مجاهدون
06-02-2005, 07:06 AM
خالص جلبي
عندما عبَر بنو إسرائيل البحر بعد الخلاص من العبودية مروا على قوم يعكفون على اصنام لهم، قالوا يا موسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة؟ قال: إنكم قوم تجهلون. إن هؤلاء متبرٌّ ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون. قال: أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين؟
وبهذا القصة القصيرة يمكن اختصار مسألة السلاح النووي (الإسرائيلي) و(الإيراني)، أو ما يتلمظ لامتلاكه (العرب)، أو ما وصل إليه (الغرب) و(الشرق) مثل الصين والهند، وامتنعت عنه اليابان في حكمة بالغة، فروعوا العالم ووقعوا في ورطة لا يعرفون كيفية الخروج منها، كما وصف ذلك خبير الأسلحة الأمريكية الاستراتيجية (لي بتلر) بأنهم كانوا يلعبون الروليت الروسية، أو ما امتلكه (الباكستانيون)، حتى إذا جاءت ساعة الحقيقة خذلتهم تلك الالهة وما يعبدون من دون الله; فوقف (برويز مشرف) يقول: إنني أخاف على السلاح النووي؟ وهو بالأصل سلاح للتخويف وليس للخوف عليه، ولكن فات على الناس موضع النكتة؟
وما حصل لبني إسرائيل متوقع، فقد عاشوا دهرا لا يعرفون سوى الأصنام تحت حكم فرعون، ولم يذوقوا الحرية بعد، كما جاء في قصة الرسولين من أثينا إلى الفرس، فعندما وصلا الحدود اقترح عليهما الحاكم المحلي أن يصبحا عبيدا لمولاه عاهل الفرس؟ قال: هل أعجبتكم الحياة والطعام؟ نظر الرجلان من أثينا في وجه بعضهما متعجبين وقالا له: نحن نعذرك، فلم تعرف أنت بعد طعم الحرية، ولو ذقت الحرية وعرفت طعمها لقاتلت عنها بأظافرك وأسنانك.
ولم يكن بنو إسرائيل، بفعل الذل الطويل، مستعدين لأكل المن والسلوى، فمازالت رائحة البصل والثوم في أنوفهم، فقالوا: يا موسى نريد أن نأكل من بقلها وقثائها وفومها وعدسها قال: اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم، وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله، كما هو حال الكثير من العرب والمسلمين الذين يرتعشون فرقا من ذكر أمريكا.
وإذا كان في تاريخ اليهود عبادة القوة الممثلة في الأصنام وفرعون، فمن المفروض أن لا يفعل هذا الإيرانيون، ولكن أصابهم داء الأمم.
والآن ماذا تريد إيران من السلاح النووي التي هي ماضية في طريقه، وتلعب مع أمريكا لعبة الفأر والقط، ومع الغرب لعبة الأطفال (الاستغماية)، ويهدد الملالي في طهران بأنهن سينسحبون من اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية ، ويقول (محمود محمدي) نائب رئيس لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي من البرلمان الإيراني في مقابلة له مع مجلة «المرآة الألمانية» (2.1 .2005 م ص 108) «لقد نفد صبرنا».
هل تريد طهران امتلاك سلاح لن تستخدمه قط إلا إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها؟. هي لعبة جنون كاملة، كما رأيت في زيارة لي إلى مدينة (كيبك) الكندية ، مدافع طويلة مطلية بعناية مصوبة تجاه الخليج، وعندما اقتربت منها فوجئت بأن أحد المدافع غنمه البريطانيون من حرب القرم فهو للذكرى تسلية للسائحين، وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون؟ ويذكرني هذا بقول (فيكتور هوغو) إنه سيأتي ذلك الوقت الذي يتأمل الناس بقايا أسلحة الجنس البشري، وكيف كانوا يقتلون بعضهم بعضا، وأنا شخصيا رأيت فيلم الاسكندر في زيارتي لمونتريال في كندا ، فتعجبت من الضحك على الذقون واللحى، وكيف يخاطب الاسكندر جنوده أنهم أحرار جاؤوا ليحرروا الناس؟ وهو الذي اعترفت بعكسه (هوليوود) في فيلم (صلاح الدين) مملكة السماء الذي يعرض هذه الأيام، على لسان (تايبريوس) أن الحملات الصليبية لم تكن سوى للنهب والسلب واستعباد الأنام؟
أم تظن طهران أن إسرائيل التي تملك 200 رأس نووي يجب أن تفعل مثلها من أجل توازن السلاح حيث لن يستخدم هذا السلاح؟ كما رأينا في أشد الظروف حلكة في أزمة، أو حينما طلب (ماك آرثر) هذا السلاح لإنهاء حرب كوريا عام 1950 بزعمه، فكلفه هذا أن يستقيل، ورأى ترومان يومها أن السلام أهم من حماقة جنرال، مع أنه كان من خيرة الجنرالات الأمريكيين.
ويقول في هذا (فؤاد زكريا) في كتابه (خطاب إلى العقل العربي) متسائلاً في زفرة حسرة: لماذا ينتج العالم هذه اللعب المميتة المكلفة وهو يعلم أنها ليست للاستخدام؟؟
هذه الورطة النووية هي التي أودت بحياة الاتحاد السوفييتي الذي ظن أنه بهذه الأصنام من اللات والعزى وهبل سوف يكون منتصرا، فهوى صريعا إلى الجنب، في الوقت الذي صعدت أمم إلى ذروة المجد بدون سلاح مثل اليابان وألمانيا، إن في ذلك لآيات للمتوسمين ؟
وأنا أحياناً أتعجب وأقول: أليس في الإيرانيين رجل رشيد؟ ألم يكن لهم آية انتصارهم في ثورة بدون سلاح وقوة ؟ كما كانت تقول جريدة «كيهان»: انتصار الدم على السيف؟
إن كل الشر يأتي من عدم الثقة بعقل الإنسان بل اللجوء إلى عضلاته، والأسلحة البتارة هي امتداد العضلات، والقوة هي الإيمان بإخضاع الإنسان بالإكراه، وحاليا تدبر أمريكا خطة لاجتياح إيران، كما جاء في المقالة التي كتبها (سيمور هيرش) عن الحروب المقبلة (The Coming Wars) والتي نشرتها بتفصيل مجلة «در شبيجل» الألمانية في عددها (4\2005م ص 113). أو استعداد إيران بالمقابل باستعمال الوقود الصلب في الصاروخ الجديد، وفي توزيع مراكز تصنيع الصنم النووي ـ عفوا القنبلة النووية ـ كما فعل الزعيم الكوري الشمالي، في مراكز شتى منها تحت الأرض ومنها بين السكان، كما جاء في كتاب (الأحجية الإيرانية The Persian Puzzle) للكاتب (كين بولاك).
بكل أسف يبدو أن الثورة الإيرانية انتهت منذ دخول الملالي إلى السياسة، فأصيبوا بداء (القوة) بعد أن كانوا في طريقهم لبناء مجتمع (الفكرة)، وضاع كل زخم الثورة الإيرانية في الحرب العراقية، ثم ضاع أكثر في سلم الصعود إلى القوة النووية يضاهون الذين كفروا من قبل بإلغاء عقل الإنسان، وهو الذي فعله العراقيون حينما استبدلوا صدام بالأمريكيين، لأنهم لا يعرفون إلا القوة منذ أيام الحجاج.
إن مشكلة (مجتمع القوة) أنه حلقة شيطانية ذات خمسة مفاصل، فحين تصبح (القوة) هي الحلقة المركزية، فإن القوة بيد أي إنسان وجماعة تتحول إلى أداة قهر، وكل قوة هي مفسدة، وقليل من السلطة يعني قليلا من الفساد، والسلطة المطلقة تعني الفساد المطلق، وبـ (الإكراه) يمكن أخذ (الطاعة) من العباد، ولكن مع (الخوف)، ومن الخوف تولد (الكراهية)، والكراهية من بشر يشعرون أن رقابهم خاضعة للسيف يجعلهم يتلمظون من جديد لامتلاك (القوة)، وبذلك تغلق الحلقة الشيطانية على نفسها (قوة ـ إكراه ـ طاعة ـ خوف ـ كراهية ـ قوة)، ومن ينشأ في مثل هذا الجو لا يستطيع تصور شيء آخر غير القوة تحرك الناس.
وهذه هي مشكلة العرب والمسلمين الجوهرية، وقد تحرر الغرب منها، فهو يملك القوة ولكنه لا يحل مشاكله بالقوة، كما رأينا في الانتخابات الأخيرة التي جرت في فرنسا من أجل التصويت على الدستور الأوروبي، ففي المقابلة التي أجرتها مجلة «المرآة» الألمانية مع زوجة الرئيس السابق ميتران (دانييل Danielle) وهي عجوز في الثمانين كانت هي تصوت بـ«لا» وابنها بـ«نعم». قالت: إنني زرت العالم الثالث ولن أصوت على قانون يهدد العدالة، وكلمة «لا» تعني اعترافا قويا للإنسانية، ولعله ينشأ منه دافع لأوروبا وموديلها في الحرية وفض النزاعات بالقسطاس المستقيم، والتضامن مع المستضعفين، في وجه موجة من العولمة تبحث عن الربح والربح فقط ، فهنا يسقط الإنسان في حمأة الاقتصاد والتكالب والإثراء؟
عندما عبَر بنو إسرائيل البحر بعد الخلاص من العبودية مروا على قوم يعكفون على اصنام لهم، قالوا يا موسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة؟ قال: إنكم قوم تجهلون. إن هؤلاء متبرٌّ ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون. قال: أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين؟
وبهذا القصة القصيرة يمكن اختصار مسألة السلاح النووي (الإسرائيلي) و(الإيراني)، أو ما يتلمظ لامتلاكه (العرب)، أو ما وصل إليه (الغرب) و(الشرق) مثل الصين والهند، وامتنعت عنه اليابان في حكمة بالغة، فروعوا العالم ووقعوا في ورطة لا يعرفون كيفية الخروج منها، كما وصف ذلك خبير الأسلحة الأمريكية الاستراتيجية (لي بتلر) بأنهم كانوا يلعبون الروليت الروسية، أو ما امتلكه (الباكستانيون)، حتى إذا جاءت ساعة الحقيقة خذلتهم تلك الالهة وما يعبدون من دون الله; فوقف (برويز مشرف) يقول: إنني أخاف على السلاح النووي؟ وهو بالأصل سلاح للتخويف وليس للخوف عليه، ولكن فات على الناس موضع النكتة؟
وما حصل لبني إسرائيل متوقع، فقد عاشوا دهرا لا يعرفون سوى الأصنام تحت حكم فرعون، ولم يذوقوا الحرية بعد، كما جاء في قصة الرسولين من أثينا إلى الفرس، فعندما وصلا الحدود اقترح عليهما الحاكم المحلي أن يصبحا عبيدا لمولاه عاهل الفرس؟ قال: هل أعجبتكم الحياة والطعام؟ نظر الرجلان من أثينا في وجه بعضهما متعجبين وقالا له: نحن نعذرك، فلم تعرف أنت بعد طعم الحرية، ولو ذقت الحرية وعرفت طعمها لقاتلت عنها بأظافرك وأسنانك.
ولم يكن بنو إسرائيل، بفعل الذل الطويل، مستعدين لأكل المن والسلوى، فمازالت رائحة البصل والثوم في أنوفهم، فقالوا: يا موسى نريد أن نأكل من بقلها وقثائها وفومها وعدسها قال: اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم، وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله، كما هو حال الكثير من العرب والمسلمين الذين يرتعشون فرقا من ذكر أمريكا.
وإذا كان في تاريخ اليهود عبادة القوة الممثلة في الأصنام وفرعون، فمن المفروض أن لا يفعل هذا الإيرانيون، ولكن أصابهم داء الأمم.
والآن ماذا تريد إيران من السلاح النووي التي هي ماضية في طريقه، وتلعب مع أمريكا لعبة الفأر والقط، ومع الغرب لعبة الأطفال (الاستغماية)، ويهدد الملالي في طهران بأنهن سينسحبون من اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية ، ويقول (محمود محمدي) نائب رئيس لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي من البرلمان الإيراني في مقابلة له مع مجلة «المرآة الألمانية» (2.1 .2005 م ص 108) «لقد نفد صبرنا».
هل تريد طهران امتلاك سلاح لن تستخدمه قط إلا إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها؟. هي لعبة جنون كاملة، كما رأيت في زيارة لي إلى مدينة (كيبك) الكندية ، مدافع طويلة مطلية بعناية مصوبة تجاه الخليج، وعندما اقتربت منها فوجئت بأن أحد المدافع غنمه البريطانيون من حرب القرم فهو للذكرى تسلية للسائحين، وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون؟ ويذكرني هذا بقول (فيكتور هوغو) إنه سيأتي ذلك الوقت الذي يتأمل الناس بقايا أسلحة الجنس البشري، وكيف كانوا يقتلون بعضهم بعضا، وأنا شخصيا رأيت فيلم الاسكندر في زيارتي لمونتريال في كندا ، فتعجبت من الضحك على الذقون واللحى، وكيف يخاطب الاسكندر جنوده أنهم أحرار جاؤوا ليحرروا الناس؟ وهو الذي اعترفت بعكسه (هوليوود) في فيلم (صلاح الدين) مملكة السماء الذي يعرض هذه الأيام، على لسان (تايبريوس) أن الحملات الصليبية لم تكن سوى للنهب والسلب واستعباد الأنام؟
أم تظن طهران أن إسرائيل التي تملك 200 رأس نووي يجب أن تفعل مثلها من أجل توازن السلاح حيث لن يستخدم هذا السلاح؟ كما رأينا في أشد الظروف حلكة في أزمة، أو حينما طلب (ماك آرثر) هذا السلاح لإنهاء حرب كوريا عام 1950 بزعمه، فكلفه هذا أن يستقيل، ورأى ترومان يومها أن السلام أهم من حماقة جنرال، مع أنه كان من خيرة الجنرالات الأمريكيين.
ويقول في هذا (فؤاد زكريا) في كتابه (خطاب إلى العقل العربي) متسائلاً في زفرة حسرة: لماذا ينتج العالم هذه اللعب المميتة المكلفة وهو يعلم أنها ليست للاستخدام؟؟
هذه الورطة النووية هي التي أودت بحياة الاتحاد السوفييتي الذي ظن أنه بهذه الأصنام من اللات والعزى وهبل سوف يكون منتصرا، فهوى صريعا إلى الجنب، في الوقت الذي صعدت أمم إلى ذروة المجد بدون سلاح مثل اليابان وألمانيا، إن في ذلك لآيات للمتوسمين ؟
وأنا أحياناً أتعجب وأقول: أليس في الإيرانيين رجل رشيد؟ ألم يكن لهم آية انتصارهم في ثورة بدون سلاح وقوة ؟ كما كانت تقول جريدة «كيهان»: انتصار الدم على السيف؟
إن كل الشر يأتي من عدم الثقة بعقل الإنسان بل اللجوء إلى عضلاته، والأسلحة البتارة هي امتداد العضلات، والقوة هي الإيمان بإخضاع الإنسان بالإكراه، وحاليا تدبر أمريكا خطة لاجتياح إيران، كما جاء في المقالة التي كتبها (سيمور هيرش) عن الحروب المقبلة (The Coming Wars) والتي نشرتها بتفصيل مجلة «در شبيجل» الألمانية في عددها (4\2005م ص 113). أو استعداد إيران بالمقابل باستعمال الوقود الصلب في الصاروخ الجديد، وفي توزيع مراكز تصنيع الصنم النووي ـ عفوا القنبلة النووية ـ كما فعل الزعيم الكوري الشمالي، في مراكز شتى منها تحت الأرض ومنها بين السكان، كما جاء في كتاب (الأحجية الإيرانية The Persian Puzzle) للكاتب (كين بولاك).
بكل أسف يبدو أن الثورة الإيرانية انتهت منذ دخول الملالي إلى السياسة، فأصيبوا بداء (القوة) بعد أن كانوا في طريقهم لبناء مجتمع (الفكرة)، وضاع كل زخم الثورة الإيرانية في الحرب العراقية، ثم ضاع أكثر في سلم الصعود إلى القوة النووية يضاهون الذين كفروا من قبل بإلغاء عقل الإنسان، وهو الذي فعله العراقيون حينما استبدلوا صدام بالأمريكيين، لأنهم لا يعرفون إلا القوة منذ أيام الحجاج.
إن مشكلة (مجتمع القوة) أنه حلقة شيطانية ذات خمسة مفاصل، فحين تصبح (القوة) هي الحلقة المركزية، فإن القوة بيد أي إنسان وجماعة تتحول إلى أداة قهر، وكل قوة هي مفسدة، وقليل من السلطة يعني قليلا من الفساد، والسلطة المطلقة تعني الفساد المطلق، وبـ (الإكراه) يمكن أخذ (الطاعة) من العباد، ولكن مع (الخوف)، ومن الخوف تولد (الكراهية)، والكراهية من بشر يشعرون أن رقابهم خاضعة للسيف يجعلهم يتلمظون من جديد لامتلاك (القوة)، وبذلك تغلق الحلقة الشيطانية على نفسها (قوة ـ إكراه ـ طاعة ـ خوف ـ كراهية ـ قوة)، ومن ينشأ في مثل هذا الجو لا يستطيع تصور شيء آخر غير القوة تحرك الناس.
وهذه هي مشكلة العرب والمسلمين الجوهرية، وقد تحرر الغرب منها، فهو يملك القوة ولكنه لا يحل مشاكله بالقوة، كما رأينا في الانتخابات الأخيرة التي جرت في فرنسا من أجل التصويت على الدستور الأوروبي، ففي المقابلة التي أجرتها مجلة «المرآة» الألمانية مع زوجة الرئيس السابق ميتران (دانييل Danielle) وهي عجوز في الثمانين كانت هي تصوت بـ«لا» وابنها بـ«نعم». قالت: إنني زرت العالم الثالث ولن أصوت على قانون يهدد العدالة، وكلمة «لا» تعني اعترافا قويا للإنسانية، ولعله ينشأ منه دافع لأوروبا وموديلها في الحرية وفض النزاعات بالقسطاس المستقيم، والتضامن مع المستضعفين، في وجه موجة من العولمة تبحث عن الربح والربح فقط ، فهنا يسقط الإنسان في حمأة الاقتصاد والتكالب والإثراء؟