المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : داء السكري.. قد يتسبب في «بطء حركة المعدة»



كاكاو
02-23-2017, 02:02 PM
http://archive.aawsat.com/2011/09/09/images/health1.639495.jpg

مشكلات المعدة تحدث بسبب تضرر الأعصاب المغذية لها


جدة: د. عبد الحفيظ يحيى خوجة

تصاب المعدة عند مرضى السكري بحالة ضعف عصبي يفقدهم الشهية ويشعرهم بالامتلاء ويؤدي لفقدان الوزن.. فمتى تحدث هذه الحالة؟ وما أعراضها وعلاماتها؟ وهل لها مضاعفات على الجسم؟ وكيف يتم التشخيص؟ وما طرق العلاج؟

تصاب المعدة أحيانا بحالة بطء في حركتها ((Gastroparesis تدعى ضعف أو كسل أو شلل نسبي يصيب عضلات المعدة، فتأخذ المعدة وقتا طويلا جدا لتفريغ محتوياتها إلى الأمعاء الدقيقة. وتحدث هذه الحالة لسبب مجهول عند معظم المرضى، حيث يكون الشخص المصاب خاليا من أي مرض آخر. ويمكن أن تحدث الحالة كأحد مضاعفات داء السكري أو لمرض نفسي كفقدان الشهية العصابي أو لمرض عصبي كمرض «باركنسون» أو لخلل هرموني مثل الغدة الدرقية. وسوف نركز في هذا الموضوع على بطء حركة المعدة الناتج عن داء السكري.

* السكري والمعدة

* عرضت «صحتك» هذه الحالة والتساؤلات حولها على أحد الأطباء المهتمين بهذا المجال، الدكتورة زينب عز الدين خلف استشارية طب أسرة بإدارة الرعاية الصحية الأولية بمحافظة جدة، فأفادت بأن «بطء حركة المعدة» الذي يصيب الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول أو الثاني يحدث بسبب تضرر الأعصاب المغذية للمعدة أو توقفها عن العمل خاصة العصب الحائر (Vagus Nerve) المغذي للمعدة؛ حيث إن له دورا في التحكم في حركة الطعام داخل القناة الهضمية، وبالتالي، يؤدي إلى عدم انتظام حركة العضلات في المعدة والأمعاء فتصبح حركة الطعام بطيئة أو تتوقف.

ويمكن أن يتسبب داء السكري في ضرر العصب الحائر إذا كانت مستويات سكر الدم مرتفعة ولفترة طويلة؛ إذ إن ارتفاع مستوى سكر الدم يسبب تغيرات كيميائية في الأعصاب وضررا في الأوعية الدموية التي تحمل الأكسجين والغذاء للأعصاب.

* أعراض ومضاعفات

* أفادت د. زينب أن أعراض بطء حركة المعدة تتفاوت من مريض لآخر من بسيطة إلى شديدة، وهي تتمثل في: حرقة في الصدر والمعدة، غثيان، قيء الطعام غير المهضوم، الإحساس بالامتلاء المبكر عند الأكل، فقدان الوزن، انتفاخ البطن، عدم انتظام مستوى سكر الدم، فقدان الشهية، الارتجاع المعدي، شد في عضلات المعدة.

يصاب المريض ببطء حركة المعدة بفقدان الوزن أولا، ثم تحدث عنده مضاعفات أخرى، حيث إن بقاء الطعام لفترة طويلة في المعدة يؤدي إلى حدوث مشكلات مثل زيادة نمو البكتيريا نتيجة تحلل الطعام بالإضافة إلى تحول الطعام إلى كتل صلبة مما يؤدي للغثيان والقيء وانسداد في المعدة ومن الممكن أن تصبح الحالة خطيرة إذا ما تسببت هذه الكتل في انسداد مجرى الطعام في الأمعاء الدقيقة.

بطء حركة المعدة قد يجعل من داء السكري أسوأ نتيجة لصعوبة التحكم في مستويات سكر الدم لأنه عندما يتأخر الطعام في المعدة ثم يدخل بعد ذلك في الأمعاء الدقيقة ويمتص يحدث ارتفاع في سكر الدم. كما يجعل بطء حركة المعدة أيضا تفريغها غير متوقع وبالتالي يصبح مستوى السكر في الدم غير منتظم ويصعب السيطرة عليه.

* التشخيص والعلاج

* تقول د. زينب عز الدين إن تشخيص حالة بطء حركة المعدة يتم عن طريق فحوصات عدة، لكن أهمها هو عمل «أشعة باريوم»، حيث يُطلب من المريض الصوم لمدة 12 ساعة وبعد ذلك يشرب سائلا ثخين القوام هو الباريوم الذي يقوم بتغطية جدار المعدة مما يجعلها سهلة الرؤية في فيلم الأشعة. ثم يتم عمل أشعة أخرى بعد 12 ساعة لرؤية محتوى المعدة، حيث إنه من الطبيعي أن تفرغ المعدة محتوياتها بعد هذه المدة، لكن إذا بينت وجود السائل فيرجح تشخيص بطء حركة المعدة.

وأوضحت أن الهدف الأولي لعلاج بطء حركة المعدة هو إعادة السيطرة على مستوى السكر في الدم، علما بأن معظم طرق المعالجة لا تشفي الحالة لأنها مزمنة ولكنها تساعد في التحكم والسيطرة ليصبح المريض أكثر ارتياحا.

ويتضمن العلاج ضبط جرعة الإنسولين، أو الحبوب الدوائية، وتغيير نوعية وتوقيت الطعام، وقد تستخدم التغذية بالأنابيب، أو التغذية الوريدية في الحالات الشديدة.

ويتم ذلك وفقا للآتي:

* أولا، الإنسولين: إذا كان مريض السكري مصابا ببطء حركة المعدة فهذا يعني أن طعامه يمتص ببطء وفي أوقات مفاجئة. وللتحكم في سكر الدم قد نحتاج إلى عمل ما يلي:

- إعطاء جرعة إنسولين بسيطة ومتكررة.

- إعطاء الإنسولين بعد الأكل وليس قبله.

- القيام بقياس السكر في الدم عدة مرات بعد الأكل ويتم أخذ الجرعة عند الحاجة وسيقوم طبيب الرعاية الصحية الأولية بإعطاء النصائح حسب الاحتياجات الخاصة.

* ثانيا، الأدوية: يوجد العديد من الأدوية لعلاج بطء حركة المعدة وقد يستخدم طبيب الرعاية الصحية الأولية أنواعا مختلفة من الأدوية ليصل إلى الدواء الأكثر فعالية مثل:

- ميتوكلوبرامايد Metoclopramide (Reglan) وهذا الدواء يقلص عضلات المعدة لتفريغ الطعام ويقوم بتقليل الشعور بالغثيان والقيء، ويؤخذ من 20 - 30 دقيقة قبل الأكل وعند النوم وله بعض من الأعراض الجانبية مثل التعب العام والنعاس.

- إريثرومايسين Erythromycin وهو عبارة عن مضاد حيوي يقوم بتحسين تفريغ المعدة عن طريق تقليص عضلات المعدة وله بعض الأعراض الجانبية مثل الغثيان والقيء والآلام في البطن.

تغييرات غذائية

* ثالثا، تغيير العادات الغذائية: تغيير نمط وعادات الأكل قد يساعد على التحكم في حالة بطء حركة المعدة، ويقوم طبيب الرعاية الصحية الأولية أو اختصاصي التغذية بإعطاء النصائح الخاصة بذلك، مثل:

- أكل 6 وجبات صغيرة في اليوم بدلا من 3 وجبات كبيرة، أو قد يقترح عدة وجبات سائلة في اليوم حتى يستقر مستوى السكر في الدم.

- وقد يوصي الطبيب بالابتعاد عن الأطعمة العالية الدهون والألياف وذلك لصعوبة هضم الألياف وما تسببه الدهون من بطء الهضم وهو ما لا يحتاجه المريض. ومن أمثلة الأطعمة عالية الألياف التي يصعب هضمها البرتقال والبروكلي؛ فقد يسبب بقاؤها الطويل في المعدة تكوين كتل صلبة.

* رابعا، التغذية بالأنابيب: إذا لم تنجح الوسائل السابقة قد يلجأ الطبيب المعالج إلى عمل جراحة لوضع أنبوب للتغذية في البطن عن طريق الجلد يصل للأمعاء، وبالتالي، يتجاوز مرور الأطعمة على المعدة. وبالطبع، يحتاج المريض للتغذية بسوائل خاصة يسهل امتصاصها من الأمعاء مما يؤدي إلى انتظام سكر الدم كما يمكن استخدام أنابيب التغذية بصورة مؤقتة وعند الحاجة فقط، وعادة تستخدم هذه الوسيلة في الحالات الشديدة.

* خامسا، التغذية الوريدية: هذه الوسيلة تضمن توصيل الغذاء إلى مجرى الدم مباشرة متجاوزا المرور بالجهاز الهضمي، ويتم ذلك بوضع أنبوب رفيع يدعى «قسطرة» في وريد الصدر ومن خلال فتحته الخارجية من الجلد تتم التغذية، ولكي تقوم بعملية التغذية يتم توصيل كيس يحتوي على الغذاء السائل أو الأدوية بالقسطرة وبالتالي تدخل السوائل لمجرى الدم عن طريق الوريد ويتم تحديد نوعية الغذاء السائل عن طريق الطبيب المعالج، وهذه الطريقة تعتبر خيارا بديلا عن التغذية بالأنابيب في الحالات الشديدة.