المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مكاتب ومؤسسات الزواج العربية في مصر والسعودية



مرتاح
05-28-2005, 08:19 AM
التطور والتقدم العلمي بمختلف مجالات الحياة انعكسا على كل شيء في حياتنا حتى وصلا إلى العلاقات الاجتماعية والأسرية.وفكرة مراكز الزواج احد افرازات هذه التطورات.فالسعودية ورغم طبيعة مجتمعها المحافظ إلا أن احد تلك المراكز استقبل 5000 طلب في يومه الأول ورغم معارضة علماء الاجتماع السعوديين لها خوفا على عادات وتقاليد المجتمع إلا أن مليونا ونصف المليون فتاة، يعدون في قائمة العنوسة جعل من بعض رجال الدين في السعودية يدعمون تلك المشاريع استنادا الى قاعدة «وتعاونوا على البر والتقوى»رغم تحفظهم على بعض طرق عملها.

وأما في مصر والتي باتت فيها مكاتب الزواج شيئاً مهما يلجأ إليها أطباء ورجال أعمال وأساتذة جامعات إلى جانب فتيات في وظائف مرموقة وعلى قدر من الجمال فقد وجدت طريقها إلى جميع شرائح المجتمع المصري من الجنسين بعد فتوى للدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية أجاز فيها عمل مكاتب الزواج في حال علم ولي أمر الفتاة بالموضوع ودون غش من احد الجانبين.


سالم الحسن

* يقول الدكتور عادل حسين مدير مركز تخصصي للرقابة الاسرية وتيسير الزواج ان فكرة انشاء هذا المركز جاءتني منذ عام 1995 عندما كنت بألمانيا وأراد اخي الزواج من المانية اشهرت اسلامها فتم الزواج بمركز تخصصي يتبع الجالية التركية..وذلك المركز عبارة عن مكان يقدم خدمات ورعاية للاسرة المسلمة والمساعدة على ايجاد شريك للحياة يكون مناسبا.
وعندما رجعت الى مصر وجدت العديد من المشكلات مثل انحراف الشباب من الجنسين وانتشار المخدرات والزواج العرفي والتفكك الاسري، وزيادة نسبة العنوسة ولذلك قمت بإنشاء هذا المركز في عام 1997، ويقدم عدة خدمات اولها المساعدة في ايجاد شريك الحياة المناسب وكذلك حل المشكلات الاسرية، مثل الخيانة الزوجية والتي يكون الرجل الطرف الفاعل فيها حيث تأتي الزوجة للمركز وتحصل على عدة نصائح حسب طبيعة المشكلة.

كما يلجأ الينا في احيان كثيرة آباء لا يعرفون كيفية معاملة ابنائهم فنقوم بتوجيههم.
اما بالنسبة لهدف المركز الرئيسي وهو المساعدة على الزواج فيتم ذلك بعدة ضوابط اهمها عمل استمارة شاملة صممت مهنيا لذلك، يكتب بها كل طرف الشروط التي يرغبها في الطرف الاخر وتنقسم الاستمارة الى صفحتين، واحدة خاصة بالبيانات الاولية مثل تاريخ الميلاد والمؤهل والعمل والطول والوزن والهواية، بالاضافة الى كشف خاص بالاسرة يوضح المستوى الاجتماعي للاب والام والاخوة ويرفق بها صورة شخصية، أما الصفحة الثانية فهي عبارة عن المواصفات المطلوبة في شريك الحياة تشمل البيانات السابقة بالاضافة الى الامكانيات المادية مثل وجود المسكن ومعرفة ثمن الشبكة والاستعداد للسفر مع الزوج والاستعداد للاقامة في بيت الاسرة والرغبة في الانجاب أم لا.

مقابلة بين طالبي الزواج
ويضيف د. عادل انه بمجرد ان يملأ المتقدم استمارته نطلعه على من يتوافق معه من المشتركين السابقين واذا وافق على أيهم يتم ترتيب مقابلة للطرفين في وجود ولي أمر الفتاة أو بمفردها حسب رغبتها وعندما تتم المقابلة يجلس الطرفان امامي مباشرة واراقبهما حتى لا يعطي احد منهم تليفون أو عنوان المنزل للاخر. واذا شعرت بهذا يتم طرد المتقدم فورا وينتهي اشتراكه بالمركز وقد حدث هذا اكثر من مرة وتم طرد من فعل هذا وللأسف فقد كانوا جميعهم من ذوي المناصب والمفترض فيهم ادراكهم للمسؤولية.

ويضيف انه بعد انتهاء المقابلة انتظر مكالمة، من الطرفين واعرف من خلالها اذا كان قد تم القبول أم لا، واذا حدث قبول يتم عمل مقابلة اخرى بالمركز ولكن هذه المرة بحضور ولي امر الفتاة للتفاهم في كل التفاصيل عند التقدم للمركز، ولضمان الجدية يرفق المتقدم للزواج صورة البطاقة الشخصية وصورة المؤهل وبيانا بدخله وصورة عقد الشقة اما الفتاة فترفق صورة البطاقة الشخصية والمؤهل الدراسي.

ويوضح عادل ان بالمركز نماذج كثيرة لمختلف الفئات من اطباء ووزراء سابقين ورجال اعمال واساتذة جامعات، ومن الفتيات اللاتي يعملن بوظائف مرموقة والمطلقات والارامل تتراوح الاعمار بين 18 الى 65 سنة، والطريف ان هناك رجلا عمره 82 سنة يريد الزواج من امرأة عمرها 70 عاما. ونسبة المشتركين هي %45 للرجال و%60 للفتيات.

ويؤكد د.عادل ان الفتيات اللاتي يبحثن عن الزواج لا ينقصهن شيء وعلى قدر كبير من الجمال، ولكن المشكلة الرئيسية التي يعاني منها كثير من المترددين على المركز هي مشكلة الوقت فهم يعانون عدم وجود وقت فراغ ليتعرفوا على شريك الحياة بسبب ظروف العمل أو يعانون من عقدة بسبب عدم التوفيق في زيجات سابقة تجعلهم متخوفين من تكرار التجربة وليس عندهم ثقة بأنفسهم، لذلك يفضلون الزواج بشكل تقليدي خوفا من ان يكونوا عرضة للتسلية.
اما بالنسبة للرسوم فهي 50 جنيها لملء الاستمارة، تجدد كل 3 اشهر، و300 جنيه من كل طرف عندما يتم الاتفاق وقد تمت عن طريق المركز الف حالة قامت باتفاق مبدئي، وتزوج منهم الكثيرون كما ان هناك مشروعات زواج لم تكتمل.

ويرى د.عادل حسين انه من الاهمية والضرورة نشر مثل هذه المكاتب سواء في مصر أو الدول العربية لارتفاع نسبة العنوسة في تلك المجتمعات، وقد تكون الفكرة غريبة في البداية ولكنني اشعر أن هذه المراكز ستصبح آلية حديثة من آليات العصر مطلوب وجودها، طالما أن ايقاع العصر سريع ولا يجد الشخص الوقت الكافي لاختيار شريك حياته.

بنات جميلات وصغيرات
اما عبير شاهين والتي تدير مكتبا آخر مع زوجها فتقول ان معظم الفتيات المتعاملات مع المكتب جميلات جدا وسنهن صغيرة، من بيئات اجتماعية طيبة، وترفض عبير فكرة انشاء موقع لهم على الانترنت قائلة:اننا نريد تزويج المصريين من بعضهم فقط، فما الداعي للانترنت، فضلا عن ان هناك من يستغل الانترنت ليسرق البيانات ويضعها على الموقع الخاص به، اضافة الى اننا نحرص على سرية البيانات ولنا برنامج كمبيوتر خاص بنا، ونحن نتعامل مع كل الشرائح الموجودة في المجتمع حتى الخرس، وهم يأتون لنا بصحبة اهلهم ونحترف التعامل معهم بالاشارة وقد نجحنا في التوفيق بين هذه النوعية في الزواج.
وعن المشاكل التي تصادفها في عملها تقول عبير:الناس تظن اننا سنفصل لهم الزوج أو الزوجة حسب المقاس، ولكن المنطق يقول انه لا يوجد انسان كامل بنسبة %100 ومن هنا يأتي دورنا في التوفيق بين الطرفين.

متزوجة تريد عريسا
وعن اغرب موقف صادفها تقول:جاءتني سيدة متزوجة وطلبت مني ان اجد لها عريسا وحين سألتها في البداية: هل انت مطلقة؟ نفت ذلك وقالت انها حين تجد عريسا ستخلع زوجها التاجر الكبير، وفسرت تصرفها ذلك بأن زوجها غني جدا ولكن الحياة معه صعبة جدا وانها لا تريد الانفصال عنه حتى لا تخسر الارث، وتشترط ان يكون العريس غنيا جدا حتى تعتمد ارثه بعد وفاته ايضا، الاغرب من ذلك انها جاءت بصحبة ابنها الشاب، وعندما ابديت دهشتي لوجوده معها رد قائلا: انني موافق على بحث امي عن عريس لها لان والدي متعب. ورفضت التعامل معها نهائيا لان مهمتنا تكوين الاسرة لا هدمها.

وتحكي عبير موقفا طريفا تعرضت له من احد طالبي الزواج، فقد جاءهم شاب يعمل بإحدى الدول العربية يطلب عروسا، وعندما وافق على ترشيحنا للعروس وتمت المقابلة في مكتبنا اصطحبها وخرج، وحين طلبنا منه سداد مبلغ 25 جنيها رسوم المكتب وقتها ـــ اما الان فهي 400 جنيه ـــ أغمي عليه وجاءته صدمة عصبية وقال: انا غير موافق على العروس، وظل ثلاثة ايام مترددا حتى سافر الى عمله بالخارج بدون زواج.

عملية تجارية للربح
استطلعنا آراء علماء الاجتماع وسألناهم: هل تقضي هذه المراكز على نسبة العنوسة التي تتزايد في المجتمعات؟..وسألنا فقهاء الدين عن مشروعية عمل هذه المراكز.
الدكتورة سامية خضر استاذ علم الاجتماع بآداب عين شمس تؤكد ان الزواج بهذه الطريقة عملية تجارية لا تمت للعلاقات الاجتماعية، فنحن بصدد مشكلة كبيرة في المجتمع رغم الانفتاح الرهيب في العلاقات بين الجنسين، الا ان هناك عدم شعور بالامان فعندما يفكر شاب في الزواج فهو يرتبط بفتاة لا يعرفها ويطلب من اسرته البحث عن شريكة حياته، والزواج من هذه الشركات امر غريب وشاذ على مجتمعنا، ولذلك فإنني لا اؤيد الزواج بهذه الطريقة لان هذا الاسلوب يعيدنا الى عصر الجواري والعبيد.

ويتفق الدكتور احمد المجدوب استاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية مع الرأي السابق، مؤكدا ان هذه الشركات تفتقد الجانب الانساني لانها شركات تعمل من اجل الربح فقط، كما انها لا تملك معلومات مؤكدة وموثقة عن العائلات والاشخاص الذين يرغبون في الزواج.

ويرجع المجدوب السبب وراء انشاء هذه المكاتب والشركات والزواج بهذه الطريقة إلى الازمة الاقتصادية التي يعاني منها المجتمع ولارتفاع نسبة العنوسة بين الشباب والفتيات.
ويرى المجدوب ان هذه الشركات لن تقضي على نسبة العنوسة المنتشرة في المجتمع، لاننا صنعنا بانفسنا هذه المشكلة من خلال ارتفاع تكاليف الزواج والمغالاة في المهور وتمسك معظم الاسر العربية بهذه المطالب، ولو تخلينا عن هذه المطالب لن نكون في حاجة لعمل مثل هذه الشركات.

اما عن رأي الشرع في عمل هذه المكاتب فيقول الدكتور جمال قطب رئيس لجنة الفتوى بالازهر سابقا ان الزواج من خلال هذه الشركات يخالف الاصول والعادات والتقاليد الموجودة في المجتمع، واذا كان البعض يردد ان هذه الشركات تمارس دور الخاطبة فهذا قول خاطئ لأن الخاطبة كانت تتحرك في بيئة اجتماعية معروفة ومحددة، وكانت تعرف الاسر معرفة شخصية وليس عن طريق جمع بيانات ربما تكون خاطئة في معظم الاحيان، لأن معظم هذه الشركات تعتمد على معلومات فعلية وجاهزة، الامر الذي يؤكد اننا بصدد خلل اجتماعي ونفسي وثقافي وتستطيع هذه الشركات استثمار هذا المناخ السيئ لكي تستقطب عملاءها من الطبقات الفقيرة.

سوق للنخاسة
اما الدكتور عبد الصبور شاهين استاذ الشريعة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة فيؤكد ان ما يحدث الان لا يعدو أن يكون سوقا جديدا للنخاسة يقومون فيها «بتسويق»العبيد والجواري، حيث اصبح البحث عن شريكة الحياة ميسرا من خلال شركات البيع والشراء وهذا لا يقبله ولا يوافق عليه العقلاء فكل شيء قابل للتجارة، اما الحب والمودة والرحمة لا يمكن الاتجار بها ولكنها كما قلت عودة لاسواق الجواري والعبيد والتي كانت قديما متاحة للجميع.
ويضيف د.عبد الصبور انه من غير الممكن ان تكون هذه الشركات صورة للخاطبة، ولكن الفكرة بدأتها القنوات الفضائية بتسويق الاناث والذكور، ثم تطورت الى شركات متخصصة تتاجر في الذكور والاناث، وبلغة الماضي تسويق الجواري والعبيد.

مليون ونصف المليون فتـــاة سعودية

لا توجد مكاتب للزواج باستثناء مكتب واحد في مدينة بريدة وسط السعودية وتشرف عليه جمعية البر بالقصيم.رفض المسؤولون فيه التحدث عن تجربتهم لـ «المجلة».
إلا أن هناك عدة مؤسسات لا تختلف في عملها عن مكاتب الزواج وتقيم منشآتها على الإنترنت او عبر الاستفادة من خدمة الـ700 التي سمحت بها الاتصالات السعودية مؤخرا ولجأ إليها القائمون على التوافق بين الجنسين للحفاظ على سرية المعلومات من الاختراقات، خاصة أنها تطلب معلومات سرية وحساسة كالوضع المالي والاجتماعي والقبلي وتبلغ تكلفة الدقيقة الواحدة فيها ما يقارب 3 دولارات أمريكية وبحسب مدير الخدمة فقد تم استقبال 5000 طلب في الأسبوع الأول معظمهم من الرجال الباحثين عن الزوجة الثانية أو زواج المسيار، وهي خدمة مجازة من عدة مشايخ من بينهم الشيخ عبد المحسن العبيكان والشيخ عبد الله بن جبرين.
إلى جانب عدد من مواقع الانترنت المحلية التي تقوم بالترويج للزواج من خلال الإعلان عن وجود شريك حياة (رجل أو امرأة)ومن أبرز تلك المواقع «زواج.كوم»و«زوجتي»و«الزواج» وغيرها من المواقع إلا أنها وجدت بعض الاعتراضات من قبل علماء الاجتماع ومشايخ الدين الذين يرون فيها خطرا على القيم والعادات الأصيلة في المجتمع.

فيما يرى البعض الآخر أنها لا تختلف عما تقوم به الخاطبة التقليدية، إلا أن رجال الدين يرون فيها تجاوزات دينية خاصة فيما يتعلق بالتعارف، قبل إتمام قران الزواج وعدم معرفة الأهل بما يحدث بين الرجل والمرأة.

ولعل عدم وجود فرص للتعارف بين الجنسين في السعودية كان دافعاً لبعض أفراد المجتمع السعودي للاتجاه نحو إيجاد طرق لعقد القران خارج الأطر الاجتماعية المعروفة في الزواج فظهرت في السنوات الأخيرة ظاهرة زواج المسيار الذي شكل خلافاً فقهياً بين عدد من رجال الدين في السعودية بين من يرى جوازه ومن يصل به إلى درجة التحريم. وتقوم فكرة زواج المسيار على ان تتنازل المرأة عن بعض حقوقها التي كفلها لها الشرع بمحض إرادتها ولا تتنازل هي أو الزوج عن شروط الزواج وتلك الشروط التي حددها الإسلام لصحة الزواج شرعاً تتمثل في القبول، الولي، الشهود، والمهر، أما الحقوق التي للمرأة ويمكنها التنازل عنها فهي حقوق النفقة والسكن الشرعي المستقل والإنجاب إلى آخره.

ورغم عدم وجود ما يمنع قيام مكاتب للزواج قانونيا وشرعيا إلا أن فكرة مكاتب الزواج في السعودية لم تلق استحسانا من قبل السعوديات حيث وجدن فيها حرجا اجتماعيا إلى جانب الهاجس الإلكتروني من تسرب بعض المعلومات إلى الأقارب.تقول نورة المحسن (23 سنة) أنها فكرة جيدة في حد ذاتها، ولكنها تبدي تحفظها على تلك الفكرة وآلية تطبيقها في مجتمع تعاني فيه المرأة من سطوة «سمعة الفتاة»وهي تشير إلى أن تسرب معلومات حول الفتاة وأسرتها من تلك المكاتب أو تعرضها لأشخاص هدفهم اللهو فقط قد يؤثر على الفتاة اجتماعياً ونفسياً حسب وصفها، وترى في مواقع الزواج على الإنترنت أنها أسوأ بكثير من فكرة الزواج عن طريق مكاتب رسمية.

ولا تختلف عنها كثيرا نوال العمودي (28 سنة) التي ترى أن مكاتب الزواج تتخطى العادات والتقاليد وتصطدم بها، وترى في نفسها صعوبة الإقدام على مثل ذلك العمل، بل إنها تقول إنها تفضل العنوسة على التقدم لمثل تلك المكاتب، أما حول مواقع الزواج على الإنترنت فترى فيها العمودي أنها محاولة للتسلية والعبث فقط.

بينما ترى جواهر الفضلي (22 سنة) طالبة جامعية أن المكاتب إذا كانت برعاية جهات حكومية ويعمل عليها ثقات فإنها لا ترى مانعا في ان تتقدم لأحدها، وترى في العادات والتقاليد أنها ستتقبل تلك المكاتب بمرور الزمن، أما حول مواقع الزواج على الشبكة العنكبوتية فهي ترى فيها محاولة للعبث، وترى في قصة زميلتها التي كادت تخسر سمعتها بسبب مشاركتها في احد تلك المواقع جرس تنبيه لها ولغيرها من الفتيات اللواتي قد يقعن فريسة لراغبي الربح المادي على شرف وأعراض الفتيات الساذجات .


70 % من الفتيات السعوديات ينتظرن الزواج

*أشارت دراسة أعدتها وزارة الــتخطـــيط السعودية إلى أن عدد الفتيات اللواتي لم يتزوجن بعد بلغ مليوناً ونصف المليون فتاة، بينهن 63.9 ألف فتاه تجاوزن سن الثلاثين عاما ولم يوفقن في الزواج لأسباب مختلفة.
وتشير نفس المصادر إلى أن %70 من الفتيات السعوديات تأخرن عن الزواج بسبب الإقبال على التعليم، او الانشغال بالوظيفة حيث إن الموظفات السعوديات غير المتزوجات واللواتي تزيد أعمارهن عن 28 سنة كن حوالي %44 .

وفق شروط وضوابط محددة.. مأذونو السعودية يؤيدون مكاتب الزواج

*«المجلة»التقت اثنين من مأذوني الأنكحة في السعودية حول فكرة إيجاد مكتب أو مركز للزواج في السعودية يكون من اهتماماته وأعماله التوفيق بين راغبي الزواج من الجنسين في السعودية على أن تشرف عليه لجنة مختصة من جهة حكومية وأن تكون عمالته وأنشطته ضمن الإطار التطوعي الخيري في المجتمع ويقوم على جمع البيانات والمعلومات عن كلا الطرفين الراغبين في الزواج، فكان لقاؤنا الأول مع مأذون الأنكحة أحمد بن صالح العجلان الذي أكد على كون فكرة مكاتب الزواج فكرة رائدة، ويرى أنها ستحل الكثير من مشاكل العنوسة وغيرها، ويشير إلى الحاجة الماسة إلى تلك المكاتب بقوله:بصفتي مأذونا شرعيا أجد أن الحاجة لذلك ماسة جداً وخاصة في هذا العصر الذي تتباعد فيه الأطراف ووجود المركز أو المكتب في المدينة أو في مكان معين، فإنه يسهل على المتقدمين والمتقدمات التواصل والربط بينهما وأيضاً يساعد الشاب والشابة على توصيل الطرفين وجمعهما مباشرة، ويشير إلى أن هذا الجانب جانب عظيم في الإسلام.

فالزواج أصله من سنن المرسلين وقد أمر الله تعالى به في القرآن الكريم (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)(النور32)

ويضيف:فلما كان الزواج أمره عظيم في الإسلام كان التوصل إليه والسعي إليه فيه خير عظيم وفيه مصلحة للجميع، ويتحدث عن تجربته الشخصية مع عدد من الشباب والفتيات الذين يتصلون به بحثاً عن شريك حياة بقوله:وأنا بصفتي مأذون أنكحة يتصل بي كثير من الشباب والشابات يبحثون عن شريك حياة لهم، فإذا كان هناك مكتب أو مركز خاص بالجمع بينهما فإنه سيغطي أشياء كثيرة ويسهم في انجازات عظيمة.ويضيف:وقد سبق أن اتصلت بي شابة وهي تبكي تقول:أريد أن أتزوج وقد بلغت من العمر إحدى وعشرين سنة.وأخرى تقول:أريد أن أتزوج ولو رجلاً من الشارع.وجميعهن يسألن:هل هناك شباب يتقدمون إليكم يريدون الزواج؟ فأحياناً نقول:نعم.وأحياناً نقول:لا.كذلك الشباب يتصلون بي يبحثون عن فتيات يردن الزواج، ويعلل تلك الاتصالات بقوله:ان المدن والمسافات في الوقت الحاضر تباعدت والناس قل بينهم التواصل ولو كان هناك مركز خاص قائم على هذا المشروع لارتاح الشاب أو الشابة في إيجاد شريك الحياة لكل منهما.

أما عن تخوف الفتيات وأسرهن من تسرب معلومات عنهن وعن أسرهن فيرى أن هذا من وجهة نظره غير وارد لكوننا نعيش في عصر التقدم وعصر الانفتاح والمكاشفة، ووجود المركز أو المكتب وفق شروط وضوابط محددة يرتكز عليها فسيحمي الخصوصية ويضيف: أرى أنه يجب أن يكون في المكتب قسم خاص بالنساء يعمل به عدد من النساء المحتسبات للأجر لمقابلة الفتيات الراغبات بالزواج وأقاربهن من النساء وتدوين بياناتهن أو حتى من قبل ولي أمرهن من الرجال.

ويؤكد العجلان على عدم تعارض عمل تلك المكاتب مع الشرع الإسلامي بقوله:وهذا الأمر لا يتعارض مع الشرع فعمر بن الخطاب رضي الله عنه عرض ابنته حفصة على أبي بكر الصديق وعلى عثمان بن عفان فرفضاها لعلمهما بأن الرسول صلى الله عليه وسلم سبق وأن تحدث حولها، والرسول خطب حفصة وتزوجها وأصبحت أماً للمؤمنين، فإذاً لا مانع أن يعرض الشخص ابنته أو أخته إلى جهة معينة يثق فيها وفي أمانتها ومرجعيتها.

من جهة أخرى تحدث لـ «المجلة» نايف بن محمد الناصر مأذون الأنكحة حول رأيه في إيجاد مكاتب للزواج في السعودية بقوله:أرى أهمية وجودها خاصة مع كبر مساحة المدن وقلة تعارف الناس والتزاور فيما بينهم ولرغبة كثير من الشباب والفتيات أن يكون الزواج من خارج الأسرة أو العائلة.ويضيف:أرى أن مثل هذه المكاتب أفضل وهي تقطع الباب على عدد من ضعاف النفوس الذين بدأوا في المشروع ويرى فيهم أنهم لا يملكون العلم الشرعي والأهلية لمثل ذلك المشروع.يتحدث عن معرفته بأحد الأشخاص وهو يعمل في مثل هذا المشروع وهو ليس متزوجاً أصلاً ـ حسب قوله ـ ويرى أنه لو كان هناك مكتب تشرف عليه جهات خيرية وشرعية لكان أفضل ويضيف:خاصة في ظل وجود من يتصل بنا من الشباب والفتيات الراغبين في الزواج ويبحثون عمن يقبل بالاقتران بهم ولكننا كأفراد لا نتمكن من التوفيق بينهما لكون ذلك يتطلب آلية للعمل يصعب على الفرد الواحد توفيرها أو تطبيقها.

ويشير إلى وجود مكتب للزواج في منطقة القصيم يقوم عليه عدد من الشباب المؤهلين في التوفيق بين الجنسين، وسبق أن أعلن عنه في برنامج من برامج إذاعة القرآن الكريم السعودية تحدثوا عن جهوده وأبرز أعماله .