المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تغضبوا .... قراءة جديدة لصلاح الدين الأيوبي .......بقلم خالص جلبي



مجاهدون
06-02-2005, 06:47 AM
خالص جلبي

مع عرض فيلم صلاح الدين في السينما في ربيع 2005، يعاد إحياء سيرة الرجل والتاريخ العاصف الذي عاشه، وهنا يجب تقدير الرجل بعين النقد أكثر من الأسطورة، فلم يختلف الناس حول شخص كما اختلفوا حول صلاح الدين الأيوبي، كما تنازع اليهود والنصارى حول إبراهيم، فقد تنازع الجميع حول نسبة صلاح الدين إليهم، كردا وعربا وعجما. فأما (العرب) فاعتبروه بطل حطين، وضمه البعض إلى قائمة (العروبة) زورا وبهتانا، والرجل لم يكن قوميا، والعصر الذي عاش فيه كان دينيا، وجيناته كانت تنطق بالكردية، وأشهر قواده ومن حوله كانوا يتكلمون الكردية، كما كان من حول (نابليون) يرطنون بالكورسيكية، ولكن نابليون كان أكبر من كورسيكا، وصلاح الدين كان أعظم من كردستان.

واليوم تحتفل كل أوروبا بنابليون، وتكتب عنه مجلة «الشبيجل» الألمانية أنه كان (أبو أوروبا الفكري)، فهو الذي حمل مبادئ الثورة الفرنسية إلى كل القارة فثل العروش، وكتب عنه هيجل بعد معركة )يينا(Jena عام 1805 أنها نهاية التاريخ، وهي ما ألهمت (فرانسيس فوكوياما) أن يكتب كتابه المعروف (نهاية التاريخ) مستوحيا أفكار هيجل، وأن نهاية التاريخ هي عند أمريكا بتحقيق مبادئ الليبرالية الاقتصادية والديموقراطية السياسية، وهذا جهل بالإنسان والتاريخ، ولا يصلح (فرانسيس فوكوياما) أن يكون تلميذا في مدرسة التاريخ.

وأما الأكراد فينظرون إليه على أنه كردي بالمعنى (القومي) الشوفيني، وصلاح الدين لم يكن قوميا، كما لم يكن إبراهيم آشوريا ولا فرعونيا، بل حنيفا مسلما. وصلاح الدين كان يحمل هم الحضارة الإسلامية، وصراع الشرق والغرب، ولعله لو بعث هذه الأيام لتعجب وأنكر على الجميع، أكرادا وعربا وتركمانا، كيف يقتتلون، وينسون الحملة الصليبية الثامنة في إسرائيل بعد أن لم يبق في المنطقة صليبي.

والسبب في رفع صلاح الدين إلى مستوى القداسة، هو الانحطاط الحضاري للأمة، وهو أمر معروف في علم النفس، كآلية تعويضية يتناسب حجمها مع مقدار الانهيار، كما يحصل مع المفلس الذي يتحدث عن ثروة جده الهائلة وهو لا يملك شروى نقير.

والقمر لا يرى في النهار إلا باهتاً، وإنارة صلاح الدين قوتها من ظلمات العالم الإسلامي كردية وعربية وعجمية وتركية.

والشعوب تحب الأساطير، فتتحرك بوقود وهمي، وصلاح الدين اليوم أسطورة، وكان بشراً ممن خلق يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، وكان ربك قديرا.

وفي كتاب (السلطان) ذهب الفيلسوف (برتراند راسل) إلى تفكيك آلية القادة والأتباع، فاعتبر (لينين) و(هتلر) من نفس البضاعة العقائدية، أما (نابليون) و(موسوليني) فهما من مدرسة واحدة حسب رأيه، ولم يزد نابليون عن عسكري بارع استخدم الآلة العسكرية على احسن وجه، ونجاح (صلاح الدين الأيوبي)، ربما كان مزيجا من الرجلين، فهو اعتمد الفرق الصوفية التي بثت الحماس بين أتباعه، وورث دولة الزنكيين من (أتابكة) الموصل، وأزال دولة الفاطميين في مصر فضمها إلى ملكه، بعد أن عاشت قرنين من الزمن، وعرف استخدام الأرض واللوجستية العسكرية، فساق الصليبين في معركة حطين عام 1187 إلى مناطق حارة ماتوا فيها عطشا، قبل أن يهلكهم السيف البتار.

وجاء صلاح الدين على حين من الدهر في ظل دولة عباسية ميتة، فأضاف إلى دول الخلافة دولة جديدة، وجثة جديدة إلى الجثث الموجودة، وورث الملك لأولاده وإخوته، كما يفعل حكام العالم العرب اليوم بتوريث الملك لأولاد يحكمون بالنسب أكثر من المهارة السياسية، ويهلكون الحرث والنسل مع عصابات مستفيدة من البطانة، معيدين السيرة المشؤومة لدول الطوائف. وصلاح الدين كان منسجما مع عصره، أما حكام العالم العربي فقد قلبوا محاور الزمن، في وطن يرجع إلى الخلف، ومواطن يمشي على رأسه بدون أن يشعر بالدوار. والكائن الأميبي لا يعرف ذنبه من رأسه، وكذلك المواطن العربي.

والواقع أن صلاح الدين كان نزيها عفيفا; فلم يترك في خزانته سوى 17 درهماً، ولكنه قسم دولته بين 17 ولدا وأخا، فتقاتلوا بعده بأشد من الديكة، ومزقوا المملكة شر ممزق، حتى جاء أجلهم على يد المماليك، الذين لم يكونوا بأفضل من الأيوبيين.

ولعل كثيرين لا يعلمون عن صلاح الدين، أنه هو الذي وقع على إعدام الصوفي (السهروردي)، مذكرا بما حصل للحلاج، في قتل الناس من أجل أفكارهم. وعرض (ابن أبي أصيبعة) في كتابه (طبقات الأطباء) سيرة الشاب الحلبي، الذي قتله حاكم حلب الملك (الظاهر) أخو صلاح الدين، بعد أن أرسل إليه أنه قد أفسد عقيدة الناس، فأرسل إليه يأمره بقتل الرجل، وبفتوى من وعاظ السلاطين.

وهذا الكلام قد يكون مفاجئا وسوف يغضب الجميع، كردا وعربا وإسلاميين. وتقديس الأشخاص وثنية، وشخصية صلاح الدين اليوم عصية على النقد، فوق الخطأ، ولكن التاريخ وقائع وحقائق أكبر من مشاعرنا، وكما يقول أرسطو أن الحياة كوميديا لمن يفكر، وتراجيديا لمن يتفاعل. ونيتشه يرى أن التشاؤم علامة انحطاط، والتفاؤل سطحية، والصحيح هو ولادة التفاؤل من رحم المأساة.

كما لا ينتبه الناس إلى أن صلاح الدين استرد القدس عام 1188 من الصليبيين، ولكن الأيوبيين من بعده عادوا فسلموها صلحا إلى الملك فريدريك الثاني، وهو أمر لا يتفطن له إلا المؤرخون، والسبب في هذه الغفلة صيت صلاح الدين في التاريخ، والشعوب لا تحب الانتقاد، فلا شيء أبغض على النفس من الانتقاد، ولا تسكر النفس بخمر كالثناء، كما يقول (طيب أردوغان) الزعيم التركي هذه الأيام عن مذبحة الأرمن، أنه لا يوجد في التاريخ التركي ما يدعو إلى الخجل. وحين كان السلطان العثماني ينصحه البعض أن يزور أوروبا لأن هناك تطورا جديدا كان جوابه: أن سلطان المسلمين لا يزور أوروبا إلا فاتحاً، واليوم تطلب تركيا من أوروبا أن تضمها إلى الاتحاد الأوروبي، فترفض أوروبا إلا بتعديل قوانينها العثمانية، والاعتراف بمذابح الأرمن، ويخلص رأس أوجلان من الشنق العثماني، بعد أن تدلى حبل المشنقة فوق رقبته فكان قاب قوسين أو أدنى.

لقد ترك صلاح الدين (الكردي) العرق، (المسلم) القلب، العربي (اللسان)، الإنساني المتسامح، و(العسكري) الشرقي المتفوق لنا جميعاً ذكراً في العالمين، وغصة الهزيمة في حلوق الصليبين، مما جعل الجنرال غورو بعد اجتياح سوريا ولبنان أن يقوم بزيارة خاصة لقبر صلاح الدين فيضربه برجله ويقول: قم يا صلاح الدين فقد عدنا.

وهو أمر كان يتمناه تشرشل في معركة غالبيولي مع الأتراك، فيزور قبور سلاطين آل عثمان فيرفسها برجله، ويقول يا مراد ها نحن في العتبة السلطانية نزورك بعد أن زرتنا في فيينا.

مجاهدون
06-02-2005, 06:56 AM
التعليــقــــات

رافد العنبكي، اسكتلندا، 17/05/2005

أرجو أن لا يأتي اليوم الذي نجد فيه من يرفع صدام حسين إلى مرتبة القداسة.

هندرين كوردستاني، كوردستان، 17/05/2005

يمكن أن تعتبر نفسك إنسانا غير قومي، لكن كل من يقرأ كتاباتك يشم رائحة قومية عربية في مقالاتك أقل ما يقال عنها إنها غير صحيحة. وعندما تتكلم عن حقوق أقوام آخرين يعيشون على أرضهم بجانب الشعوب العربية، إما تبرر ظلم وقهر العرب لهم، أو على أقل تقدير عندما تكون كريما تتهرب عن الاعتراف بحقوقهم. وهذه الصفة موجودة مع الأسف في معظم الكتاب الليبراليين الجدد أو الكلاسيكيين، ودائما عندما يتعلق الأمر بالآخرين غير العرب تشتغل فلسفة المواطنة وعدم الاعتراف بالقومية.

أكثرية الكتاب الليبراليين الجدد مثلا يعتبرون وحدة الأراضي العراقية خطا أحمر حتى لو كان هذا على أشلاء آلاف البشر من الكورد والعراقيين.

أما بالنسبة لصلاح الدين الايوبي فنحن الكورد لا ننظر اليه بالمعنى الشوفيني كما تدعي. نحن الكورد بالتأكيد نعتبر صلاح الدين شخصية تاريخية كوردية مهمة ، ووجودها يؤكد للصديق قبل العدو بأن شعبا يسمى الشعب الكوردي يكان عيش في كوردستان، و ليس كما يدعي الشوفينيون العرب بكون الكورد ضيوف. ولكن الخطأ الأكبر الذي وقع فيه صلاح الدين هو أنه لم يؤسس دولة كوردية كما فعلها الفرس و الاتراك، وهذا هو النقد الجوهري بالنسبة لنا لصلاح الدين الايوبي. لكن في كل الاحوال يمكننا نحن الكورد أن نعتز به، ولنا فضل إرجاع أرض العرب الذي لم نر منهم غير الأنفال والكيماوي وقتل الاطفال والنساء من قبل زعمائهم وحكوماتهم القومية والاسلامية.


اسامة الحصرى، القاهرة، 17/05/2005

هل وطأت أقدام صلاح الدين كردستان؟ لا فقد نشا صلاح الدين وأبوه وعمه أسد الدين شيركوة فى كنف الدولة الزنكية عماد الدين زنكى ثم أبنة نور الدين محمود .ولم يكن العصر قوميا بل كان دنييا ولم ير العرب المسلمون غضاضة في أن يكون سلطانهم من أصول كردية أو غيرها طالما كان عادل حسن السيرة مجاهدا لاعداء الاسلام. ونحن نتشرف بصلاح الدين كونه كرديا أو عربيا، ولكن على الإخوة الأكراد أن لا يقيسوا الأمور كما هي الأن بين العرب والكرد، فإن فعلوا فعليهم أن يتذكروا أن صلاح الدين لو ظهر وعاش فى كردستان لما كان ذلك البطل التاريخي. فلكل قطر وزنه ووضعه الاستراتيجي، ولم يظهر صلاح الدين وتتعزز شوكته إلا بعد أن كان له حكم مصر، ومنها وبشعبها وجندها صار السلطان صلاح الدين فأسقط الفاطمين والزنكيين واستولى على الشام فكان أن تعضدت قوته، فما اجتمعت مصر والشام لرجل إلا وتعضدت قوة الاسلام والمسلمين.

قوة مصر والشام هي التي تحملت العبأ الاساسي فى مجاهدة الصلبين ومن مصر جيشت الجيوش لاسترجاع القدس وأيضا بالشام، وانضم اليهم المجاهدون من كل مكان وكان طبيعيا أن يكون الجند والمتطوعون غالبيتهم من العرب لأن المعركة كانت على أرضهم ولأجلها.
والشيء بالشيء يذكر، فهل عندما خرجت الجيوش المصرية لدحر التتار فى عين جالوت بقيادة المظفر قطز سلطان المماليك ننسب النصر اليه وحده أو أن نفاجأ بأحقية البلاد التى جاء منها المماليك فى النصر على اعتبار أن جدود السلطان من هناك؟ ألا يكفي الإخوة الأكراد الاختلاف فى الحاضر كي يذهبوا بنا الى كتب التاريخ؟

علي صدوق، لندن، 17/05/2005
يبدو عليك الانفعال في هذا المقال، فالقوميون أقصد العرب والامازيغ والاكراد وغيرهم لم يبق لهم إلا التاريخ ليتمسحوا بشخصياته ويقدسوها وأحيانا يخفون بها عجزهم. وكما قال الشاعر إن الفتى من يقول ها أنا ذا ليس الفتى من يقول كان إبي.

فإن كان صلاح الدين عربيا أو كرديا ماذا سيغيرمن أحوال المنتسب إليهم؟ هل إذا كان عربيا دليل على أن العرب معصومون! وهل كون محمد عربيا يشفع لمسيلمة الكذاب أولأبي جهل ويجعلهما في مصاف الصديقين والشهداء. لهذا قالوا إن العقول الصغيرة تناقش الأشخاص والعقول الكبيرة تناقش الأفكار وقد قيل إن الصحابي الجليل سلمان سئل ليعرف نسبه أفارسي أم عربي بن من أنت فقال إبن الاسلام لأنه أدرك الهدف القومي للسائل.
لهذا ينبغي أن نكف عن العلم الذي لا ينفع ونتوجه إلى أنفسنا وننتقدها ونتهم أنفسنا بالتقصير ونترك التغني بالامجاد التي سوف لا تزيدنا إلا كسلا وارتباطا بالموتى .

محمد حريري، بريطانيا، 17/05/2005
صلاح الدين ابن زمنه! أتعجب أن يعتبر الكاتب قول الكرد بكردية صلاح الدين من قبيل الشوفينية! فالرجل أراد الله له أن يكون كردياً، كما كان خالد بن الوليد عربياً وظاهر بيبرس جركسياً والخ.

ولعلمك يا استاذ أن كثيرا من القوميين الكرد لا يظهرون أدنى قدر من الحب والاحترام للقائد صلاح الدين، لأنه حسب زعمهم لم يقدم شيئاً للأمة الكردية، وهذا منطق ساذج وغبي كما تعلم، فالرجل عاش في أيام كانت تسود فيه الحالة الدينية الاسلامية، ولم يظهر الفكر القومي إلا بعده بعشرات القرون.

الأمر الآخر يتعلق بالسهروردي الصوفي، وقتله بأمر من صلاح الدين، أعتقد بأنك تمارس نفس المنطق المغلوط للقوميين الكرد الذين يكرهون صلاح الدين لأنه لم يفعل ي شئ لاستقلال كوردستان! قد تسأل كيف ذلك؟ أقول قبل أن أبين منطقك المقلوب، إنه ليس مفاجئاً جداً كلامك عن قتل صلاح الدين لسهروردي الصوفي، فالأمر أثير كثيرا من قبل المستشرقين، وبين الفينة والاخرى يردد هذا الكلام ممن يحمل في قلبه ضغينة لصلاح الدين. فقد سمعت وقرأت هذا الكلام من شيعي، والشيعة يكرهون صلاح الدين لضربه الدولة الفاطمية في مصر، وسمعته من بعض الكتاب القوميين الكرد من النوع الذي تكلمت عنهم آنفاً، وها أنا أسمعه منك ايضاً مع الأسف دون أن تحاول قراءة ما حدث في إطاره التاريخي اللحظي، فأنت يا سيدي تريد أن تحاكم صلاح الدين الى جميع مبادئ حقوق الانسان وحرية التعبير عن الرأي التي تسود مفاهيمها هذه الأيام، ناهيك بأنك لم تذكر شيئاً من عقائد السهروردي وتحركاته السرية الباطنية التي كانت تصطدم بجهود صلاح الدين لتوحيد الامة الاسلامية في مواجهة أشرس هجمة صليبية. فالرجل كما هو معروف لجميع المطلعين على التاريخ كان آية في التسامح والفروسية بحيث كان يسبق زمانه بعشرات قرون، والغرب لم يعجب بقائد اسلامي كإعجابه بصلاح الدين.


شوقي إبرهيم عثمان، ألمانيا، 17/05/2005
تشير بعض بعض الدراسات المعمقة الحديثة أن صلاح الدين الأيوبي لا يستحق كل هذا التبجيل من الوطن العربي. لقد صنعوا منه أيديولوجية لأنه حطم الدولة الفاطمية.

في عام 564هـ كان الصليبيون يهددون مصر (الفاطمية) ويتحفزون للوثوب عليها، بعد أن خبروا أحوالها، فرأى الخليفة الفاطمي (العاضد)، أن لا قبل لمصر بمدافعة الصليبيين، لكثافة قواهم وتفوقها على القوى المصرية، فتجلّت وطنيته في أبرز صورها، فتناسى ما بينه وبين الآخرين من أحقاد، وتجاهل ما يحملونه له من عداوة، وصمم على الاستنجاد بالقوى الإسلامية خارج مصر، مهما كان في هذا الاستنجاد من مخاطر عليه وعلى أسرته.

وحتى قضية القدس فيها شك! فمن العسير جدا تفسير تسامح صلاح الدين مع الصليبيين، لقد أحال هزيمتهم إلى نصر، كما قام بنفسه بتمزيق البلاد الإسلامية، بلاد أعداء الصليبيين وأضعفها، وحال دون قيام الدولة العربية الكبرى، معضودة بالعالم الإسلامي.

د/احمد خلف منصور، امريكا، 17/05/2005
الحمد لله الذي خلق صلاح الدين كرديا، و تربي في سوريا، وأصبح سلطانا في مصر، و هزم الصليبيين في فلسطين، بفضل الجيش المسلم ،أين هذا القائد المسلم ليهزم الصهاينة في فلسطين و يستعيد القدس و لو كان من بلاد أو جنسية ألواق ألواق .

موسى محمد، سلطنة عمان، 17/05/2005 لم أكن أتوقع أن يسقط الكاتب خالص جلبي في الفخ نفسه، فخ التناقض، فإذا كان صلاح الدين هو الذي وقع على إعدام إنسان من أجل رأيه ،فكيف يصف الكاتب صلاح الدين بعد ذلك بأنه إنساني .

سليم اليازوري، لوس انجلوس، 17/05/2005
تقول في مقالك أن الأيوبيين,من بعد صلاح الدين,سلَموا القدس صلحا الى الملك فيردريك الثاني..الخ.
كان عليك-وأنت تكتب في الشرق الأوسط-أن تكون أكثر دقَة وأمانة.فالحقيقة التاريخية تقول أن سلطان مصر في ذلك العهد,الملك الكامل, اتصل بقادة الصليبيين في الأمارة الصليبية التي كانت ما تزال قائمة في(دمياط) المصرية، وعرض عليهم صفقة قوامها استعداده لإعطائهم مدينة(القدس) مقابل انسحابهم من(دمياط)..وللأسف الشديد فقد تمت هذه الصفقة المشينة وتمت مقايضة(القدس) العظيمة ب(دمياط)المصرية..تماما كما فعل الرئيس المصري أنور السادات,في العصر الحديث,عندما قايض(القدس) وفلسطين بأسرها مقابل انسحاب الأسرائيليين من صحراء سيناء!

علي الحربي، الرياض، 17/05/2005
عجباً يا د. جلبي، حتى أنت بدأت بالتشكيك في تاريخ الأمة و الطعن في رجالها. صلاح الدين كان قائداً عظيماً بغض النظر عن عرقه. و للجميع كرداً، عرباً و مسلمين الحق في حب و تقدير هذا القائد. أما ذكرك قصة السهروردي فليس من العدل في الكتابة أن تزج بالحادثة هكذا دون أن تذكر الأسباب الحقيقية لاعدام السهروردي أو الحديث عن تاريخ هذا الرجل.

آمانج نوري، كوردستان العراق- السليمانية، 17/05/2005
أنا لاأفتخر بصلاح الدين، ولا أشعر به كشخصية بطولية كردية، لكونه شخصية إسلامية تاريخية.
.

سمير خليل، مفقود في الامة العربية، 17/05/2005
من قال لك إن ابراهيم مسلم حنفي . ؟ لماذا لا ترجع الي التوراه والانجيل كمصادر بحث ؟ ام هل انت كذلك تعتبرهم محرفين ؟ هذه هي المشكلة التي تعانون منها يا اخوتي وهي اعتبار الاخر خطأ وكتبه محرفة وتنظرون اليه نظرة فوقية متعالية وتودون سلبه تاريخه وحقائق كتبه.

د.عــيــدروس عبــد الـرزاق جـبـوبــة، المملكة المتحدة_انجلترا، 17/05/2005
لعمري فهذه هي المرة الأولى التي أجد فيها مقالا لخالص جلبي يسدد فيها أهدافه ببراعة ووضوح كالشمس ، فلايلجأ للفلسفة و يأخذنا ليحلق بنا بعيدا ليشرح لنا أفكاره التي تراوده ،مغلفة بسحر عطر ممزوج بعبق التاريخ .فلم يخف ما أراد قوله،بل كان موضوعيا في تناوله لقائد مسلم أشاد به الشرق و الغرب ،فكان جسر من ذهب يربط بين عالمينا ،ولعمري فقد استشعرت ،كما قال خالص بمعارضة البعض ربما لمجمل أقواله ،و خاصة تلك التي تعتبر من المسلمات،فالعنوان في حد ذاته فيه الكثير من البلاغة مايكفي ،فجلبي يقدم قراءة جديدة لصلاح الدين قد تغضب البعض .

فلا ينفي كون صلاح الدين كردي الأصل ،ولكنه كان إبن زمانه وبيئته التي شكلته و التي كانت ذات صبغة دينية ،وليست ضيقة كما أصبحت هذه الأيام التي تميزها حقبتنا ،فتضاءل مفهوم الدولة التي أصبحت قطرية .بالطبع كانت مفاجأة كبيرة تلك المعلومة التي مفادها ،ان الأيوبيين أعادوا القدس من بعد صلاح الدين فسلموها صلحا إلى الملك فريدريك ،وإن حتى حدث ذلك ،فهو لم يحدث في زمن صلاح نفسه ،وبالتالي لا يحسب عليه.وإن كان جلبي قد غمز من توريث صلاح ورثتة للحكم لأبنائه و أشقائه الذين كمايقول تقاتلوا على السلطه بعد وفاته ،فلا أحد معصوم من الخطأ،إلا الأنبياء ،و النقد البناء مطلوب لتصحيح الأوضاع الخطأ،فلا أحد فوق النقد ،حتى صلاح الدين .

ومع هذا يظل نبراسا مضيئا ينير ظلمتنا السحيقة هذه و التي تبدو لي بلاقرار.أما عن إعدام الصوفي السهرودي ،فإن حدث، فلابد ان هناك شيئا جللا قد دفع إلى ذلك ،وقد ذكر خالص بانه اتهم بإفساد عقيدة الناس ،فأرسل إلى الظاهر يأمره بقتل الرجل ،وبفتوى وعاظ السلاطين .ولنفترض جزافا ان أمر مقتله كان مجحفا ،فسينال من ظلم قصاصه يوم القيامه.وأؤيد الكاتب ،حبنا لشخص ما مهما علا شأنه لا يجب أن يعمينا عن رؤية الحقيقة و المطالبة بكشفها ،مالم يكن هناك ما يبطنه الكاتب و نجهله ،وكعادته غرد بنا جلبي في فرنسا و تركيا وتراجعها من إمبراطورية إلى دولة تستجدي الإنضمام إلى الإتحاد الاوروبي الذي ماطل ،ويطلبها بشروط تجدها فوق مقدرتها ،فيغمز من سجل حقوقها للإنسان ببراعة و خفة متناهية النظير مستشهدا بلاعدالة محاكمة عبدالله أوجلان الذي طالب بحقوق شعبه الأكراد،مع ان صلاح الدين كردي الأصل ،فكانت المفارقة ساخرة،والإسقاط فاعلا و مؤترا جدا لعالم اليوم و الماضي السحيق،وكذلك أدان مدبحة الأرمن في كلمتين إثنين ،فلم يصرخ و يندد ،بل كان هادئا و متزنا كالعادة،وكأنها من المسلمات،ولعمري فهي ضربة معلم متمكن من أدواته ،ويعرف كيف يلقي سهامه،ولاداعي للغضب.وطاب يومكم

نجم عبدالله، العراق / كوردستان / دهوك، 17/05/2005
في تصوري نحن الاكراد ما زلنا ندفع الضريبة كردية صلاح الدين حيث ان ما جرى للاكراد بعد صلاح الدين من مآسي يؤكد ذلك واتصور ان التقسيم الذي جرى لكردستان هو له\ا السبب بعينه وان شجاعة الاكراد ظهرت آنذاك ولو لم تقسم كردستان الى اجزاء لتكونت دولة كوردية قوية جدا.

سليمان حبيب، kamisly-syria، 17/05/2005
السيد جلبي هناك خطأن في مقالتك : نابليون كان نتاج الثورة الفرنسية و ليس العكس حيث أنه في عام 1789 كان للتو بدأ حياته العسكرية بغزو مصر.- اما الخطأ الثاني فمن قال لك ان ابرهيم الخليل كان مسلما؟.

إقبال الزوقري، اليمن -صنعاء، 17/05/2005
ما أعظم محمدا ودين محمد! حيث لا فضل لعربي على عجمي الا بالتقوى. جعل الناس كلهم سواسية كأسنان المشط. وربى جيلا تأسست من بعده أجيال فتحت الدنيا بعدلها و إيمانيها وتسامحها وحبها لرضى الخالق وحده. وأذاب القوميات والقبليات والعصبيات و كل جهالة في بوتقة الايمان التوحيدي لله و الوحدة للأمة والمساواة للجميع، حيث قال حاكمهم أخطأ عمر و أصابت إمرأة. و التاريخ الاسلامي خير المشاعل لمن ألقي السمع و أراد التبصر، و صلاح الدين الايوبي ظاهرة منيرة في زمن الانحطاط و التشردم. و ياليت لنا اليوم صلاح الدين ليعيد لنا بعضا من الأمل المفقود الضائع و يذيب هذا الواقع المظلم في أنوار الاسلام و يعيد لنا بعض الكرامة. ليس هناك رجل معصوم وكما قيل لكل جواد كبوة و يبقى صلاح الدين في ضمائرنا مسلما حيا إلى قيام الساعة.



محمد أمين، فلسطين، 17/05/2005
أستغرب من بعض التعليقات على الموضوع وهي تقحم الكاتب في مجالات عنصرية وكأن الموضوع همه البحث عن أصل القائد التاريخي صلاح الدين الأيوبي، ويظهر من خلال بعض التعليقات رائحة عنصرية مقيتة، نحن بحاجة للبعد عنها، ليس تجاهلا لها وانما هي تزيدنا انقساماً على ما نحن عليه من تمزق وتشتت. .

عادل علي البنا، العراق . بغداد، 17/05/2005
مقالتك حول صلاح الدين مقالة جريئة ولها تحليل ومدلولات عميقة لا يفهمها الا من كان له قلب اوالقى السمع وهو شهيد.لقد اتهموك سابقاً عندما وقفت وقفت الابطال تدافع عن احداث قامشلي اتهموك بانك كردي شوفيني تدافع عن بني جلدتك والان يتهموك بانك عربي شوفيني تحقد على الاكراد.


احمد مصطفي، برطانيا، 17/05/2005
أكبر مشكلة في التاريخ العربي الاسلامي هو اختزال جميع القوميات التي انطوت داخل إطار القطر في القومية العربية باعتبار أن لها اليد العليا في نشر الدين الاسلامي الحنيف. والمشكلة تكمن في أن هذا الاختزال سبب احتقانا في الاثنيات يزداد و ينقص بقدر القهر السياسي الذي ينعكس على هذه الاثنيات، ومن الطرف العربي. فالشعور بالتفوق العنصري ولد نوعا من عدم الثقة و التخوين لهذه الاقليات.

ربما يعتبر هذا النقد غير موضوعيا قياسا بالزمان، لكن اعتقد أن هناك فرصة لتصحيح الخطإ بناء على الوعي العربي المفاجئ لمساهمة هذه القوميات في الحضارة الحالية. هذا الخطأ يمكن تصحيحه من خلال التفريق ما بين العربي والمستعرب. فالعربي هو الانسان الذي تعود أصوله للقومية العربية لغة ونسبا و منشأ، أما المستعرب فهو من ينتمي ثقافيا ولغويا وجغرافيا الى القطر العربي ولكنه عرقيا ينتمي الى قومية أخرى. وبالنسبة لصلاح الدين فهو في الواقع مستعرب عربي الثقافة واللغة والجغرافيا لكنه كردي الأصل وأعتقد انه لو كان بيننا لكان أكثر الأكراد اعتزازا باصله، و هذا في الحقيقة لا يجعله عنصريا او شوفينيا لأن اعتزاز الشخص بقوميته حق انساني ما دام يتقبل الآخر و يعترف بمساهماته في جو من التسامح. ان تبسيط مسألة القومية و اختزالها في عباءة الدين والذي في الواقع لم يمحها وإنما أعاد صياغة تفهم الفروقات على أساس التسامح والمساواة، خطأ لا يجب الاستمرار فيه و نحن نعيش في هذا العالم المتغير والمتداخل. والحل هو استحداث أرضية للتفاهم على أساس التباين وليس الاختزال.

فهد المارك، لبنان، 17/05/2005
بقدر ما كان صلاح الدين بطلاً إلا أنه ارتكب جريمة انسانية وتاريخية وثقافية بحق الأمة الإسلامية عندما قضى تماماً على التراث الحضاري للدولة الفاطمية التي خلفت حضارة اسلامية عريقة.

طارق العراقي، العراق، 17/05/2005
مقاله جريئة. استمر بالكتابه ودع القافله تمشي ولا تهتم. انت ذكرت التاريخ وصلاح الدين والبعض قلب الآية وراح يذكر صدام حسين. والاخر هاجمك لذكر ان صلاح الدين عربي اللغه كردي (وليس كوردي). لم يبق لنا غير ان نذكر ان صلاح الدين الجديد سيولد في مدينه السليمانيه من جديد وسيبعث لنا ليقيم لنا الدوله الهلاميه وعاصمتها مهاباد.

جواد محمود، القاهرة، 17/05/2005
ما هذا الهراء أيها الكاتب العزيز ، ألم تجد في سيرة صلاح الدين إلا أنه القاتل المتطرف الذي يضطهد المفكرين ويذبحهم على آرائهم ، ما شاء الله ، ما هذا الكشف الرائع والهدية الجميلة التي تقدمها لأمة تقاوم الآن الغزوة الصهيو أمريكية العاتية مستلهمة كفاح صلاح الدين ، لصالح من تقول هذا الكلام ، هل ضاقت بك الدنيا ، دنيا الناس ودنيا الكلام والكتابة لكي تشهر برمز للمقاومة والمجد في زمن الانكسار وتحط من قدره لكي تزيد الناس إحباطا على إحباطهم بدعوى رفع القداسة عن الناس ، وهل الناس لا تعلم أن صلاح الدين بشر من البشر ، اتقوا الله فينا وفي تاريخنا وفي أمتنا وفي مستقلنا ، ومن أراد الحذلقة وامتطاء قاعدة خالف تعرف ، فليبحث في أودية أخرى.

عبدالله البابطين، فان كوفر كــنــدا، 17/05/2005
لم يمزق المسلمين سوى القومية والليبرالية والاشتراكية والبعثية، وغيرها من افكارصلاح الدين الايوبي كان يقود جيشهبكلمة لا إله الا الله محمد رسول اللهمتى ماعم الفكر الاسلامي القيادات العربيةوغيرها فسوف تكون عجله التقدم تمشي قدما لا عكسيا كما هو حاصل. السياسه يجب ان تنبع من الاسلام ولا يجوز الفصل بها.


د.حسام محمود أحمد فهمي، مصر، 17/05/2005
ما أشد معاناة الكاتب في عالمنا العربي، بدلاً من استساغة نتاج فكره وبحثه يكون البحث في ثنايا سطوره لتأويل نواياه، كل علي هواه، كل يبحث عن دور يؤكد ما بداخله عن كلمة يلتقط منها أطراف خيط يلف أي عنق. يتحول عمل المفكر من رأي يقبل الصواب والخطأ إلي جريمة واتهامات، نفس منطق تدمير الذات ورفض الاختلافات الذي أورد العالم العربي والإسلامي إلي تخلف مُذِل، لكن مع الأسف بلا اتعاظ، هو موروث متأصل إلي وقت الفناء، قبل أن يفني العالم.

إدريس المهدي، باريس فرنسا، 17/05/2005
لا تغضبوا مرة أخرى إذا قلت لكم ان في درس السيد صلاح الدين قصة أخرى حافلة بالدروس، و مؤداها ان تجربة استرجاع فلسطين بالقوة والعنف تجربة غير حكيمة بما فيه الكفاية، و غير فعالة وعمرها قصير .

منير محمد، الولايات المتحدة، 18/05/2005
أحمل على الكاتب تساهله في التعاطي مع شخصية أعز الله بها الإسلام و المسلمين. ليس اعتداءاً على أحد وإنما دفاعاً عن الجميع, ليس عرباً وأكراداً فحسب, بل كل من عاش على الأرض الإسلامية وإن كان غير مسلم.

أما استغراب البعض من كون إبراهيم مسلماً حنيفاً فهذا ما ورد في كتابنا المقدس, القرآن الكريم. هذا النص العظيم بصيغته المعجزة يضع يده بكل دقة على رأس المشكلة الحالية و كذلك الحل. فالإسلام أعلى من كل الإنتماءات العرقية و القبلية, الإسلام رسالة أخلاقية حضارية عالمية و عولمية في تعاطيها مع كل الإختلافات و الإتجاهات.

وأقول لمن سخر من كون إبراهيم الخليل مسلما , ربما كان الأجدر بالجلبي توضيح هذه النقطة, ولكن إن كان للكتب المقدسة رأي فيه آخر فالإختلاف لا يفسد للود قضية. المسلمون يرون إبراهيم مسلماُ حنيفاً ولا أجد في ذلك ما يغضب أي أحد لا يتفق مع ذلك أو لا يعتمد القرآن الكريم كمصدر.

مجاهدون
06-02-2005, 06:57 AM
خالص جلبي
مونتريال - كندا ، 24/05/2005


التعليق على التعليقات

إن زخم التعليقات التي ضربت الرقم القياسي في 26 تعليقاً يحكي أنني وضعت المشرط على عصب حساس، وكوني جراح أوعية أسلك شرايين المدخنين نهارا وعقول الناس ليلا؛ فأتفهم حجم هذا الارتكاس.

ومن الملفت للنظر في حفلة المعلقين غياب (أيمن الدالاتي) فقد كان يتحفني دوماً ـ كما يفعل مع كتاب الشرق الأوسط ـ بتعليق لاذع؛ فقد اشتقت إلى تعليقاته، فأرجو أن لا يكون مريضا عاجزاً عن الكتابة، أو أنه رفع يديه مستسلماً عن التعليق، كما اعترف حينما قرأ مقالتي العلمية عن دماغ الكوانتوم. ، فنحن من يكتب ننمو بعين النقد أكثر من الثناء.

أما (أمانج نوري) ومعها (نجم عبد الله) من كوردستان فتمنيت أن لاتكتب ما ماكتبت، ولتعرفنهم في لحن القول، واللاوعي أهم من الوعي فهو صادق، والوعي قد يكون غير صادق، واللاوعي يفرز من ثنايا الكلمات، كما ينضح العرق من الجلد فيفضح ـ كما يقول فرويد ـ ولعلها كتبت في لحظة انفعال، وهي ليست الوحيدة، وهي تحكي أن علاقة العرب والأكراد في الوقت الراهن علاقة مرضية، وسببها القوميون عرباً كانوا أم كردا أم اتراكاً أم صهيونيين الذين ما زالوا يعيشون عقلية القرن التاسع عشر للميلاد، فأما الأتراك ففرخوا طلعت وأنور، وأما العرب فخرج من رحمهم وحش يدعى صدام، وأما الأكراد فذبح بعضهم بعضا، وحكاية الصهيونيين غنية عن البيان.

أما (سليم اليازوري) من لوس انجلس فقد أفادني بمعلومة جديدة عن صفقة مقايضة القدس بدمياط فشكراً له.

أما (سليمان حبيب) من مدينة القامشلي وهي بلدتي التي ولدت فيها، وكذلك (سمير خليل) الذي وصف نفسه بالمفقود في غابة العربان ـ وأنا مثله ـ فيبدو أنه لم يطلع على القرآن كما اطلعت أنا على الإنجيل وليقرأ الآيات 65 ـ 67 من سورة آل عمران يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون؟ ها أنتم حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لاتعلمون؟ ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين فليتأمل الأخان الفاضلان الآيات جيدا، وهذا المعنى يتكرر عن حواري المسيح وأتباع موسى وكل الأنبياء أنهم ليسوا نصارى أو يهودا بل مسلمين. وبهذا يتسع معنى الإسلام من التاريخ إلى الإنسانية ومن شرنقة الطائفة إلى فضاء الفكر. ويزول الاختلاف ليبقى دين واحد للأنبياء مقابل أديان شتى للفقهاء والرهبان والأحبار.

وأما (فخ التناقض) الذي سقطت فيه كما ذكر المكرم (موسى محمد) من سلطنة عمان فأنا فرح بهذا الاكتشاف، لأن هذا هو جوهر الحياة، أن ترى صلاح الدين ساعة إنسانا تقيا وساعة جبارا شقيا، ونحن البشر لسنا ملائكة ولا شياطين، ولا نتراوح إلى أحد قطبين فإما كان أحدنا ـ كما يقول مالك بن نبي ـ طاهراً مقدساً أو دنساً حقيراً، ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها. ويجب رؤية الناس بهذا المنظار الموضوعي.

أما (شوقي عثمان) من ألمانيا الذي بكى الدولة الفاطمية، أو (هندرين كوردستاني) التي بكت عدم قيام الدولة (الكوردية؟) فلا قيام دولة مهاباد كان ممكنا، ولم تكن أي قوة لتحول دون انهيار دولة جاءها الأجل مثل جثة سليمان، ولم يزد دور صلاح الدين عن دابة الأرض التي أكلت المنسأة فهوت الجثة، وأحيله إلى قانون ابن خلدون في عمر الدولة انها ثلاثة أجيال، وحين تبقى الدولة أكثر من 120 سنة فلفقد الطالب كما يقول، ولذا فإن صلاح الدين وضع يده على غنائم وأسلاب كانت مبذولة لكل طالب أكثر من كونها دولة قوية، وحينما وضعت روما يدها على مقدرات الشرق الأوسط فلأنها كانت شعوبا فقدت قدرة تقرير المصير كما يقول (شبنجلر) في كتابه (أفول الغرب). وفي ضوء هذا التفسير يجب أن يتحمل انهيار الدولة الفاطمية كتحصيل حاصل أكثر من براعة صلاح الدين، الذي دالت دولته بدورها حينما جاءها الأجل فوقعت كالتفاحة الناضجة في يد المماليك، ولم يكونوا بأفضل من الإيوبيين. وهي الأمور كما شاهدتها دولا من سره زمن ساءته أزمان. وهذه الدار لا تبق على احد ولا يدوم على حال لها شان.

وأما (محمد حريري) من بريطانيا و(علي الحربي) من الرياض فليس عليهما سوى مراجعة القرآن أنه لا إكراه في الدينوأنه من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وأن قتل الإنسان من أجل رأيه ليست من شرعة الأنبياء، وأنه لايوجد نص واحد في القرآن يفتي بقتل من غير رأيه أو بدل دينه ولو ثلاث مرات، وأن قتل السهرودري وفرج فودة ومحمود طه وسيد قطب من أجل آرائهم يحزن النبي، ويخون مباديء القرآن، ويخالف تعليمات الأنبياء، وأنه ضعف في مواجهة الفكر بالإرهاب، وهو خطأ فادح من صلاح الدين وغير صلاح الدين، وهو أحد الحواجز أمام تقدم الفكر في العالم العربي. ونحن ما زلنا نقرأ القرآن بعيون فقهاء العصر المملوكي أيام سعيد جقمق.

ولعل الدكتور (عيدروس جبوبة) من بريطانيا فهم علي جيدا، أو (طارق العراقي) أو (حسام فهمي) من مصر و(ادريس المهدي) من باريس الذين شدوا من أزري وأشركوا في أمري هم على نفس الموجة الفكرية يغنون نفس السيمفونية أو يتمتعون بها، ومنهم (عادل البنا) الذي استوعب مهمة المثقف بحرصه على الحقيقة كما قال نيشته فيصلي نفسه حربا ضروسا لا هوادة فيها. ويدخل في هذا التعليق المتفاءل من (إقبال الزوقري) من صنعاء الذي يرى التاريخ الإسلامي أجيال فتحت الدنيا بالعدل وفاته أنه لا عدل مع الفتح.

فمع الإكراه لايبق الإيمان إيمانا ولا الكفر كفرا، وخفي عليه أن مسيرة الإسلام توقفت مع الانقلاب الأموي، وأن دولة بينزنطية جديدة ولدت، وأن الفتوح كانت استعمارية على مبدأ كرة الثلج، وان صلاح الدين لو أمكنه غزو بلاد الفرنحة كما فعل الفرنجة معه لفعل، وان هرقل خلف هرقل، وأن بقية التاريخ الإسلامي كان مسلسلا محموما لقنص السلطة، وهو ما فعله صلاح الدين بانقلابه العسكري فأنشأ دولة لأولاده كما فعل الطولونيون والأخشيديون والمماليك، وذرية بعضها من بعض. ولم نسمع بنقل السلطة السلمي إلا حينما أشرقت الشمس من مغربها، وولدت الماجنا كارتا والبرلمان في بلد ريتشارد قلب الأسد خصم صلاح الدين. ومن يجمع الأتباع يرضي الجميع، ومن يبحث عن الحقيقة يغضب الكثير، ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض، بل أتيناهم بالحق، وأكثرهم للحق كارهون.

مجاهدون
06-02-2005, 07:11 AM
صلاح الدين ومملكة السماء: انقلاب في صورتنا لدى الآخر

خالص جلبي

في زيارتي الجديدة لمونتريال في كندا في مايو (أيار) 2005، كنت حريصا على رؤية فيلم صلاح الدين الجديد في أسبوعه الأول الذي أخرجه (رايدلي سكوت Regisseur Ridley Scott). وأتذكر من طفولتي رؤيتي لفيلم صلاح الدين الأيوبي، حين تبارينا أنا وجاري المسيحي (لبيب)، حول مقارنة البطلين، فقد تحمس زميلي المسيحي للصليبيين، وأنا تحيزت بالطبع لصلاح الدين.

ومما حفر في ذاكرة الطفولة عندي من تلك الأيام في القامشلي، تنافس صلاح الدين مع ريتشارد قلب الأسد، فالثاني ضرب بسيفه عمودا من الحديد ففلقه إلى نصفين، أما صلاح الدين فقد طوح في الهواء بوشاح من حرير ثم ضربه بالسيف بنعومة فقصه قطعتين، فتعجب ريتشارد من ذلك؟.

وكان صديقي المسيحي يسعى جهده في البرهنة على أن جبروت ريتشارد يفوق خفة صلاح الدين. وفي الواقع، فإن نقلة أربعين سنة تفصل بين الفيلمين. وكنت في زيارتي لكندا حريصا على معرفة ما الذي تغير في النظرة الغربية تجاه الثقافة الإسلامية والعرب، وقد ظهر هذا واضحاًً في المقابلة التي أجرتها مجلة «المرآة» الألمانية في عددها 18/2005 ص 172، مع الممثلة (إيفا جرين) Eva Green، التي أخذت دور ملكة القدس (سيبيللا) Sybilla، مع زوجها (جاي فون لوسينيان)Guy von Lusignan، فقد سئلت عن تذمر بعض المسلمين النشطاء أن الفيلم يحمل صورة سلبية عن الثقافة الإسلامية؟ مع أن الفيلم الذي كلف 125 مليون دولار، عرض على لجنة خاصة في مكافحة العنصرية، وأستاذ في الإسلاميات من جامعة كاليفورنيا، وهذا تقدم نوعي في عرض الأفلام، وهو من نتائج العولمة، والاتصال الإلكتروني، فلم يعد يعرض العربي على أنه ذلك السفاح المتعطش للدم المجهول المتخلف، وكان جوابها: لعلهم لم يشاهدوا الفيلم، ولو رأوه لغيروا رأيهم، فهو يحمل كل الاحترام للثقافة الإسلامية، وصورة كريمة جداً للإنسان العربي، فضلاً عن هذا أن الفيلم يظهر بوضوح أن كل دين فيه طائفة من المتشددين، الذين يمثلون أنفسهم أكثر من الدين الذي ينتسبون إليه.

وفي القرآن يتأكد هذا القانون، أن البشر (ليسوا سواء)، وأن الدليل على صحة الكتاب (أو لم يكفهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل)، وأن قوم موسى ليسوا صنفاً واحداً (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون). وهذا القانون من عدم التعميم الشخصي والتاريخي، قارب نجاة، فالأمم يتفاوت فيها الناس، وفي التاريخ تتغير الأمم، وأمراض أهل الكتاب لا تخص المسيحيين أو البوذيين لوحدهم، بل ينطبق على الجميع قانون (بل أنتم بشر ممن خلق) وقانون (قل فلِم يعذبكم بذنوبكم؟).وحين سئلت الممثلة إيفا جرين، أن الفيلم حافل بمناظر الحرب والقتل والدم؟، قالت «نعم، هذا حق»، لكن العنف الذي ظهر في الفيلم لم يقصد العنف لذاته، بل لإظهار أن العنف لا يخدم قضية، وأن الناس لم يستفيدوا من درس التاريخ شيئاً، ثم سخرت من رجال هوليوود المغرمين بمناظر العري والجنس، أنهم في فيلمهم الجديد لم يخرجوا فيلما مكررا للنسخ التي عندهم، بل كانوا أذكى هذه المرة، فحملوا الفيلم رسالة سياسية، وهذا أمر مهم.

وعن دور المرأة، ظهرت (سيبيللا)، بلباس المرأة العربية الفارسة وتتكلم اللهجة العربية. وفي القدس ظهرت المساجد بجانب الكنائس، وظهر اختلاط العرب بالصليبيين، وتأثر كل طرف بالآخر. ومما روى العقاد أن أكبر خطر كان من الحرب الصليبية ليس هجومهم ودحرهم بعد ذلك، بل النوم على الأمجاد، حتى استيقظ الشرق على صفعة نابليون تحت سفح الأهرام ومعركة أبو قير.

وأنا شخصيا كنت أفتش في زوايا الفيلم حتى أرى الجديد، لأنه يعطيني فكرة عن التطور التاريخي في علاقة الغربيين بالعرب، وهو الأمر الذي حكاه المخرج رايدلي سكوت: أن الحملات الصليبية التي خرجت بدعوى تحرير القدس من أيدي الكفار، كانت كذبا وبهتانا، وأن هذه الحملة ما زال صداها يرن عبر التاريخ، حتى تخرج كلمات ينطقها بوش في حربه على الإرهاب.

وفي الواقع فليس هناك من حرب أطول ولا أحفل بالضحايا والدماء مثل الحروب الصليبية، التي انفجرت بين أوروبا والشرق الأوسط، ونكب بها الطرفان، بل وحتى القسطنطينية والأطفال. ففي إحدى الحملات سخروا الأطفال، فمات وخطف واستعبد معظمهم قبل أن يصلوا الأرض المقدسة، بعد أن غادروا دفء أحضان أمهاتهم. وفي عام 1204، كانت الحملة الرابعة مصيبة على رأس أهل قسطنطينية، فقد نهبوها وفعلوا بها ما لم يفعل الأتراك، ودنسوا مقدساتها، وسلبوا الحرز والأيقونات والآثار التاريخية.

وفي الفيلم يظهر صلاح الدين الأيوبي، وهو ممثل سوري، ضرب ضربته العالمية هذه المرة وكان ناجحا ومعبرا في دوره الرحيم، فهو يقابل ملك القدس المريض ليرسل له أطباءه الخاصين، وهي تمثل النقلة الحضارية بين برابرة أوروبا. وفي الحقيقة كما كتب (جب)، في كتاب خصصه عن صلاح الدين، ان سر الرجل كان في أخلاقياته العالية، وهو أدرك أن خلف الإخفاق السياسي انهيارا أخلاقيا، فعمد إلى ترميمه ونجح مؤقتا. والرجل لم يكن صاحب دعوة، بل رجل دولة، وهو أمر استنكره البعض، على حين قلت إن شخصية صلاح الدين وغيره تخضع للنقد التاريخي. والقاضي (ابن شداد)، وهو خير من أرخ للسيرة الذاتية لصلاح الدين، يذكر مناقبه وتحمله الشيء الكثير.

وهو كتاب جميل ينصح بالاطلاع عليه، في مناسبة فيلم (مملكة السماء)، حتى نكشف عن بعض كنوزنا التاريخية. ويقول ابن شداد إنه كان يوما مصابا بخرّاج حول الشرج ـ ونحن الأطباء نعرف ألم وخطر هذا المرض ـ بقي راكبا حصانه يقود الحملة، وحين جاءه الموت وهو صغير السن حوالي الخمسين باليرقان، كان يطلب قدح الماء البارد، فيعطى غير ذلك، فلا يشتم ولا يضرب ولا يأمر بالأذى، بل يقول بكل أريحية وضبط نفس وهو يصارع أمواج الموت «يا سبحان الله، ألا يوجد من يعطيني قدحا من الماء البارد؟».

ويقول عنه ابن شداد، إن ملوك ذلك الزمان لو حصل معهم ما حصل معه، لفعلوا الأعاجيب من قسوتهم واستبدادهم وبطشهم. ومع ان صلاح الدين كان نزيها نظيفا لم يترك خلفه أكثر من 17 درهما، لكنه قسم مملكته بين 17 ولدا، مما قاد إلى كارثة سياسية بعد رحيله. ومن الغريب والخفي عن الأذهان، معاصرة صلاح الدين للخليفة العباسي، الذي تحول من حقيقة إلى شكل، قبل أن تدمر بغداد، وتجرف بالحصادة المغولية عام 1258. ومعركة حطين التي نرفع رأسنا بها حتى اليوم، كانت عام 1187، واسترداد القدس عام 1188. ومن المهم أن نربط الأحداث ببعض، فالحملة الصليبية كما يقول (الصادق النيهوم)، في كتابه «محنة ثقافة مزورة»، إنها لم تبدأ عام 1099، في القدس بالاستباحة، وقتل أهلها، فسالت الشوارع مجاري للدماء، بل بدأت في الغرب بسقوط توليدو عاصمة شبه الجزيرة الأيبرية عام 1085، ولم تنفع حملة بن تاشفين في استردادها، وتابع مسلسل السقوط، وحروب الاسترداد طريقه حتى سقوط بالنثيا عام 1236، وقرطبة عام 1238، وإشبيلية على المحيط عام 1248، ومع سقوط بغداد اكتمل سقوط جناحي العالم الإسلامي، ومع سقوط القدس وقيام دولة إسرائيل الصليبية الثامنة، سقط القلب بعد الجناحين. (وتلك الأيام نداولها بين الناس)، (وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين).

وأنا من يكتب عن صلاح الدين، لجأت إلى بيت ريتشارد قلب الأسد في كندا، حيث آمن على نفسي وذريتي، بعد أن لم يبق أمان لطير وقط في أرض صلاح الدين!.

ومن وقفات الفيلم المؤثرة، حين استرد صلاح الدين القدس، فيسأل (بايلان) البطل المدافع عن القدس قبل أن يصل ملك انجلترا، عن مصير المدينة، فيعطيه الأمان لكل من فيها، واجداد (بايلان) لم يبقوا على أحد من المسلمين!. ومنه نعرف أن كل ملوك أوروبا اجتمعوا علينا من الغرب، يضاف إليهم المغول من الشرق، فأصبحنا بين فكي كماشة، لكن المحصلة لم يكن يراها أهل ذلك الزمان سوى كارثة وريح عقيم، (ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم)، لكن الذي نتج عن هذا الضغط التاريخي، أن المغول تحولوا إلى الإسلام، والصليبيين ردوا على أعقابهم مخذولين بعد هجوم طال 171 عاماً. وانطلق مد معاكس من الأتراك هز الأوروبيين مدة خمسة قرون، وفيها حاصر العثمانيون النمسا ثلاث مرات، كان آخرها حصار عام 1683، حين كان اسحاق نيوتن يكتب حول تحليل الضوء وقانون الجاذبية، وكانت أوروبا بذلك قد تحولت تحولا جديدا، ونشأت نشأة مختلفة، وولدت خلقا آخر، وحتى جاء غورو فضرب قبر صلاح الدين، حين دخل دمشق عام 1925، فقال لقد عدنا، ولم يعد طاغية يقاتل طاغية، كما كان حال العصور الوسطى، بل إدارة جماعية تواجه طاغية من نوع صدام. فلا غرابة من سقوط صدام السريع في ثلاثة أسابيع حسوما، فترى القوم صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية، فهل ترى لهم من باقية؟

.والسؤال: هل ينصح برؤية فيلم من هذا النوع؟، ورأيي أنا أنه يجب رؤية أي فيلم يعرض ثقافتنا على اية حال، وحين رأيت العام الفائت فيلم «آلام المسيح»، تذكرت الفروع الأمنية في العالم العربي بالجلد والسلخ، وكتبت مقالة أنصح فيها القرّاء أن لا يروه. وفي الثمانينات، حينما كنت في ألمانيا، أضفت إلى المجموعة من الأفلام السينمائية في مكتبتي فيلما للمسيح بطول ست ساعات، وهو من أجمل ما أخرج وأنتج في إظهار صورة (المعلم)، الذي يعظ الجموع بأطيب الكلام والأمثلة. والفرق كبير بين الكنيسة والإنجيل، وبين المسيح والبابا. وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون.

Osama
02-24-2010, 01:00 PM
كثيرا ما يجنح خالص شلبي الى الطائفية وعدم الموضوعية بسبب عمله كجراح في السعودية ، فهو يجامل البلد الذي يعمل فيه