جون
05-28-2005, 08:05 AM
الإتحاد الإماراتية
كنت دائماً أتساءل، هل الصورة الموجودة الآن، والتي نراها على الأيقونات واللوحات الجدارية للكنائس والكاتدرائيات هي صورة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، هل هي حقيقية؟
أم قريبة الشبه به، أم أن الأوروبيين حاولوا تقريب صورته لأشكالهم، لقد رأيت حوالي ستة أفلام روائية تتحدث عن المسيح عليه السلام وكان الممثل الذي يجسد شخصيته، قريب الشبه مما انطبع في الذهن أو ما رأيناه مرسوماً في الكتب واللوحات بلونه الأشقر وشعره المحنى، في حين أن الحقيقة الغالبة أن السيد المسيح لونه أسمر· منذ صغري وأنا أطرح سؤالا على أساتذة الدين، لماذا لم يحتفظ المسلمون بصورة للرسول محمد (ص) فتكون إجاباتهم أحياناً لا تفي بالغرض وأحياناً أخرى كانت تفتح لي آفاقاً من الأسئلة الأخرى.
ظل هذا السؤال يكبر معي، وتقصيت في الكتب التاريخية والسير والتراجم عن خبر هنا أو حادثة هناك، تثبت أن أحداً حفظ شكل النبي (ص) غير ما نقله الصحابة وتناقله التابعون من بعدهم عن وصفه (ص) شفاهة، حتى قرأت مرة أن الرومان والفرس دسوا بعض فنانيهم بين المسلمين لكي يصوروا النبي (ص) لكنهم لم يفلحوا غير أن أحدهم تمكن من وضع ما يسمى اليوم بالخطوط الأساسية اسكتش لكن هذه الصورة لم تظهر أبداً ولم يحتفظ بها أحد، مما يطرح الشك في صدق هذه الحادثة أو الرواية التاريخية·
إنني أتفهم تماماً لماذا لم يحتفظ العرب والمسلمون فيما بعد بأشكال الآلهة التي كانوا يعبدونها في جاهليتهم، وخاصة آلهتهم الكبرى: اللات ومناة والعزى أو ما يسمون بالغرانيق وهبل وأساف ونائلة ولو على سبيل التوثيق والمحفوظات، لكن لماذا لم يحفظوا صور الصحابة والخلفاء، ربما أول خليفة ظهرت له صورة وتكاد تكون صورة متقاربة، شبيهة به هو الخليفة هارون الرشيد، أما الصور الحقيقية للخلفاء فلم تظهر إلا في العصر العثماني، ولعل اختراع آلة التصوير الفوتوغرافي قد سهل المهمة حتى غدت الصور تزيد في بعض العواصم العربية الآن عن عدد طيورها وما كان يخشاه المسلمون الأوائل من عبادة الفرد، لم يظهر في وقتهم بل بعد مرور 1400 سنة· إن خير وصف للنبي (ص) وصلنا هو ما وصفه به علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:
لم يكن بالطويل الممغط (المتناهي الطول)، ولا بالقصير المتردد (المتراجع، المتناهي في القصر)، كان رُبعة من القوم (بين الطول والقصر)، ولم يكن بالجعد القطط (الشديد الجعودة)، ولا بالسبط (المسترسل لا جعودة فيه)، كان جعداً (الذي فيه التواء وتقبض)، رجلاً (ليس بسبط ولا جعد)، ولم يكن بالمطهم (البائن، الكثير اللحم، أو المنتفخ الوجه أو الفاحش السمن)، ولا بالمكلثم (صغير الذقن أو المستدير الوجه)، أبيض مشرب، أدعج العينين (شديد سواد الحدقة مع سعة فيها)، أهدب الأشفار (كثير شعر حروف الأجفان)، جليل المشاش (العظام)، والكتد (مجتمع الكتفين وهو الكاهل أو أعلى الكتف)، أجرد ذو مسربة (شعر دقيق من الصدر إلى البطن)، شثن الكفين والقدمين (غليظهما شديد القبضة)، إذا مشى يتقلع (يرفع رجله بقوة) كأنما يمشي في صبب (العلو)، وإذا التفت، التفت جميعاً، بين كتفيه خاتم النبوة، أجود الناس صدراً، وأصدقهم لهجة، وألينهم عريكة (هنا··الطبيعة والنفس)، وأكرمهم عشيرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله·
كنت دائماً أتساءل، هل الصورة الموجودة الآن، والتي نراها على الأيقونات واللوحات الجدارية للكنائس والكاتدرائيات هي صورة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، هل هي حقيقية؟
أم قريبة الشبه به، أم أن الأوروبيين حاولوا تقريب صورته لأشكالهم، لقد رأيت حوالي ستة أفلام روائية تتحدث عن المسيح عليه السلام وكان الممثل الذي يجسد شخصيته، قريب الشبه مما انطبع في الذهن أو ما رأيناه مرسوماً في الكتب واللوحات بلونه الأشقر وشعره المحنى، في حين أن الحقيقة الغالبة أن السيد المسيح لونه أسمر· منذ صغري وأنا أطرح سؤالا على أساتذة الدين، لماذا لم يحتفظ المسلمون بصورة للرسول محمد (ص) فتكون إجاباتهم أحياناً لا تفي بالغرض وأحياناً أخرى كانت تفتح لي آفاقاً من الأسئلة الأخرى.
ظل هذا السؤال يكبر معي، وتقصيت في الكتب التاريخية والسير والتراجم عن خبر هنا أو حادثة هناك، تثبت أن أحداً حفظ شكل النبي (ص) غير ما نقله الصحابة وتناقله التابعون من بعدهم عن وصفه (ص) شفاهة، حتى قرأت مرة أن الرومان والفرس دسوا بعض فنانيهم بين المسلمين لكي يصوروا النبي (ص) لكنهم لم يفلحوا غير أن أحدهم تمكن من وضع ما يسمى اليوم بالخطوط الأساسية اسكتش لكن هذه الصورة لم تظهر أبداً ولم يحتفظ بها أحد، مما يطرح الشك في صدق هذه الحادثة أو الرواية التاريخية·
إنني أتفهم تماماً لماذا لم يحتفظ العرب والمسلمون فيما بعد بأشكال الآلهة التي كانوا يعبدونها في جاهليتهم، وخاصة آلهتهم الكبرى: اللات ومناة والعزى أو ما يسمون بالغرانيق وهبل وأساف ونائلة ولو على سبيل التوثيق والمحفوظات، لكن لماذا لم يحفظوا صور الصحابة والخلفاء، ربما أول خليفة ظهرت له صورة وتكاد تكون صورة متقاربة، شبيهة به هو الخليفة هارون الرشيد، أما الصور الحقيقية للخلفاء فلم تظهر إلا في العصر العثماني، ولعل اختراع آلة التصوير الفوتوغرافي قد سهل المهمة حتى غدت الصور تزيد في بعض العواصم العربية الآن عن عدد طيورها وما كان يخشاه المسلمون الأوائل من عبادة الفرد، لم يظهر في وقتهم بل بعد مرور 1400 سنة· إن خير وصف للنبي (ص) وصلنا هو ما وصفه به علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:
لم يكن بالطويل الممغط (المتناهي الطول)، ولا بالقصير المتردد (المتراجع، المتناهي في القصر)، كان رُبعة من القوم (بين الطول والقصر)، ولم يكن بالجعد القطط (الشديد الجعودة)، ولا بالسبط (المسترسل لا جعودة فيه)، كان جعداً (الذي فيه التواء وتقبض)، رجلاً (ليس بسبط ولا جعد)، ولم يكن بالمطهم (البائن، الكثير اللحم، أو المنتفخ الوجه أو الفاحش السمن)، ولا بالمكلثم (صغير الذقن أو المستدير الوجه)، أبيض مشرب، أدعج العينين (شديد سواد الحدقة مع سعة فيها)، أهدب الأشفار (كثير شعر حروف الأجفان)، جليل المشاش (العظام)، والكتد (مجتمع الكتفين وهو الكاهل أو أعلى الكتف)، أجرد ذو مسربة (شعر دقيق من الصدر إلى البطن)، شثن الكفين والقدمين (غليظهما شديد القبضة)، إذا مشى يتقلع (يرفع رجله بقوة) كأنما يمشي في صبب (العلو)، وإذا التفت، التفت جميعاً، بين كتفيه خاتم النبوة، أجود الناس صدراً، وأصدقهم لهجة، وألينهم عريكة (هنا··الطبيعة والنفس)، وأكرمهم عشيرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله·