مرتاح
05-31-2005, 06:45 AM
http://www.asharqalawsat.com/2005/05/31/images/tvradio.302628.jpg
محمد ناصر حافظ
عندما كانت اجهزة الاعلام المصرية تتناول البعد الاجتماعي والاقتصادي لحياة اسرة طالب الهندسة، منفذ العملية الارهابية بالموسكي بقلب القاهرة، كانت الذاكرة تعود بنا لشخصية توفيق البدري في «ليالي الحلمية» اسامة انور عكاشة، فعلى الرغم من كثرة الاعمال الدرامية التي تناولت ظاهرة الارهاب، وأبرزت الجوانب السلبية في شخصية ممارسيه فان قليل من الكتاب هم الذين تناولوا ظروف النشأة والمناخ العام المؤهل لظهور عناصر العنف، حول هذه النقطة كانت بداية الحوار مع الكاتب الفنان اسامة انور عكاشة لـ «الشرق الاوسط»في القاهرة حيث قال :
«الواضح من البداية ان لجوء بعض الشباب للعنف ليس بفعل تحريضي من قبل جماعات اصولية فحسب، بل انه بالاساس نتاج ظرف اقتصادي في المقام الاول، وهو الامر الذي يجب ابرازه في الاعمال الدرامية، فشاب في سن منفذ عملية الموسكي، لا بد وانه شعر بظلام العالم من حوله وان فرصته في التقدم في المجتمع محدودة، وان لم تكن معدومة، ومن ثم عاش في مناخ محتقن تغيب عنه العدالة والحرية واصبح رأسه صالحا لعملية غسيل ترى في هذه العمليات استشهادا يدخل صاحبه الجنة، والتي فيها الراحة من عذابات الدنيا، وهو مشابه لما حاولت ابرازه في شخصية توفيق البدري في الحلمية».
* رغم حرصك على تناول البعد الاجتماعي لهذه الشخصيات، الا انك تبرز البديل عادة في الشخصية الصوفية، ويبدو اصحابها عادة هم الشخصيات النقية سواء في «الشهد والدموع» او «الحلمية» او «زيزينيا».
الدين هو مجموعة من المثل العليا والفضائل، والرسول يقول «انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق والله تعالى يقول «لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك» ويقول تعالى «ادع لسبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة» ولا احد يمكن ان يرفض ذلك.
لذا كان يجب ان نظهر شخصية الاسلام الوسطي المعتدل، الذي يمنح النفس السكينة والهدوء والامان والذي يحل محل الارهاب الفكري التخويفي، الذي اثر على رؤية العالم للاسلام وربطه بالعنف والدماء.
وجانب التصوف في شخصية الشيخ عبد الفتاح درغام في مسلسل «زيزينيا» على سبيل المثال كان تعبيرا عن الضمير الانساني والقيم الروحية النقية التي يتبناها الانسان المؤمن، وهو بذلك لم يكن شخصية ملوسة ولكنه كان كالطيف يظهر ويختفي داعيا للقيم الاخلاقية، وفي مسلسل «ما زال النيل يجري» قمت بعرض شخصية شيخين احدهما تقليدي انتهازي واخر يمتلك افكارا جديدة وله رؤية عن صحيح الدين وفاعل ومؤثر في المجتمع.
وانا بذلك ارفض الاستقطاب فليس هناك لون اسود فقط او ابيض فقط، ولكن هناك اللون الرمادي وهو الذي يجب ان تكون عنه الدراما.
* رغم تزايد عدد الفضائيات العربية، وكثرة الانتاج المشترك في الاعمال الدرامية، الا اننا لم نر لك اعمالا درامية تناقش مشكلات مشتركة تواجه العرب باستثناء مسلسل «امرأة من زمن الحب» الذي تحدث عن مشكلات لبنان في الحرب الاهلية او الاحتلال الاسرائيلي للجنوب، فهل ذلك بسبب عجز التكامل العربي في هذه الاعمال؟
ـ الواقع ان الدراما لا يمكن النظر اليها كالصحيفة بحيث يمكن ان اطالب الكاتب بتناول الاحداث على الساحة بصورة قوية ومتلاحقة لان الدراما تحتاج لوقت تختمر فيه الاحداث والتجربة لدى المبدع، ويأخذ وقته في التفاعل بينه وبين ما يحدث على الساحة حتى ينضح العمل في ذهنه.
وهذا لا يعني عدم وجود اعمال ذات بعد قومي، فهناك المسلسل السوري (تغريبة فلسطينية) وهو عمل شديد التميز والابهار.
ويجب ان اؤكد ان الوحدة التي افلحنا في تحقيقها كعرب هي الوحدة الثقافية فوحدنا الكتاب والفيلم والاغنية وهي امور وحدت العرب، لذا يجب المحافظة عليها ودعمها وهي ليست في حاجة لجامعة عربية او انظمة سياسية.
وهناك اتفاق بيني وبين مؤسسة سوريا الدولية لكتابة مسلسل من انتاجهم، وسيكون به العديد من الممثلين المصريين والسوريين ومن اقطار عربية مختلفة.
* ما هي قصة الاعتذار عن تكريم مجلة النيوزويك العربية؟
ـ الواقع انه عندما تأتي مجلة لتكريم 43 شخصية مؤثرة على الساحة العربية، (ولا اعلم سبب انهم 43 وليس 40 او 50) فيجب ان تكون هناك اسباب موضوعية لاختيار هذه الشخصيات ولترتيبها ولكن ان يتم اختيار نانسي عجرم مثلا مع هذه المجموعة وان يكون ترتيبها متقدما على كثيرين يفوقونها تأثيرا وخبرة وكل شيء، فهذا امر مرفوض لا يمكن لاحد يحترم نفسه وتاريخه ان يقبله.
وعندما تصبح حيثيات الاختيار نتيجة معركتي في موضوع (عمرو بن العاص) فهي بذلك حيثيات مشبوهة، وأنا لا يسعدني ان يتم تكريمي في هذا الاطار.
* وماذا عن الاعمال الدرامية المقبلة سواء للمسرح او التلفزيون؟
ـ عملي المقبل هو (احلام البوابة) وهو للمخرج السوري هيثم حقي والبطولة ليوسف شعبان وسميرة احمد وداليا البحيري وغيرهم وتدور احداثه في بوابة المتولي بالقاهرة القديمة. وفي المسرح خلال الموسم الجديد هناك مسرحية (اولاد الذين) على المسرح القومي.
محمد ناصر حافظ
عندما كانت اجهزة الاعلام المصرية تتناول البعد الاجتماعي والاقتصادي لحياة اسرة طالب الهندسة، منفذ العملية الارهابية بالموسكي بقلب القاهرة، كانت الذاكرة تعود بنا لشخصية توفيق البدري في «ليالي الحلمية» اسامة انور عكاشة، فعلى الرغم من كثرة الاعمال الدرامية التي تناولت ظاهرة الارهاب، وأبرزت الجوانب السلبية في شخصية ممارسيه فان قليل من الكتاب هم الذين تناولوا ظروف النشأة والمناخ العام المؤهل لظهور عناصر العنف، حول هذه النقطة كانت بداية الحوار مع الكاتب الفنان اسامة انور عكاشة لـ «الشرق الاوسط»في القاهرة حيث قال :
«الواضح من البداية ان لجوء بعض الشباب للعنف ليس بفعل تحريضي من قبل جماعات اصولية فحسب، بل انه بالاساس نتاج ظرف اقتصادي في المقام الاول، وهو الامر الذي يجب ابرازه في الاعمال الدرامية، فشاب في سن منفذ عملية الموسكي، لا بد وانه شعر بظلام العالم من حوله وان فرصته في التقدم في المجتمع محدودة، وان لم تكن معدومة، ومن ثم عاش في مناخ محتقن تغيب عنه العدالة والحرية واصبح رأسه صالحا لعملية غسيل ترى في هذه العمليات استشهادا يدخل صاحبه الجنة، والتي فيها الراحة من عذابات الدنيا، وهو مشابه لما حاولت ابرازه في شخصية توفيق البدري في الحلمية».
* رغم حرصك على تناول البعد الاجتماعي لهذه الشخصيات، الا انك تبرز البديل عادة في الشخصية الصوفية، ويبدو اصحابها عادة هم الشخصيات النقية سواء في «الشهد والدموع» او «الحلمية» او «زيزينيا».
الدين هو مجموعة من المثل العليا والفضائل، والرسول يقول «انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق والله تعالى يقول «لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك» ويقول تعالى «ادع لسبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة» ولا احد يمكن ان يرفض ذلك.
لذا كان يجب ان نظهر شخصية الاسلام الوسطي المعتدل، الذي يمنح النفس السكينة والهدوء والامان والذي يحل محل الارهاب الفكري التخويفي، الذي اثر على رؤية العالم للاسلام وربطه بالعنف والدماء.
وجانب التصوف في شخصية الشيخ عبد الفتاح درغام في مسلسل «زيزينيا» على سبيل المثال كان تعبيرا عن الضمير الانساني والقيم الروحية النقية التي يتبناها الانسان المؤمن، وهو بذلك لم يكن شخصية ملوسة ولكنه كان كالطيف يظهر ويختفي داعيا للقيم الاخلاقية، وفي مسلسل «ما زال النيل يجري» قمت بعرض شخصية شيخين احدهما تقليدي انتهازي واخر يمتلك افكارا جديدة وله رؤية عن صحيح الدين وفاعل ومؤثر في المجتمع.
وانا بذلك ارفض الاستقطاب فليس هناك لون اسود فقط او ابيض فقط، ولكن هناك اللون الرمادي وهو الذي يجب ان تكون عنه الدراما.
* رغم تزايد عدد الفضائيات العربية، وكثرة الانتاج المشترك في الاعمال الدرامية، الا اننا لم نر لك اعمالا درامية تناقش مشكلات مشتركة تواجه العرب باستثناء مسلسل «امرأة من زمن الحب» الذي تحدث عن مشكلات لبنان في الحرب الاهلية او الاحتلال الاسرائيلي للجنوب، فهل ذلك بسبب عجز التكامل العربي في هذه الاعمال؟
ـ الواقع ان الدراما لا يمكن النظر اليها كالصحيفة بحيث يمكن ان اطالب الكاتب بتناول الاحداث على الساحة بصورة قوية ومتلاحقة لان الدراما تحتاج لوقت تختمر فيه الاحداث والتجربة لدى المبدع، ويأخذ وقته في التفاعل بينه وبين ما يحدث على الساحة حتى ينضح العمل في ذهنه.
وهذا لا يعني عدم وجود اعمال ذات بعد قومي، فهناك المسلسل السوري (تغريبة فلسطينية) وهو عمل شديد التميز والابهار.
ويجب ان اؤكد ان الوحدة التي افلحنا في تحقيقها كعرب هي الوحدة الثقافية فوحدنا الكتاب والفيلم والاغنية وهي امور وحدت العرب، لذا يجب المحافظة عليها ودعمها وهي ليست في حاجة لجامعة عربية او انظمة سياسية.
وهناك اتفاق بيني وبين مؤسسة سوريا الدولية لكتابة مسلسل من انتاجهم، وسيكون به العديد من الممثلين المصريين والسوريين ومن اقطار عربية مختلفة.
* ما هي قصة الاعتذار عن تكريم مجلة النيوزويك العربية؟
ـ الواقع انه عندما تأتي مجلة لتكريم 43 شخصية مؤثرة على الساحة العربية، (ولا اعلم سبب انهم 43 وليس 40 او 50) فيجب ان تكون هناك اسباب موضوعية لاختيار هذه الشخصيات ولترتيبها ولكن ان يتم اختيار نانسي عجرم مثلا مع هذه المجموعة وان يكون ترتيبها متقدما على كثيرين يفوقونها تأثيرا وخبرة وكل شيء، فهذا امر مرفوض لا يمكن لاحد يحترم نفسه وتاريخه ان يقبله.
وعندما تصبح حيثيات الاختيار نتيجة معركتي في موضوع (عمرو بن العاص) فهي بذلك حيثيات مشبوهة، وأنا لا يسعدني ان يتم تكريمي في هذا الاطار.
* وماذا عن الاعمال الدرامية المقبلة سواء للمسرح او التلفزيون؟
ـ عملي المقبل هو (احلام البوابة) وهو للمخرج السوري هيثم حقي والبطولة ليوسف شعبان وسميرة احمد وداليا البحيري وغيرهم وتدور احداثه في بوابة المتولي بالقاهرة القديمة. وفي المسرح خلال الموسم الجديد هناك مسرحية (اولاد الذين) على المسرح القومي.