المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سليم الحص .... الجو السياسي في منتهى الميوعة والطبقة السياسية تجدد لنفسها



على
05-31-2005, 03:41 PM
بيروت - الوطن القطرية - أمين مصطفى

أبدى رئيس وزراء لبنان الاسبق د‚ سليم الحص قلقه الشديد على الوضع في لبنان وقال في حديث لـ الوطن: ان الجو السياسي في منتهى الميوعة‚ وهناك تحالفات ومشاريع منطلقها الوصولية وليس أي شيء آخر‚ ورأى ان الانتخابات تتم بالتعيين وهذا ما دفع البعض الى تسمية اللوائح بالبوسطات وانتقد بشدة قانون الالفية وتدخل السفيرين الأميركي والفرنسي في الشأن اللبناني الداخلي موضحا ان سمة المرحلة الجديدة العقم لأن الطبقة السياسية تجدد لنفسها ما يحرم الشعب اللبناني من تحقيق التغيير المنشود‚ معتبرا ان المجلس النيابي المقبل سيكون مؤلفا من ثلاثة أثلاث الأول: تحالف سعد الحريري - وليد جنبلاط‚ الثاني: حزب الله - حركة امل‚ والثالث: المعارضات المسيحية‚ وخشي الحص الا يكون من الميسور في ظل هذا الواقع المفروض معالجة أي ملف ساخن‚

وأكد رئيس الوزراء اللبناني الاسبق: ان لبنان دون المقاومة سيبقى مستباحا امام اسرائيل وكشف انه لمس من الرئيس السوري بشار الاسد عندما التقاه مؤخرا رغبة في فتح سفارة في بيروت وتصحيح العلاقات الثنائية‚ ونقل عن احد المسؤولين الأميركيين الذين التقاهم بأن هناك 8 آلاف موظف في السفارة الأميركية في بغداد وتساءل: لماذا هذا الجيش من المخابرات ورأى ان موضوع إقالة الرئيس اميل لحود سيتم طرحه بعد الانتخابات مباشرة‚

وفيما يلي نص الحوار:

-كيف تقرأ المشهد الانتخابي العام في لبنان على ضوء التحالفات والتكتلات الجديدة في مختلف المناطق؟

- الجو في منتهى الميوعة فهناك تحالفات ومشاريع تحالفات منطلقها الوصولية وليس أي شيء آخر أي ان كل المرشحين يقيمون اتصالات مع بعضهم البعض لاقامة تحالفات الهدف فيها فقط الوصول فمثلا كان هناك اعلان لوائح تحمل اسماء معينة‚ أو لوائح سوف تعلن في المستقبل كماحصل في الشوف مثلا‚ لم تعلن اللائحة بالكامل انما اعلن انضمام احدهم اليها والملاحظ انه لم تعلن برامج انتخابية تبين ما الذي يجمع بين مرشحين في لائحة واحدة وحتى هذه اللحظة ما يجمع المرشحين في لائحة واحدة هو الوصولية وليس أي اعتبار آخر‚ وخلال الاشهر السابقة كنا نعيش أزمة وطنية حادة والقوى السياسية مفروزة فريقين كل في خندقه يرفض الآخر فلم يكن هناك كلام ولا سلام ولا حوار ولا غير ذلك وبسحر ساحر اختلط الحابل بالنابل وقد قلت يوما مازحا‚ كان هناك «قرنة شهوان» و«عين التينة» فانتهينا بقرنة عين التينة‚ وعين شهوان‚ وهكذا اختلطت كل الاوراق فلم نعد نعرف اين يقف ايا منهم من قضايا الساحة ومن القضايا الوطنية‚ وعندما اعلنت هذه اللوائح قلت ان الذكي بيننا هو الذي لا يفهم ما يجري والغشيم هو الذي يصدق ما يسمع‚

-اين تقف «القوة الثالثة» التي ترأسونها من هذا الضجيج الانتخابي ومن هذه التشكيلات السياسية؟

- القوة الثالثة ليست تجمعا سياسيا وقد اطلقنا على انفسنا منذ بداية الطريق بالاتحاد الوطني وقد اجتمعنا على قضية واحدة وهي الوحدة الوطنية ورفعنا شعار الوحدة الوطنية وهي بالفعل اسم على مسمى وكان همنا العمل على ترميم الوحدة الوطنية بعد ان تصدعت خلال الاشهر الماضية بفعل التمديد للرئيس اميل لحود وبفعل القرار 1559 الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي فبدأت الازمة الوطنية مع هذين الاستحقاقين‚ فجعلنا همنا العمل لرص الصفوف وجمع الكلمة حول الوحدة الوطنية وهذا ما جمعنا وهو ليس امرا سياسيا بل امر وطني‚ وقد يكون هناك بعض المرشحين من القوة الثالثة لكنهم مرشحون بصفتهم الشخصية وليس لدينا مانع من استخدام اسمنا كقوة ثالثة او كمنبر للوحدة الوطنية‚لا بل نعتزبذلك لكن القوة الثالثة أو منبر الوحدة الوطنية لا تستطيع ان ترشح احدا لأننا لا نملك امكانات مادية اساسا‚ وبالتالي ليس لدينا ماكينة انتخابية يمكن ان توفر لنا النجاح أو تؤمن فرصا للنجاح لأي من اعضائها‚ فالقوة الثالثة لهذه الاسباب ليست فريقا في الانتخابات‚

-البعض وصف هذه الجولة من الانتخابات بأنها اشبه بالتعيين منها الى المعركة الانتخابية‚ هل توافق هذا البعض رأيه في هذا التوصيف؟

- الى حد ما هذا الامر صحيح ففي بيروت هناك عدد من المرشحين فازوا بالتزكية ما يعني انه ليس هناك انتخاب ومن دون انتخاب كيف يكون هذا العدد ممثلا لشرائح المجتمع المختلفة‚ ففي مثل هذه الحالات يكون النائب معينا‚ وكذلك الأمر للذين ادرجوا على لوائح معينة في سائر المناطق اللبنانية وهذا ما كشفته لوائح الشوف ولوائح الجنوب‚ فهناك زعماء اصبحوا معروفين يترأسون كل لائحة وهم الذين يعينون المرشحين في لوائحهم ومن يعينون ينجحون تلقائيا وهذا ما دعا البعض الى إطلاق تسمية البوسطة على هذه اللوائح فالأمل في تحقيق الوصول الى المقعد الانتخابي هو البوسطة وقد سبق ان قلت انه في البوسطة ليس ضروريا ان تكون هناك أي علاقة بين السائق والركاب أو بين الركاب انفسهم فالجميع يركبون بوسطة واحدة ويصلون الى نقطة محددة‚

-هناك من يقول ان السفارتين الأميركية والفرنسية لعبتا دورا كبيرا في تشكيل اللوائح وتمرير قانون الألفية ما رأيك بهذا القول المستمر حتى الآن؟

- مع ان السفير الأميركي وحتى السفير الفرنسي يمكن ان ينكر ذلك غير ان الواقع يؤكد انهما فرضا قانون الانتخاب عندما فرضا موعد الانتخاب وكثير من المرشحين تذرعوا بمقولة الانتخابات في موعدها وقالوا ان الوقت ضيق ولا نستطيع ان نعدل القانون فيما كانت هناك مشاريع لتعديل القانون ونحن كنا من الذين يقولون انه خير للبنان ان يؤجل قانون الانتخاب شهرا أو شهرين وربما ثلاثة اشهر‚ دون ان يبتلى لبناني بمجلس نيابي لأربع سنوات يكون على طراز المجلس النيابي السابق وقد اصبحت الآن الرؤية معروفة‚ .

فالطبقة السياسية اليوم تجدد لنفسها بموجب قانون الالفية‚ فالطبقة السياسية عائدة برمتها وبالتالي لن يكون هناك أي تغيير في حياتنا السياسية والناس في الواقع تطلب التغيير وهي تعاني كثيرا من قضايا متعددة وهي تدعو للتغيير فكيف يمكنها القيام بذلك والطبقة السياسية تنتخب نفسها وتعود تتحكم بمقاليد الامور‚ ويبدو ا ن قدر لبنان حاليا ان يعيش اربع سنوات مقبلة على نفس وتيرة السنوات الاربع الماضية‚ واكاد اقرأ نتائج الانتخابات سلفا واقول ان المجلس النيابي المقبل سيكون مؤلفا من ثلاثة أثلاث: ثلث أو اكثر قليلا سيكون نتيجة تحالف سعد الدين الحريري والنائب وليد جنبلاط‚ والثلث الثاني سيكون مؤلفا من تحالف حزب الله وحركة امل‚ وقد يفوز في الانتخابات عدد من المحسوبين على سوريا في مختلف المناط.

‚ والثلث الأخير هو ما يسمى بالمعارضة المسيحية‚ وهي في الواقع معارضات وليست معارضة ففيها قرنة شهوان وفيها تيار العماد ميشال عون وتيار «القوات اللبنانية» وغيرهم‚ هذه هي صورة المجلس النيابي القادم بكل تفاصيلها وظلالها‚

-طبقا لهذا الواقع وهذا التشكيل السياسي كيف يمكن للبنان ان يعالج ملفاته الساخنة الكثيرة التي تنتظره عند اقرب منعطف بعد اعلان نتائج الفرز الانتخابي؟

- أخشى انه مع تجديد الطبقة السياسية لنفسها ومع تجديد الطبقة الحاكمة على ذات الوتيرة‚ باعتبارها تتشكل من الطبقة السياسية ان لا يحدث أي تغيير‚ فالتغير يأتي مع تغيير الطبقة السياسية الموجودة‚ ولذلك فإن مهمة ولاية المجلس النيابي ستكون التمديد الفعلي للطبقة السياسية الماضية‚ وهنا تكمن مشكلة معالجة الملفات الساخنة وللأسف الشديد فإن سمة حياتنا السياسية العقم أي عدم الانتاج واخشى الا يكون من الميسور معالجة أي ملف ساخن‚ ستكون هناك محاولات بالطبع في مجلس النواب واتمنى لهذه المحاولات النجاح لأن ما ستعالجه لا يحتمل التأجيل لكني لست على يقين من ان هذه الطبقة السياسية التي تجدد لنفسها قادرة على التوصل الى حلول ناجعة لتلك القضايا‚

-المعروف ان الورقة التي ستثار لاحقا بعد هدوء عاصفة الانتخابات هي سلاح المقاومة وتجريد حزب الله من عنصر قوته‚ كيف ستعالج هذه الورقة برأيك وما المحاذير في التعاطي مع مثل هذا الموضوع نظرا لشدة حساسيته؟

- هناك اجماع بين مختلف الاطراف ان هذا الموضوع داخلي حتى ان بعض الوجوه البارزة في المعارضة تقول ذلك‚ فسلاح حزب الله شأن وطني داخلي ويجب ان يحل بالتفاهم بين اللبنانيين وستكون هناك محاولة اولى للتفاهم مع حزب الله حول هذا الموضوع ولا أدري الى اين يمكن ان تؤدي مثل هذه المحاولة‚

-وبالنسبة لسلاح المخيمات الذي اشار اليه القرار 1559 كيف يمكن ان يعالج؟

- سلاح المخيمات قد يكون ابسط من سلاح حزب الله باعتبار ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اعرب عن استعداده للتدخل في هذا الموضوع كما اعرب عن تجاوبه مع مطلب بعض اللبنانيين في تجريد المخيمات الفلسطينية من سلاحها‚ وقد تكون هناك مساعدة من السلطة الفلسطينية في هذا الأمر واعتقد ان سلاح حزب الله وسلاح المخيمات مرتبطان بعضهما ببعض لأن منطق الاحتفاظ بالسلاح لدى الجانبين واحد وهو كيف نرد الاعتداءات الاسرائيلية التي تشن ضدنا دون وجود هذا السلاح‚ فلبنان لا يستطيع ان يرد هذه الاعتداءات لعدم تكافؤ القوة بين ما يمتلكه الجيش الاسرائيلي والجيش اللبناني من سلاح واعتدة حربية‚ وعلى هذا الاساس الا يحق للمواطن اللبناني وابناء المخيمات ان يواجه العدوان ولو باطلاق الرصاص؟! الا يحق للمقاومة ان تقوم حتى بازعاج اسرائيل؟

وانا من الذين يقولون ان من حقنا ان يكون لدينا مقاومة ما دام هناك عدوان اسرائيلي يستهدفن‚ا هناك اعتداءات شبه يومية على اجوائنا ومياهنا الاقليمية فالطائرات الحربية تنتهك مجالنا الجوي كل يوم‚ كما ان السفن الحربية الاسرائيلية لا تتوقف عن اختراق مياهنا وليس هناك من يحتج أو يستنكر أو يردع‚ ونلاحظ ان الولايات المتحدة لا تأخذ أي مبادرة ولا تنطق بأي كلمة تجاه هذه الاعتداءات ولذلك فلبنان مستباح امام اسرائيل وعليه لابد من وجود المقاومة وقد يقول البعض ان المقاومة لا تستطيع ان تصد الجيش الاسرائيلي بسبب ما يملكه من سلاح متطور وقوة نارية ولكن منطق المقاومة يقول عكس ذلك.

فالمقاومة قادرة بطريقة ما على الرد فالاعتداءات الاسرائيلية الجوية رد عليها حزب الله باطلاق طائرة «المرصاد -1» فوق المستوطنات الاسرائيلية وقامت قيامة اسرائيل لأن هذه الطائرة سببت ازعاجا شديدا لاسرائيل وقد عبأت وجندت الكثير من الحملات ضد حزب الله ولكن المقاومة استمرت وهذا هو منطقها‚ فالجيش الاسرائيلي قهر كل الجيوش العربية متفرقة ومجتمعة لكن المقاومة في لبنان حررت بلدها من الاحتلال الاسرائيلثي في عام 2000 واسرائيل لن تنسى هزيمتها هذه.

لقد طردت اسرائيل بعد اهانة شديدة لها في لبنان‚ وكان ذلك على يد المقاومة وليس الجيش النظامي وهناك مثال آخر اضافته الانتفاضة الفلسطينية فهذه الانتفاضة ما زالت تقاوم على الرغم من ان اسرائيل اعتى قوة في الشرق الاوسط‚ ووراءها اعتى قوة في العالم الا وهي الولايات المتحدة الأميركية‚ وقد استطاعت هذه المقاومة البسيطة الشجاعة ان تستمر وهي ليست في وارد الاستسلام على الاطلاق‚ اذن فإن منطق المقاومة يستطيع ان يتصدى لموقف القوى الغاصبة‚ وعليه فإن لبنان بحاجة للمقاومة لأنه يتعرض لعدوان اسرائيلي شبه يومي وتكتيك المقاومة اليوم هو منع اسرائيل من الاعتداء علينا ولكن في المقابل لا نستطيع الا ان نقول إن في لبنان رأيا آخر وهذا الفريق يتخوف من استمرار وجود سلاح في يد فريق لبناني آخر وتحديدا المقاومة‚ وهذه مسألة يمكن ان تعالج اذ انه لا يجوز ان تبقى مثل هذه المخاوف والحل يتم عبر حوار بين اللبنانيين‚

-اعلنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مؤخرا ان الجيش السوري انسحب من لبنان لكن اجهزة استخباراته ما زالت موجودة ما ابعاد هذا الكلام برأيك هل فيه شيء من الصحة ام انه يأتي في سياق المزيد من الضغوط الأميركية على دمشق؟

- الا يوجد استخبارات أميركية في لبنان؟ الا توجد اجهزة استخبارات بريطانية وفرنسية وروسية وغيرها في لبنان؟ الله اعلم هذا الكلام الأميركي كلام فارغ قد تكون هناك مخابرات سورية لكن ايضا توجد مخابرات من كل الدول وهي تعمل بشكل نشيط جدا في لبنان وتقوم باعمال تخريبية ايضا‚ فلبنان بلد مفتوح واني اسأل المسؤولين الأميركيين: ما حجم سفارتهم في العراق؟ لقد قال لي مسؤولي أميركي انه يوجد في سفارتنا في العراق ثمانية آلاف موظف اليسوا اجهزة استخباراتية؟ فأي سفارة يمكن ان يوجد فيها 8 آلاف موظف؟ اذن ان قولهم بوجود استخبارات سورية يستطيعون ان يطلقوها ولا تستطيع انت ان تنفيها هذه مقولة للاحراج وللمشاغبة‚

-تطالب الولايات الأميركية بوجوب فتح سفارات بين لبنان وسوريا ما الغاية من ذلك؟

- لا يوجد مانع من ذلك ولقد طرحت هذا السؤال على الرئيس السوري بشار الاسد مؤخرا فوجدت انه لا يوجد لديه مانع مبدئي من القيام بذلك بل انه يفكر بذلك جديا والمبادرة بفتح سفارة سورية في لبنان وكان في الماضي يقال ان العلاقة بين دولتين شقيقتين اثمن من ان يتم تبادل تمثيلي بينهما‚ وقد استعيض عن التمثيل الدبلوماسي بتمثيل ارفع مستوى عبر مجلس اعلى ولجنة تنسيق عليا بين البلدين والمجلس الاعلى مشكل من الرئاسات الثلاث بين لبنان وسوريا ورئيس جمهورية ورئيس مجلس نواب ورئيس وزراء‚

وكان من المفترض ان يجتمعوا دوريا لكنهم لم يقوموا بهذا الدور فالمعاهدة لم تنفذ والأهم من المجلس الاعلى عمليا هو وجود لجنة التنسيق العليا وقوامها: رئيس الوزراء في كل من البلدين ومعهما كل الوزراء ومهمتها الاجتماع دوريا وكنت اقول دائما هل كثير على دولتين شقيقتين ان يجتمع المجلس الاعلى مرتين على الاقل في السنة‚

وكذلك لجنة التنسيق العليا تجتمع مرة كل شهرين مع وجود امانة سر للاثنين فهذه ليست موجودة وعليه فانت ليست بحاجة الى سفير فعندما يلتقي الوزير زميله الوزير الآخر مرة كل شهرين لم يعد من مبرر لوجود سفير وكذلك فإن من مهام امانة السر نقل الرسائل بين الدولتين ما يعني عدم وجوب وجود سفارة‚ فقد استعيض عن فتح السفارات بالمجلس الاعلى وهيئة التنسيق العليا لكن هذه المعاهدة اللبنانية السورية التي نصت على انشاء هاتين الآليتين لم تنفذ ولذلك فإن احد امرين يجب ان يتم: اما تفعيل المعاهدة بحيث ان المجلس الاعلى يعقد اجتماعات منتظمة على الاقل مرة كل ستة اشهر وهيئة التنسيق العليا تعقد جلسات منتظمة مرة كل شهرين على الاقل‚ ان كان ذلك فلا داعي للتمثيل الدبلوماسي اما اذا كان ذلك متعذرا فليكن هناك تمثيل دبلوماسي‚

-خلال لقائك الأسد كيف رأيته ينظر للوضع اللبناني بشكل عام؟

- لمست رغبة حقيقية في تصحيح العلاقة واقامة علاقات مميزة بين البلدين بمنظور لم تتحدد ملامحه بعد‚

-هناك دعوات لإقالة الرئيس اميل لحود بعد اجراء الانتخابات النيابية ما توقعاتكم بهذا الخصوص أو ما هي معلوماتكم حول هذه النقطة؟

- اعتقد ان هكذا يبدو‚ فإن الاجواء السياسية في البلد تشير الى ان هذا الموضوع سيكون مطروحا جديا بعد الانتخابات النيابية والمبادر الى ذلك سيكون تحالف الحريري - جنبلاط وسيكون هناك تجاوب معه مع جانب فريق ثالث هو جانب المعارضات المسيحية خاصة ان في صفوفها مرشحين لرئاسة الجمهورية فهناك جهات معينة ضمن هذا المجتمع تناصب الرئيس لحود العداء منذ مدة وهي عارضت وتعارض بشدة التمديد له‚ لكن هنا نقول:

ان قرارا بهذا الحجم لن يكون داخليا بحتا فالكل يدرك ان ما كان يسمى بوصاية سورية استبدل بوصاية أميركية - فرنسية وأميركية بصورة خاصة‚ ودليل ذلك اصرار أميركا على اجراء الانتخابات في موعدها‚ اليس ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية؟ وعندما فرضوا الموعد فرضوا معه قانون انتخاب‚ ثم ان تجوال السفيرين الأميركي والفرنسي في لبنان على السياسيين‚ والادلاء بتصريحات شبه يومية وفيها مواقف من كل ما يجري على الساحة اللبنانية اليس كل ذلك دليلا على وجود وصاية أخرى؟ فالقرار المتعلق بالرئاسة اللبنانية لن يكون محض محلي بل سيكون محليا دوليا‚

-نلاحظ ان كل شيء في لبنان اصبح مدولا أو في طريقه الى التدويل اين اصبحت شعارات الحرية والسيادة والاستقلال إذن؟

- هذا هو الواقع للاسف فالوضع اللبناني كان دائما معرضا للتدخلات الخارجية منذ الخمسينيات ففي عام 1958 حصلت ازمة دامية وكانت انعكاسا لصراع اقليمي ودولي كان يسمى تحالف بغداد ضد المد الناصري ودول عدم الانحياز وكذلك فإن الحرب اللبنانية القذرة التي استمرت ما بين عام1975 وعام 1990 اي خمسة عشر عاما استدعت تدخلات خارجية وبموجبها دخلت سوريا الى لبنان كما دخلت اسرائيل مرتين: عام 1978 و1982‚ وبقي الاحتلال قائما حتى دحرته المقاومة وكذلك اجتاحتنا قوات المارينز حيث نزلت في محيط مطار بيروت الدولي وعلى ساحل الاوزاعي‚ ودخلت قوات الردع العربية عام 1976 ودخلت القوات المتعددة الجنسيات الى الجنوب وهي ما زالت موجودة حتى اليوم‚ اذن كل قوى العالم دخلت الى لبنان وازماتنا كانت دائما مدولة‚

-من خلال هذا الحديث تبدو قلقا على واقع ومستقبل لبنان ما الحل الذي تطرحه للخروج من هذا النفق؟

- بالطبع انا قلق جدا على الوضع في لبنان والبلد بحاجة الى التغيير‚ وطلائع المعركة الانتخابية لا تبشر بذلك في الحقيقة‚

اما بالنسبة للحل فانني اعتقد بأن امامنا أربع سنوات من العمل الجدي من اجل القيام باصلاح سياسي يبدأ بتغيير قانون الانتخاب ووضع قانون جديد علما بأن السؤال الكبير الباقي: اذا كان قانون الانتخاب لا يتناسب مع الطبقة السياسية الحاكمة فكيف يمكن انتزاع القرار؟ فالخوف من ان تعيد هذه الطبقة نسج قانون يسمح لها بالتجديد لنفسها مرة أخرى لذلك فالهم الاول الذي يجب السعي لتحقيقه هو انجاز قانون انتخابي عادل يؤمن التغيير الديمقراطي‚