المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : “إسرائيل” والهجوم الكيميائي على خان شيخون في سوريا



البحر
04-05-2017, 11:15 PM
الأربعاء , 5 أبريل 2017 الغلاف, بانوراما الرأي


http://i1.wp.com/mepanorama.net/wp-content/uploads/2017/04/1280x960.jpg?w=490


قُتل 58 شخصاً على الاقل واُصيب عشرات آخرون في هجوم يشتبه أنه بإسلحة كيميائية على بلدة خان شيخون الخاضعة لسيطرة الجماعات الارهابية المسلحة من النصرة واحرار الشام في محافظة ادلب بشمال غرب سوريا, وقبل وقوع الحادثة كانت وسائل اعلام الجماعات الارهابية حاضرة لنقل الصور الماساوية للعالم في خطة مسبوقة بعناية فائقة.

قبل التحقيق بملابسات الهجوم وكيفية حدوثه وجهت الدول الغربية الاتهامات مباشرة لروسيا وسوريا بشن غارات بصواريخ تحمل مواد كيميائية وإتهامهما بإرتكاب مجزرة بحق الاطفال بخان شيخون, ودعت الخارجية البريطانية والفرنسية والامريكية لعقد جلسة عاجلة لمجلس الامن الدولي لبحث الهجوم الكيميائي الاخير.

ونفت موسكو شن اي غارة جوية على تلك المنطقة, كما قال مصدر عسكري سوري رفيع إن الجيش السوري لم ولن يستخدم الاسلحة الكيميائية في خان شيخون ولا في اي منطقة اخرى وإن جميع ما تتناقله وسائل الاعلام العالمية حول هذا الموضوع عار عن الصحة جملة وتفصيلا.

وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إن دمشق قدمّت معلومات عن إدخال النصرة لمواد سامة إلى سوريا وتخزينها للقيام بهجوم كيماوي، متهماً المسلحين وبريطانيا وفرنسا وتركيا والسعودية بالوقوف وراء ارتكاب جريمة الهجوم الكيماوي في بلدة خان شيخون الثلاثاء.

اما الكيان الصهيوني دخل على خط الاتهامات وأظهر نفسه على انه الدولة التي تدافع عن اطفال سوريا وتستنكر تلك المجزرة !!!! سننقل بعضا مما ورد في الاعلام الصهيوني .

كتب زعيم المعارضة “إسحاق هرتسوج”: ما يحدث في سوريا جريمة ضد الإنسانية ارتكبها نظام قاتل فقد كل الصفات الإنسانية، لا يجب أن تقف الولايات المتحدة والعالم موقف المتفرج حيال تلك الفظائع وعليهم اتخاذ خطوات عملية لوقف هذا الجنون” .

ومضى يقول:”أدعو الرئيس ترامب، كزعيم العالم الحر، لقيادة سياسة صارمة وفاعلة لحماية الأبرياء، أية شرعية لنظام الأسد تُعدّ تأييدًا لنظام قاتل، يرتكب جرائم خطيرة وغير مقبولة ضد الأبرياء “.

وكتب عضو الكنيست “عامير بيرتس” على “تويتر”: لا يُمكننا تجاهل استخدام غاز الأعصاب لقتل الأبرياء في إدلب، على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الوقف الفوري لحمام الدم والاستخدام الإجرامي للغاز″.

من جانبه، قال وزير الأمن الداخلي آريه درعي: “فظائع تفطر القلب حدثت هذا الصباح في سوريا، قُتِل عشرات الأطفال بالسلاح الكيماوي، على إسرائيل الدولة القوية والديمقراطية الوحيدة بالمنطقة، أن تقود العالم لوضع حدّ للمذابح الرهيبة”.

إسحاق هرتسوج وعامير بيرتس وآريه درعي جميعهم مجرمي حرب إرتكبوا المجازر الفظيعة في حق الاطفال في قانا جنوب لبنان وعشرات المجازر في قطاع غزة, هؤلاء اخر من يسمح لهم إستنكار المجازر وفظاعتها بعد حكام ال سعود واوردغان وبريطانيا وامريكا, واسرائيل تمتلك اكبر مخزون من الاسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية في العالم.

هذا الاندفاع الصهيوني والدعوة لان تقود إسرائيل العالم لوضع حد للمذابح الرهيبة !!! يجعلنا نوجه التهمة مباشرة للعدو الصهيوني بتزويد الجماعات الارهابية في سوريا اسلحة كيميائية اوصلها اليهم عبر شريكه في المؤامرة سفاح تركيا اردوغان وإعطائه الاوامر لارتكاب تلك المجزرة بعد ان منيت جميع الفصائل الارهابية المسلحة بهزيمة نكراء على جميع المحاور, وبعد الانتصار الكبير في حلب وتدمر, وبعد فشل هجمات الارهابيين في جوبر, ريف دمشق, وريف حمص.

شهر العسل بين نتنياهو وترامب لم يدم طويلاً, فالرسالة التي اوصلها ترامب للرئيس الاسد واعرب فيها بتخلي الادارة الامريكية عن المطالبة بتنحيته وإعتبار ذلك شأنا سورياً داخلياً, وإدراكه ان الرئيس الاسد هو الاقوى في محاربة الارهاب, هذا الامر يعتبر تحدياً لرغبة نتنياهو في إسقاط الدولة السورية وتقسيمها الى دويلات متناحرة لا تشكل خطراً مستقبلياً على اسرائيل, لانه يعتبر بقاء الرئيس الاسد الخطر الاكبر على كيانه, لذلك كان لا بد من إفتعال حادثة كبيرة صادمة في سوريا تعيد تجميع الدول التي يأست من إسقاط الدولة السورية بواسطة الجماعات الارهابية, ولادانتها في مجلس الامن وإتهامها بإرتكاب مجازر بحق شعبها.

منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الدولية أشرفت على تفكيك مخازن الاسلحة الكيميائية السورية الواقعة تحت سيطرة الدولة السورية بإشراف دولي عام 2014 , ولم يستخدم الجيش السوري الاسلحة الكيميائية بتاتاً ضد الجماعات الارهابية لا سابقاً حين كانت الجماعات الارهابية المسلحة قوية وتسيطر على مساحات كبيرة من الاراضي السورية, ولا يحتاج اليوم لاستخدامه وهو في عز انتصاراته.

هذه المؤامرة تشبه الى حد كبير إغتيال الرئيس رفيق الحريري حيث سارع العالم الى إتهام سوريا بينما كانت من اكثر المتضررين من عملية الاغتيال, والمستفيد الوحيد هو الكيان الصهيوني.

هذا الاتهام العالمي لن يحد من عزيمة سوريا في مواصلة تحرير باقي الاراضي السورية من دنس الارهابيين المدعومين من اسرئيل وتركيا وقطر والسعودية والامارات وامريكا, ولن ينعش الجماعات الارهابية التي باتت تلفظ انفاسها الاخيرة, فحلفاء سوريا الذين ساندوها لستة سنوات باقون على مواصلة مساندتها حتى تحقيق النصر النهائي ودحر الارهاب.

اما الدول التي هرعت لادانة سوريا قبل التحقيق بحادثة خان شيخون , تعودت على اغماض عيناها عن عشرات المجازر التي يرتكبها الكيان السعودي يومياَ بحق الشعب اليمني, والصور البشعة لتلك المجازر تبقى عالقة في مخازن الكاميرات ليسودها التلف والنسيان وعدم عرضها على العالم كي يبقى مغفلاً الى الابد.

اسرائيل الغدة السرطانية في الشرق الاوسط ستبقى تحيك المؤامرات والدسائس على عالمنا العربي والاسلامي الى ان يتم القضاء عليها, وحادثة خان شيخون واحدة من مؤامراتها الخبيثة ولن تكون الاخيرة.


” الصورة من مجزرة قانا ”

http://i0.wp.com/mepanorama.net/wp-content/uploads/2017/04/unnamed-1.gif?resize=618%2C412