هاشم
06-01-2005, 09:27 AM
القبس في أروقة الدوائر الحكومية
كتب محمد الشرهان
«ممنوع الاقتراب.. ممنوع الدخول.. منطقة خطرة»
هذه العبارات عادة ما نجدها في المناطق العسكرية والمناطق الحيوية، واعتاد المواطن ان يقرأها في تلك المناطق، لكن من غير المعتاد ان يقرأها في وزارة العدل؟
نعم وزارة العدل ذلك الحصن الحصين والقلعة التي تكفل بحمايتها 4 وكلاء مساعدين وحزبان اسلاميان يختاران بدقة جنود الحصن.
عبارات التحذير يقرأها المواطن العادي البسيط وهي غير مدونة على الجدران ولا على باب الوزارة ولكن السياسيين والمتابعين وبعض الموظفين ايضا يقرأون تلك العبارة المدونة على جباه وكلاء ومسؤولي هذه الوزارة «الحصن» او وزارة «مالك امل» كما يطلق عليها الموظفون العاملون فيها.
جولة بسيطة في اروقة تلك الوزارة تشرح لكل متسائل لماذا هي من الممنوعات والمحظورات، وهي ليست من الممنوعات والمحظورات الشرعية او السياسية او الاجتماعية ولكنها ممنوعة على اي موظف غير منتم للتيار السلفي او التيار الاخواني للوصول بها الى الطموح الذي يتمناه، وهو ان يصبح مراقباً او مسؤولاً او وكيلاً او حتى رئيس قسم لأن هناك شروطا اساسية يجب ان يتحلى بها الموظف لكي يصل الى هذه الاماكن، واهم هذه الشروط اطلاق اللحية وتقصير الثوب وحضور تجمعات الجماعة سواء كانت في ديوانية او جاخور او مخيم، وكذلك الرحلات الصيفية لبلاد الكفر بحثا عن «البراد»، وكذلك لتباحث شؤون وزارة «مالك أمل».
نعم وبدون تجن عبارات التحذير قرأتها «القبس» على وجه اربعة من الموظفين في الوزارة الذين اصروا على الحديث لـ«القبس» في فناء مجمع الوزارات، خوفا من بعض احد «الجنود المكلفين» بحماية امبراطورية العدل التي قد تصل الى حد التفنيش او التجميد الوظيفي.
البداية كانت مع الموظف جمال الذي قال لـ«القبس» إنه يعمل في الوزارة منذ 16 عاما واقصى ما وصل اليه هو رئيس قسم مغلوب على أمره من المســؤولين في الوزارة لأنه لا يحضر اي ديوانية او تجمع للحزب الاســلامي الذي ينتمي له مسؤوله المباشر، مشيرا الى ان مسؤوله في العمل اتهمه في احــد الايام بالكــفر لأنه جلس للاستماع لشكوى احد الموظــفين ولم يصل جماعة؟!
جمال قال إن الوضع في الوزارة اصبح لا يطاق وذلك بسبب التصرفات غير المقبولة من المسؤولين المحسوبين على التيارات الاسلامية وهم مختلفون في كل شيء، ولكنهم اتفقوا على السيطرة على الوزارة وتقسيم المناصب على اصحابهم فقط.
ويضيف جمال قائلا: دعنا أضرب لك مثلا واحدا على هذه التصرفات غير المسؤولة وذلك عندما تقرر صرف سيارات لمديري الادارات في الوزارة اسوة بالمستشارين حيث تم صرف تلك السيارات للأشخاص المقربين من الوكلاء وكانت الاولوية للإسلاميين من الموظفين بالوزارة.
قناعة
احمد قال إنه يعمل في ادارة حــساسة في الوزارة، لكنه توصل الى قناعة واحدة هي أن هــذه الوزارة كأنها مخــصصة لتلك التيارات وممثليها وغير مهــم الباقي، مشيرا الى انه يعمل منذ 18 عاما في الوزارة، ومن المفـــروض ان يكــون الآن مــراقبا او رئىس قسم، ولكن هذا لم يحصل والسبب هو انه غير ملتح او بالاحرى غير منتم لتيار ديني.
وقال احمد إنه يستغرب هذا الوضع الذي وصل الى حد التحايل، فهناك موظفون عرفوا اصول اللعبة في الوزارة واطلقوا لحاهم وقصروا ملابسهم وحصلوا على مناصب في ادارتهم.
تساوت الأمور
اشواق موظــفة في احد الاقسام، وهي من الامــثلة المعتمدة في الوزارة، حســب ما ذكر لنا عدد مــن الموظــفين - واحضروها لنا وقالت لنا بالحــرف الواحد «هل سيــغير هذا الموضوع شيئاً» فأنا تساوت عندي الامور واصبح يطــلق علي لقب «المثال» تعرف لماذا المثال، فأنا كما تــرى فــتاة لا ارتدي العباية واضع قليلا من الماكياج على وجهي الامر الذي اثــار سخــط مديــري علي وتوعــدني بأنه سيجعــلني عبرة لمــن لا يعتبر لانــني متبرجة وسافرة، وهذا لا يجوز، لذلك انا مــجمدة وظــيفيا مــنذ 4 اعــوام، وكل ما افعله هو الحضــور لقراءة الجــرايد وتنــاول الشـاي والقهوة.
«القبس»: لماذا لم تتقدمي بشكوى الى المسؤول الاعلى.
شوق: تقدمت ياخوي ولكن المسؤول الاعلى طلع العن وطلب مني العودة الى درب الهداية والسراط المستقيم حتى يرضى عني مسؤولي مرة اخرى.
ممنوع الرجال
فواز قال لـ«القبس» إن حكايته هي الاطرف والاغرب بين زملائه حيث توجه ذات يوم الى احد الاقسام الذي يضم مجموعة كبيرة من الموظفات المنقبات ولم ينتبه إلى أن باب المكتب مدون عليه عبارة ممنوع دخول الرجــال، ويجــب طرق الباب مـع ان هذا المكتب يحتك مباشرة بالمراجعين، مشــيرا الى انه عندما دخــل المكتب ووجه بسيل من الشتائم والسب واتهم بأنه علماني يؤيد الاختلاط، وتمت احالته الى التحقيق وكاد يفقد وظيفته بسبب تصرف غير مقصود.
فواز قال ايضا «إن هناك كوارث في هذه الوزارة ولكن من الذي يستطيع ان يتجرأ في الحديث عنها»، مضيفا «أتصدق يا اخي العزيز لو علموا بأننا نتحدث للصحف لقامت القيامة، ولا تعرف ماذا يحصل لنا تفنيش او تجميد او يمكن اقامة الحد علينا».
كتب محمد الشرهان
«ممنوع الاقتراب.. ممنوع الدخول.. منطقة خطرة»
هذه العبارات عادة ما نجدها في المناطق العسكرية والمناطق الحيوية، واعتاد المواطن ان يقرأها في تلك المناطق، لكن من غير المعتاد ان يقرأها في وزارة العدل؟
نعم وزارة العدل ذلك الحصن الحصين والقلعة التي تكفل بحمايتها 4 وكلاء مساعدين وحزبان اسلاميان يختاران بدقة جنود الحصن.
عبارات التحذير يقرأها المواطن العادي البسيط وهي غير مدونة على الجدران ولا على باب الوزارة ولكن السياسيين والمتابعين وبعض الموظفين ايضا يقرأون تلك العبارة المدونة على جباه وكلاء ومسؤولي هذه الوزارة «الحصن» او وزارة «مالك امل» كما يطلق عليها الموظفون العاملون فيها.
جولة بسيطة في اروقة تلك الوزارة تشرح لكل متسائل لماذا هي من الممنوعات والمحظورات، وهي ليست من الممنوعات والمحظورات الشرعية او السياسية او الاجتماعية ولكنها ممنوعة على اي موظف غير منتم للتيار السلفي او التيار الاخواني للوصول بها الى الطموح الذي يتمناه، وهو ان يصبح مراقباً او مسؤولاً او وكيلاً او حتى رئيس قسم لأن هناك شروطا اساسية يجب ان يتحلى بها الموظف لكي يصل الى هذه الاماكن، واهم هذه الشروط اطلاق اللحية وتقصير الثوب وحضور تجمعات الجماعة سواء كانت في ديوانية او جاخور او مخيم، وكذلك الرحلات الصيفية لبلاد الكفر بحثا عن «البراد»، وكذلك لتباحث شؤون وزارة «مالك أمل».
نعم وبدون تجن عبارات التحذير قرأتها «القبس» على وجه اربعة من الموظفين في الوزارة الذين اصروا على الحديث لـ«القبس» في فناء مجمع الوزارات، خوفا من بعض احد «الجنود المكلفين» بحماية امبراطورية العدل التي قد تصل الى حد التفنيش او التجميد الوظيفي.
البداية كانت مع الموظف جمال الذي قال لـ«القبس» إنه يعمل في الوزارة منذ 16 عاما واقصى ما وصل اليه هو رئيس قسم مغلوب على أمره من المســؤولين في الوزارة لأنه لا يحضر اي ديوانية او تجمع للحزب الاســلامي الذي ينتمي له مسؤوله المباشر، مشيرا الى ان مسؤوله في العمل اتهمه في احــد الايام بالكــفر لأنه جلس للاستماع لشكوى احد الموظــفين ولم يصل جماعة؟!
جمال قال إن الوضع في الوزارة اصبح لا يطاق وذلك بسبب التصرفات غير المقبولة من المسؤولين المحسوبين على التيارات الاسلامية وهم مختلفون في كل شيء، ولكنهم اتفقوا على السيطرة على الوزارة وتقسيم المناصب على اصحابهم فقط.
ويضيف جمال قائلا: دعنا أضرب لك مثلا واحدا على هذه التصرفات غير المسؤولة وذلك عندما تقرر صرف سيارات لمديري الادارات في الوزارة اسوة بالمستشارين حيث تم صرف تلك السيارات للأشخاص المقربين من الوكلاء وكانت الاولوية للإسلاميين من الموظفين بالوزارة.
قناعة
احمد قال إنه يعمل في ادارة حــساسة في الوزارة، لكنه توصل الى قناعة واحدة هي أن هــذه الوزارة كأنها مخــصصة لتلك التيارات وممثليها وغير مهــم الباقي، مشيرا الى انه يعمل منذ 18 عاما في الوزارة، ومن المفـــروض ان يكــون الآن مــراقبا او رئىس قسم، ولكن هذا لم يحصل والسبب هو انه غير ملتح او بالاحرى غير منتم لتيار ديني.
وقال احمد إنه يستغرب هذا الوضع الذي وصل الى حد التحايل، فهناك موظفون عرفوا اصول اللعبة في الوزارة واطلقوا لحاهم وقصروا ملابسهم وحصلوا على مناصب في ادارتهم.
تساوت الأمور
اشواق موظــفة في احد الاقسام، وهي من الامــثلة المعتمدة في الوزارة، حســب ما ذكر لنا عدد مــن الموظــفين - واحضروها لنا وقالت لنا بالحــرف الواحد «هل سيــغير هذا الموضوع شيئاً» فأنا تساوت عندي الامور واصبح يطــلق علي لقب «المثال» تعرف لماذا المثال، فأنا كما تــرى فــتاة لا ارتدي العباية واضع قليلا من الماكياج على وجهي الامر الذي اثــار سخــط مديــري علي وتوعــدني بأنه سيجعــلني عبرة لمــن لا يعتبر لانــني متبرجة وسافرة، وهذا لا يجوز، لذلك انا مــجمدة وظــيفيا مــنذ 4 اعــوام، وكل ما افعله هو الحضــور لقراءة الجــرايد وتنــاول الشـاي والقهوة.
«القبس»: لماذا لم تتقدمي بشكوى الى المسؤول الاعلى.
شوق: تقدمت ياخوي ولكن المسؤول الاعلى طلع العن وطلب مني العودة الى درب الهداية والسراط المستقيم حتى يرضى عني مسؤولي مرة اخرى.
ممنوع الرجال
فواز قال لـ«القبس» إن حكايته هي الاطرف والاغرب بين زملائه حيث توجه ذات يوم الى احد الاقسام الذي يضم مجموعة كبيرة من الموظفات المنقبات ولم ينتبه إلى أن باب المكتب مدون عليه عبارة ممنوع دخول الرجــال، ويجــب طرق الباب مـع ان هذا المكتب يحتك مباشرة بالمراجعين، مشــيرا الى انه عندما دخــل المكتب ووجه بسيل من الشتائم والسب واتهم بأنه علماني يؤيد الاختلاط، وتمت احالته الى التحقيق وكاد يفقد وظيفته بسبب تصرف غير مقصود.
فواز قال ايضا «إن هناك كوارث في هذه الوزارة ولكن من الذي يستطيع ان يتجرأ في الحديث عنها»، مضيفا «أتصدق يا اخي العزيز لو علموا بأننا نتحدث للصحف لقامت القيامة، ولا تعرف ماذا يحصل لنا تفنيش او تجميد او يمكن اقامة الحد علينا».