زهير
04-12-2017, 05:13 PM
الثلاثاء 15 رجب 1438
http://alwaght.com/upload/logo/2017410_15/2017410225113674.jpg
الوقت - أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بأن إدارة الرئيس "دونالد ترامب" باتت تدار من قبل جنرالات الجيش.
وقالت الصحيفة في مقال لها "خلال الأسبوع الماضي، ووفقاً لمعايير الرئاسة الأمريكية الجديدة، حدث أمران طبيعيان جداً في إدارة ترامب، الأول: خفض رتبة "ستيف بانون" المستشار الاستراتيجي والأيديولوجي لترامب في لجنة مديري مجلس الأمن القومي، والثاني: قصف الجيش الأمريكي لمطار "الشعيرات" السوري بعشرات من صواريخ "توماهوك".
واعتبرت الصحيفة إن خفض رتبة بانون يشير إلى أن السياسة الخارجية لترامب قد تفقد جزءاً من وعدها المميز بأن "أمريكا أولاً"، وما يعزز هذا الاعتقاد هو الهجوم الصاروخي على مطار "الشعيرات".
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن مثل هذا الهجوم كان يمكن أن يحصل في عهد الرؤساء الأمريكيين السابقين سواء "بيل كلينتون" أو "رونالد ريغان"، لكنه لم يحصل على الرغم من دعم الليبراليين والمحافظين الأمريكيين لهذه السياسة.
وتساءلت الصحيفة: هل تم إلغاء المبادئ الأيديولوجية في السياسة الخارجية الأمريكية؟ وقالت: إذا كان الجواب بنعم، فإن هذا يعني أن ترامب كان يمكن أن لا يستخدم القوة العسكرية في مهاجمة سوريا طالما لم يكن هناك أي تهديد مباشر لأمريكا. كما كان بإمكانه سحب القوات الأمريكية من القواعد النائية في مختلف أنحاء العالم وترك التحالفات المتشابكة بدلاً من توجيه هذه الضربة إلى سوريا. أي بمعنى آخر أن ترامب لم يفعل مثلما فعل معظم الرؤساء الأمريكيين السابقين.
وقالت الصحيفة إن إدارة ترامب تفتقر للعديد من خبراء السياسة الخارجية بين مسؤوليها المدنيين، وحتى وزير الخارجية "ريكس تيلرسون" ومندوبة أمريكا لدى الأمم المتحدة "نيكي هايلي" لم يكونا في البداية جزءاً من المناقشات التي سبقت تشكيل حكومة ترامب. وأشارت إلى أن الأخير استعاض عن الخبراء في حكومته بالجنرالات ورجال الجيش، وهذا الفريق يبدو هو الذي يدفع الحكومة للتصرف بعقلية عسكرية لأنه يفضل اللجوء إلى القوة بدلاً من الحوار والدبلوماسية في حسم النزاعات الخارجية.
كما ألمحت الصحيفة إلى أن العقول العسكرية ليس من السهل أن تكون متجانسة فيما بينها في وجهات النظر، لكن هذا لايعني أن تُوجه سياسة أمريكا بهذا الشكل العسكري الصريح، في وقت يفترض أن تكون هذه السياسة بيد أشخاص مدنيين وليس بيد العسكر، كما يجب أن تكون موجهة نحو الاستقرار وبعيدة عن الطموحات الأيديولوجية، أي بمعنى آخر ينبغي أن تكون أقل ميلاً إلى الأسلوب الانتقامي في تحقيق أهدافها إذا ما أرادت فعلاً أن تكون موجهة لخلق أجواء تساعد على استتباب الأمن في المناطق المتأزمة من العالم.
وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأنه لو كان الجيش الأمريكي هو من يدير البيت الأبيض في عهد جورج بوش، ما كانت واشنطن لتحاول زرع "الديمقراطية" في العراق، ولو كان الجيش هو من يدير الأمور في عهد أوباما، لما كانت أمريكا تتخلى عن الرئيس المصري الأسبق "حسني مبارك" أو تسعى لإعادة تشكيل المنطقة من خلال الانفتاح على إيران، وهكذا في مسألة إعادة تركيز ترامب على العلاقات العسكرية طويلة الأمد خاصة مع الدول العربية، وتراجعه عن التحولات الموعودة في موقفه تجاه روسيا والصين.
وأضافت الصحيفة "حتى في الأوقات التي يحظى فيها الجيش الأمريكي بنوع من الاستقرار، فإن لديه دوماً تحيزاً قوياً نحو الحلول العسكرية كلما ظهرت أزمات أو تحديات في منطقة ما من العالم، أي إنه يتعامل بلغة القنابل والصواريخ والطائرات بدون طيار لتثبيت أقدامه على الأرض، مشددة على إن هذه السياسة التي يتحكم بها الجنرالات قد تأخذ أمريكا إلى متاهات في آسيا ومناطق أخرى من العالم".
وبحسب اعتقاد الصحيفة فإن نظرة القوات المسلحة الأمريكية القائمة على الإفراط في استخدام القوة تمثل في الحقيقة أسوأ رؤية يمكن لترامب تبنيها، ولكن الخطر لا يكمن في الحروب وحدها، بل بالتصعيد الذي يشجعه الجنرالات، ولا يمكن لترامب إيقافه.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن اختيارات ترامب تعكس النزعة العسكرية لإدارته في ظل وجود جنرالات من بينهم وزير الدفاع "جيمس ماتيس" ووزير الأمن الداخلي "جون كيلي" و"هربرت ماكماستر" مستشار الأمن القومي.
وتجدر الأشارة إلى أن ترامب كان قد دافع في وقت سابق خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" عن قراره باختيار الجنرالات بالقول "أنا أحب الجنرالات، وأعتقد أنهم رائعين".
http://alwaght.com/upload/logo/2017410_15/2017410225113674.jpg
الوقت - أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بأن إدارة الرئيس "دونالد ترامب" باتت تدار من قبل جنرالات الجيش.
وقالت الصحيفة في مقال لها "خلال الأسبوع الماضي، ووفقاً لمعايير الرئاسة الأمريكية الجديدة، حدث أمران طبيعيان جداً في إدارة ترامب، الأول: خفض رتبة "ستيف بانون" المستشار الاستراتيجي والأيديولوجي لترامب في لجنة مديري مجلس الأمن القومي، والثاني: قصف الجيش الأمريكي لمطار "الشعيرات" السوري بعشرات من صواريخ "توماهوك".
واعتبرت الصحيفة إن خفض رتبة بانون يشير إلى أن السياسة الخارجية لترامب قد تفقد جزءاً من وعدها المميز بأن "أمريكا أولاً"، وما يعزز هذا الاعتقاد هو الهجوم الصاروخي على مطار "الشعيرات".
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن مثل هذا الهجوم كان يمكن أن يحصل في عهد الرؤساء الأمريكيين السابقين سواء "بيل كلينتون" أو "رونالد ريغان"، لكنه لم يحصل على الرغم من دعم الليبراليين والمحافظين الأمريكيين لهذه السياسة.
وتساءلت الصحيفة: هل تم إلغاء المبادئ الأيديولوجية في السياسة الخارجية الأمريكية؟ وقالت: إذا كان الجواب بنعم، فإن هذا يعني أن ترامب كان يمكن أن لا يستخدم القوة العسكرية في مهاجمة سوريا طالما لم يكن هناك أي تهديد مباشر لأمريكا. كما كان بإمكانه سحب القوات الأمريكية من القواعد النائية في مختلف أنحاء العالم وترك التحالفات المتشابكة بدلاً من توجيه هذه الضربة إلى سوريا. أي بمعنى آخر أن ترامب لم يفعل مثلما فعل معظم الرؤساء الأمريكيين السابقين.
وقالت الصحيفة إن إدارة ترامب تفتقر للعديد من خبراء السياسة الخارجية بين مسؤوليها المدنيين، وحتى وزير الخارجية "ريكس تيلرسون" ومندوبة أمريكا لدى الأمم المتحدة "نيكي هايلي" لم يكونا في البداية جزءاً من المناقشات التي سبقت تشكيل حكومة ترامب. وأشارت إلى أن الأخير استعاض عن الخبراء في حكومته بالجنرالات ورجال الجيش، وهذا الفريق يبدو هو الذي يدفع الحكومة للتصرف بعقلية عسكرية لأنه يفضل اللجوء إلى القوة بدلاً من الحوار والدبلوماسية في حسم النزاعات الخارجية.
كما ألمحت الصحيفة إلى أن العقول العسكرية ليس من السهل أن تكون متجانسة فيما بينها في وجهات النظر، لكن هذا لايعني أن تُوجه سياسة أمريكا بهذا الشكل العسكري الصريح، في وقت يفترض أن تكون هذه السياسة بيد أشخاص مدنيين وليس بيد العسكر، كما يجب أن تكون موجهة نحو الاستقرار وبعيدة عن الطموحات الأيديولوجية، أي بمعنى آخر ينبغي أن تكون أقل ميلاً إلى الأسلوب الانتقامي في تحقيق أهدافها إذا ما أرادت فعلاً أن تكون موجهة لخلق أجواء تساعد على استتباب الأمن في المناطق المتأزمة من العالم.
وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأنه لو كان الجيش الأمريكي هو من يدير البيت الأبيض في عهد جورج بوش، ما كانت واشنطن لتحاول زرع "الديمقراطية" في العراق، ولو كان الجيش هو من يدير الأمور في عهد أوباما، لما كانت أمريكا تتخلى عن الرئيس المصري الأسبق "حسني مبارك" أو تسعى لإعادة تشكيل المنطقة من خلال الانفتاح على إيران، وهكذا في مسألة إعادة تركيز ترامب على العلاقات العسكرية طويلة الأمد خاصة مع الدول العربية، وتراجعه عن التحولات الموعودة في موقفه تجاه روسيا والصين.
وأضافت الصحيفة "حتى في الأوقات التي يحظى فيها الجيش الأمريكي بنوع من الاستقرار، فإن لديه دوماً تحيزاً قوياً نحو الحلول العسكرية كلما ظهرت أزمات أو تحديات في منطقة ما من العالم، أي إنه يتعامل بلغة القنابل والصواريخ والطائرات بدون طيار لتثبيت أقدامه على الأرض، مشددة على إن هذه السياسة التي يتحكم بها الجنرالات قد تأخذ أمريكا إلى متاهات في آسيا ومناطق أخرى من العالم".
وبحسب اعتقاد الصحيفة فإن نظرة القوات المسلحة الأمريكية القائمة على الإفراط في استخدام القوة تمثل في الحقيقة أسوأ رؤية يمكن لترامب تبنيها، ولكن الخطر لا يكمن في الحروب وحدها، بل بالتصعيد الذي يشجعه الجنرالات، ولا يمكن لترامب إيقافه.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن اختيارات ترامب تعكس النزعة العسكرية لإدارته في ظل وجود جنرالات من بينهم وزير الدفاع "جيمس ماتيس" ووزير الأمن الداخلي "جون كيلي" و"هربرت ماكماستر" مستشار الأمن القومي.
وتجدر الأشارة إلى أن ترامب كان قد دافع في وقت سابق خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" عن قراره باختيار الجنرالات بالقول "أنا أحب الجنرالات، وأعتقد أنهم رائعين".