سياسى
05-29-2005, 09:43 AM
بوب هيربرت
كي آر تي
عندما وجه بوب وودوارد سؤالاً إلى الرئيس بوش حول ما إذا كان قد تشاور مع والده حول قراره الذهاب إلى الحرب في العراق، أطلق الرئيس إجابته الشهيرة: "هناك أب أعلى هو الذي أستعين به وأحتكم إليه".
ربما كان من الأفضل لو أن السيد بوش ظل على اتصال أوثق بأبيه الدنيوي. فمنذ البداية الأولى كانت الحرب في العراق ممارسة للجنون المفرط، ومغامرة غرائبية ربما كانت تغص بالإمكانيات الكوميدية لولا حقيقة أن آلافاً عديدة من الرجال، ومن النساء والأطفال قد لقوا حتفهم. كما أن عشرات الآلاف قد أصيبوا بالعجز أو احترقوا أو تضرروا جسدياً بطريقة أو بأخرى.
لقد بات العالم يعرف الآن أن أسلحة الدمار الشامل كانت مجرد خيال محض. ويعرف أقل حقيقةَ أن مسؤولي الإدارة المتلعثمين قد احتضنوا بشغف هذيانات مصدر مخابراتي أجنبي معروف، صدق ذلك أو لا تصدق، باسم "كيرفبول". وقد ساعد على تعزيز الوهم القائل بأن العراق كان يمتلك مختبرات متنقلة لتصنيع الأسلحة الكيميائية. وكانت وكالة المخابرات المركزية قد تلقت تحذيرات من أن "كيرفبول" هذا المجنون وأشبه بشخصية "بيتر سيلرز"، لكن الإدارة كانت تريد هذه الحرب على النحو الذي يرغب فيه صبي بقطعة حلوى. وهكذا تم ابتلاع معلومات كيرفبول بكاملها.
لقد أدار الهواة وغير المؤهلين الحرب منذ البداية. وكان الخيال يغتال الحقيقة عند كل منعطف. ولو كان هناك فيلم سيصنع عن الحرب، فإن المخرج المناسب سيكون "ميل بروكس". وحتى عندما كانت الإدارة بحاجة إلى أمثال كيرفبول، فقد كانت تشيع الجنرال إريك شينسيكي رئيس هيئة الأركان إلى الباب، لأنه ارتكب خطيئة قول الحقيقة العارية للمسؤولين الذين لا تنطلق ألسنتهم إلا بالثربرة التي تخدمهم أنفسهم وحسب.
قال الجنرال شينسيكي ان السيطرة على العراق تتطلب مئات الآلاف من الجنود. وكانت تلك نهاية مهنته. وقد أرسل بوش وشركاه قوات أقل بكثير من ذلك إلى العراق، ولم يكن معظمهم قد تلقى التدريب أو المعدات المناسبة، وكانت النتيجة كابوسية. فقد تسببت التفجيرات على جنبات الطرق فيما نسبته 70% من الخسائر في العراق. ولم يكن الجيش مستعداً لمثل هذه التكتيكات وكان له سجل تعيس في تزويد دروع حماية لمركبات هامفي والمركبات الأخرى التي تحمل الجنود وقوات البحرية. وهكذا، يموت جنود أغنى الدول وأكثرها قوة في التاريخ لأن دولتهم لم تستطع أن تزودهم بمركبات قتالية محدثة.
أما فيما يتعلق بالتدريب والاستعدادية، فإن فضيحة أبو غريب تشي بالكثير. وقد ذهبت المشكلات هناك إلى أبعد بكثير من صور ليندي إنجلند والآخرين الذين يلحقون الإهانة بالعراقيين الذين يخضعون لسيطرتهم. فقد علمنا مؤخراً أن جانيس كاربنسكي، العميد التي كانت وحدة البوليس التي تعمل تحت إمرتها تشرف على السجن، كانت قد تعرضت إلى الاعتقال بسبب سرقة المعروضات في قاعدة عسكرية في فلوريدا عام 2002.. ويبدو واضحاً أن الجيش الذي ينقب العراق بحثاً عن المتمردين والإرهابيين لا يمتلك أي معرفة إزاء سجل اعتقال المرأة التي تم تعيينها في مثل هذا المنصب الحساس في أبو غريب.
لم يكن أبو غريب مجرد حالة شاذة, وإنما كان عرضاً. إنها الحرب التي لم يمتلك فيها المسؤولون أية فكرة عما كانوا يفعلونه. وكانت إحدى توصيات اللواء أنتونيو تاغوبا الذي حقق في فضيحة أبو غريب، أن يتم إرسال فريق إلى العراق لتعليم بعض الجنود كيفية إدارة السجون. فما رأيكم في ذلك كخطوة بديعة؟
لقد أصبحت الولايات المتحدة الآن عالقة في حرب ما كان لها أبداً أن تخوضها. ولا يزال العنف مستمراً في الخروج عن السيطرة. وكان الوهم الأخير الذي تفتق عنه ذهن واشنطن هو أن القوات العراقية ستتمكن بطريقة ما، وعلى نحو معجز، من تولي الأمور وأن تربح الحرب التي لم نستطع كسبها.
لقد أصبح الجمهور الأميركي متخماً بالإدراك السليم. وأصبح التأييد للحرب يتناقص وأصبحت سمعة الجيش عرضة للخطر. فقد عجز الجيش عن تحقيق أهدافه في التجنيد وأصبح البحث عن جنود جدد يائساً. وفي الأسبوع الماضي، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة ريتشارد مايرز للكونغرس ان الحرب في العراق كانت تأخذ ضريبة من الجيش وأنها ستجعل من القتال في أي مكان آخر من العالم أكثر صعوبة. وهي فكرة لم تكن تبعث على الراحة بينما كانت الإدارة ترفع من وتيرة خطابها عن كوريا الشمالية.
لو أن الرئيس بوش كان قد تشاور مع والده قبل إطلاق هذه الحرب التهريجية والكارثية، فلربما كان حظي بنصيحة كانت سترسله باتجاه آخر ربما كان سيجنب بلاده، وعوائل الآلاف من القتلى، الكثير من الحزن.
كي آر تي
عندما وجه بوب وودوارد سؤالاً إلى الرئيس بوش حول ما إذا كان قد تشاور مع والده حول قراره الذهاب إلى الحرب في العراق، أطلق الرئيس إجابته الشهيرة: "هناك أب أعلى هو الذي أستعين به وأحتكم إليه".
ربما كان من الأفضل لو أن السيد بوش ظل على اتصال أوثق بأبيه الدنيوي. فمنذ البداية الأولى كانت الحرب في العراق ممارسة للجنون المفرط، ومغامرة غرائبية ربما كانت تغص بالإمكانيات الكوميدية لولا حقيقة أن آلافاً عديدة من الرجال، ومن النساء والأطفال قد لقوا حتفهم. كما أن عشرات الآلاف قد أصيبوا بالعجز أو احترقوا أو تضرروا جسدياً بطريقة أو بأخرى.
لقد بات العالم يعرف الآن أن أسلحة الدمار الشامل كانت مجرد خيال محض. ويعرف أقل حقيقةَ أن مسؤولي الإدارة المتلعثمين قد احتضنوا بشغف هذيانات مصدر مخابراتي أجنبي معروف، صدق ذلك أو لا تصدق، باسم "كيرفبول". وقد ساعد على تعزيز الوهم القائل بأن العراق كان يمتلك مختبرات متنقلة لتصنيع الأسلحة الكيميائية. وكانت وكالة المخابرات المركزية قد تلقت تحذيرات من أن "كيرفبول" هذا المجنون وأشبه بشخصية "بيتر سيلرز"، لكن الإدارة كانت تريد هذه الحرب على النحو الذي يرغب فيه صبي بقطعة حلوى. وهكذا تم ابتلاع معلومات كيرفبول بكاملها.
لقد أدار الهواة وغير المؤهلين الحرب منذ البداية. وكان الخيال يغتال الحقيقة عند كل منعطف. ولو كان هناك فيلم سيصنع عن الحرب، فإن المخرج المناسب سيكون "ميل بروكس". وحتى عندما كانت الإدارة بحاجة إلى أمثال كيرفبول، فقد كانت تشيع الجنرال إريك شينسيكي رئيس هيئة الأركان إلى الباب، لأنه ارتكب خطيئة قول الحقيقة العارية للمسؤولين الذين لا تنطلق ألسنتهم إلا بالثربرة التي تخدمهم أنفسهم وحسب.
قال الجنرال شينسيكي ان السيطرة على العراق تتطلب مئات الآلاف من الجنود. وكانت تلك نهاية مهنته. وقد أرسل بوش وشركاه قوات أقل بكثير من ذلك إلى العراق، ولم يكن معظمهم قد تلقى التدريب أو المعدات المناسبة، وكانت النتيجة كابوسية. فقد تسببت التفجيرات على جنبات الطرق فيما نسبته 70% من الخسائر في العراق. ولم يكن الجيش مستعداً لمثل هذه التكتيكات وكان له سجل تعيس في تزويد دروع حماية لمركبات هامفي والمركبات الأخرى التي تحمل الجنود وقوات البحرية. وهكذا، يموت جنود أغنى الدول وأكثرها قوة في التاريخ لأن دولتهم لم تستطع أن تزودهم بمركبات قتالية محدثة.
أما فيما يتعلق بالتدريب والاستعدادية، فإن فضيحة أبو غريب تشي بالكثير. وقد ذهبت المشكلات هناك إلى أبعد بكثير من صور ليندي إنجلند والآخرين الذين يلحقون الإهانة بالعراقيين الذين يخضعون لسيطرتهم. فقد علمنا مؤخراً أن جانيس كاربنسكي، العميد التي كانت وحدة البوليس التي تعمل تحت إمرتها تشرف على السجن، كانت قد تعرضت إلى الاعتقال بسبب سرقة المعروضات في قاعدة عسكرية في فلوريدا عام 2002.. ويبدو واضحاً أن الجيش الذي ينقب العراق بحثاً عن المتمردين والإرهابيين لا يمتلك أي معرفة إزاء سجل اعتقال المرأة التي تم تعيينها في مثل هذا المنصب الحساس في أبو غريب.
لم يكن أبو غريب مجرد حالة شاذة, وإنما كان عرضاً. إنها الحرب التي لم يمتلك فيها المسؤولون أية فكرة عما كانوا يفعلونه. وكانت إحدى توصيات اللواء أنتونيو تاغوبا الذي حقق في فضيحة أبو غريب، أن يتم إرسال فريق إلى العراق لتعليم بعض الجنود كيفية إدارة السجون. فما رأيكم في ذلك كخطوة بديعة؟
لقد أصبحت الولايات المتحدة الآن عالقة في حرب ما كان لها أبداً أن تخوضها. ولا يزال العنف مستمراً في الخروج عن السيطرة. وكان الوهم الأخير الذي تفتق عنه ذهن واشنطن هو أن القوات العراقية ستتمكن بطريقة ما، وعلى نحو معجز، من تولي الأمور وأن تربح الحرب التي لم نستطع كسبها.
لقد أصبح الجمهور الأميركي متخماً بالإدراك السليم. وأصبح التأييد للحرب يتناقص وأصبحت سمعة الجيش عرضة للخطر. فقد عجز الجيش عن تحقيق أهدافه في التجنيد وأصبح البحث عن جنود جدد يائساً. وفي الأسبوع الماضي، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة ريتشارد مايرز للكونغرس ان الحرب في العراق كانت تأخذ ضريبة من الجيش وأنها ستجعل من القتال في أي مكان آخر من العالم أكثر صعوبة. وهي فكرة لم تكن تبعث على الراحة بينما كانت الإدارة ترفع من وتيرة خطابها عن كوريا الشمالية.
لو أن الرئيس بوش كان قد تشاور مع والده قبل إطلاق هذه الحرب التهريجية والكارثية، فلربما كان حظي بنصيحة كانت سترسله باتجاه آخر ربما كان سيجنب بلاده، وعوائل الآلاف من القتلى، الكثير من الحزن.