بسطرمه
05-27-2017, 01:05 AM
http://media.almasryalyoum.com/editor/Ossama3'areeb.jpg
أسامة غريب
الثلاثاء 23-05-2017
هذا الرجل دونالد ترامب يعتبر أعجوبة زمانه بلا منازع، وأكاد أزعم أنه الرئيس الأمريكى الوحيد الذى وعد فأوفى.. أقصد وعد جماهيره التى منحته ثقتها وانتخبته. وإذا كانت هناك دوائر فى واشنطن تتحدث عن إجراءات قريبة لعزله من منصبه أو كانت هناك تكهنات بأن الرجل لن يكمل فترته الرئاسية وسيلقى مصير الرئيس نيكسون، فإننى لا أشاركهم أحلامهم، ذلك أن الرجل فى شهوره الأولى جلب لخزينة بلاده مئات المليارات من الدولارات، وهذا الكنز الخليجى المفتوح على مصراعيه خليق بأن يحسّن أحوال الأمريكان، وأن يخلق ملايين الوظائف الجديدة ويضخ الدماء فى شرايين الشركات
الأمريكية، بما يمكّن ترامب من الوفاء للأمريكى الأبيض الذى راهن عليه ونصره على هيلارى كلينتون بأنه سيمنحه الوظيفة التى يستحقها براتب لا ينافسه فيه الأمريكى العربى أو الأفريقى أو المكسيكى!. هذا النهر الهادر من البنكنوت الذى لا نكاد نحصيه، حيث تحمل الأخبار فى كل ساعة صفقات جديدة تم توقيعها لدرجة لا يُستبعد معها أن الشحاذ فى شوارع نيويورك ستتحسن أحواله نتيجة نفحات أهل الخير من المواطنين الذين ستمتلئ جيوبهم بالمال! وللعلم هذه مجرد بداية ولن تكون نهاية المطاف، فالرجل لم يكن يكذب أو يهوّش حين قال منذ أربعة شهور فقط إنه سيحلب البلاد النفطية أو سيذبحها وعليها أن تختار..
والسادة الذين أعلنوا الفرح والابتهاج لأن رئيس أمريكا بجلالة قدره قد أدى رقصة العارضة بالسيف ورأوا أن هذا دليل على العشم والمحبة والود البالغ أولى بهم أن يفيقوا، لأن الرجل ليس درويشاً ولا من محاسيب العرب الذين قد يستخفهم الطرب فى قعدة حلوة فيقوم ويرقص إكراماً لأصحاب الحفل.. لا.. هذه الرقصة متفق عليها بروتوكولياً قبل وصول الرجل، وقد قبض ثمنها مقدماً قبل أن يخرج على المسرح، وفى الحقيقة ليست هناك خطوة فى هذه الزيارة قد تمت بشكل عشوائى..
السيناريو كله موضوع فى واشنطن، والأمريكان هم الذين وضعوه. وحتى فى اللمحة الوحيدة التى أراد المضيفون فيها أن يتصرفوا بحرية عندما دعوا الرئيس السودانى عمر البشير للحضور تكريماً له لدوره فى إرسال جنوده إلى الحرب فى اليمن، فإن الرئيس ترامب رفض تماماً حضوره وكان له ما أراد. هذه الجولة الترامبية كانت سهلة
للغاية، ولكن لا نعرف كيف سيكون الحال عندما يستدير إلى حلفائه فى أوروبا وآسيا.. لقد طلب الرجل من ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية أن يدفعوا أيضاً ثمن الحماية، فهل يستطيع أن يخيفهم ويحملهم على الدفع قسراً أم أن هذه بلاد ديمقراطية بها برلمانات منتخبة وساسة محترفون ورأى عام يقظ؟..
لن يطول انتظارنا لنعرف. أما بالنسبة لإيران فرغم أن الرئيس الأمريكى لا يخفى عداءه لها من أجل عيون إسرائيل، فإنه من المستبعد أن يخوض بقواته غمار حرب ضدها، ليس لأنها أقوى منه، ولكن لأن العقيدة الأمريكية فى الحروب لا تتفق مع محاربة من يستطيع الرد، والدليل أنه قد ابتلع تهديداته ضد كوريا الشمالية بعدما قام بتحريك قطعه البحرية بالقرب من سواحلها وهددها بالويل إذا قامت بتجربة صاروخية جديدة، فإذا بها تتحداه وتقوم بثلاث تجارب!.
أسامة غريب
الثلاثاء 23-05-2017
هذا الرجل دونالد ترامب يعتبر أعجوبة زمانه بلا منازع، وأكاد أزعم أنه الرئيس الأمريكى الوحيد الذى وعد فأوفى.. أقصد وعد جماهيره التى منحته ثقتها وانتخبته. وإذا كانت هناك دوائر فى واشنطن تتحدث عن إجراءات قريبة لعزله من منصبه أو كانت هناك تكهنات بأن الرجل لن يكمل فترته الرئاسية وسيلقى مصير الرئيس نيكسون، فإننى لا أشاركهم أحلامهم، ذلك أن الرجل فى شهوره الأولى جلب لخزينة بلاده مئات المليارات من الدولارات، وهذا الكنز الخليجى المفتوح على مصراعيه خليق بأن يحسّن أحوال الأمريكان، وأن يخلق ملايين الوظائف الجديدة ويضخ الدماء فى شرايين الشركات
الأمريكية، بما يمكّن ترامب من الوفاء للأمريكى الأبيض الذى راهن عليه ونصره على هيلارى كلينتون بأنه سيمنحه الوظيفة التى يستحقها براتب لا ينافسه فيه الأمريكى العربى أو الأفريقى أو المكسيكى!. هذا النهر الهادر من البنكنوت الذى لا نكاد نحصيه، حيث تحمل الأخبار فى كل ساعة صفقات جديدة تم توقيعها لدرجة لا يُستبعد معها أن الشحاذ فى شوارع نيويورك ستتحسن أحواله نتيجة نفحات أهل الخير من المواطنين الذين ستمتلئ جيوبهم بالمال! وللعلم هذه مجرد بداية ولن تكون نهاية المطاف، فالرجل لم يكن يكذب أو يهوّش حين قال منذ أربعة شهور فقط إنه سيحلب البلاد النفطية أو سيذبحها وعليها أن تختار..
والسادة الذين أعلنوا الفرح والابتهاج لأن رئيس أمريكا بجلالة قدره قد أدى رقصة العارضة بالسيف ورأوا أن هذا دليل على العشم والمحبة والود البالغ أولى بهم أن يفيقوا، لأن الرجل ليس درويشاً ولا من محاسيب العرب الذين قد يستخفهم الطرب فى قعدة حلوة فيقوم ويرقص إكراماً لأصحاب الحفل.. لا.. هذه الرقصة متفق عليها بروتوكولياً قبل وصول الرجل، وقد قبض ثمنها مقدماً قبل أن يخرج على المسرح، وفى الحقيقة ليست هناك خطوة فى هذه الزيارة قد تمت بشكل عشوائى..
السيناريو كله موضوع فى واشنطن، والأمريكان هم الذين وضعوه. وحتى فى اللمحة الوحيدة التى أراد المضيفون فيها أن يتصرفوا بحرية عندما دعوا الرئيس السودانى عمر البشير للحضور تكريماً له لدوره فى إرسال جنوده إلى الحرب فى اليمن، فإن الرئيس ترامب رفض تماماً حضوره وكان له ما أراد. هذه الجولة الترامبية كانت سهلة
للغاية، ولكن لا نعرف كيف سيكون الحال عندما يستدير إلى حلفائه فى أوروبا وآسيا.. لقد طلب الرجل من ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية أن يدفعوا أيضاً ثمن الحماية، فهل يستطيع أن يخيفهم ويحملهم على الدفع قسراً أم أن هذه بلاد ديمقراطية بها برلمانات منتخبة وساسة محترفون ورأى عام يقظ؟..
لن يطول انتظارنا لنعرف. أما بالنسبة لإيران فرغم أن الرئيس الأمريكى لا يخفى عداءه لها من أجل عيون إسرائيل، فإنه من المستبعد أن يخوض بقواته غمار حرب ضدها، ليس لأنها أقوى منه، ولكن لأن العقيدة الأمريكية فى الحروب لا تتفق مع محاربة من يستطيع الرد، والدليل أنه قد ابتلع تهديداته ضد كوريا الشمالية بعدما قام بتحريك قطعه البحرية بالقرب من سواحلها وهددها بالويل إذا قامت بتجربة صاروخية جديدة، فإذا بها تتحداه وتقوم بثلاث تجارب!.