جمال
05-29-2005, 12:05 PM
أنيس منصور
نشرت الصحف أن شاعراً عراقياً مريضاً وجدوه ميتاً على أحد أرصفة مدينة بغداد.. كأنه قرر أن يعيش معذباً على أيام صدام حسين، وأن يموت أكثر عذاباً في عهد قوات الاحتلال. فلا عاش قبل ولا بعد ذلك!
لقد انتهى مثل الرئيس خروشوف الزعيم السوفيتي، فقد مات على مقعد في إحدى الحدائق العامة. ولم يقترب منه الناس فقد كان الراديو مفتوحاً يقول ويعيد ويزيد فظنوا أنه نائم.. هذا الراديو الخشبي الكبير كان هدية من الرئيس عبد الناصر.
وكان أستاذنا عباس العقاد يتحدث عن أحد أحلامه وهو تأليف كتاب عن (علم الجمال) وقد كان نائماً على أحد جنبيه. ولما أخذه الحماس حاول أن يعتدل ليكمل شرح نظريته.. لقد نفدت طاقته فسكت كأي جهاز دقيق. وكان سكوته أبدياً!
وقبل أن يموت توفيق الحكيم ذهبت إليه مع الفنان الكبير صلاح طاهر.. وكان الحكيم يقول إن الله سبحانه وتعالى سوف يستمع إلى عدد من الأسئلة قد أعدها توفيق الحكيم. وكان يقول: أنا سوف أدخل الجنة لسبب بسيط. فالله عادل رحيم. لقد أعطاني عمراً قصيراً وعقلاً صغيراً وكوناً هائلاً. وليس من المعقول أن أستوعب كل ذلك. فحاولنا. وغلطنا. وبس! وتوفي في اليوم التالي. وقال لنا الأطباء إنه كان ينادينا لعله يكمل الحوار. ولما لم نكن هناك انحنى جالساً.. ومات!
وكان الشاعر الروماني تيرمان يلقي إحدى قصائده عندما قذفه أحد المستمعين بحبة تين استقرت في حلقه. فاختنق ومات. والأديب اسكيلوس كان يجلس إلى تلامذته عندما مر أحد النسور فأسقط سلحفاة على دماغه فمات فوراً!
أما أستاذنا الفيلسوف العظيم ارسطو فقد كان من رأيه أن في الماء تيارين: أحدهما دافيء والثاني بارد. فنزل إلى الماء يتحقق من ذلك. ولم يكن يعرف السباحة فغرق!
والشاعر الصيني لي نو كان في زورق في ليلة مقمرة.. فأنحنى يقبل القمر فسقط ومات!
كنا في أسوان وكان معنا الشاعر الروسي يفنشكو (دلوعة) الاتحاد السوفيتي يتمدد في زورق شراعي. وكانت ليلة مقمرة والنيل من فضة والهواء حرير.. وأخذ يتلو علينا شعره البديع.. وكان هو أيضاً بديع الصورة.. وقال: لو أستطيع أن ألقي بنفسي في الماء وأظل على صدر الماء حتى الصباح.. وضحكنا. ولأنه كان مخموراً تماماً خشينا أن يفعلها. وكان جاداً. وكنا في رعب أن تقع هذه الكارثة ويقول الروس بناة السد العالي إننا قتلناه لأن زوجته يهودية ولأنه يحب اليهود!
وشاعرنا الغلبان الساخر من الدنيا والناس: عبد الحميد أديب.. كان طويل اللسان على كل الناس وعلى نفسه أكثر. عندما عينوه موظفا في دار الكتب سئل: وأين أنت الآن؟ قال: بالأمس كنت مشردا أهليا واليوم صرت مشردا رسميا.. وظل يضحك ويضحك حتى مات!
والفنان الاغريقي زويكس رسم لوحة لعنقود من العنب فجاءت العصافير تنقر العنب فأسعده ذلك. لأن العصافير لم تفرق بين الفن والطبيعة.. ثم رسم لوحة لواحد يضحك. فظل هو يضحك ويضحك.. حتى مات!
نشرت الصحف أن شاعراً عراقياً مريضاً وجدوه ميتاً على أحد أرصفة مدينة بغداد.. كأنه قرر أن يعيش معذباً على أيام صدام حسين، وأن يموت أكثر عذاباً في عهد قوات الاحتلال. فلا عاش قبل ولا بعد ذلك!
لقد انتهى مثل الرئيس خروشوف الزعيم السوفيتي، فقد مات على مقعد في إحدى الحدائق العامة. ولم يقترب منه الناس فقد كان الراديو مفتوحاً يقول ويعيد ويزيد فظنوا أنه نائم.. هذا الراديو الخشبي الكبير كان هدية من الرئيس عبد الناصر.
وكان أستاذنا عباس العقاد يتحدث عن أحد أحلامه وهو تأليف كتاب عن (علم الجمال) وقد كان نائماً على أحد جنبيه. ولما أخذه الحماس حاول أن يعتدل ليكمل شرح نظريته.. لقد نفدت طاقته فسكت كأي جهاز دقيق. وكان سكوته أبدياً!
وقبل أن يموت توفيق الحكيم ذهبت إليه مع الفنان الكبير صلاح طاهر.. وكان الحكيم يقول إن الله سبحانه وتعالى سوف يستمع إلى عدد من الأسئلة قد أعدها توفيق الحكيم. وكان يقول: أنا سوف أدخل الجنة لسبب بسيط. فالله عادل رحيم. لقد أعطاني عمراً قصيراً وعقلاً صغيراً وكوناً هائلاً. وليس من المعقول أن أستوعب كل ذلك. فحاولنا. وغلطنا. وبس! وتوفي في اليوم التالي. وقال لنا الأطباء إنه كان ينادينا لعله يكمل الحوار. ولما لم نكن هناك انحنى جالساً.. ومات!
وكان الشاعر الروماني تيرمان يلقي إحدى قصائده عندما قذفه أحد المستمعين بحبة تين استقرت في حلقه. فاختنق ومات. والأديب اسكيلوس كان يجلس إلى تلامذته عندما مر أحد النسور فأسقط سلحفاة على دماغه فمات فوراً!
أما أستاذنا الفيلسوف العظيم ارسطو فقد كان من رأيه أن في الماء تيارين: أحدهما دافيء والثاني بارد. فنزل إلى الماء يتحقق من ذلك. ولم يكن يعرف السباحة فغرق!
والشاعر الصيني لي نو كان في زورق في ليلة مقمرة.. فأنحنى يقبل القمر فسقط ومات!
كنا في أسوان وكان معنا الشاعر الروسي يفنشكو (دلوعة) الاتحاد السوفيتي يتمدد في زورق شراعي. وكانت ليلة مقمرة والنيل من فضة والهواء حرير.. وأخذ يتلو علينا شعره البديع.. وكان هو أيضاً بديع الصورة.. وقال: لو أستطيع أن ألقي بنفسي في الماء وأظل على صدر الماء حتى الصباح.. وضحكنا. ولأنه كان مخموراً تماماً خشينا أن يفعلها. وكان جاداً. وكنا في رعب أن تقع هذه الكارثة ويقول الروس بناة السد العالي إننا قتلناه لأن زوجته يهودية ولأنه يحب اليهود!
وشاعرنا الغلبان الساخر من الدنيا والناس: عبد الحميد أديب.. كان طويل اللسان على كل الناس وعلى نفسه أكثر. عندما عينوه موظفا في دار الكتب سئل: وأين أنت الآن؟ قال: بالأمس كنت مشردا أهليا واليوم صرت مشردا رسميا.. وظل يضحك ويضحك حتى مات!
والفنان الاغريقي زويكس رسم لوحة لعنقود من العنب فجاءت العصافير تنقر العنب فأسعده ذلك. لأن العصافير لم تفرق بين الفن والطبيعة.. ثم رسم لوحة لواحد يضحك. فظل هو يضحك ويضحك.. حتى مات!