مطيع
06-04-2017, 06:41 AM
صمت وعمري 7 سنوات ولم أكن أقاوم سندوتشات الفلافل (1 - 2)
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2017/06/04/749574_p1405_7ram_main_New.jpg
فوزي جادالكريم
رحلة طويلة في حياة الوزير الاسبق عبدالهادي الصالح كشف خلالها الكثير من الجانب الاخر في حياته وهو الجانب الذي لا يعرفه الكثيرون.
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2017/06/04/3dd371b2-7b14-4a7c-985e-df6981247d2c_main_New.jpg
النهار حاورت الصالح في هذا الجانب عن الطفولة وذكرياته في الشهر الفضيل فقال انه بدأ صوم رمضان وهو في السنة الثانية من المرحلة الابتدائية وكعادة الاطفال في سنواتهم الاولى فقد نسي يوما انه صائم وشرب بعض الماء الى ان تذكر انه صائم، في الاجواء المدرسية وقتها كانت تغريه سندوتشات الفلافل التي لم يتجاوز سعرها في تلك الفترة الـ 20 فلسا تصبح 30 مع الطماطم ولان الانسان وبالاخص الاطفال يشتهي كل شيء في نهار رمضان كان الصالح يشتري سندوتشات الفلافل ليتناولها بعد الافطار غير ان مائدة الافطار كانت تلهيه عنها ولا يتناولها.
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2017/06/04/8b27f7cf-e0c1-4571-b727-bc5feb22df04_main_New.jpg
وما بين الطفولة وما يصاحبها من ولع وترقب ليوم العيد الذي يبدأ الاستعداد له قبل ايام تصل الى ذروتها ليلة العيد باجراء بروفة على الملابس الجديدة وترقب بزوغ الفجر والكبر وما وصل اليه الانسان من تجارب تظل هناك الكثير من المحطات في حياة الانسان.
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2017/06/04/f90409e2-6637-4f93-9bee-2977c674e8c3_main_New.jpg
ويتذكر الصالح ان الاسرة في طفولته كانت تسكن فيما يسمى بالكويت القديمة وفي منطقة شرق تحديدا والتي كانت تضم مختلف مكونات المجتمع دون تفرقة بعدها ومع بداية التثمين انتقلت الاسرة الى منطقة الدسمة والتي لم يكن يفصلها عن البحر شيئا وقتها فلم تكن منطقة بنيد القار موجودة الحوار تضمن الكثير من التفاصيل في السطور التالية:
هل لك ان تحدثنا عن نشأتك؟
كنا نسكن فيما يسمى بالكويت القديمة وتحديدا في منطقة شرق بشارع الميدان بالقرب مما يسمى بمنطقة المطبة كان ذلك في الفترة التي بدأ فيها استملاك الحكومة للبيوت القديمة او ما يعرف بالتثمين فكنا نسكن في هذه المنطقة بين مجموعة من الجيران الملاصقين لبيتنا ومنهم بيت عائلة سعدون الجاسم الوكيل الاسبق لوزارة الاعلام وايضا بيت هداية سلطان السالم ومحمد حسين الصايغ وحبيب السماك والمحميد والمسري والشواف والاربش وغيرهم من البيوتات وكان بالقرب منا مسجد عبدالاله الجناعي وكثيرا ما كنا نتردد عليه وبخاصة في المناسبات كاحياء ذكرى المولد النبوي صلى الله عليه واه وسلم، ونحن بالمناسبة افتقدنا هذه الاحتفالات التي كانت مرتبطة بمساجد الكويت فوزارة الاوقاف لم تكن تحيي مثل هذه المناسبات باستثناء مسجد السوق الرئيس اذ كان يشهد احتفالا تنقله الاذاعة
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2017/06/04/7a35c893-fe0c-440b-8fc9-19d6a87780a2_main_New.jpg
والتلفزيون والمؤسف انه يبدو ان الامر توقف الان ولم تعد تنقل مثل هذه الاحتفالات تلفزيونيا او اذاعيا والحقيقة انه في هذه البيئة كانت تتعايش مختلف الطوائف الكويتية دون تفرقة، فبالقرب من مسجد عبدالاله الجناعي كانت هناك حسينيات ومساجد للشيعة مثل مسجد الصحاف ومسجد المزيدي والمدرسة الجعفرية وهكذا نشأنا في هذا الجو. ولم يكن البحر ببعيد عنا انذاك وكان الساحل وقتها عبارة عن ورشة عمل لبناء السفن اذ كان الشاطئ يغطى ببقايا النجارة من اخشاب اذ كان العمل لا يتوقف.. فلقد كان الكويتي القلاف يواصل العمل في بناء السفن التي تمثل مصدرا للمعيشة في الكويت سواء للغوص ام للتجارة، وفي تلك البيئة عشنا وقتها.
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2017/06/04/7a35c893-fe0c-440b-8fc9-19d6a87780a2_category_New.jpg
أسرة تجارية
وأين ذهبتم بعد تثمين المنطقة؟
لم امض وقتا طويلا في هذه المنطقة فقد انتقلنا الى منطقة الدسمة وقبل ان ننتقل الى منطقة الدسمة كان بيتنا يطل على شارع دسمان وموقعه مكان ديوان المحاسبة حاليا وكان بيتنا يتكون من جزئين جزء للسكن واخر حسينية ذات فناء كبير تتوسطه شجرة سدر وكانت الحسينية تطل على هذا الحوش ومقامة على اعمدة اما بيت السكن فهو عبارة عن مجموعة من الغرف يقطنها والدي وأعمامي بالاضافة الى جدي الحاج علي الصالح وكان بيت الجد من الوالدة ليس ببعيد عنا.. خالاتي وجدي وخوالي كنا نذهب اليه مشيا على الاقدام لمدة ثلاث دقائق وكان جدي حاجي صالح يعمل طواشا بالاضافة الى عمله بتجارة الاقمشة بمشاركة خوالي المرحوم الحاج محمد والخال الحاج احمد والذي يبدو انه استقل بتجارته في السيارات في البداية ثم الى الاقمشة ثم الى قطاع المناقصات في الملابس العسكرية وكذلك العقارات وانا نشأت بين اسرة تجارية وكذلك اعمامي يعملون بصاغة الذهب وعمل السيوف المذهبة للشيوخ فهذه هي البيئة التي عشت فيها مرحلة الطفولة ولم يكن بعيدا عنا مخفر الشرطة وكانت الشرطة ترتدي
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2017/06/04/d343dd4f-5abb-4fe2-8934-782cf2f3289d_main_New.jpg
الشماغ الاحمر عليه شارت الشرطة وكانت له هيبة وكانت هناك مدرسة الصباح التي درست فيها مرحلتي الابتدائية وفي اقصى الشرق بالقرب من قصر دسمان كانت توجد روضة المهلب التي تحولت الى مركز دسمان للسكري حاليا وقد درسنا فيها وكانت تقدم خدمة لم تعد موجودة الان فكان الطفل يذهب الى الروضة صباحا ولا يغادرها الا عصرا وكانت بها صالة مفروشة بالأسرة بحيث ينام الاطفال في فترة الظهيرة بعد تناول وجبة الغداء وأغلب المدرسات في الروضة كن مصريات وكن يرتدين العباءة وكانت لهن هيبة واحترام وتقدير فهذه هي تقريبا البيئة العامة التي عشنا فيها ولا انسى ان اذكر انه في فترة الصيف مثل هذه الايام كنا ننام فوق الاسطح نفرش الفراش مبكرا بعد العصر وبداية المغرب ليصبح باردا عند النوم وبالقرب من الفراش كانت توجد بورمة وهي وعاء توضع فيه المياه وكان الماء سابقا يعطر بماء لقاح النخل فكان لذيذ الطعم وحتى هذه اللحظة اشعر بالنشوة عندما اتناول ماء يحتوي على اللقاح اذ اتذكر عبق الماضي الجميل، فهذه لوحة عامة لتلك الفترة التي نشأنا فيها.
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2017/06/04/3dd371b2-7b14-4a7c-985e-df6981247d2c_main_New.jpg
الطفولة والدراسة
وماذا عن الدراسة في تلك الفترة؟
بالنسبة لايام الطفولة والمدرسة فكما ذكرت باننا كنا في روضة المهلب ثم مدرسة الصباح ثم انتقلنا في سنة 58 الى بيتنا في الدسمة وكان مخصصا من الحكومة لان والدي اثر ان يأخذ بيتا جاهزا افضل من بناء قسيمة وكنا بالدسمة وهي تطل على منطقة بنيد القار والتي لم تكن تبنى حينئذ فكنا حينما نفتح باب البيت نرى البحر من بعد حتى انني اذكر في احد الايام رأينا مركبا خشبيا استقله بعض المتسللين وتركوه على الشاطئ كنا في ذاك الوقت في مدرسة الرشيد وكانت فترتين صباحية ومسائية بعد الظهر،
الصباحية تبدأ من السابعة والنصف وحتى الثانية عشرة ظهرا ثم نعود مرة اخرى في حوالي الثالثة والنصف عصرا ولمدة ساعتين ندرس خلالها حصتين تقريبا وكنا نذهب سويا مع ابناء فريجنا اذ كانت العلاقات وطيدة فلم يكن يدر في مخيلتنا نهائيا ان هذا من هذه العائلة او من تلك الفئة او شيعة وسنة وبدو بل كنا عبارة عن عائلة واحدة حتى انني كنت عندما اذهب الى المدرسة صباحا امر على اصدقائي من بيت سيد هاشم الحنيان وادخل عليهم في غرف نومهم واقعدهم من النوم وانتظرهم حتى نذهب سويا الى المدرسة وكانت والدتهم تعد لنا كيك العقيلي اللذيذ وكذلك مجموعة متألفة ومتحابة من بيت
الدلالي اذكر محمد الدلالي واذكر بيت عبدالوهاب المسلم وبيت مقصيد ومنهم الرياضي السابق جواد مقصيد وبيت السلمان خليل السلمان واشقاءه وبيت اللوغاريتم حيث كان ابوهم يدرسنا مادة الحساب وكذلك جيراننا بيت حسين محمد الوزان وبيت العبداللطيف وليس ببعيد عنا بيت الداود والشمالي وفيما بعد مجموعة من الاخوة الاعزاء من العوازم بيت شحيتاوي وبيت خوالي حجي محمد وحجي احمد وفيما بعد سكن بيت علي البريكيو كانت والدتي على تواصل مع امهاتهم جميعا يتبادلن الاطعمة النقصة وبخاصة في شهر رمضان وكنا نلعب الالعاب الصبيانية الكويتية مثل المقصى والتيل صيدة ما صيدة واللبيدة وحي الميد والصلة وغيرها وكلها تعتمد على النشاط البدني والذكاء وكنا نذهب الى المدرسة مبكرا حتى نلعب قبل دخول المدرسة وربما كنا نتمتع بنوع من الشقاوة ففي احدى المرات كنا نعمل ما يسمى بـالمنقاج وهو عبارة عن خشبة مدببة على شكل خنجر بحيث تؤلم اصدقاءنا، كان كل منا يتفنن في صنع هذا المنقاج يأخذ خشبة صغيرة ويسننها.
وكان في وسط الدسمة وقتها محلات كثيرة لبيع قطع غيار السيارات وكراجات لاصلاحها بالقرب من المستوصف والجمعية التعاونية ولابين مدى اندماجنا نحن الاطفال مع بعض كان هناك بعض بقايا الاخشاب والكراتين في المخازن وقد انشأنا بها بيوتا نلهو فيها وحدث ان نمنا في هذه البيوت الى ما بعد المغرب وانشغل علينا الاهل وأخذوا يبحثون عنا وحينما عدنا الى بيوتنا في وقت متأخر اخذنا علقة على تصرفنا البريء هذا ولم يدر بخلدنا ان الاهل سيضربوننا على تأخرنا ثم بعد مدرسة الرشيد توجهنا الى مدرسة فلسطين المتوسطة وهي ايضا في الدسمة وكان هناك مجموعة من الاصدقاء العرب فلسطينيين ومصريين ولم نكن نميز في هذه الفترة بين فلسطيني ومصري وكويتي بل كنا اخوة وزملاء وكان من رفقائي عبدالرزاق عيسى الموسى ويعقوب المحاميد وفاضل علي الصايغ وغيرهم وكانت المدرسة تضم سكنا للمدرسين وكان من بينهم مدرسين معممين من الازهر الشريف ولأننا كنا في فترة مراهقة وما
يصاحبها من شقاوة فقد اخرج التلاميذ احد المدرسين المعممين عن طوره بسبب شقاوتهم وايضا لأول مرة تستقطب وزارة التربية مدرسين من لندن لتدريس اللغة الانجليزية وكان المدرس الانجليزي لا يعرف العربية اعتقد ان الطفولة في الماضي كان يغلب عليها الشقاوة حتى ان بعض الطلبة كانوا يتنازعون مع المدرس واذكر مرة خرج احد الطلبة ليتشاجر مع المدرس ولا شعوريا نهضت من مكاني لانتصر للمدرس ضد هذا الطالب بسبب غيرتي وفزعتي للمدرس فاعجب بي المدرس وبلغ المدرسين الاخرين فكانوا يأتون الى الصف ويمتدحونني على ما فعلته احتراما وتقديرا للمدرس.
وكان هناك نوادي صيفية واذكر ان مدير احد النوادي كان المرحوم المربي الفاضل والفنان ايوب حسين وكان ناظر المدرسة المؤرخ والكاتب المرحوم عبدالعزيز الرشيد وكنا نمارس في النوادي الصيفية هواياتنا مثل البلياردو وقد دخلت في فرقة الاشبال واذكر ان المدرس كان اسمه الاستاذ فوزي وكنا نذهب في رحلات مدرسية الى الفنطاس والفنيطيس والفحاحيل وكنا نزهو بملابس الاشبال شورت خاكي وقميص ورابطة عنق وقطعة من الجلد عليها شعار الاشبال بالاضافة الى كاب وكنا نمارس هواياتنا بود ومرح.
العطلة الصيفية
وماذا عن اصدقائك في العطلة الصيفية؟
اصدقائي في فترة العطلة الصيفية فهم من بيوت الصايغ والعطار الموسى، فاضل الصايغ واخوه المرحوم عبدالامير الصايغ التوأم وكنا نصنع سيوفا خشبية نتحارب بها في ازقة سوق التجار او الداخلي بالقرب من دكاكيننا وكنا نذهب الى البحر على الفرضة وهي بوابة الكويت لاستقبال الفواكه والخضار وخاصة القادمة من ايران وكانت المراكب الخشبية متواجدة وفي احدى المرات شرينا خيط صيد ولأول مرة اصطاد سمكة وسررت بها كثيرا وهي اول واخر مرة اصطاد فيها سمكة وكانت صغيرة من نوع البالول، وبعد فترة مارست هواية البيع اذ كنت اشتري بعض علب الاناناس وابيعها فكنا نبيع الاناناس والفوط التي تجفف العرق على جبين المتسوقين كما بعت السجائر وكان هناك نوع سجائر فريد يبدو انه غير موجود الان سجارة ذاتية الاشعال، تشتعل بمجرد احتكاكها بالعلبة دون الحاجة الى ولاعة او كبريت وايضا في مدرسة فلسطين كان يقدم بها غداء لذيذ جدا يوم مكرونة باللحم واحيانا تكة باللحم ودائما ما اطلب من البيت ان يسوي المكرونة بنفس الطريقة التي كانت تقدم لنا في المدرسة فقد كانت لها نكهة عجيبة افتقدناها مع الاسف وكان لنا مجموعة من الاصدقاء والاحباء في هذه المدرسة.
رمضان في المدرسة
متى بدأت صيام رمضان؟
صمت وانا في الصف الثاني الابتدائي لكوني نشأت في بيئة دينية وصادف بداية الصيام في فصل الشتاء وهو ما ساعدني على الصوم ولا انسى انني ذات مرة نسيت اني صائم وذهبت الى مكان الماء في مدرسة الرشيد وشربت ثم تذكرت اني صائم وقتها كانت البقالات تنتشر حول المدرسة وكان غالبية الباعة من اليمن وكان مسموحا للبقالات ان تبيع سندوتشات صمون مع الفلافل وكانت حبة الفلافل مخرومة بالوسط ويزيد سعر السندوتش اذ زود بالطماطم وكان سعر السندوتش 20 فلسا ومع الطماطم يصبح بـ 30 فلسا وكانت سندوتشات الفلافل تغريني فبالرغم من الصيام فكنا نشتريها لنأكلها في الافطار او نشتري بعض الحلوى لنتناولها ايضا بعد الافطار ولكن بعد الافطار ننسى تناولها وربما لا نشتهيها.
وكيف كنتم تمضون ليل رمضان في طفولتكم؟
كنا نفرح كثيرا ببرنامج ابو طبيلة وهو عائلة بوجسوم في ليل رمضان واذكر انه عندما كان يطلب مني الوالد رحمه الله ان اشتري خبز السحور في الشتاء وكان الجو باردا كنت اصطحب معي الراديو الصغير ترانزسستور وانا في طريقي الى الخباز لانني كنت مغرما باذاعة الكويت اذ كانت هناك مسلسلات تاريخية جميلة واستمع في الطريق الى هذه البرامج والتمثيليات بفرح وكنت اصطحب معي فوطة لالف فيها الخبز لانه كان ساخنا فلم يكن لدى الخباز اوراقا يضع عليها الخبز وقد اعتدت وانا صغير ان اكل اطراف الخبز وانا في طريق العودة حتى اذا وصلت البيت يجدون جميع اطراف الخبز مأكولة.
الجراد غطى السماء
أذكر انه في الطفولة ونحن نسكن في منطقة شرق عايشنا فترة وجود الجراد، واذكر انه في احدى المرات غطى الجراد السماء وكنا لا نكاد نراها لكثافته وكنا كأطفال سعداء بذلك اذ كنا نصطاده وبخاصة الانثى التي تسمى المكن بينما كان يسمى الذكر العصفور فكنا نستأنس بالجراد ونأكله وكان مقابل بداية سوق دعيج أو دروازة عبدالرزاق كان الجراد يباع على المارة بعد طبخه في جدور كبيرة وكان هناك مجموعة من الباعة يبيعونه في أكياس وهناك من يجلسون بجوار الباعة في هذا المكان يشترون الكيس ويقشرونه فكانت الأرض تغطى ببقايا الجراد.
المنقاج وفرشاة الأسنان
كنا نتفنن في صنع المنقاج وهو لعبة خشبية.. نأخذ قطعة خشبية ونصنع لها سنا لتكون مدببة وذات مرة دخلت الحمام وفي المغسل وجدت فرشاة اسنان والدي فتبادر الى ذهني ان هذه الفرشاة كبيرة دون لزوم وقلت ان رأسها كافي فكسرت الرأس وتركته لوالدي ينظف بها اسنانه وأخذت العصا بعد ان دببته وعندما استيقظ والدي بعد الظهر وذهب الى المغسل فلم يجد من الفرشاة سوى رأسها فثارت ثائرته فركب سيارته وهو ببجامة النوم واتجه مسرعا الى المدرسة واخذ يصرخ عند الباب يناديني بغضب شديد ويهددني لانني كسرت الفرشاة وهذه القصة لا انساها.
وجبات تغذية
في المدرستين فلسطين والرشيد كانت وزارة التربية تقدم وجبات تغذية للطلبة ففي مدرسة الرشيد كان يقدم لنا الحليب واللبن صباحا بالاضافة الى الشوربة والتوست والفاكهة وكان بعض الطلبة يشيعون ان الشوربة بها لحم الارنب ونحن ككويتيين لا نأكل لحم الارنب كما ان الوزارة كانت تقدم للطلبة الكساء بنطلونين وبالطو وقميصين وحذاء لندني.
http://www.annaharkw.com/Annahar/Article.aspx?id=749574&date=04062017
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2017/06/04/749574_p1405_7ram_main_New.jpg
فوزي جادالكريم
رحلة طويلة في حياة الوزير الاسبق عبدالهادي الصالح كشف خلالها الكثير من الجانب الاخر في حياته وهو الجانب الذي لا يعرفه الكثيرون.
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2017/06/04/3dd371b2-7b14-4a7c-985e-df6981247d2c_main_New.jpg
النهار حاورت الصالح في هذا الجانب عن الطفولة وذكرياته في الشهر الفضيل فقال انه بدأ صوم رمضان وهو في السنة الثانية من المرحلة الابتدائية وكعادة الاطفال في سنواتهم الاولى فقد نسي يوما انه صائم وشرب بعض الماء الى ان تذكر انه صائم، في الاجواء المدرسية وقتها كانت تغريه سندوتشات الفلافل التي لم يتجاوز سعرها في تلك الفترة الـ 20 فلسا تصبح 30 مع الطماطم ولان الانسان وبالاخص الاطفال يشتهي كل شيء في نهار رمضان كان الصالح يشتري سندوتشات الفلافل ليتناولها بعد الافطار غير ان مائدة الافطار كانت تلهيه عنها ولا يتناولها.
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2017/06/04/8b27f7cf-e0c1-4571-b727-bc5feb22df04_main_New.jpg
وما بين الطفولة وما يصاحبها من ولع وترقب ليوم العيد الذي يبدأ الاستعداد له قبل ايام تصل الى ذروتها ليلة العيد باجراء بروفة على الملابس الجديدة وترقب بزوغ الفجر والكبر وما وصل اليه الانسان من تجارب تظل هناك الكثير من المحطات في حياة الانسان.
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2017/06/04/f90409e2-6637-4f93-9bee-2977c674e8c3_main_New.jpg
ويتذكر الصالح ان الاسرة في طفولته كانت تسكن فيما يسمى بالكويت القديمة وفي منطقة شرق تحديدا والتي كانت تضم مختلف مكونات المجتمع دون تفرقة بعدها ومع بداية التثمين انتقلت الاسرة الى منطقة الدسمة والتي لم يكن يفصلها عن البحر شيئا وقتها فلم تكن منطقة بنيد القار موجودة الحوار تضمن الكثير من التفاصيل في السطور التالية:
هل لك ان تحدثنا عن نشأتك؟
كنا نسكن فيما يسمى بالكويت القديمة وتحديدا في منطقة شرق بشارع الميدان بالقرب مما يسمى بمنطقة المطبة كان ذلك في الفترة التي بدأ فيها استملاك الحكومة للبيوت القديمة او ما يعرف بالتثمين فكنا نسكن في هذه المنطقة بين مجموعة من الجيران الملاصقين لبيتنا ومنهم بيت عائلة سعدون الجاسم الوكيل الاسبق لوزارة الاعلام وايضا بيت هداية سلطان السالم ومحمد حسين الصايغ وحبيب السماك والمحميد والمسري والشواف والاربش وغيرهم من البيوتات وكان بالقرب منا مسجد عبدالاله الجناعي وكثيرا ما كنا نتردد عليه وبخاصة في المناسبات كاحياء ذكرى المولد النبوي صلى الله عليه واه وسلم، ونحن بالمناسبة افتقدنا هذه الاحتفالات التي كانت مرتبطة بمساجد الكويت فوزارة الاوقاف لم تكن تحيي مثل هذه المناسبات باستثناء مسجد السوق الرئيس اذ كان يشهد احتفالا تنقله الاذاعة
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2017/06/04/7a35c893-fe0c-440b-8fc9-19d6a87780a2_main_New.jpg
والتلفزيون والمؤسف انه يبدو ان الامر توقف الان ولم تعد تنقل مثل هذه الاحتفالات تلفزيونيا او اذاعيا والحقيقة انه في هذه البيئة كانت تتعايش مختلف الطوائف الكويتية دون تفرقة، فبالقرب من مسجد عبدالاله الجناعي كانت هناك حسينيات ومساجد للشيعة مثل مسجد الصحاف ومسجد المزيدي والمدرسة الجعفرية وهكذا نشأنا في هذا الجو. ولم يكن البحر ببعيد عنا انذاك وكان الساحل وقتها عبارة عن ورشة عمل لبناء السفن اذ كان الشاطئ يغطى ببقايا النجارة من اخشاب اذ كان العمل لا يتوقف.. فلقد كان الكويتي القلاف يواصل العمل في بناء السفن التي تمثل مصدرا للمعيشة في الكويت سواء للغوص ام للتجارة، وفي تلك البيئة عشنا وقتها.
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2017/06/04/7a35c893-fe0c-440b-8fc9-19d6a87780a2_category_New.jpg
أسرة تجارية
وأين ذهبتم بعد تثمين المنطقة؟
لم امض وقتا طويلا في هذه المنطقة فقد انتقلنا الى منطقة الدسمة وقبل ان ننتقل الى منطقة الدسمة كان بيتنا يطل على شارع دسمان وموقعه مكان ديوان المحاسبة حاليا وكان بيتنا يتكون من جزئين جزء للسكن واخر حسينية ذات فناء كبير تتوسطه شجرة سدر وكانت الحسينية تطل على هذا الحوش ومقامة على اعمدة اما بيت السكن فهو عبارة عن مجموعة من الغرف يقطنها والدي وأعمامي بالاضافة الى جدي الحاج علي الصالح وكان بيت الجد من الوالدة ليس ببعيد عنا.. خالاتي وجدي وخوالي كنا نذهب اليه مشيا على الاقدام لمدة ثلاث دقائق وكان جدي حاجي صالح يعمل طواشا بالاضافة الى عمله بتجارة الاقمشة بمشاركة خوالي المرحوم الحاج محمد والخال الحاج احمد والذي يبدو انه استقل بتجارته في السيارات في البداية ثم الى الاقمشة ثم الى قطاع المناقصات في الملابس العسكرية وكذلك العقارات وانا نشأت بين اسرة تجارية وكذلك اعمامي يعملون بصاغة الذهب وعمل السيوف المذهبة للشيوخ فهذه هي البيئة التي عشت فيها مرحلة الطفولة ولم يكن بعيدا عنا مخفر الشرطة وكانت الشرطة ترتدي
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2017/06/04/d343dd4f-5abb-4fe2-8934-782cf2f3289d_main_New.jpg
الشماغ الاحمر عليه شارت الشرطة وكانت له هيبة وكانت هناك مدرسة الصباح التي درست فيها مرحلتي الابتدائية وفي اقصى الشرق بالقرب من قصر دسمان كانت توجد روضة المهلب التي تحولت الى مركز دسمان للسكري حاليا وقد درسنا فيها وكانت تقدم خدمة لم تعد موجودة الان فكان الطفل يذهب الى الروضة صباحا ولا يغادرها الا عصرا وكانت بها صالة مفروشة بالأسرة بحيث ينام الاطفال في فترة الظهيرة بعد تناول وجبة الغداء وأغلب المدرسات في الروضة كن مصريات وكن يرتدين العباءة وكانت لهن هيبة واحترام وتقدير فهذه هي تقريبا البيئة العامة التي عشنا فيها ولا انسى ان اذكر انه في فترة الصيف مثل هذه الايام كنا ننام فوق الاسطح نفرش الفراش مبكرا بعد العصر وبداية المغرب ليصبح باردا عند النوم وبالقرب من الفراش كانت توجد بورمة وهي وعاء توضع فيه المياه وكان الماء سابقا يعطر بماء لقاح النخل فكان لذيذ الطعم وحتى هذه اللحظة اشعر بالنشوة عندما اتناول ماء يحتوي على اللقاح اذ اتذكر عبق الماضي الجميل، فهذه لوحة عامة لتلك الفترة التي نشأنا فيها.
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2017/06/04/3dd371b2-7b14-4a7c-985e-df6981247d2c_main_New.jpg
الطفولة والدراسة
وماذا عن الدراسة في تلك الفترة؟
بالنسبة لايام الطفولة والمدرسة فكما ذكرت باننا كنا في روضة المهلب ثم مدرسة الصباح ثم انتقلنا في سنة 58 الى بيتنا في الدسمة وكان مخصصا من الحكومة لان والدي اثر ان يأخذ بيتا جاهزا افضل من بناء قسيمة وكنا بالدسمة وهي تطل على منطقة بنيد القار والتي لم تكن تبنى حينئذ فكنا حينما نفتح باب البيت نرى البحر من بعد حتى انني اذكر في احد الايام رأينا مركبا خشبيا استقله بعض المتسللين وتركوه على الشاطئ كنا في ذاك الوقت في مدرسة الرشيد وكانت فترتين صباحية ومسائية بعد الظهر،
الصباحية تبدأ من السابعة والنصف وحتى الثانية عشرة ظهرا ثم نعود مرة اخرى في حوالي الثالثة والنصف عصرا ولمدة ساعتين ندرس خلالها حصتين تقريبا وكنا نذهب سويا مع ابناء فريجنا اذ كانت العلاقات وطيدة فلم يكن يدر في مخيلتنا نهائيا ان هذا من هذه العائلة او من تلك الفئة او شيعة وسنة وبدو بل كنا عبارة عن عائلة واحدة حتى انني كنت عندما اذهب الى المدرسة صباحا امر على اصدقائي من بيت سيد هاشم الحنيان وادخل عليهم في غرف نومهم واقعدهم من النوم وانتظرهم حتى نذهب سويا الى المدرسة وكانت والدتهم تعد لنا كيك العقيلي اللذيذ وكذلك مجموعة متألفة ومتحابة من بيت
الدلالي اذكر محمد الدلالي واذكر بيت عبدالوهاب المسلم وبيت مقصيد ومنهم الرياضي السابق جواد مقصيد وبيت السلمان خليل السلمان واشقاءه وبيت اللوغاريتم حيث كان ابوهم يدرسنا مادة الحساب وكذلك جيراننا بيت حسين محمد الوزان وبيت العبداللطيف وليس ببعيد عنا بيت الداود والشمالي وفيما بعد مجموعة من الاخوة الاعزاء من العوازم بيت شحيتاوي وبيت خوالي حجي محمد وحجي احمد وفيما بعد سكن بيت علي البريكيو كانت والدتي على تواصل مع امهاتهم جميعا يتبادلن الاطعمة النقصة وبخاصة في شهر رمضان وكنا نلعب الالعاب الصبيانية الكويتية مثل المقصى والتيل صيدة ما صيدة واللبيدة وحي الميد والصلة وغيرها وكلها تعتمد على النشاط البدني والذكاء وكنا نذهب الى المدرسة مبكرا حتى نلعب قبل دخول المدرسة وربما كنا نتمتع بنوع من الشقاوة ففي احدى المرات كنا نعمل ما يسمى بـالمنقاج وهو عبارة عن خشبة مدببة على شكل خنجر بحيث تؤلم اصدقاءنا، كان كل منا يتفنن في صنع هذا المنقاج يأخذ خشبة صغيرة ويسننها.
وكان في وسط الدسمة وقتها محلات كثيرة لبيع قطع غيار السيارات وكراجات لاصلاحها بالقرب من المستوصف والجمعية التعاونية ولابين مدى اندماجنا نحن الاطفال مع بعض كان هناك بعض بقايا الاخشاب والكراتين في المخازن وقد انشأنا بها بيوتا نلهو فيها وحدث ان نمنا في هذه البيوت الى ما بعد المغرب وانشغل علينا الاهل وأخذوا يبحثون عنا وحينما عدنا الى بيوتنا في وقت متأخر اخذنا علقة على تصرفنا البريء هذا ولم يدر بخلدنا ان الاهل سيضربوننا على تأخرنا ثم بعد مدرسة الرشيد توجهنا الى مدرسة فلسطين المتوسطة وهي ايضا في الدسمة وكان هناك مجموعة من الاصدقاء العرب فلسطينيين ومصريين ولم نكن نميز في هذه الفترة بين فلسطيني ومصري وكويتي بل كنا اخوة وزملاء وكان من رفقائي عبدالرزاق عيسى الموسى ويعقوب المحاميد وفاضل علي الصايغ وغيرهم وكانت المدرسة تضم سكنا للمدرسين وكان من بينهم مدرسين معممين من الازهر الشريف ولأننا كنا في فترة مراهقة وما
يصاحبها من شقاوة فقد اخرج التلاميذ احد المدرسين المعممين عن طوره بسبب شقاوتهم وايضا لأول مرة تستقطب وزارة التربية مدرسين من لندن لتدريس اللغة الانجليزية وكان المدرس الانجليزي لا يعرف العربية اعتقد ان الطفولة في الماضي كان يغلب عليها الشقاوة حتى ان بعض الطلبة كانوا يتنازعون مع المدرس واذكر مرة خرج احد الطلبة ليتشاجر مع المدرس ولا شعوريا نهضت من مكاني لانتصر للمدرس ضد هذا الطالب بسبب غيرتي وفزعتي للمدرس فاعجب بي المدرس وبلغ المدرسين الاخرين فكانوا يأتون الى الصف ويمتدحونني على ما فعلته احتراما وتقديرا للمدرس.
وكان هناك نوادي صيفية واذكر ان مدير احد النوادي كان المرحوم المربي الفاضل والفنان ايوب حسين وكان ناظر المدرسة المؤرخ والكاتب المرحوم عبدالعزيز الرشيد وكنا نمارس في النوادي الصيفية هواياتنا مثل البلياردو وقد دخلت في فرقة الاشبال واذكر ان المدرس كان اسمه الاستاذ فوزي وكنا نذهب في رحلات مدرسية الى الفنطاس والفنيطيس والفحاحيل وكنا نزهو بملابس الاشبال شورت خاكي وقميص ورابطة عنق وقطعة من الجلد عليها شعار الاشبال بالاضافة الى كاب وكنا نمارس هواياتنا بود ومرح.
العطلة الصيفية
وماذا عن اصدقائك في العطلة الصيفية؟
اصدقائي في فترة العطلة الصيفية فهم من بيوت الصايغ والعطار الموسى، فاضل الصايغ واخوه المرحوم عبدالامير الصايغ التوأم وكنا نصنع سيوفا خشبية نتحارب بها في ازقة سوق التجار او الداخلي بالقرب من دكاكيننا وكنا نذهب الى البحر على الفرضة وهي بوابة الكويت لاستقبال الفواكه والخضار وخاصة القادمة من ايران وكانت المراكب الخشبية متواجدة وفي احدى المرات شرينا خيط صيد ولأول مرة اصطاد سمكة وسررت بها كثيرا وهي اول واخر مرة اصطاد فيها سمكة وكانت صغيرة من نوع البالول، وبعد فترة مارست هواية البيع اذ كنت اشتري بعض علب الاناناس وابيعها فكنا نبيع الاناناس والفوط التي تجفف العرق على جبين المتسوقين كما بعت السجائر وكان هناك نوع سجائر فريد يبدو انه غير موجود الان سجارة ذاتية الاشعال، تشتعل بمجرد احتكاكها بالعلبة دون الحاجة الى ولاعة او كبريت وايضا في مدرسة فلسطين كان يقدم بها غداء لذيذ جدا يوم مكرونة باللحم واحيانا تكة باللحم ودائما ما اطلب من البيت ان يسوي المكرونة بنفس الطريقة التي كانت تقدم لنا في المدرسة فقد كانت لها نكهة عجيبة افتقدناها مع الاسف وكان لنا مجموعة من الاصدقاء والاحباء في هذه المدرسة.
رمضان في المدرسة
متى بدأت صيام رمضان؟
صمت وانا في الصف الثاني الابتدائي لكوني نشأت في بيئة دينية وصادف بداية الصيام في فصل الشتاء وهو ما ساعدني على الصوم ولا انسى انني ذات مرة نسيت اني صائم وذهبت الى مكان الماء في مدرسة الرشيد وشربت ثم تذكرت اني صائم وقتها كانت البقالات تنتشر حول المدرسة وكان غالبية الباعة من اليمن وكان مسموحا للبقالات ان تبيع سندوتشات صمون مع الفلافل وكانت حبة الفلافل مخرومة بالوسط ويزيد سعر السندوتش اذ زود بالطماطم وكان سعر السندوتش 20 فلسا ومع الطماطم يصبح بـ 30 فلسا وكانت سندوتشات الفلافل تغريني فبالرغم من الصيام فكنا نشتريها لنأكلها في الافطار او نشتري بعض الحلوى لنتناولها ايضا بعد الافطار ولكن بعد الافطار ننسى تناولها وربما لا نشتهيها.
وكيف كنتم تمضون ليل رمضان في طفولتكم؟
كنا نفرح كثيرا ببرنامج ابو طبيلة وهو عائلة بوجسوم في ليل رمضان واذكر انه عندما كان يطلب مني الوالد رحمه الله ان اشتري خبز السحور في الشتاء وكان الجو باردا كنت اصطحب معي الراديو الصغير ترانزسستور وانا في طريقي الى الخباز لانني كنت مغرما باذاعة الكويت اذ كانت هناك مسلسلات تاريخية جميلة واستمع في الطريق الى هذه البرامج والتمثيليات بفرح وكنت اصطحب معي فوطة لالف فيها الخبز لانه كان ساخنا فلم يكن لدى الخباز اوراقا يضع عليها الخبز وقد اعتدت وانا صغير ان اكل اطراف الخبز وانا في طريق العودة حتى اذا وصلت البيت يجدون جميع اطراف الخبز مأكولة.
الجراد غطى السماء
أذكر انه في الطفولة ونحن نسكن في منطقة شرق عايشنا فترة وجود الجراد، واذكر انه في احدى المرات غطى الجراد السماء وكنا لا نكاد نراها لكثافته وكنا كأطفال سعداء بذلك اذ كنا نصطاده وبخاصة الانثى التي تسمى المكن بينما كان يسمى الذكر العصفور فكنا نستأنس بالجراد ونأكله وكان مقابل بداية سوق دعيج أو دروازة عبدالرزاق كان الجراد يباع على المارة بعد طبخه في جدور كبيرة وكان هناك مجموعة من الباعة يبيعونه في أكياس وهناك من يجلسون بجوار الباعة في هذا المكان يشترون الكيس ويقشرونه فكانت الأرض تغطى ببقايا الجراد.
المنقاج وفرشاة الأسنان
كنا نتفنن في صنع المنقاج وهو لعبة خشبية.. نأخذ قطعة خشبية ونصنع لها سنا لتكون مدببة وذات مرة دخلت الحمام وفي المغسل وجدت فرشاة اسنان والدي فتبادر الى ذهني ان هذه الفرشاة كبيرة دون لزوم وقلت ان رأسها كافي فكسرت الرأس وتركته لوالدي ينظف بها اسنانه وأخذت العصا بعد ان دببته وعندما استيقظ والدي بعد الظهر وذهب الى المغسل فلم يجد من الفرشاة سوى رأسها فثارت ثائرته فركب سيارته وهو ببجامة النوم واتجه مسرعا الى المدرسة واخذ يصرخ عند الباب يناديني بغضب شديد ويهددني لانني كسرت الفرشاة وهذه القصة لا انساها.
وجبات تغذية
في المدرستين فلسطين والرشيد كانت وزارة التربية تقدم وجبات تغذية للطلبة ففي مدرسة الرشيد كان يقدم لنا الحليب واللبن صباحا بالاضافة الى الشوربة والتوست والفاكهة وكان بعض الطلبة يشيعون ان الشوربة بها لحم الارنب ونحن ككويتيين لا نأكل لحم الارنب كما ان الوزارة كانت تقدم للطلبة الكساء بنطلونين وبالطو وقميصين وحذاء لندني.
http://www.annaharkw.com/Annahar/Article.aspx?id=749574&date=04062017