المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إيران .. مأزق الديمقراطية ...... أحمد الربعي



جمال
05-29-2005, 11:59 AM
أحمد الربعي

تمثل «الديمقراطية» الإيرانية واحدة من أغرب ديمقراطيات هذا العصر. فالدستور الإيراني هو دستور طائفي وليس دستور دولة مدنية. وعلى العكس من كل الديمقراطيات المعاصرة، فإن الأمة في إيران ليست مصدر السلطات، وهناك سيطرة من رجال الدين على كل العملية السياسية.

مجلس صيانة الدستور الإيراني هو نموذج على خطورة سيطرة رجال الدين على المجتمع، وإلغائه للمؤسسات وللتعددية السياسية والفكرية. فهذا المجلس هو الذي يجيز أو يرفض طلبات المرشحين في الانتخابات، وهو الذي يحدد مدى وطنية الناس، ومدى تأهلهم للترشيح، ضمن معايير خاصة برجال الدين، وليس ضمن معايير ديمقراطية أو معايير مجتمع مدني.

فمن بين ألف مرشح للرئاسة الإيرانية، قبل مجلس صيانة الدستور بثمانية مرشحين فقط، وهذا يفسر لماذا يذهب إلى صناديق الانتخابات عشرون مليوناً، من مجموع الناخبين البالغ ثمانية وأربعين مليوناً.

رجال الدين لديهم حساباتهم الخاصة، وهي حسابات لا يمكن أن تتفق مع حسابات مجتمع مدني تعددي، والحياة المدنية والفكر المدني هو فكر متحرك حسب ظروف الزمان والمكان، بينما يحاول رجال الدين خلط قضايا العقيدة بقضايا الشريعة. في حين أن قضايا العقائد هي قضايا ثابتة، بينما قضايا التشريعات هي قضايا متحركة.

التجربة السياسية الإيرانية إذا استمرت ضمن تركيبتها الحالية، فستجد نفسها في مأزق حقيقي، فلقد حاول الإصلاحيون محاربة الفساد المالي والإداري، وحاولوا إصلاح الحياة العامة، وجاء خاتمي بقاعدة شعبية واسعة من الشباب والنساء، ومن يطمحون إلى التغيير، ولكنه اصطدم بجدار تدخلات رجال الدين بقضايا الدولة، وبمشكلة مواقف المرشد العام من القضايا العامة. وبعد فشله، جاء المحافظون ليدوروا في نفس الحلقة المفرغة، وهو ما يطرح بجدية فكرة تنامي تيار إصلاحي إيراني جديد، من خارج لعبة الإصلاحيين والمحافظين. وهذا التيار يزداد اتساعا في بلد يمتلك تاريخا من التقاليد السياسية، وفي ظل طموحات مشروعة للناس في تطوير وتنمية البلد. وبالتأكيد فإن إيران ستشهد تطورات غير مسبوقة في ظل الأزمة السياسية الخانقة، فلقد أثبتت التجربة أن الدولة التي تسيرها الأيديولوجيات، مهما كانت طبيعتها، تحمل بذور أزمتها في داخلها، وأن الناس لا تأكل شعارات ولا تعالج أمراضها بالشعارات.

جمال
05-29-2005, 12:01 PM
التعليــقــــات


احمد الفراتي، الناصريه، 29/05/2005
هل الدستور الايراني هو فقط الطائفي أي هل يمكن أن يحكم اي دولة عربية رجل شيعي؟ طبعا كلا.
اذن الكل طائفيون وعلى كل حال ديمقراطية ايران ورغم غرابتها التي قلت فإنها افضل من معظم (ديمقراطيات) الدول العربية، ماذا أقول اتمنع المرأة من التصويت عند بعضهم بل وحتى من قيادة السيارة عند البعض الآخر فماذا نسمي ذلك أليس غرابة؟

د عـيـدروس عـبـدالـرزاق الصومالي، المملكة المتحدة_انجلترا، 29/05/2005
مع الأسف الشديد فإيران في مأزق ،وخاصة منذ أن قلصت سلطات خاتمي ،فعزلته و قيدته مؤسسة الملالي .وبالتالي أفقد المعمعون خاتمي و جماعته مصداقيتهم ،فخاب أمل الشعب الإيراني ،الذي يستطيع أن ينتقم من مرشحي الملالي بعدم التصويت لهم.إن تدخل المرشد في كل شاردة ووادة أضاع العملية الإنتخابية التي خنقت في مهدها .مالم يتخل المرشد العام من فرض رؤآه و سيطرته على شؤون الحكم ،فإن ديمقراطية إيران ستظل عرجاء لا تشفي و لا تغني من جوع ،وكأنهم يؤجلون مواجهة الخطر المتربص على حدودهم ،فبوش يتنظر أن تتساقط فاكهة طهران ،فيقطفها بلمسة واحدة ،وربما بضغطة زر.

ماجد ألبصرى، أستراليا، 29/05/2005
ألأستاذ الفاضل أليس ديموقراطية وإن كانت غريبة كما تسميها(وهى ليست كذلك) افضل من استفتاء مصر المزور أم لإن إيران شيعة.

حسن القديحي، السعودية، 29/05/2005
بغض النظر عن خلفية الكاتب تجاه ايران وما تمثله من حالة يراها كل قارئ لكتاباته ولكن سنتجاوز هذا عرضا ولنرى مثلا دميقراطية دولة الرجل حيث يملك رئيس مجلس الوزراء حل البرلمان حين يعارضه ... .أليس من الأولى لك أن تتكلم عن ديمقراطيتكم العتيدة.
وبخصوص ايران على كاتبنا العزيز أن لا ينسى أن الدستور الايراني مصوت عليه من قبل الشعب واعضاء مجلس الشورى من لهم حق التشريع والتغيير في الدستور منتخبون من قبل الشعب و أعضاء مجلس صيانة الدستور ليسوا حالدين في مناصبهم كحال زعمائنا الاكارم وحتى المرشد الاعلى يلزم بضوابط خاصة حين يتجاوزها يعزل من منصبه.فهل هذه الاشياء موجودة في احد اقطارنا العربية يا ترى؟

عبد الجبار كريم، السويد، 29/05/2005
اثارتك حول التجربة الايرانية جميلة ولكنها لاتتميز بالعمق وبسبر غور الايرانيين المعروفيين بالباطنية ، فمن زاوية علم الاجتماع لم تتغير تركيبة السلطة من حيث ضرورة وجود رمز حاكم سوى بتغيير ملك ذو سلطات مطلقة برجل دين بذات السلطات حتى وان مقيد دستوريا , وان توقع ظهور مجتمع مدني وتطبيق الليبرالية الغربية او استعارتها للتجربة الاسلامية يعني تهديد الهوية الدينية للنظام الحاكم وهذا لم ولن يحدث في مثل هذه التجربة المحكومة بقواعد معينة لاتسمح بالخروج عنها . على اي حال التجربة الدينية تجربة معقدة وصعبة اذا لم تطعكها بمفاهيم العصر واليات الحكم المتعارف عليها الان وموضع تاييد الامم فانها ستبقى اسيرة اخطاء قاتلة ربما تنعكس سلبا على الدين ، املين ان لايحدث ذلك.

reem almenssory، sydney، 29/05/2005
ولاية الفقيه هضمت حقوق الشيعه في كل انحاء العالم أكثر من هضمها حقوق الايرانيين.

عبد العزيز الشهري، الرياض، 29/05/2005
نقدرك يا ربعي ولنا حق العتبى عليك هل يعقل أن يتنافس على الرئاسة الف مرشح ؟ ثمانية مرشحون عدد كاف ،بينهم 3 أو 4 إصلاحيين وأنا أرى أن زيادتهم عن واحد يشتت أصواتهم. تابع ما يحدث بمصر وكلام الأخ الراشد عن الاستفتاء هناك وستعرف أن 8 مرشحين للرئاسة رقم فلكي عند معظم شعوب الأرض وأنا أراه رقم خرافي ضخم جدا ويدعو للفوضى ، العدد المثالي هو من 2 إلى 3 وكفى حتى تتضح الأمورأمام الناخب . من مبادئ الديمقراطية أن تحترم الدساتير طالما أنها أتت بطريقة انتخابية ودستور إيران يتمتع بهذه الميزة وهذا ما أراده الناس هناك ولنحترم توجه هذا الشعب .

فؤاد سيد، ايران، 29/05/2005
تقولون لماذا تم رفض الف مرشح، فهل تتوقعون ان يدخل الف مرشح لرئاسة الجمهورية الانتخابات ؟ حتى الولايات المتحدة يتم تصفية المرشحسن ليبقي اثنين او ثلاتة مرشحين ؟

عبد الرحمن مرعشلي، بيروت - لبنان، 29/05/2005
لأحظت أن معظم ردود وتعليقات الأخوة الشيعة كانت دفاعا عن إيران ، وطبعا بسسب العنصر الديني ، ولكن أقول أن الخطأ لا يبرر بخطأ آخر .