على
05-31-2005, 03:53 PM
فؤاد الهاشم
.. في أواخر صيف عام 1972، ضلت طائرة ركاب مدنية ليبية من طراز بوينج 727 طريقها - وهي متجهة من طرابلس الغرب الى القاهرة - ودخلت في عمق المجال الجوي فوق صحراء سيناء المحتلة - آنذاك - فأقلعت ثلاث مقاتلات اسرائيلية من قواعدها واتجهت نحوها، وبدون انذار مسبق أطلقت عليها ثلاثة صواريخ فسقطت وتحطمت وقتل حوالي 138 راكبا كانوا على متنها ومن بينهم المذيعة المصرية الراحلة «سلوى حجازي»!
التزم العقيد القذافي الصمت ولم يعلق على الحادث، وبعد ذلك باربعة اشهر طلبت ليبيا من الرئيس المصري انور السادات ان يعطيها - على سبيل الاعارة - غواصة صغيرة كانت ضمن الاسطول البحري المصري من اجل حماية السواحل الليبية من خطر مجهول لم تفصح عنه القيادة في طرابلس الغرب ! استجاب السادات للطلب مع شرط ان يكون الطاقم مصرياَ بالكامل وان يلتزم بتنفيذ الاوامر الصادرة اليه من القيادة المصرية فقط وليس من غيرها! وافقت ليبيا واتجهت الغواصة الى موقع عملها الجديد!
بعد أربعين يوما من وصولها تلقى قائدها المصري أوامر من القيادة الليبية تطلب منه ضرب سفينة كبيرة موجودة في المياه الدولية قرب خليج «سرت»! القبطان اتصل بقيادته في الاسكندرية وابلغهم بما يجري فطلبوا منه عدم تنفيذ ذلك، والعودة فورا الى مصر.. فاستجاب ! ما هي هذه الباخرة التي كان القذافي يريد ضربها بغواصة مصرية؟!
كانت الباخرة العملاقة «كوين إليزابيث» وعلى متنها اكثر من اربعمائة ملياردير ومليونير يهودي أمريكي وبريطاني وفرنسي، ووجهتها النهائية.. ميناء حيفا الاسرائيلي!
فشلت عملية الانتقام ومرت السنوات طويلة متثاقلة حتى جاء عام 1986! أمر القذافي جهاز مخابراته بزرع قنبلة على طائرة «بان - آم» أمريكية كانت في رحلة من لندن الى نيويورك. فانفجرت فوق «لوكيربي» باسكتلندا وقتل اكثر من 283 شخصا كانوا على متنها، ثم.. ألحقها بعملية زرع عبوة متفجرة في ملهى «لابيل» الليلي بوسط «برلين» يؤمه العديد من الجنود الامريكيين فقتل ثلاثة وجرح عشرة و.. ابتدأ الحصار الدولي على ليبيا واستمر لسنوات طويلة حتى رضخ القذافي ودفع ملياري دولار تعويضات لضحايا طائرة «لوكيربي» ومائة مليون دولار لضحايا الملهى الليلي. وحكم على احد عناصر المخابرات المسؤول عن زرع القنبلة داخل الطائرة في محكمة دولية في «لاهاي» وأرسل الى اسكتلندا لتنفيذ عقوبة سجن مدتها 20 عاما!
أراد «القذافي» - بعد ان أهداهم الجمل بما حمل - للمجتمع الدولي ونزع اسلحة الدمار الشامل لبلده وارسلها مع باقة زهور الى الرئيس الامريكي«جورج بوش» ان يسترد شيئا من اموال الشعب الليبي التي بعثرها على مغامراته الجنونية، فاعتقل خمس ممرضات بلغاريات و طبيبا فلسطينيا بتهمة انهم نقلوا دما مصابا بالايدز الى اطفال ليبيين، وفي زيارته التي تمت منذ ايام الى ليبيا وهو الرئيس البلغاري «جورجي بارخا نوف» من اجل الافراج عن مواطناته طلب منه زعيم الفاتح من سبتمبر دفع تعويضات توازي ما دفعها لضحايا لوكيربي وملهى «لابيل» ليظهر امام شعبه انه «ذكي ويعرف كيف يحافظ على اموال بلده» وكأن المسألة «بلطجة في بلطجة»، وما دام لا يستطيع ان يرد على الاقوياء الذين اشبعوه صفعا ولطما، فليحاول ذلك مع دولة صغيرة ومسالمة مثل .. «بلغاريا»!
ھھھھھ
..الطبيب الفلسطيني المتهم مع الممرضات ارسل مئات المناشدات الى الرئيس الراحل «ياسر عرفات» ليتدخل من اجله دون فائدة، وارسل رسائل الى الجامعة العربية.. ولا من مجيب، لكن بلغاريا تدخلت ومنحته جنسيتها واصبحت تطالب به مع ممرضاتها باعتباره مواطنا بلغاريا له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات! و ..«يا بخت البلغار برئيسهم وحكومتهم»!!
.. في أواخر صيف عام 1972، ضلت طائرة ركاب مدنية ليبية من طراز بوينج 727 طريقها - وهي متجهة من طرابلس الغرب الى القاهرة - ودخلت في عمق المجال الجوي فوق صحراء سيناء المحتلة - آنذاك - فأقلعت ثلاث مقاتلات اسرائيلية من قواعدها واتجهت نحوها، وبدون انذار مسبق أطلقت عليها ثلاثة صواريخ فسقطت وتحطمت وقتل حوالي 138 راكبا كانوا على متنها ومن بينهم المذيعة المصرية الراحلة «سلوى حجازي»!
التزم العقيد القذافي الصمت ولم يعلق على الحادث، وبعد ذلك باربعة اشهر طلبت ليبيا من الرئيس المصري انور السادات ان يعطيها - على سبيل الاعارة - غواصة صغيرة كانت ضمن الاسطول البحري المصري من اجل حماية السواحل الليبية من خطر مجهول لم تفصح عنه القيادة في طرابلس الغرب ! استجاب السادات للطلب مع شرط ان يكون الطاقم مصرياَ بالكامل وان يلتزم بتنفيذ الاوامر الصادرة اليه من القيادة المصرية فقط وليس من غيرها! وافقت ليبيا واتجهت الغواصة الى موقع عملها الجديد!
بعد أربعين يوما من وصولها تلقى قائدها المصري أوامر من القيادة الليبية تطلب منه ضرب سفينة كبيرة موجودة في المياه الدولية قرب خليج «سرت»! القبطان اتصل بقيادته في الاسكندرية وابلغهم بما يجري فطلبوا منه عدم تنفيذ ذلك، والعودة فورا الى مصر.. فاستجاب ! ما هي هذه الباخرة التي كان القذافي يريد ضربها بغواصة مصرية؟!
كانت الباخرة العملاقة «كوين إليزابيث» وعلى متنها اكثر من اربعمائة ملياردير ومليونير يهودي أمريكي وبريطاني وفرنسي، ووجهتها النهائية.. ميناء حيفا الاسرائيلي!
فشلت عملية الانتقام ومرت السنوات طويلة متثاقلة حتى جاء عام 1986! أمر القذافي جهاز مخابراته بزرع قنبلة على طائرة «بان - آم» أمريكية كانت في رحلة من لندن الى نيويورك. فانفجرت فوق «لوكيربي» باسكتلندا وقتل اكثر من 283 شخصا كانوا على متنها، ثم.. ألحقها بعملية زرع عبوة متفجرة في ملهى «لابيل» الليلي بوسط «برلين» يؤمه العديد من الجنود الامريكيين فقتل ثلاثة وجرح عشرة و.. ابتدأ الحصار الدولي على ليبيا واستمر لسنوات طويلة حتى رضخ القذافي ودفع ملياري دولار تعويضات لضحايا طائرة «لوكيربي» ومائة مليون دولار لضحايا الملهى الليلي. وحكم على احد عناصر المخابرات المسؤول عن زرع القنبلة داخل الطائرة في محكمة دولية في «لاهاي» وأرسل الى اسكتلندا لتنفيذ عقوبة سجن مدتها 20 عاما!
أراد «القذافي» - بعد ان أهداهم الجمل بما حمل - للمجتمع الدولي ونزع اسلحة الدمار الشامل لبلده وارسلها مع باقة زهور الى الرئيس الامريكي«جورج بوش» ان يسترد شيئا من اموال الشعب الليبي التي بعثرها على مغامراته الجنونية، فاعتقل خمس ممرضات بلغاريات و طبيبا فلسطينيا بتهمة انهم نقلوا دما مصابا بالايدز الى اطفال ليبيين، وفي زيارته التي تمت منذ ايام الى ليبيا وهو الرئيس البلغاري «جورجي بارخا نوف» من اجل الافراج عن مواطناته طلب منه زعيم الفاتح من سبتمبر دفع تعويضات توازي ما دفعها لضحايا لوكيربي وملهى «لابيل» ليظهر امام شعبه انه «ذكي ويعرف كيف يحافظ على اموال بلده» وكأن المسألة «بلطجة في بلطجة»، وما دام لا يستطيع ان يرد على الاقوياء الذين اشبعوه صفعا ولطما، فليحاول ذلك مع دولة صغيرة ومسالمة مثل .. «بلغاريا»!
ھھھھھ
..الطبيب الفلسطيني المتهم مع الممرضات ارسل مئات المناشدات الى الرئيس الراحل «ياسر عرفات» ليتدخل من اجله دون فائدة، وارسل رسائل الى الجامعة العربية.. ولا من مجيب، لكن بلغاريا تدخلت ومنحته جنسيتها واصبحت تطالب به مع ممرضاتها باعتباره مواطنا بلغاريا له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات! و ..«يا بخت البلغار برئيسهم وحكومتهم»!!