الفتى الذهبي
02-23-2017, 12:14 AM
لماذا يهاجر الكويتيون؟! (1)
أ. د. هشام العوضي 22 فبراير، 2017
http://alqabas.com/wp-content/uploads/2016/08/Untitled-1-187.jpg
كتبت بعض الصحف مؤخراً عن ظاهرة هجرة الكويتيين، وأشارت إلى أن عدد الكويتيين الذي يقيمون في الخارج بصورة دائمة أو شبه دائمة يصل إلى الآلاف. وذكرت إحصاءات 2005 أن نحو 80 ألف كويتي – عدا الطلبة – يقيمون في الخارج، منهم أطباء وأكاديميون ومستثمرون، والدول التي يهاجرون إليها هي أميركا، وماليزيا والفلبين، والإمارات (دبي)، والمغرب، وفرنسا وبريطانيا. والهجرة بهذا العدد جديدة، لكن ظاهرة الهجرة نفسها ليست كذلك. فالمجتمع الكويتي قد تكوّن أصلاً من الهجرات من نجد والإحساء والبحرين وإيران والعراق. وتستعرض هذه المقالة نماذج من هجرة الكويتيين عبر التاريخ، والأسباب التي دفعتهم إلى الهجرة. وسنلاحظ أن بعض الأسباب انتهت، وبعضها يتكرر الآن بصور أخرى.
في موسوعته الثريّة «الأوائل الكويتية» كتب المؤرخ الفاضل عادل السعدون عن تجربة الشيخ حمود عبدالرزاق العازمي الذي هاجر واستقر في أندونيسيا. وقد وُلِد الشيخ حمود عبدالرزاق حمود مسعد الغربة في فريج العوازم داخل السور، وكان كفيفاً منذ ولادته، ودرس لدى الملا بوظبيان وحفظ القرآن، ثم سافر إلى البصرة مع صاحبه غانم العازمي ودرس العلوم الشرعية لدى علمائها. ومن البصرة سافر الشيخ إلى المحمرة (جنوب غرب إيران) ثم إلى الهند التي عمل فيها بالتطبيب، ثم توجه بعدها إلى جزيرة جاوا في أندونيسيا، حيث يقيم الكثير من العرب. ونزل الشيخ حمود في ضيافة شيخ العرب الشيخ عمر منقوش من أصل حضرمي ومقيم في أندونيسيا من سنوات.
واشتغل الشيخ حمود بتدريس الإسلام للصغار، وبمهنة التطبيب والختان ومعالجة البواسير. وتزوج الشيخ من أندونيسية وأنجب بنتاً، واشتُهِر بين الأندونيسيين بـاسم محمود الرفاعي. فقد كان من عادة الأندونيسيين أن يطلقوا لقب الرفاعي على كل من أتى من الجزيرة العربية، ولأن اسم حمود لم يكن شائعاً أو مألوفاً عندهم فإنهم استبدلوا بـه محمود.
وقد عاد الشيخ حمود إلى الكويت بعد معركة الصريف (1901) التي كانت بين الشيخ مبارك الصباح وابن رشيد أمير منطقة حائل، وذلك كي يطمئن على أهله. ووجد اثنين من أبناء عمومته قد قُتلا في المعركة وأقام سنة في الكويت، عاد بعدها إلى أندونيسيا وبقي فيها مدة طويلة، ثم إلى الكويت في 1924 لفترة قصيرة. بعدها عاد الشيخ إلى بلدته الأندونيسية «بتاوبي» وبقي فيها إلى أن تُوفي في 1928. وللحديث بقية.
أ. د. هشام العوضي
Hesham_Alawadi@
http://alqabas.com/361710/
أ. د. هشام العوضي 22 فبراير، 2017
http://alqabas.com/wp-content/uploads/2016/08/Untitled-1-187.jpg
كتبت بعض الصحف مؤخراً عن ظاهرة هجرة الكويتيين، وأشارت إلى أن عدد الكويتيين الذي يقيمون في الخارج بصورة دائمة أو شبه دائمة يصل إلى الآلاف. وذكرت إحصاءات 2005 أن نحو 80 ألف كويتي – عدا الطلبة – يقيمون في الخارج، منهم أطباء وأكاديميون ومستثمرون، والدول التي يهاجرون إليها هي أميركا، وماليزيا والفلبين، والإمارات (دبي)، والمغرب، وفرنسا وبريطانيا. والهجرة بهذا العدد جديدة، لكن ظاهرة الهجرة نفسها ليست كذلك. فالمجتمع الكويتي قد تكوّن أصلاً من الهجرات من نجد والإحساء والبحرين وإيران والعراق. وتستعرض هذه المقالة نماذج من هجرة الكويتيين عبر التاريخ، والأسباب التي دفعتهم إلى الهجرة. وسنلاحظ أن بعض الأسباب انتهت، وبعضها يتكرر الآن بصور أخرى.
في موسوعته الثريّة «الأوائل الكويتية» كتب المؤرخ الفاضل عادل السعدون عن تجربة الشيخ حمود عبدالرزاق العازمي الذي هاجر واستقر في أندونيسيا. وقد وُلِد الشيخ حمود عبدالرزاق حمود مسعد الغربة في فريج العوازم داخل السور، وكان كفيفاً منذ ولادته، ودرس لدى الملا بوظبيان وحفظ القرآن، ثم سافر إلى البصرة مع صاحبه غانم العازمي ودرس العلوم الشرعية لدى علمائها. ومن البصرة سافر الشيخ إلى المحمرة (جنوب غرب إيران) ثم إلى الهند التي عمل فيها بالتطبيب، ثم توجه بعدها إلى جزيرة جاوا في أندونيسيا، حيث يقيم الكثير من العرب. ونزل الشيخ حمود في ضيافة شيخ العرب الشيخ عمر منقوش من أصل حضرمي ومقيم في أندونيسيا من سنوات.
واشتغل الشيخ حمود بتدريس الإسلام للصغار، وبمهنة التطبيب والختان ومعالجة البواسير. وتزوج الشيخ من أندونيسية وأنجب بنتاً، واشتُهِر بين الأندونيسيين بـاسم محمود الرفاعي. فقد كان من عادة الأندونيسيين أن يطلقوا لقب الرفاعي على كل من أتى من الجزيرة العربية، ولأن اسم حمود لم يكن شائعاً أو مألوفاً عندهم فإنهم استبدلوا بـه محمود.
وقد عاد الشيخ حمود إلى الكويت بعد معركة الصريف (1901) التي كانت بين الشيخ مبارك الصباح وابن رشيد أمير منطقة حائل، وذلك كي يطمئن على أهله. ووجد اثنين من أبناء عمومته قد قُتلا في المعركة وأقام سنة في الكويت، عاد بعدها إلى أندونيسيا وبقي فيها مدة طويلة، ثم إلى الكويت في 1924 لفترة قصيرة. بعدها عاد الشيخ إلى بلدته الأندونيسية «بتاوبي» وبقي فيها إلى أن تُوفي في 1928. وللحديث بقية.
أ. د. هشام العوضي
Hesham_Alawadi@
http://alqabas.com/361710/