المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 50 عاما على غياب نجيب الريحاني



سمير
06-02-2005, 07:44 PM
كشكش بيك ساخراً في قاهرة الأحلام المغدورة


http://www.assafir.com/win/temp/culture/L_095a.JPEG



باشا عبيدو


تحتفل القاهرة راهنا بذكرى مرور خمسين عاما على غياب أبرز الشخصيات المسرحية العربية: نجيب الريحاني. هنا مقالة.

لا حظ يلعب دورا في تلك المرحلة، بل الاجتهاد والمناخات الملازمة للاجتهاد هذا. نجيب الرحياني واحد من ثلة مسرحيين لعبت دورا بارزا في بدايات القرن وصولا الى نصفه. كسحت الدور هذا، حربان عالميتان، وعززتاه في آن. كما عززه توحيد قوى إبداعية محضونة من قوى سياسية وجدت في بعض التجارب المسرحية مسلكا الى تعزيز الهوية الوطنية. سعد زغلول واحد من رجال لعبوا دورا متقدما على هذا الصعيد. بيد ان الاسم العلم الكبير الذي رسم مساحة التجربة المسرحية في مصر وخارج مصر على حد سواء هو جورج أبيض.

نجيب الريحاني ابن الثلة المسرحية، لا يزال يجري ذكره بقوة لأنه الوجه الابرز في الكوميديا العربية.
صحيح ان نجيب الريحاني تخلى عن وظيفة هامشية في إحدى شركات السكر في بلدة نجع حمادي، وعاد الى القاهرة لكي يلتحق بفرقة جورج أبيض العائد من فرنسا بعد ان خضع لدورة في فن التمثيل برعاية من حكومة الخديوي عباس حلمي، ضمن مشاريع حكومية اخرى في مجالات عدة، أراد محققوها الاطلاع على الثقافات الغربية والافادة منها. وصحيح ان الريحاني طرد من فرقة أبيض بعد عشرين يوما، على مشاركته فيها. وان أبيض شيعه بنصيحة ساهمت في ما بعد في تحديد مساره الفني، لم ينكر عليه موهبته كفنان، لكنه وجدها في الكوميديا. الصحيح ان نجيب الريحاني اختط حضورا ناصعا في المسرحية الكوميدية والمسرحية الغنائية ومسرحيات الفودفيل. عزز الاخيرة في علاقة وثقى بمطلق هذا الصنف في الشرق عزيز عيد. وأنه ذهب بعيدا في استعمالاته الكوميدية.

نجيب الريحاني حضور في مساحة، جزء من كل. الكثيرون يردون تطور تجربته الى تجربة علي الكسار (الهمجي). المنافسة الشديدة بينهما، دفعتهما الى التفنن في تقديم روايات مشابهة، في وقت واحد، على طريقة القافية بين أولاد البلد. يقدم الكسار مسرحية »راحت عليك«، فيرد عليه الريحاني بمسرحية »فشر« وهي من تلحين سيد درويش.

قدم الريحاني عشرات المسرحيات ذات التوجه الكوميدي الغنائي: »ولو« و»إش إش« و»قولولو« و»الباروكة«. غير ان هذه الدعابات او المدعبات المسرحية امتدت لتشمل الكسار وأبيض في مسرحية »سيرافودي برجيراك«، التي أعاد الكسار أداءها بطريقة هزلية.

»فيروز شاه« لجورج أبيض شكلت مفرقا في مسرح نجيب الريحاني وثنائية بديع خيري. جلس الاثنان في المقاعد الامامية في ليلة الافتتاح. بعد افتتاح الاوبريت اجتمعا بأبيض في مكتبه وهنآه على ما وصل اليه من نجاح. وسألاه عما اذا كان ينوي تقديم هذا النوع باستمرار. أجاب بأنه لا يستطيع ان يعتمد على تقديم اللون هذا، بصفة مستمرة، لأنه لا يضمن وجود النص الجيد. هنا ردد الصديقان: »لقد حضرنا لنقصدك في طلب. أنت تعرف ان مسرحنا يعتمد على الموسيقى. وما دمت لا تنوي تقديم أوبريتات قريبا، أعطنا سيد درويش« (جورج أبيض أيام لن يسدل عليها الستار تأليف سعاد أبيض الهيئة العامة المصرية للكتاب 1991).
مزق جورج أبيض عقده والسيد درويش، لكي يتصرف الاخير بحرية تامة. وقد أحدث التعاون هذا رواجا لمسرح الريحاني وإقبالا اكبر عليه.

كشكش بيك او ياقوت أفندي ساهم في الترويج لمحاولات وأسماء كبرى. دولت أبيض بدأت عنده وهي تحمل خطاب توصية من عزيز عيد. زينب صدقي كذلك. دوينا ليسكا، جميلة، آسرة، صاحبة نطق متكبر بالعربية. بين ليسكا ودولت أبيض تكشفت تجربة الفرانكو آراب، حيث تظهر النساء بسيقان عارية كراقصات البالية. هذه استعراضاته الغنائية الراقصة، تلك التي صنفها كشكل مضاد لمسرح جورج أبيض، الكلاسيكي.

اقترن نجاح نجيب الريحاني بمتاعب جمة. أصابه الجوع والفقر. ولكنه استطاع ان يشق طريقه حتى النهاية. لا سبيل الى التقهقر، على الرغم من الصعوبات الكبرى. نقر الباب نقرا خفضا او متوسطا، افضل من تركه مغلقا. سرية المسرح آنذاك، تعاضدت اسماء ومحاولات. الشيوخ لعبوا دورا بارزا، من الشيخ سيد درويش الى الشيخ سلامة حجازي ومعهما عزيز عيد وجورج أبيض ومنيرة المهدية وروز اليوسف ودولت أبيض والعشرات العشرات.

نجيب الريحاني اسمه الحقيقي الياس ريحانة، عراقي الأصل. ترك المدرسة، وهو لا يزال في السادسة عشرة من عمره ولعا بالتمثيل وبسبب الاوضاع الاقتصادية المزرية السائدة. لكن مصادفة التحاقه بالبنك الزراعي في القاهرة، كانت وراء لقائه عزيز عيد. يروى ان الاثنين مارسا هوايتهما في أوقات العمل الرسمية، مما أدى الى فصلهما يومذاك. هكذا انتظر الريحاني سبع سنوات، قبل ان يصله في العام 1912 خطاب من زميله القديم عزيز عيد، يخبره فيه بتقدم فن المسرح بفضل جورج أبيض ذي الاصل اللبناني، مشجعا إياه على العودة الى القاهرة. وهكذا صار.

رفيق استيفان روستي وحسن فايق وأمين عطالله وروز اليوسف في البداية، اختط نهجا خاصا به، ولو لم ينفصل عن طروحات المؤسسين، على صعيد المسرحية الغنائية الاوبريت، مارون النقاش الى أبي خليل القباني. تعددت ازماته الحياتية، حتى استفرد بتقديم اسكتش في عرض خيال ظل، لاقى قبولا كبيرا، بحيث انتبه الريحاني الى دعمه وتطويره.

انبثقت عن المحاولة شخصية كشكش بيك الشهيرة، واحدة من أبرز الشخصيات العربية على خشبة المسرح. شخصية طبقة تتململ وتعبر عن تململها بالهزء والعنف المبطن وبارتباط جلي بثورة العام 1919، حين امتلأت القاهرة بأحلام التغيير. أخذ من فيديو وسكريب، ليقدم ما يلائم جمهورا متعطشا لفن جديد ناهض. »خلي بالك من اميلي« له. وكذلك »ما تمشيش كده عريانة« و»عندك حاجة تبلغ عنها« و»مدموزيل جوزيت مراتي« و»خلي بالك من مراتي«. غير انه واجه إخفاقا، مثله مثل الكبار دائما، في السينما. حكي عن شخصية »الاستاذ حمام«، على الرغم من مشاركته في ثمانية أفلام. شخصية حساسة، رقيقة، تراجيدية، تصلح للسينما كما تصلح للمسرح.

خمسون عاما على غيابه. ولا يزال حاضرا بقوة. لا عجب، إذ أننا نستذكر نجيب الريحاني وليس أحدا غيره.

سمير
06-02-2005, 07:46 PM
ملامح من وجه رجل طيب، نجيب الريحاني .. ممثل لم تزل أعماله تنبض بالحياة

مثل الاغنية الجميلة، المؤثرة، التي تعبر عن احساس ما في وجدان المرء، والتي تتردد مقاطع منها، داخل عقل الانسان، من دون ارادة.. تتراءى عادة، الكثير من مشاهد افلام نجيب الريحاني، في خيال المرء، بمناسبة او من دون مناسبة!


افلام نجيب الريحاني، بالرغم من ان المشاهد، من مختلف الاجيال، وفي مختلف الاقطار، يكاد يحفظها عن ظهر قلب، الا ان احدا لم يمل مشاهدتها.. لقد مضى على بعضها اكثر من نصف قرن، ومع هذا لم تفقد سحرها.. قدمت السينما العربية، قبلها، عشرات الافلام، اغلبها اصبح في ذمة التاريخ.. وحققت بعدها، مئات الافلام، والقليل منها صمد امام اختبار الزمن.. لكن مجموعة نجيب الريحاني، احتفظت بحضورها المتجدد.. انها لا تزال تنبض بالحياة، فلماذا، وما «السر»؟


هكذا يستهل الكاتب كمال رمزي مقدمته عن نجيب الريحاني في كتابه نجوم السينما المصرية بعدها يتعرض لمسيرة الريحاني المسرحية إلى ان يصل إلى اعماله السينمائية.


فما ان جاء عام 1937 تاريخ أول فيلم متكامل يقوم ببطولته نجيب الريحاني، حتى كانت شخصيته الفنية قد اكتملت.. وقف على خشبة المسرح آلاف الليالي، ممثلا، مخرجا، منتجا، ومغنيا ايضاً.. بل ووقف ايضاً امام الكاميرا في بعض الاسكتشات القصيرة «صاحب السعادة كشكش بك» الذي اخرجه توليو كيارين عام 1930، و«حواديت كشكش بك» الذي اخرجه كارلوبويا عام 1931، و«ياقوت» الذي اخرجه روزبيه في فرنسا عام 1934، و«بسلامته عاوز يتجوز» لاسكندر فبركاش عام ,,1936. ولولا السينما ذلك الاختراع العظيم، لما تعرفنا إلى طريقة اداء نجيب الريحاني، ولظلت ملامح اسلوبه مغلفة بالضباب، بين سطور الكتب والمجلات.


على الرغم من تحفظات الكاتب الكبير يحيى حقي على مسرح نجيب الريحاني، الا انه يعترف له «بموهبة الحضور» التي يقول عنها «لا يكاد صاحب هذه الموهبة يظهر على المسرح وقبل ان ينطق بحرف، او يأتي بإشارة، حتى يستبد بالنظارة ويجذب اليه قلوبهم ووجوههم وعيونهم، فتنبسط اساريرهم وتطيب نفوسهم ويزول عنهم الهم والغم ويتعالى الضحك والقهقهة، بل قد يضحكون لقول لا يسمعونه وقد يسأل احدهم جاره بعد ذلك عن النكتة التي فاتته وضحك لها... هذا النوع من العشق والوله يعلو عن كل منطق متزمت، او تحليل محرور».


لكن إلى جانب «موهبة الحضور»، ثمة اشياء اخرى.. فأفلام نجيب الريحاني، التي كتب قصصها وحوارها مع صديقة الأبدي، بديع خيري، تعتمد على شخصية ثابتة، غير جامدة، واضحة المعالم، بسيطة، سيتجاوب معها القطاع الاوسع من الجمهور.نجيب الريحاني في «سلامة في خير» الذي اخرجه نيازي مصطفى، العائد حديثا من المانيا، عام 1937 يؤدي دور العامل الامين، الطيب، الذي تسوقه الظروف إلى تقمص شخصية حاكم دولة اجنبية.


في «سي عمر» 1941 لنيازي مصطفى يجد نفسه متواطئا ـ وهو الفقير ـ في انتحال شخصية شبيه له، شديد الثراء.


في «لعبة الست» لولي الدين سامح 1946، يجسد الريحاني في تصرفاته، معنى الاخلاص.. ينتشل الفتاة الجميلة من زيجة اجبارية، وتصبح نجمة سينمائية شهيرة.. وبالطبع تطلب منه الطلاق، فلا يستطيع، ولا يقبل، الا ان يلبي.


في «أحمر شفايف» الذي اخرجه ولي الدين سامح 1946، يرق قلب نجيب الريحاني المرهف، تجاه فتاة بسيطة، وتكاد تتدهور حياته كلها، لكنه لا يتوقف عن محبة الآخرين. في «أبوحلموس» لابراهيم حلمي 1947، يجد نجيب الريحاني ـ الكاتب المعين حديثاً في عزبة باشا ـ نفسه في مجتمع لا اخلاق له، ويحاول بكل طاقته ان يقاوم.


في «غزل البنات» لانور وجدي، يظهر نجيب الريحاني كمدرس فقير، يعيش في حلقات من التعاسة، ولكن الحظ يبتسم له عندما يذهب لتدريس ابنة الباشا.. قلبه ينفتح لها، فهي الجميلة، الصغيرة، وبالطبع يطوي صدره على حبه الكبير.هذه الافلام الستة تبين بجلاء اسلوب نجيب الريحاني الآسر، فوجهه، بملامحه الغليظة، يعبر على نحو مرهف، وبطريقة خاصة، عما يدور في اعماقه من انفعالات.. ويتمكن نجيب الريحاني، عادة، من ان يقنعك بمدى الاحزان المعتملة في قلبه، عن طريق ابتسامة!


واذا كان الريحاني يتمتع بالقدرة على التحدث، بصدق، للآخرين.. فإن قدرته الاهم، والاكثر ندرة، تتمثل في طريقة اصغائه للآخرين.. ان الكلمات تقع على صفحة نفسه كما لو كانت ريشة تعزف على اوتار آلة موسيقية.. كل جملة يسمعها، تترك صدى «انفعاليا» يتبدى بوضوح على ملامح وجهه.. فمثلا في «غزل البنات»، يصغي، بكل وجدانه، إلى كلمات الشابة الجميلة، الرقيقة، التي تعدد مزاياه، ويعتقد وربما يتمنى الاشواق تفيض من وجهه وللحظة تحسبه يسبح في اجواء حلم بعيد.


ولعل منطقة الصفاء الروحي، التي تعقب الانتصار على الذات، من افضل المناطق التي يعبر عنها نجيب الريحاني... في «لعبة الست»، تضغط عليه زوجته، تحية كاريوكا، بالترهيب والترغيب، لكي يطلقها.. فهي الآن، نجمة سينمائية كبيرة.. ويحاول الريحاني، بكل جوارحه، ان يستبقيها كزوجة.. ها هي تكتب «شيكا» «بألفي جنيه».. وبينما هو يجلس على الكرسي، يشعرنا، ان فكرة قد طرأت اخيرا على عقله، جعلته اقل قلقا واكثر اطمئنانا.. وتتحول الفكرة إلى فعل: يمزق «الشيك»، ويرمى عليها يمين الطلاق.


ربما هنا.. يكمن قبس من سر «نجيب الريحاني»، وافلامه، التي لا تزال، وستظل، نابضة بالحياة

سمير
06-02-2005, 07:51 PM
فؤاد المهندس في حديث الذكريات والأسرار:


نجيب الريحاني نصحني: كن رجلاً ولا تتبعني!

* لقاء أيمن عبد الحميد

http://www.al-jazirah.com.sa/magazine/22062004/31.jpg


فؤاد المهندس هو (سفير الكوميديا) العربية الراقية بلا منازع، والفنان الذي حمل لواء الفكاهة الاجتماعية الهادفة في عقد الستينات من القرن الماضي، في وقت تحولت فيه إلى (كوميديا عاهات) ثم (إفيهات)..

فقد سار المهندس على درب أستاذه الأول نجيب الريحاني، رغم أن الريحاني نصحه في بداية المشوار بنصيحة (جوته): كُن رجلاً.. ولا تتبعنى!
في الحوار التالي يفتح المهندس قلبه وعقله، ويكشف الكثير من الأسرار والخفايا والمواقف المصيرية في مشواره الطويل، وكيف كانت رفيقة عمره الفنانة (شويكار) هي حبه الأول والأخير، وكيف كان تمرد فرقة (ساعة لقلبك) على مؤسسها سمير خفاجي فاتحة خير على المهندس، الذي انطلق بعدها ليقدم عشرات المسرحيات والأفلام الناجحة من إنتاج وتأليف خفاجي.. وحكايات ومواقف أخرى.

* سألناه: كيف بدأت مشوارك الفني.. وكيف كانت ظروف البداية؟
أنا من مواليد القاهرة عام 1924 نشأت في بيت علم وثقافة واسعة، فوالدي هو عالم اللغة الجليل المرحوم زكي المهندس عميد كلية دار العلوم ووكيل المجمع اللغوي، وحصلت على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة عام 1948 وقد كان لنشأتي في هذا البيت فضل كبير على شخصيتي الثقافية والفنية وسط أبناء جيلي.

* ومتى بدأ عشقك لفن التمثيل؟
منذ طفولتي المبكرة ولم أكن أجرؤ على مفاتحة أبي في هذا الموضوع لأنه كان يرغب في أن أسير على نفس الدرب الذي سار هو عليه، بينما كنت أنا أبحث عن طريق آخر هو الفن، ذلك أنني تأثرت كثيراً بأفلام العملاق الراحل نجيب الريحاني، فلم يكن هناك فيلم سينمائي أو عرض مسرحي جديد له إلا وأشاهده عدة مرات وكنت أقف أمام المسرح بالساعات لأشاهده فقط أثناء دخوله وكذلك الأمر عند خروجه من المسرح حتى ساعدني الحظ في ملازمته طيلة السنتين الأخيرتين من حياته فتتلمذت على يديه وحينما أتذكر هذا اليوم أدرك مدى ثراء سنوات النشأة والتكوين عندي.

* وكيف قبلك الريحاني تلميذاً في مدرسته؟
الفضل في هذا يعود لشقيقتي الإعلامية العظيمة صفية المهندس التي كانت بدأت تشق طريقها بنجاح في عالم الإذاعة وتعززت مكانتها بعد زواجها من الرائد الكبير محمد محمود شعبان (بابا شارو) الذي كان صديقاً للريحاني وحضر حفل زفافهما وكلما ذهب هنا أو هناك أثناء الحفل يجدني أقف بجواره لا أفارقه لدرجة أشعرته بالاختناق مني وفشل في التخلص مني حتى صرخ في وجهى قائلاً: (يا ابني حرام عليك أنا مش عارف أتنفس منك روح في داهية)!
مسرح في البيت!

* وماذا كان رد فعلك؟
كأني لم أسمع شيئاً فظللت كما أنا حتى أدرك (بابا شارو) الموقف فترك عروسه، واقترب منه ليعرفه عليّ ويحكي له عن عشقي الشديد له وتقليدي المستمر له في أي عمل مسرحي أو فيلم سينمائي يقدمه وقالت له شقيقتي(صفية) (لقد حول فؤاد) البيت إلى مسرح لأعمالك، فضحك الريحاني وربت على كتفي وأعطاني موعداً لأذهب له في المسرح وقد كان وساعدني الحظ طيلة عامين كاملين لازمته خلالهما.

ولا أنسى هذه الجملة التي قالها الريحاني ذات يوم: (أنا أثق تماماً في قدراتك وموهبتك ومقتنع بأنك ستكون خليفتي ولكن يجب أن يكون لك شخصيتك المستقلة وأداؤك المختلف.. كن رجلاً ولا تتبعني)!

* وما موقف والدك منك ومن شقيقتك صفية المهندس؟
هو لم يقف في وجه شقيقتي بل ساعدها ودعمها خاصة لأن الإذاعة كانت شيئاً عظيماً، ومعظم الأسر الكبيرة كانت لا تعترض على عمل أبنائها فيها سواء كانوا أولاداً أو بنات، ولكن المشكلة كانت بالنسبة لي فقد سعى والدي كثيراً لإقناعي بضرورة نسيان التمثيل والفن والتفرغ لدراستي، ولكن كان يتعامل بأسلوب ديمقراطي بعيداً عن أي ضغوط أو إجبار، وبسبب حبي الشديد له فكرت كثيراً في كلامه والسعي لإرضائه، وكان هذا أحد الأسباب التي دفعتني للعمل بعد التخرج موظفاً بإدارة رعاية الشباب بجامعة القاهرة ولكني لم أتحمل قيود الوظيفة فاستقلت منها للتفرغ للعمل بالتمثيل.

* وهل أغضب ذلك والدك منك؟
هو كان يتوقع مني ذلك منذ زيارته لى في الكلية في السنة النهائية دون أن أعرف وشاهدني أقف على خشبة مسرح الجامعة لأقوم ببطولة أحد العروض المسرحية فكنت أدير الفرقة بالجامعة وأختار العروض التي تقدمها وأتولى تنفيذها وإخراجها، ويومها قال لى جملة لم أنسها ولن أنساها ما حييت وهي: (لم أكن أعرف أنني أنجبت فناناً عظيماً بهذا القدر)!

* إذن البداية كانت على مسرح الجامعة؟
لا، البداية كانت قبل الجامعة بفترة طويلة، وبالتحديد أثناء الدراسة الابتدائية والتوجيهية فقد اشتركت في برامج الإذاعة سواء كانت برامج الأطفال أو حلقات (ألف ليلة وليلة) وغيرها واستفدت من هذه التجارب الكثير، كما أن الإذاعة كان لها فضل كبير في نجاحي وتعريف الجمهور بي وذلك عبر البرنامج الشهير (ساعة لقلبك) الذي كان يحظى بجماهيرية كبيرة وساعد على نجاح البرنامج أن الإذاعة لم يكن لها منافس في البيوت قبل ظهور التليفزيون طبعاً.

* أول زيجاتك هي السيدة عفت سرور فكيف تم الزواج؟
على فكرة أنا لم أتزوج في حياتي سوى مرتين فقط من السيدة عفت سرور وبعدها الفنانة القديرة شويكار بينما الشائعات زوجتني أكثر من 20 مرة.

والزواج الأول كان تقليدياً أكثر منه حباً، فكنت أسعى للاستقرار مع زوجة تساعدني على النجاح وتهيئ لى المناخ للعمل والإبداع وتبقى هي في المنزل لترعى الأولاد هذا هو تفكيري في هذه الفترة، وهو ما دفعني للزواج بهذا الشكل واكتشفت بعد هذا عدم صحة هذا التفكير التقليدي.

* كيف؟
من الصعب أن تفهم طبيعة عملك كفنان إنسانة بعيدة كل البعد عن هذا المجال، فقد كانت السيدة (عفت) عظيمة في كل شيء وكانت تتحمل غيابي عن المنزل كثيراً وسفرياتي بصفة مستمرة، ولكنها في الوقت ذاته كانت شديدة الغيرة ولم تكن تتفهم طبيعة عملي بالشكل المطلوب ومن هنا اختلفنا وانفصلنا بسرعة، ولكن ظلت علاقتنا في إطار من الاحترام والود والاتفاق على أسلوب تربية ابننا (أحمد) واقتنعت تماماً بأن أتركه لها لترعاه عن ثقة كاملة فهي أجدر مني بذلك.

الحب الأول والأخير
* وهل هذه الأسباب هي التي أدت إلى اختيارك الفنانة (شويكار) لتشاركك حياتك بعدها؟
كان هذا من أهم الأسباب، ولكن الحقيقة أنني أحببت (شويكار) حباً شديداً، إنها أول وآخر حب في حياتي وقد كان لتفاهمنا من البداية سبب رئيسي في نجاحنا وقيامنا بتكوين (دويتو) فني استمر لمدة 20 عاماً مسيطراً على الحركة المسرحية في مصر، فقد كنت سعيداً معها في المنزل والعمل.

* وهل تتذكر أول موقف جمع بينكما؟
لقد سبقتها أنا في العمل، وبعد فترة بدأت هي تخطو خطواتها الأولى وكنا نلتقي في الحفلات والمناسبات الفنية ونتبادل الكلام بشكل عادي ولكن كان هناك شيء بداخلي يدفعني للحديث معها، وكذلك الأمر بالنسبة لها وكنت أعتقد أنها معجبة بي ولهذا كانت تحرص على حضور عروضي المسرحية الأولى أو في فرقة (ساعة لقلبك) ولم أكن أتخيل أنها من الممكن أن تكون ممثلة كوميدية على الإطلاق، فعندما رشحها (مدبولي) للعمل أمامي أبديت له دهشتي الشديدة، ولكنني في داخلي كنت راغباً في رؤيتها والعمل معها وتسبب ترشيح مدبولي لها بهذا الشكل في قلب حياتي وحياتها رأساً على عقب.

* ولماذا وقع الطلاق بعد زواج تجاوز العشرين عاماً؟
الإنفصال جاء نتيجة تراكمات عديدة هبت على حياتنا في آخر عامين للزواج ولا أود تذكرها الآن لأنها أشياء صعبة بالنسبة لي، ولكن لم يكن هناك بديل عنه في هذا الوقت رغماً عنا فانفصلنا بهدوء ودون تجريح وإهانة، واتفقنا على أن نظل أصدقاء وما زلنا حتى اليوم نكنُّ لبعضنا كل احترام وتقدير فعند أي أزمة أتعرض لها تكون هي بجواري والعكس.

* في حديث أجريناه مع الفنانة الكبيرة هند رستم قالت إنه بانفصال المهندس عن (شويكار) فقد المسرح ثلث قوته؟
هذه حقيقة لا يمكن تجاهلها، وهناك من أكدوا أن المسرح الكوميدي فقد بريقه وأعترف لكم أنه رغم أنني قدمت عروضاً عديدة بدون شويكار مثل (هالة حبيبتي) و(شارع محمد علي) وغيرهما وكذلك قيامها هي بتقديم عروض بدوني، إلا أن هذه العروض رغم نجاحها لم يكن لها نفس نجاح العروض التي قدمناها سوياً وأعترف أنا بهذا أضف لذلك إلى أن الضلع الثالث الذي كان معنا ويدير الدفة هو القدير عبد المنعم مدبولي أطال الله عمره.

* دائماً ما تذكر اسم (مدبولي) مقروناً بلقب (أستاذي) فلماذا؟
مسيرتي مع عبد المنعم مدبولي طويلة، فقد كنت بصحبته شيئاً مختلفاً تماماً عما كنت قبله، فهو الناظر والأستاذ بالنسبة لي وبالنسبة للكثيرين من أبناء جيلنا والجيل الذي أتى بعدنا، ففى فرقة (ساعة لقلبك) استفدت كثيراً من نصيحة الريحاني بأن أبتعد عن تقليده وأن تكون لى شخصيتي المستقلة وفعلت هذا ولكني كنت دائماً أشعر أن هناك شيئاً ينقصني أبحث عنه ومع (مدبولي) وبفضل النصوص التي اخترناها أصبحت خليطاً من الريحاني وفؤاد المهندس فعثرت على شخصيتي الفنية أخيراً.

* وبعد أكثر من ربع قرن من التعاون انفصلت عنه ودبت الخلافات بينكما فما هي الأسباب؟
ما أقوله لأول مرة هو أن (أولاد الحلال) راحوا ينقلون لي كلاماً على لسانه ضدي والعكس، والغريب أننا بعد كل هذا العمر والخبرة وقعنا في الفخ وأندهش اليوم لما جدت وحينما أحكم عقلي أجد أنه لم يكن من المنطقي أن يحدث ما حدث، والنتيجة كانت خسارة فادحة بالنسبة لنا سوياً وبالنسبة لجمهور المسرح الذي كان يعشقنا سوياً، ولكني وسط الخلافات لم أتطاول عليه أبداً وظللت على عهدي به أنه أستاذ كبير وكذلك الأمر بالنسبة له فقد ظل على احترامه لى حتى الآن.

فم إسماعيل ياسين!
* ظهرت وسط جيل من عمالقة المسرح العظماء كيف نجحت في اختيار لون خاص بك؟
كان قدرى أنني ظهرت في وقت كان فيه عمالقة الكوميديا يعتمدون على (إفيه) شكلي أو ملمح خارجي ينتزعون به ضحكات الجمهور وأدركت أنا من البداية أنني لا أملك فم إسماعيل ياسين ولا ضحكة حسن فايق ولا (حول) عيني القصري، وبسبب هذه الظروف احتجت لنحو عشر سنوات قبل أن أتقدم الصفوف فانطلقت من تركيبة ثقافية وعقلية مغايرة من خلال النشأة الأولى لي، فقررت أن أكون لوناً مختلفاً، وبمرور الوقت تقبله الجمهور، وكان هذا من حسن حظي في التحليل الأخير.

* هل انقطعت علاقتك بفرقة «ساعة لقلبك» بعد هذا تماماً؟
الحقيقة أن الفرقة لم تحقق فيما بعد نفس النجاح ولكن بذكائه وحنكته قام سمير خفاجي بجمع كل أفراد فريق (ساعة لقلبك) بدوني في عرض مسرحي جماعي هو (دور على غيرها) وحقق العرض نجاحاً كبيراً وإيرادات مرتفعة دفعته لاستئجار مسرح (26 يوليو) بالقاهرة وحجز سينما (كليوباترا) بالإسكندرية وتصادف هذا مع مرض السيدة والدته أثناء عرض ناجح جداً فترك الفرقة بالإسكندرية وانشغل في الجنازة والميراث، ثم عاد ليجد مشاكل عديدة في مقدمتها تمرد أفراد الفرقة عليه، وفي الوقت الذي كان يسعى فيه للم الشمل توفيت والدته فترك الفرقة تماماً وأعلن انسحابه وأدى هذا إلى غرق الفرقة في الديون، فعاد لينتشلها ويعود بها من جديد إلى الأضواء، وقدم خفاجى عدة عروض ناجحة لفتت أنظار الجميع فطلب منه ثروت عكاشة (وزير الثقافة آنذاك) تسجيل جميع العروض المسرحية مقابل 500 جنيه للرواية وكان هذا مبلغاً ضخماً جداً في هذا الوقت.

وبعدها طلب محافظ الإسكندرية في ذلك الوقت المستشار حمدي عاشور من خفاجي عرض رواية (طلع لي في البخت) في الإسكندرية لمدة عشرة أيام، وحدثت الكارثة في أول يوم للعرض وفي وجود محافظ الإسكندرية حيث تأخر كل الأبطال عن موعد رفع الستار بساعة ونصف كاملة ثم ظهروا أمامه ليفرضوا شروطهم التعجيزية عليه، وفي هذا اليوم قرر سمير خفاجي إنهاء عروض (ساعة لقلبك) تماماً وإغلاق الفرقة وفوجئت به أمامي في القاهرة.

* لماذا؟
قرر العودة كما قال: (إلى الرجل الذي حمل راية الكوميديا بعد الريحاني).. إنها جملة لا أنساها أبداً وكانت السبب الرئيسي في نجاح كل العروض المسرحية التي قدمناها وما زالت حتى اليوم موجودة وتعرض ويقبل على مشاهدتها الجميع دون أي ملل.

* وكيف انتقلت من شخصية (السنيد) في السينما إلى البطل الأول؟
كان لنجاحي أنا وشويكار تأثير بالغ في حقبة الستينيات وكان مسرحنا هو الأكثر نجاحاً في هذه الفترة، وبالطبع لفت هذا أنظار المنتجين الأذكياء فسعوا لاستثمار هذا النجاح سينمائياً ومن هنا قدمنا مجموعة أفلام حققت نجاحاً مدوياً، فبعد فيلم (أخطر رجل في العالم) عام 1967 إخراج نيازي مصطفى توالت أفلامنا (شنبو في المصيدة) إخراج حسام الدين مصطفى و(أرض النفاق) إخراج فطين عبد الوهاب وقدمنا مع فطين أيضاً (اعترافات زوج) و(أنا وهو وهي) ثم عملنا مع حسن الصيفى في عدد كبير من الأفلام الناجحة مثل (هارب من الزواج) و(غرام في أغسطس) و(المليونير المزيف) ثم (العتبة جزاز) و(مطاردة غرامية) وهناك أفلام بالطبع قدمتها بدون شويكار مثل (جناب السفير) مع سعاد حسني و(عودة أخطر رجل في العالم) مع ميرفت أمين وغيرهما.

* أعطيت لعادل أمام فرصة ظهوره الأولى فما هي المواقف التي جعلتك توافق يوماً على أن تشارك بأدوار صغيرة معه في بعض أفلامه؟
لا بد من أن نكون صادقين مع أنفسنا فالسينما في الأساس للشباب وحينما يتقدم العمر بالفنان لا بد من أن يتعامل مع المتغيرات فلا توجد أدوار تكتب للكبار في السينما وعادل إمام أحد تلامذتي فكيف كنت لا أوافق على العمل معه ثم إنني كنت أول من تنبأ له بأنه سيصبح زعيم الكوميديا في مصر ولطالما صرحت بهذا في صحف ولقاءات تليفزيونية ومع أحمد زكي قمت بدور محدود في فيلم (البيه البواب) فقد أعجبني الدور بصفة خاصة وموضوع الفيلم في زمن انقلبت فيه كل الأوضاع وأصبح الجهلاء والمتسلقون هم أصحاب السيادة، المهم أنني رغم قيامي ببطولات سينمائية عديدة لم أعتبرها يوماً بيتي الأول فالمسرح بالنسبة لي هو الأساس ولهذا لم أتنازل أبداً عن مكانتي فيه.

* ولكن بعض النقاد هاجموك بسبب مشاركتك لشيريهان في مسرحية (عشان خاطر عيونك) لكون المسرحية من البداية للنهاية كانت مكتوبة من أجلها؟
هذا الكلام غير صحيح، فأنا كنت وما زلت مقتنعاً بشيريهان وموهبتها منذ ظهورها معي في أول مشوارها في عرض (سك على بناتك) وكنت أول المتوقعين لها بأنها ستكون نجمة استعراضية كبيرة وتحقق توقعي لها ولو كنت شعرت للحظة بما تقولونه عن هذا العرض ما كنت وافقت على العمل به.

* وماذا عن فؤاد المهندس في التليفزيون؟
أنا لم أقدم سوى مسلسلات قليلة وأعتز جداً بمسلسلي (عيون) الذي قدمته في مطلع الثمانينيات مع العظيمة الراحلة سناء جميل ويونس شلبي وشيرين وأعقبته بمسلسل (أزواج ولكن غرباء) إلا أنه لم يصادفه نجاح (عيون) ولكن الحمد لله طيلة 28 عاماً لم أغب عن جمهوري في رمضان بفوازير (عمو فؤاد) التي ينتظرها الكبار قبل الصغار ورغم المعاناة الصحية وتقدم العمر جاهدت نفسي في العامين الأخيرين وقدمتها قدر استطاعتي ولكن في 15 حلقة فقط بناء على أوامر الأطباء، وبالطبع قدمت سهرات وأفلاماً تليفزيونية كثيرة جداً.
سفير الكوميديا

* من أحب الألقاب إلى نفسك لقب (سفير الكوميديا الراقية) فمن الذي أطلق عليك هذا اللقب وما سر حبك له؟
الحمد لله أنني لم أبتذل نفسي أبداً على خشبة المسرح ولم أتسبب في أي مواقف محرجة لزملائي أو للجمهور، فكان رب الأسرة يأتي بزوجته وأبنائه وهو يثق تماماً في أنه قادم بهم إلى مسرح يحترم عقليته ويحترم خصوصياته، ولم أكن أسمح أبداً بالتأخير عن موعد فتح الستارة فقد تعلمت ذلك من أستاذي الأول نجيب الريحاني، ولم أكن أسمح لأي ممثل بالخروج عن النص بشكل جارح فالكوميديا في مسرحي تعني الالتزام التام ومن هنا أطلق النقاد عليّ هذا اللقب فسعدت جداً به حتى هذه اللحظة.

* أستاذ فؤاد، ما هي أصعب المواقف التي مرت بك؟
الجحود ونكران الجميل من قبل عدد كبير جداً من فنانين كنت أنا أول من وقف إلى جوارهم ومد لهم يد العون وبالطبع لم أكن انتظر أي شيء منهم سوى السؤال مجرد السؤال عليّ وأنا في معاناة المرض وصدمت في الكثيرين منهم.

* وهل مررت بموقف وجدت فيه الدموع تغالبك؟
نعم حينما شعرت بالوحدة وعدم وجود أحد إلى جانبي خاصة ممن كنت أنتظر منهم رد الجميل.
* ومن هم الفنانون الذين سألوا عنك وقاموا بزيارتك في محنة مرضك؟
كثيرون والحمد لله خاصة من أبناء جيلي أو الجيل التالي لي وأشكرهم جميعاً كما أن شويكار لم تفارقنى وأبنائى وأحفادي.

(عمو فؤاد) كيف يقضي وقته حالياً ومع من؟
بالطبع مع أبنائي محمد وأحمد وأجمل الأوقات أقضيها مع أحفادي منهم وأحفادي من شقيقاتي صفية ودرية وسامي فالوقت الذي أجلس فيه بين الأطفال أتمنى فيه أن تتوقف الساعة إلى الأبد!

* وما هي مشاعرك حينما تم تكريمك العام الماضي في حفل كبير أقيم خصيصاً لك ولأفراد فرقة (ساعة لقلبك)؟
شعرت بسعادة بالغة فالإنسان أي إنسان يتمنى بعد أن يعطي أن يأتي يوم يحصل فيه ولو على جزء بسيط مما يستحق مقابل عطائه عبر سنوات طويلة وسعدت في هذا التكريم بما قاله عادل إمام عنى فشكرته بشدة.

* لقد غبت عن بيتك الأول المسرح كثيراً ألم تشعر بوحشة له ولجمهورك؟
ياه.. أكثر مما تتخيلون فكلما جاء موسم الصيف المسرحي وأجدني لا أعمل أشعر بحزن وألم وتغالبني الدموع وأرجو أن تدعو الله من أجلى أن أشفى وأستطيع الوقوف لكي أعود للمسرح وأضحككم كما كنت أفعل من قبل.