المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لمن تصرخ الجثث؟ ... نبيه البرجي



ديك الجن
04-07-2017, 10:30 PM
http://static.addiyar.com/storage/authors/12540721551184445290.jpg

نبيه البرجي - الديار


7 نيسان 2017


حين يكون الشيطان هو المايسترو ويقود تلك الاوركسترا المجنونة....

قطعاً ليس دفاعاً عن النظام في سوريا بل دفاعاً عن الدولة في سوريا. ما حدث في خان شيخون وحول خان شيخون لا يدع مجالاً للشك في ان من يتولون ادارة اللعبة لم يكتفوا بالقتلى الذين سقطوا، وبالمدن والقرى التي دمرت. يفترض الا يبقى حجر فوق حجر في سوريا...

الم يقل سفر أشعيا «ان دمشق تزول من بين المدن وتغدو ركاماً من الانقاض»؟ السيناريو بدأ توراتياً بايدي «الاخوان المسلمين» ولا يزال مستمراً بأيدي مشتقات الجماعة واولياء امرها.

حين تكون الحرب لا مجال لأي كان ان يتحدث عن الايدي النظيفة ولكن هل يمكن وصف مقاتلي «جبهة النصرة» بالملائكة؟ هم هكذا في نظر المعارضة السورية (يا لها من معارضة!) وفي نظر الشاشات التي لم تنفك عن اطلاق صرخات وحيد القرن، ودون ان تعي، او لعلها تعي، ان الغاية من كل ما يحصل تحويل سوريا الى حطام...

قد نفهم المواقف القبلية لبعض الساسة العرب، ولبعض الاعلاميين العرب (الدجاجة في مثل هذه الظروف تتحول الى غراب)، ولكن ان يقول بوريس جونسون، ويفترض ان يكون وريث الديبلوماسية البريطانية الكلاسيكية، وبعد اقل من ساعتين على المجزرة، ان كل الادلة تشير الى مسؤولية النظام...


اي عاقل حتى على المستوى التقني، يمكن ان يتفوه بمثل هذا الكلام. نعلم ما كان رأي الصحافة البريطانية لدى تعيين حونسون في ذلك المنصب الذي يقتضي الكثير من الحنكة، مع الحد الادنى من الحصافة، في مقاربة الامور...

كل الاوركسترا اندفعت في صوت واحد،وفي لغة واحدة. النظام هو من قتل العشرات بغاز السارين. انتبهوا واشنطن وصفت مصرع المئات في الموصل بغارة للتحالف بـ «الغلطة». هنا لا مجال للغلط. النظام مجرم حرب...

لندع النظام يدافع عن نفسه في هذه التهمة، ولكن هل النظام من الغباء، الغباء القاتل، الى حد اللجوء الى الاسلحة الكيمائية، في هذا الوقت بالذات، وحين فوجئ الحلفاء والاصدقاء بـ «الانعطافة» الاميركية في النظرة الى بشار الاسد؟..

النظام ليس في اسوأ احواله، وقد يكون في افضل احواله منذ ان اندلعت الازمة في اذار 2011 . اذاً، ما الداعي لكي ينتحر بتلك الطريقة، او لكي يقدم الخنجر على طبق من الفضة الى الذين اعدوا العدة لقتله؟

ثمة من يتولى ادارة الخيوط. لا شيء في هذه الحال، بالنسبة الى المعارضة واولياء امرها، افضل من تركيب المجزرة، وبالغازات السامة، وبطبيعة الحال بالتنسيق الاوركسترالي مع الدول، ومع الشاشات، ومع الصحف المتورطة في المجزرة الكبرى: قتل سوريا بأموال كل الامم، وبأسلحة كل الامم...

هذا الوقت ليس وقت المنطق، ولا وقت العقل. هل يستحيل على اكلة لحوم البشر، وبالفتاوى البربرية، الاستحصال على غاز السارين الذي الحصول عليه ليس بالعملية المعقدة، وبالتالي استعماله بعد اعداد المسرح، كما لو ان وكالة الاستخبارات المركزية، وكل الاجهزة الاستخباراتية الغربية، لم تحذر في اوقات متتابعة من المختبرات الكيمائية التي تديرها فصائل اسلامية تتوزع بين الولاء لـ «داعش» والولاء لـ «النصرة»..

وحتى على المستوى الميداني، ما حاجة النظام الى السلاح الكيميائي ما دامت المسألة تتعلق بغارة جوية في عمق المناطق التي تتواجد فيها المعارضة؟ قد يكون تصديق ذلك ممكنا لو كانت هناك مجابهة مباشرة وقاسية وحاسمة، اما ان يكون اللجوء الى غاز السارين فقط من اجل «الفانتازيا»، فالمشهد فاضح جداً...

البعض رأى ان الجهة التي تحرك الدمى في اتجاه استنزاف سوريا، وحتى العظم، ارتأت، لتغيير المشهد الدولي، في اجواء من الضجيج المبرمج، تنفيذ تلك العملية الهمجية التي تدمى لها القلوب كما تدمى لها الضمائر....

هذا من قبيل الاستنتاج المنطقي، او انه احد وجوه الاستنتاج. الروس الذين تتابع اقمارهم الصناعية كل التفاصيل (الميدانية) لديهم روايتهم لما حدث، وهي الرواية التي قد تكون الاقرب الى الصدقية. الطائرات السورية اغارت على مستودع للذخيرة ليتبين ان في داخله غازات سامة فكان ما كان...

خبراء في لجنة التحقيق الدولية قالوا ان ما حدث لا يمكن ان يكون ناجماً عن غارة جوية...

لماذا لا يكشف اهل النظام، ما وصلهم من تهديدات اذا ما حاولوا اقتحام ادلب وريفها؟ قادة «النصرة» قالوا «هيروشيما في انتظاركم». لا نتصور ان هيروشيما تحدث بقذائف الهاون او بالصواريخ المضادة للدروع.

قبل نتائج اي تحقيق، لاحظنا ردات الفعل الاوركسترالية. تريدون ادلة اضافية؟ عودوا الى الاسئلة المنسقة التي وجهت الى دونالد ترامب واجوبته عليها. عند كل منعطف ديبلوماسي او عسكري، يفتح، بطريقة ما الملف الكيميائي. يا للمصادفة!!

موسكو تقول «ثمة من يحاول ان يدفع ترامب الى الهاوية، وقد حذرناه».


http://www.addiyar.com/article/1340726-%D9%84%D9%85%D9%86-%D8%AA%D8%B5%D8%B1%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AB%D8%AB