولية، كان معظم الحديث عن لبنان، كنا خمسة اشخاص حول طاولة في احد مطاعم بيروت كان هناك سمير في غياب زوجته جيزيل خوري التي سافرت الى أتلانتا بدعوة من شبكة CNN، وكان هناك صديقان (مالك مروة وجاد الاخوي) اضافة الى كاتب المقال وزوجته، وكان طبيعيا ان يدور الحديث حول ما يجري في لبنان في هذا الموسم الانتخابي, ومنذ البداية كان سمير قصير كعادته حازما وحادا، كان يتوقع، رحيل اميل لحود بعد الانتخابات ومجيء نسيب لحود رئيسا للجمهورية ينتخبه المجلس الجديد، كان يقول «خي ,,, ارتحنا، رجعت بيروت، صار فينا نحكي»، لم يكن ما يحد من تفاؤله بالمستقبل سوى امر واحد كان يقلقه انه تصرف العماد ميشال عون، الذي تحول في نظره اداة في يد الاجهزة السورية واللبنانية تستخدمه في محاولة إعادة وصاية الحكم المشترك لهذه الاجهزة وسيطرتها على لبنان.

تطرق الحديث خلال العشاء الى المقال المقبل لسمير قصير، فهو يكتب عادة يوم الخميس مقالا في الصفحة الأولى من «النهار»، يصدر في عدد يوم الجمعة، قال سمير انه يفكر منذ ايام في كتابة مقال عن ميشال عون، على غرار المقال الذي كتبه عن اميل لحود تحت عنوان «عسكر على مين؟»، وبعد مداولات مع الندماء، استقر الرأي على ان يكتب مقالا تحت عنوان «رسالة الى صديق عوني»، يبدي فيه مدى الاستياء من تصرفات الجنرال، وكيف تحول من رجل ينادي بالاستقلال والسيادة والحرية الى مجرد اداة في يد كل الذين وقفوا ضد الاستقلال والسيادة والحرية، وعندما قلت له ان انصار عون يستخدمون في الرد على تحالفاته مع رموز الاستخبارات ان المعارضة ممثلة بسعد الحريري ووليد جنبلاط تحالفت مع «حزب الله» و «حركة أمل» اجاب ان «الجنرال» لا يدرك ان تجاهل «حزب الله» وحركة «أمل» في هذه المرحلة يعني ان هناك محاولة لتهميش الطائفة الشيعية، وهذا امر غير ممكن في لبنان.

سمير قصير، اللبناني الاصيل، الذي كان يحن دائما الى جذوره الفلسطينية كان رجلا صادقا وحرا، لم يعرف شيئا اسمه المحاباة والتزلف، ولأنه كذلك، ولأنه يدرك انه لم يؤذ احدا في يوم من الايام، كان يشعر بأن احدا لا يمكنه ان يعتدي عليه، لكن سمير كان على خطأ، لم يدرك ان المجرمين الذين حاولوا اغتيال مروان حمادة والذين اغتالوا رفيق الحريري ثم اغتالوه لا يؤمنون سوى بلغة واحدة، هي لغة الموت، قتلوا دولا وشعوبا، فلماذا لا يقتلون افرادا، قتلوا سورية وحاولوا قتل لبنان، فهل يقف سمير قصير في وجههم؟ وماذا يمثل سمير قصير في نظرهم سوى هدف سهل في هذه الايام، التي بات عليهم فيها البحث عن مسالمين لا يتمتعون بأي حماية كي يثبتوا انهم مازالوا قادرين على الحاق الاذى بلبنان واللبنانيين؟

كان سمير قصير هدفا سهلا, لم يشعر خلال العشاء الاخير بأي نوع من التهديد, لم يكن لديه سوى قلمه يواجه به المجرمين, لم يدرك ان قلمه كان اقوى من كل الاجهزة والتابعين لها, لم يدرك انه كان يمثل رمزا من رموز الحرية المستعادة في لبنان, لم يدرك انه كان اقوى من القتلة والمجرمين وأنه لم يكن امامهم سوى التخلص منه بعبوة ناسفة, لم يدرك انه يمكن ان يخطفوه من بيننا بهذه السهولة, لكن سمير قصير ادرك امرا واحدا هو ان قضية لبنان ستنتصر، وأن قتله لن يسكت صحافة لبنان وسياسييه، وان ما كتب قد كتب, لبنان سيخرج من المحن التي مر بها اقوى مما كان, وكلما سقط شهيد، سيتبين ان لبنان اقوى بكثير مما يتصوره يتامى المخابرات اللبنانية والسورية، الذين اغتالوا سمير قصير في محاولة لمنع شمس الحرية من ان تبزغ على سورية ولبنان في آن واحد.

سلسبيل
06-03-2005, 04:14 PM
آخر ما كتب سمير القصير


نشر الصحافي اللبناني سمير القصير اخر مقال له في »النهار« اللبنانية 27 مايو الماضي بعنوان »الخطأ بعد الخطأ« وفيما يلي النص الكامل لمقال الزميل الراحل:

الصحافيون الاجانب المخضرمون الذين يتدافعون الى دمشق مع اقتراب موعد مؤتمر حزب البعث, سيجدون بالتأكيد ان الكثير تغير في سورية بالقياس مع عهد حافظ الاسد, وخصوصاً لجهة حرية التعبير, لكن المقارنة لم تعد وسيلة مقبولة لتقويم السياسة السورية بعد نحو خمسة اعوام على اعتلاء بشار الاسد سدة الرئاسة بالتوريث. فمن يتابع انباء سورية بشكل متواصل لا يمكن ان يعنيه, بعد مرور كل هذه الاعوام, ان عدد المعتقلين السياسيين ادنى بكثير مما كان قبل عقد من الزمن. وما يعنيه في منتصف سنة 2005 هو ان هذا العدد عاد الى التزايد, وبإرادة القيمين الحاليين على الحكم وعلى رأسهم بشار الاسد, وما يعنيه أيضاً في منتصف سنة 2005 هو ان القيمين الحاليين على الحكم لا يزالون يرفضون فتح باب الحوار الوطني مع معارضيهم والمصالحة مع مجتمعهم.

وكأنه لا يكفيه بقاء النائبين رياض سيف ومأمون الحمصي في السجن, فضلاً عن عارف دليلة ورفاقه من الناشطين في المجتمع المدني. فها هو حكم بشار الاسد يطبق على منتدى جمال الاتاسي, ويعتقل رئيسته واعضاء مجلس ادارته. للتذكير, إن منتدى الاتاسي كان الوحيد المتبقي من المنتديات التي ازدهرت عام 2000 واقفلت تباعاً على يد اجهزة الامن. اما السبب فيكاد يكون اشنع من فعل الاعتقال نفسه, اذ جاء تحرك المخابرات بعد جلسة للمنتدى خصصت للبحث في آفاق العمل السياسي في سورية, وتخللتها تلاوة رسالة من المرشد العام للاخوان المسلمين (المنفي في لندن) اكد فيها التوجه الحواري والتصالحي للجماعة.

وكنا اعتقدنا ان الحكم السوري استخلص العبر مما جرى له في لبنان, جراء اخطائه المتراكمة, وانه سوف يخرج من الهزيمة التي تلقاها بعزم على انتهاج سياسة توفر عليه هزيمة اكبر, فيبادر الى تغيير جذري في ادائه يحول دون وقوع مواجهة مع شعبه تكمل ما عاناه في المواجهة مع الشعب اللبناني. وكان تحديد موعد انعقاد مؤتمر حزب البعث في بداية الشهر المقبل والذي اشار اليه الرئيس السوري في خطاب اعلان الانسحاب من لبنان, قد اوحى ان الاصلاح الذي ما برح النظام يتكلم عنه سوف تكون له اخيراً بداية. ولكن عبثاً.
فما تفيده الاعتقالات الاخيرة هو ان الاصلاح عند اهل البعث لا يعني القبول بالرأي المعارض. والتحولات الاقليمية الهائلة, من العراق الى لبنان, لا تدفعهم سوى الى التهويل من الخطر الاميركي, من دون التفكير لحظة بالوسائل الانجع لدرء هذا الخطر.

على العكس تماماً, فإن حكم المتبقي من البعثين يتصرف في سورية مثلما تصرف في لبنان, فيراكم الخطأ بعد الخطأ, وينجح في الجمع بين استعداء المواطنين واستفزاز الدول الاوروبية التي كانت تنزع الى لجم الولايات المتحدة. ولعله لم يفت احداً ان الانباء عن اعتقال مسؤولي منتدى الاتاسي تزامنت مع تصريحات رسمية مفادها ان سورية سوف توقف التعامل الامني مع الولايات المتحدة لعدم جدواه. وفي ترجمة هذه التصريحات, ان الحكم السوري الذي لا ينفك يدين سياسة الولايات المتحدة هو نفسه مستعد لاعطائها ما تشاء شرط ان تثبته في مكانه, فيما لا يقبل مجرد التفكير في اشراك مواطنيه في البحث عن مستقبلهم.

صحيح ان الحكم انعم اخيراً على الرعية بخبر سار, على ما جاء قبل اسبوعين ونيف في جريدة "الثورة" التابعة للنظام البعثي. فقد نقلت الزميلة انه تم الغاء الموافقة الأمنية المسبقة بشأن 67 "حالة". الخبر لم يستوقف المراقبين بما فيه الكفاية, وهذا لعمري خطأ ما بعده خطأ, اذ ان اللائحة المنشورة في "الثورة" افضل دليل على التخلف الذي فرضه الطوفان المخابراتي على حياة السوريين العامة وحتى الخاصة.

فمن بين هذه الحالات التي لم تعد تستوجب موافقة امنية مسبقة, بت نقل أثاث منازل السوريين والعرب والأجانب المقيمين في القطر إلى خارجه, وقبول الطلاب في الجامعات والمعاهد المتوسطة ومدارس التمريض, والتكليف لتدريس ساعات من خارج الملاك, والإيفاد الداخلي والخارجي (للطلاب) والاستفادة من المقاعد الدراسية في بعض البلدان العربية والأجنبية, وتأسيس الجمعيات السكنية, وتثبيت أعضاء مجالس إدارة الجمعيات, وإقامة معارض فنية أو أسواق تجارية, وتعيين مراقب خط سيارات, وطباعة النايلون للمنشآت الصناعية! هذا بالاضافة الى منح التراخيص لمزاولة بعض المهن او فتح محلات: جليسات الأطفال, مكاتب السياحة والسفر, المكاتب العقارية, مكاتب بيع وشراء وتأجير سيارات, صالات الافراح, السيرك, استديوهات التصوير, صالونات الحلاقة, محلات النوفوتيه, محال العصرونية, افران الصفيحة والمعجنات.

فعلاً, تغير الكثير في سورية العهد "الجديد". فاذا كانت حرية الصحيفة والنوفوتيه, تطلبت خمسة أعوام فكم سيتطلب الغاء الموافقة الامنية المسبقة على صنع السياسة? ربما اقل بكثير, فتراكم الاخطاء يقصر المهل, على ما صرنا نعرف في لبنان.
وما كان يفترض بحكم البعث ان يفهمه من لبنان.

المهدى
06-04-2005, 09:52 AM
لبنان: المباحث الأميركية تحقق في اغتيال الصحافي قصير

باريس تشارك في التحقيقات وشيراك يدعو إلى رد دولي قوي * الإعلاميون يتظاهرون في بيروت


بيروت: ثائر عباس وميشال أبو نجم

تفاعلت قضية جريمة اغتيال الصحافي في جريدة «النهار» اللبنانية الزميل سمير قصير دولياً أمس، وذلك عشية انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات النيابية في جنوب لبنان المقررة غداً الاحد، اذ اعلنت السلطات الفرنسية أنها يمكن، استناداً الى القانون الفرنسي، ان تجري تحقيقها الخاص في الاغتيال لأن الضحية «يحمل الجنسية الفرنسية وقت حصول الاعتداء». كما اعلنت مصادر قضائية لبنانية ان بعثة أميركية متخصصة بالأدلة الجنائية بدأت عملها في بيروت للمساعدة في كشف مرتكبي الجريمة، وان اربعة خبراء تابعين لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف.بي.آي) عاينوا مكان الجريمة، فيما يفترض ان تكون بعثة فرنسية مماثلة وصلت الى بيروت في وقت متأخر من ليل أمس.

وكان وزير العدل اللبناني خالد قباني قد اعلن ان لبنان طلب مساعدة خبراء فرنسيين وأميركيين في الشؤون الجنائية لمساعدة المحققين اللبنانيين في التحقيقات.

ومن ناحيته طلب الرئيس الفرنسي جاك شيراك في اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان «ردا قويا من المجتمع الدولي على اغتيال قصير» وذلك وفق ما اعلنته مصادر الإليزيه. وقال الناطق باسم الرئاسة الفرنسية جيروم بونافون ان شيراك أبلغ أنان ان فرنسا طلبت من السلطات اللبنانية كشف حقيقة الجريمة وإحالة المذنبين الى القضاء.

من ناحيتها، أفادت السفارة الاميركية في بيروت بأن سمير قصير «تعرض لشتى أنواع المضايقات والملاحقات من قبل السلطات السورية والسلطات اللبنانية. وقد اعتصم الإعلاميون اللبنانيون والتزموا الصمت ساعة كاملة في ساحة الشهداء وسط بيروت أمس، فيما سيتجمع انصار المعارضة اللبنانية بعد ظهر الاثنين المقبل امام القصر الجمهوري في بعبدا لإعلان مسؤولية «رئيس النظام الأمني اللبناني ـ السوري» عن عمليات الاغتيال وآخرها اغتيال قصير اول من امس. وقد تصاعدت اصوات اركان المعارضة للمطالبة باستقالة رئيس الجمهورية اميل لحود، الامر الذي يبدو انه سيكون العنوان الابرز للمرحلة المقبلة، تمهيداً لطرح الموضوع جدياً بعد الانتخابات النيـابية التي تنتهي في 19 يونيو (حزيران) المقبل. وعلى صعيد الانتخابات النيابية قالت بهية الحريري النائبة في المجلس النيابي ان المجلس سيصوت بعد الانتخابات النيابية على اقالة الرئيس اميل لحود.

مجاهدون
06-05-2005, 05:25 PM
وقائع من مطاردة رجال المخابرات لقصير


كانوا يدخلون معه المطاعم ويشتمونه ويهددونه أحياناً!


كشفت الزميلة ريتا صفير، في تحقيق نشرته جريدة النهار امس الأول ، معلومات حول اساليب ملاحقة الأجهزة للشهيد سمير قصير على النحو التالي :
كانوا نحو 25 فريقا للمطاردة الصباحية وآخر للدوام الليلي. تنوعت مناوباتهم وفقا للمهمات. لم تكن طبعا «مهمات مستحيلة» تقضي بالمحافظة على امن الدولة. كان شغلهم الشاغل ارهاب سمير قصير.

تحريون، مخبرون... تعددت التسميات، لكن تصرفاتهم كانت واحدة. كالظل، لاحقوه في كل مكان: من مبنى «النهار» الى مراكز اجتماعاته والجامعات فالمطاعم، وصولا الى منزل النائب وليد جنبلاط، في احدى المرات.

مطاردات سمير قصير المخابراتية عايشها منذ 2001، ثلاثة، اثنان منهم «صمدا» بضعة ايام فحسب: الاول مرافق ارسله النائب فارس سعيد، ما لبث ان انسحب على وقع التهديدات. والثاني سائق اوفدته النائبة نايلة معوض، فيما قرأ النائب بطرس حرب المكتوب من عنوانه، فقال له، على ذمة الرواة: «ربما نعجز عن حمايتك». وحده سعيد مروّد (45 عاما) الذي كان احد مرافقي النائب جنبلاط اكمل المشوار. اعتاد قصير الاتصال بمرافقه، قرابة التاسعة صباحا، وهو يغادر منزله في الاشرفية: «الو سعيد، 5 دقائق، وبكون عندك». فيوافيه سعيد الذي يقطن كورنيش المزرعة، عند مدخل نفق سليم سلام. وهناك، يتسلم زمام القيادة ليبدأ مشواره اليومي معه، وفقا للمواعيد. في 2 حزيران (يونيو) تبدلت العادة. انتظر سعيد الاتصال طويلا. اعتقد، لوهلة، ان سمير اطال النوم. فادار جهاز التلفزيون لمتابعة آخر التفاصيل الانتخابية. لم يكن يعلم ان خبرا مختلفا في انتظاره، حتم عليه هذه المرة ملاقاة «الصديق» الذي يرافقه من كثب منذ 4 اعوام في «مكان آخر»: مسرح الجريمة حيث اودت بحياته عبوة ناسفة وضعت تحت مقعده.

طبعا، يدرك سعيد ان حياة سمير قصير عرضة للتهديدات والملاحقات منذ مدة طويلة ويعرف ايضا ان مرافقين سابقين تخلوا عن هذه المهمة، الى درجة ان قصير قال له يوما: «بعد التجربة، لم اكن اتوقع انك ستكمل معي». لكن ما لم يكن ينتظره هو ان يقدم «المجهولون - المعلومون» على فعلتهم في هذا التوقيت تحديدا.

سعيد مروّد الذي خضع لاستجوابات وادلى بافادات ليلا ونهارا، عقب الجريمة، ينقل عن قصير ارتياحا واضحا طبع تحركاته بعد اقالة رؤساء الاجهزة الامنية. «هلق ارتحنا»، عبارة رددها مرارا امام سامعيه «كانه لم يع ان الايدي السود كانت تعمل في الخفاء».


بدنا نكسر إيدك!
مطاردات قصير البوليسية كانت تبدأ بملاحقات «سيّارة». تتبعه عادة مركبتان تتوقفان حين يتوقف وتتابعان السير حين يقرر المرافق المتابعة. اذا دخل متجرا، انتظروه على المدخل. وحتى اذا جاع، جاعوا معه. فيلاحقونه الى المطعم حيث يجلسون الى طاولة مجاورة حتى انتهائه. لم تخل التحركات من بعض «المناكفات» او المواجهات الشخصية، خصوصا اذا قرر احد التحريين توجيه رسائل شفوية او احيانا شتائم الى قصير مما دفع بسعيد الى التدخل على الفور.

من اعنف المشادات، تلك التي حصلت مرة في «مقهى نجار» في الاشرفية. ذلك اليوم، توجه احد التحريين الى قصير الذي كان يرتشف فنجان القهوة بالقول: «بدنا نكسر إيديك». فساد هرج ومرج فرض تدخل الحارس.


.. وفي صالون الحلاقة!
حادثة أخرى، مسرحها صالون الحلاقة. كان قصير يقص شعره عندما دخل احدهم الصالة واخذ يشتمه. فتعالى الصراخ بعدما حاول المرافق مواجهتهم بعنف، وما لبثوا ان طوقوا الحادث. قصة ثالثة يستذكرها سعيد، شهدت عليها زوجة قصير، الاعلامية جيزيل خوري، في اثناء توجههما الى احد مطاعم شارع فوش في وسط بيروت. فقد اقترب منه شاب وراح يلقي عليه الشتائم ظنا منه ان الحارس الشخصي في اجازة، غير ان حسابات الحقل لم تطابق حسابات البيدر، فكان مشكل تسبب ببلبلة في المكان، هرع على اثره بعض رواد المقاهي الى سياراتهم خوفا من تطور الحادث.

اكثر المطاردات «غرابة» حصلت في باحة منزل النائب جنبلاط في كليمنصو. في تقدير سعيد ان «الاتباع» ربما لم يتعرفوا الى المكان الذي بلغوه. لذا اكملوا طريقهم نحو الساحة الداخلية، وهناك سألهم احد حراس النائب جنبلاط الذي تعرف اليهم: «خير ان شاالله؟» فجاء الجواب: «خليك بشغلك». فوقعت الواقعة التي ادت الى توقيف الاشخاص ومصادرة بطاقاتهم.

ولان «الاتباع» حرصوا على عدم اضاعة «طريدتهم»، تولوا توزيع المهمات بدقة. لذلك رابطت سيارة مراقبة دوما امام منزل ابنتيه قرب مستشفى اوتيل ديو في الاشرفية، واخرى امام بيت والديه في المنطقة نفسها.


ومن العناد.. ما قتل
الهدوء، ضبط النفس، الطيبة... تلك ابرز صفات قصير التي اثرت في مرافقه، «فلكل مشكلة حل» وفقا للمقولة التي حفظها عنه. وابرز سيئاته؟ «العناد»، يقولها بغصة، «خصوصا انه كلفه حياته». اكثر من مرة، اقترح عليه سعيد حجز موقف ليلي لسيارته في احد المرائب المجاورة، ومنها مجمع الـABC تفاديا لجرائم، على غرار تلك التي حصلت امس الاول. غير ان رده كان الرفض دائما، وتحديدا بعدما استرد جواز سفره الذي احتجز عند كتابته مقاله الشهير «عسكر على مين؟» عام 2001، عند ذلك، لاحظ ان الطوق الذي دفعه مرات عدة الى اللجوء الى منزل احد الزملاء في «النهار» والمكث فيه حتى الفجر بات اقل حدة.

ما هي اجمل الذكريات عن سمير؟... يعجز سعيد مروّد عن الكلام. تنساب على خده دمعة، اثنتان، ثلاث. يكتفي بالقول: «اذكره كله، كما هو، ولو بعد 50 سنة».

امس لم يرن الهاتف صباحا. أتى سعيد وحيدا الى مبنى «النهار» لالقاء النظرة الاخيرة على «صديقه»، كما يحلو له ان يسميه مع الاسرة الاعلامية. لن يفيق بعد اليوم على «آلو سعيد، 5 دقائق بكون عندك».

فاتن
06-08-2005, 06:38 AM
واشنطن تتخلي عن التحقيق دولي في مقتل سمير قصير


قال دبلوماسيون في الامم المتحدة يوم الثلاثاء ان الولايات المتحدة تخلت بهدوء عن سعيها لاجراء تحقيق دولي في واقعة اغتيال صحفي بارز معارض لسوريا في لبنان.

وكانت واشنطن قد اعلنت يوم الجمعة الماضي انها تريد ان يوسع مجلس الامن نطاق تحقيق مستقل يجري في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ليشمل اغتيال كاتب العمود سمير قصير.

وقال الدبلوماسيون ان واشنطن عدلت عن مسعاها بعد ان قالت بيروت انها ستجري تحقيقا متعمقا في مقتل قصير ودعت ضباط مكتب التحقيقات الاتحادي والشرطة الفرنسية لمساعدتها.

وكان توسيع نطاق التحقيق في اغتيال الحريري سيتطلب موافقة مجلس الامن في صورة قرار.

وقال جان مارك دو لاسابلييه مندوب فرنسا لدى الامم المتحدة ورئيس مجلس الامن في شهر يونيو حزيران "كانت فكرة لكنها (واشنطن) لم تمض قدما فيها."

وقال مسؤول امريكي طلب عدم ذكر اسمه "في ضوء تطورات اخرى .. نرحب بحقيقة اننا نمضي قدما في مسارات اخرى لضمان تحقيق كامل وشفاف في هذه الجريمة الشنيعة (اغتيال الحريري)."

وقتل قصير في الثاني من يونيو حزيران عندما انفجرت سيارته في بيروت بعد اربعة ايام من بدء الانتخابات البرلمانية اللبنانية. وسبب الحادث صدمة للبنانيين الذين لم يستوعبوا بعد حادث اغتيال الحريري في فبراير شباط الماضي.

وطرح نيكولاس بيرنز وكيل وزارة الخارجية الامريكية للشؤون السياسية فكرة توسيع نطاق التحقيق للمرة الاولى خلال اجتماع يوم الجمعة الماضي مع كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة في مقر المنظمة الدولية.

وقال سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الابيض في وقت لاحق يوم الثلاثاء "نود ان نرى مجلس الامن التابع للامم المتحدة يوسع تفويضه في تحقيق تقوده الامم المتحدة في اغتيال رئيس الوزراء الحريري ليشمل التحقيق في اغتيال السيد قصير."

وظل قصير (45 عاما) كاتب العمود بالصفحة الاولى في جريدة النهار يدعو لسنوات لانهاء دور سوريا في لبنان.

وأنهت سوريا في أبريل نيسان الماضي تحت ضغوط دولية وشعبية لبنانية وجودها العسكري الذي دام 29 عاما في لبنان.

وتسببت مقالات قصير (45 عاما) ضد سوريا وضد "الدولة البوليسية" في لبنان في تعرضه لمشكلات عام 2001 عندما صادرت اجهزة الامن المدعومة من سوريا جواز سفره وهددت باعتقاله. وقيل انه تلقى عدة تهديدات بالقتل.

وسارعت رموز المعارضة بتوجيه اصبع الاتهام لدمشق ومؤيديها بالتورط في قتله مثلما فعلت عقب اغتيال الحريري. ورفضت سوريا هذه الاتهامات.