Osama
05-30-2005, 04:00 PM
محمد خالد القطمة
سواء كنت من المعجبين بالسيد حسن نصرالله أو من الكارهين له.
وسواء كنت من مؤيدي «حزب الله» او كنت من خصومه، فانك بالاعجاب او بالفضول الكاره، سوف تستمع الى خطاب يلقيه السيد حسن نصرالله او إلى حديث يقوله. وانا لست من اعضاء «حزب الله في لبنان» ولا اعرف السيد حسن نصرالله، لكنني اعترف بانه لولا بلوغي سن الحادية والسبعين، ولولا انني انتسبت قبل ثلاثة وخمسين عاما الى الحزب السوري القومي الاجتماعي، ولولا انني لم احصل على الجنسية اللبنانية. لولا هذه الثلاث لكان شرفا لي النضال تحت راية «حزب الله» والعمل فيه مع قائده هذا الصادق الامين السيد حسن نصرالله.
اقول ذلك وقد استمعت الى خطاب «بنت جبيل» مرتين، وطربت لكل حرف قاله السيد، ولكن ما استوقفني طويلا من الليل والنهار، تلك الدقائق التي روى فيها حوارا دار بينه وبين الرئيس الشهيد رفيق الحريري. واحسب ان كل محب للبنان مدعو الى قراءة او سماع ما نقله السيد عن الرئيس الشيخ، مرات ومرات.
قال السيد حسن نصرالله ان الرئيس الحريري، وفي اجتماع ضمهما قبل اسبوع من استشهاده، قد اقسم له بابنه حسام ـ رحمه الله ـ «انه لن ينفذ البند المتعلق بنزع سلاح حزب الله من القرار 1559. وانه سوف يستقيل ويترك لبنان، اذا كان رئيسا لوزارته وطلبوا اليه تنفيذ ذلك، وان الرئيس الشيخ قال له انه مؤمن بضرورة بقاء سلاح حزب الله في عهدة حامليه حتى تتم تسوية الصراع العربي - الاسرائيلي.
ودعا السيد حسن نصرالله من يرغب في التأكد من روايته الى سؤال الشهود الذين كانوا حاضرين وهم احياء. بل وقال ان اسرة الرئيس الشيخ الشهيد تعرف تفاصيل هذا العهد. والرجل يتحدث علنا ويسمي كل شيء باسمه، ولم يزعم ان الرئيس الحريري قد عاهده على هذا همسا في اذنه، ولا هو تحدث اليه بلغة البكم، بل هناك شهود. ومن يعرف السيد يعرف ان كلمته لا تحتاج الى شهود فيبقى على المشككين بايمان رفيق الحريري بالتزامه الوطني اللبناني والقومي العالي، عليهم تقع مسؤولية انكار هذا الحديث واثبات ما ينفيه.
ثم ان هذه ليست المرة الاولى التي يتحدث فيها السيد حسن نصرالله عن حواره الاخير مع الشهيد الحريري، فقد سبق له أن قال بايجاز ما قاله في خطاب «بنت جبيل» بتوسع ولم يتصد احد لنفي ما يقول او للتقليل من صدقية التزام القائل الشهيد والناقل الصادق.
قلت ان هذا الجزء من خطابه قد استوقفني ولعلني افسر:
ترى هل كان موقف الرئيس رفيق الحريري من اخطر عقدة في القرار 1559 سرا يخفيه فلا يعلم به احد سواه؟
ام ترى ان كل من وقفوا وراء القرار المذكور، وكل من فاتحوا الرئيس الشهيد بمضمونه وبما سيؤول اليه الامر في حال ضغطت اسرائيل، عبر اميركا وفرنسا، لتنفيذ هذا القرار، قد عرفوا بموقفه الصلب؟ واجزم من ملاحظات كثيرين عرفوا رفيق الحريري وكثيرين عايشوه فكانوا من انصاره ان احدا لم يتحدث عن الخديعة في خلق رفيق الحريري. لقد كان رفيق الحريري سياسيا من طراز مختلف فلم يغدر بحليفه ولم يطعن في الظهر، بل كانت مأساة علائقه مع الاعلى منصبا هي في عناده وتمسكه بما كان يراه حقاً له ولمن يمثل. ولم يهادن في هذا الحق ولا تنازل عنه، ولو فعل لبقي رئيساً للوزراء دون انقطاع، فرضت كسره، حقيقة كونه السني الأول والأقوى في الشارع وفي البرلمان وفي مصانع السياسة العربية المهمومة بلبنان أو المهتمة به.
وإذا كان هذا هو موقف رفيق الحريري من سلاح المقاومة وهو ينسحب ايضاً على سلاح المخيمات الفلسطينية، فهل يبقى للقرار 1559 من معنى إسرائيلي حقيقي؟
ان البند الأول من هذا القرار ينص على انسحاب القوات السورية وهذه ليست الغاية بل هي الغطاء النفسي، إذ ان واضعي القرار 1559 قد رسموا السيناريو المتدرج: انسحاب سوري، انتخابات رئاسية، نزع سلاح حزب الله والمخيمات الفلسطينية. وجاء التمديد لرئاسة العماد اميل لحود وفي ظن من سعى اليه، ان ذلك سيجنب لبنان كل مفاعيل القرار. لقد عطل التمديد بنداً من السيناريو وهو المتعلق بانتخاب رئيس جديد، وبالتالي فإن المطالبة بانسحاب القوات السورية لم تعد مضمونة في عهد الرئيس لحود، ولا نزع سلاح حزب الله والمخيمات عاد مضموناً مع موقف الرئيس لحود وموقف الرئيس رفيق الحريري.
إذن لا بد من الزلزال.
وجاء الزلزال في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وذلك للتخلص من هذه العقبة غير المحسوبة، ولحصد ثمار الهزات الارتدادية التي سوف تنشأ عن هذا الاثم. وقد ادى الزلزال والهزات الارتدادية بعض ما كان مرسوماً لها ان تعطيه، فخرجت القوات السورية، وليتها فعلت ذلك من زمان، وجاء وقت القطاف السياسي الداخلي. هنا لم ينطبق حساب الحقل الاسرائيلي ـ الاميركي على حساب البيدر اللبناني. وعندما ارادت واشنطن التعجيل بالانتخابات النيابية وفق قانون سنة 2000 وقعت الاشكاليات وانفضحت اللعبة إلى درجة ان السيد دوري شمعون، أحد أعتق حلفاء أميركا في لبنان شخصياً وبالوراثة، قال في حديث إلى محطة L.B.C نقلته جريدة النهار ونشرته في عددها الصادر يوم الثلاثاء العاشر من مايو «ان اعتماد قانون سنة 2000 قد تم بإيعاز أميركي للمجيء بأكثرية ترضى بتوطين الفلسطينيين في لبنان وترضى بالسياسة الاميركية». فإذا كان السيد دوري ابن المرحوم كميل شمعون يقول ذلك فمن صاحب السؤال عمن فرض اجراء الانتخابات وفق هذا القانون واستعجل اجراءها حتى لا يفسح المجال أمام تعديل القانون المذكور؟
وبعد.. وبعد نعود إلى الوراء.
يقول علماء الجرائم انه عندما تقع الجريمة يجب البحث عن المستفيد.
ترى من الذي استفاد من جريمة اغتيال الرئيس الحريري: سوريا أم أميركا وإسرائيل؟ سؤال.
سواء كنت من المعجبين بالسيد حسن نصرالله أو من الكارهين له.
وسواء كنت من مؤيدي «حزب الله» او كنت من خصومه، فانك بالاعجاب او بالفضول الكاره، سوف تستمع الى خطاب يلقيه السيد حسن نصرالله او إلى حديث يقوله. وانا لست من اعضاء «حزب الله في لبنان» ولا اعرف السيد حسن نصرالله، لكنني اعترف بانه لولا بلوغي سن الحادية والسبعين، ولولا انني انتسبت قبل ثلاثة وخمسين عاما الى الحزب السوري القومي الاجتماعي، ولولا انني لم احصل على الجنسية اللبنانية. لولا هذه الثلاث لكان شرفا لي النضال تحت راية «حزب الله» والعمل فيه مع قائده هذا الصادق الامين السيد حسن نصرالله.
اقول ذلك وقد استمعت الى خطاب «بنت جبيل» مرتين، وطربت لكل حرف قاله السيد، ولكن ما استوقفني طويلا من الليل والنهار، تلك الدقائق التي روى فيها حوارا دار بينه وبين الرئيس الشهيد رفيق الحريري. واحسب ان كل محب للبنان مدعو الى قراءة او سماع ما نقله السيد عن الرئيس الشيخ، مرات ومرات.
قال السيد حسن نصرالله ان الرئيس الحريري، وفي اجتماع ضمهما قبل اسبوع من استشهاده، قد اقسم له بابنه حسام ـ رحمه الله ـ «انه لن ينفذ البند المتعلق بنزع سلاح حزب الله من القرار 1559. وانه سوف يستقيل ويترك لبنان، اذا كان رئيسا لوزارته وطلبوا اليه تنفيذ ذلك، وان الرئيس الشيخ قال له انه مؤمن بضرورة بقاء سلاح حزب الله في عهدة حامليه حتى تتم تسوية الصراع العربي - الاسرائيلي.
ودعا السيد حسن نصرالله من يرغب في التأكد من روايته الى سؤال الشهود الذين كانوا حاضرين وهم احياء. بل وقال ان اسرة الرئيس الشيخ الشهيد تعرف تفاصيل هذا العهد. والرجل يتحدث علنا ويسمي كل شيء باسمه، ولم يزعم ان الرئيس الحريري قد عاهده على هذا همسا في اذنه، ولا هو تحدث اليه بلغة البكم، بل هناك شهود. ومن يعرف السيد يعرف ان كلمته لا تحتاج الى شهود فيبقى على المشككين بايمان رفيق الحريري بالتزامه الوطني اللبناني والقومي العالي، عليهم تقع مسؤولية انكار هذا الحديث واثبات ما ينفيه.
ثم ان هذه ليست المرة الاولى التي يتحدث فيها السيد حسن نصرالله عن حواره الاخير مع الشهيد الحريري، فقد سبق له أن قال بايجاز ما قاله في خطاب «بنت جبيل» بتوسع ولم يتصد احد لنفي ما يقول او للتقليل من صدقية التزام القائل الشهيد والناقل الصادق.
قلت ان هذا الجزء من خطابه قد استوقفني ولعلني افسر:
ترى هل كان موقف الرئيس رفيق الحريري من اخطر عقدة في القرار 1559 سرا يخفيه فلا يعلم به احد سواه؟
ام ترى ان كل من وقفوا وراء القرار المذكور، وكل من فاتحوا الرئيس الشهيد بمضمونه وبما سيؤول اليه الامر في حال ضغطت اسرائيل، عبر اميركا وفرنسا، لتنفيذ هذا القرار، قد عرفوا بموقفه الصلب؟ واجزم من ملاحظات كثيرين عرفوا رفيق الحريري وكثيرين عايشوه فكانوا من انصاره ان احدا لم يتحدث عن الخديعة في خلق رفيق الحريري. لقد كان رفيق الحريري سياسيا من طراز مختلف فلم يغدر بحليفه ولم يطعن في الظهر، بل كانت مأساة علائقه مع الاعلى منصبا هي في عناده وتمسكه بما كان يراه حقاً له ولمن يمثل. ولم يهادن في هذا الحق ولا تنازل عنه، ولو فعل لبقي رئيساً للوزراء دون انقطاع، فرضت كسره، حقيقة كونه السني الأول والأقوى في الشارع وفي البرلمان وفي مصانع السياسة العربية المهمومة بلبنان أو المهتمة به.
وإذا كان هذا هو موقف رفيق الحريري من سلاح المقاومة وهو ينسحب ايضاً على سلاح المخيمات الفلسطينية، فهل يبقى للقرار 1559 من معنى إسرائيلي حقيقي؟
ان البند الأول من هذا القرار ينص على انسحاب القوات السورية وهذه ليست الغاية بل هي الغطاء النفسي، إذ ان واضعي القرار 1559 قد رسموا السيناريو المتدرج: انسحاب سوري، انتخابات رئاسية، نزع سلاح حزب الله والمخيمات الفلسطينية. وجاء التمديد لرئاسة العماد اميل لحود وفي ظن من سعى اليه، ان ذلك سيجنب لبنان كل مفاعيل القرار. لقد عطل التمديد بنداً من السيناريو وهو المتعلق بانتخاب رئيس جديد، وبالتالي فإن المطالبة بانسحاب القوات السورية لم تعد مضمونة في عهد الرئيس لحود، ولا نزع سلاح حزب الله والمخيمات عاد مضموناً مع موقف الرئيس لحود وموقف الرئيس رفيق الحريري.
إذن لا بد من الزلزال.
وجاء الزلزال في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وذلك للتخلص من هذه العقبة غير المحسوبة، ولحصد ثمار الهزات الارتدادية التي سوف تنشأ عن هذا الاثم. وقد ادى الزلزال والهزات الارتدادية بعض ما كان مرسوماً لها ان تعطيه، فخرجت القوات السورية، وليتها فعلت ذلك من زمان، وجاء وقت القطاف السياسي الداخلي. هنا لم ينطبق حساب الحقل الاسرائيلي ـ الاميركي على حساب البيدر اللبناني. وعندما ارادت واشنطن التعجيل بالانتخابات النيابية وفق قانون سنة 2000 وقعت الاشكاليات وانفضحت اللعبة إلى درجة ان السيد دوري شمعون، أحد أعتق حلفاء أميركا في لبنان شخصياً وبالوراثة، قال في حديث إلى محطة L.B.C نقلته جريدة النهار ونشرته في عددها الصادر يوم الثلاثاء العاشر من مايو «ان اعتماد قانون سنة 2000 قد تم بإيعاز أميركي للمجيء بأكثرية ترضى بتوطين الفلسطينيين في لبنان وترضى بالسياسة الاميركية». فإذا كان السيد دوري ابن المرحوم كميل شمعون يقول ذلك فمن صاحب السؤال عمن فرض اجراء الانتخابات وفق هذا القانون واستعجل اجراءها حتى لا يفسح المجال أمام تعديل القانون المذكور؟
وبعد.. وبعد نعود إلى الوراء.
يقول علماء الجرائم انه عندما تقع الجريمة يجب البحث عن المستفيد.
ترى من الذي استفاد من جريمة اغتيال الرئيس الحريري: سوريا أم أميركا وإسرائيل؟ سؤال.