المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العوازم والشيعة ... بقلم ناصر الشتلي



بسطرمه
06-29-2017, 12:40 PM
في جميع جداول الإحصائيات لتعداد سكان الكويت تكون قبيلة العوازم بالمركز الأول من حيث الأكثرية العددية وحاليا تشكل قبيلة العوازم خُمس عدد سكان الشعب الكويتي وبلغة الأرقام هم 20 في المئة من عدد الكويتيين وهذه حقيقة الكل يعرفها سواء من الكويتيين أو من الوافدين، وأيضا من حيث الأكثرية العددية إخوانهم الشيعة وهم كذلك يشكلون أقل من الخمس بقليل أو قريبون من عدد العوازم في الكويت ودائما العوازم والشيعة متجانسون مع بعضهم في حياتهم على أرض الكويت الحبيبة.

في قوانين الدول من يملك الكثرة العددية التي تزيد عن 10 في المئة يعتبر قائدا وقوة لا يمكن الاستهانة بها فما بالكم لو قارب العدد 20 في المئة، والسؤال هنا كيف سيكون تعامل الحكومات مع القوتين العدديتين المتجانستين مع بعض اللتين تشكلان 40 في المئة من الشعب؟

البعض سيستغرب ويتساءل كيف يكون العوازم والشيعة متجانسين فالعوازم بدو والشيعة معظمهم حضر؟ الجواب سهل جدا يوجد الكثير من العوازم يجاورون الشيعة في المناطق السكنية، وكذلك الكثير من العوازم صاهروا الشيعة فيكون الرجل من العوازم وزوجته من الشيعة وهي أم لأبنائه، وأيضا أعرف أن هناك أبناء من العوازم أرضعتهم أم شيعية ويكون له أخوة بالرضاعة من الشيعة والعكس كذلك متبادل، وأيضا واقع نعيشه في حياتنا أن بعض من عوائل قبيلة العوازم زوجوا بناتهم لبعض رجال الشيعة.

وفي قبيلة العوازم رجال اشتهروا وأصبح لهم كيان وذلك بعد انتخابهم من قبل أبناء القبيلة تناسوا فضل القبيلة عليهم بل انتموا لتيارات أو أحزاب متعددة فأصبحت مرجعا أساسيا لهم على حساب مصالح القبيلة، وبعضهم اتخذ شخصية معينة قدوة له وأصبح كالببغاء يغرد بكلام قائده ويردد خطاباته، وهؤلاء الرجال للأسف بعد انتمائهم لأحزابهم وتياراتهم بدؤوا يضربون الوحدة الوطنية بين العوازم والشيعة بسبب أفكارهم التكفيرية التي يغرسونها في عقول الشباب غير مبالين بجرح بعض أبناء قبيلتهم الذين لهم مصاهرة مع الشيعة أو علاقة قرب.

للعلم العوازم والشيعة لا يستطيعون العيش في أرض غير أرض الكويت لأن الكويت هي أرض أجدادهم أكلوا وشربوا من خيرها وعاشوا حياتهم فيها بحلاوتها ومرارتها، والدليل على ذلك أثناء غزو النظام العراقي الغاشم للكويت أغلب سكان المدارس السعودية هم العوازم وبعض من الشيعة وليس كما عاشت بعض العوائل الأخرى في قصور وبيوت يملكونها في الدول المجاورة لدولة الكويت مما يدل على ازدواجية بعضهم التي كانوا يخفونها طوال أيامهم الماضية، ونحن لسنا ببعيد أذكركم بقصة الرجل الذي تم نفيه من الكويت لدولة مجاورة وهذا الرجل لم يشعر بالوحدة والغربة بل كان محاطا بأهله وأقربائه في منفاه حتى أن وزن جسمه زاد في منفاه، فلو كان هذا الرجل من رجال العوازم أو الشيعة ونفى لدولة أخرى لن يستطيع أن يعيش كما عاش الآخرون في منفاهم.

لذلك أدعو من لديه حب و حمية للقبيلة أن يبتعد عن الفتن الطائفية ما ظهر منها وما بطن والتي لا تولد إلا الكره والبغضاء بين الناس، والابتعاد عن الفكر التكفيري الذي تبناه البعض في انتمائهم لتياراتهم السياسية دون وضع اعتبار لعلاقة القبيلة مع إخوانهم الشيعة وذلك لحاجات وغايات في نفوسهم ليصلوا لمبتغاهم على حساب ضرب الوحدة الوطنية وغسل أدمغة الشباب بأفكارهم المضللة.

http://www.annaharkw.com/Annahar/Article.aspx?id=754427&date=28062017