المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جنرالات أم عارضات أزياء؟ .... نبيه البرجي



طائر
02-16-2017, 05:36 PM
http://static.addiyar.com/storage/attachments/1309/nabih_495435_large.jpg


http://static.addiyar.com/storage/authors/12540721551184445290.jpg

نبيه البرجي - الديار


16 شباط 2017

الشيء الذي لم يقله انه يريد جنرالات على شاكلة عارضات الازياء. هذه المصطلحات لم تدخل البتة اللغة العسكرية. وعد بـ «طائرات جميلة جديدة، وبتجهيزات جميلة جديدة».

دونالد ترامب لم يكن يتحدث عن الجيش الافغاني ولا عن الجيش العراقي. كيف يمكن لنا ان نتصور كل ذلك التخلخل في الجيش الاميركي والعالم مبهور بين طائرات «الشبح» بشكلها المهيب والراعب،
وطائرات الاباتشي التي على شكل حيوان خرافي هبط للتو من كوكب آخر.

نائب قائد سلاح الجو الجنرال ستيفن ويلسون اعطى صورة فجائية عن وضع هذا السلاح. وصف الاسطول الجوي بـ «الاصغر حجما والاقدم في تاريخنا» والطيارون لا يحلقون ما يكفي للحفاظ على قوة الاداء.

شكوى اخرى من نائب قائد سلاح البحر الجنرال بيل موارن كما ان لنائب قائد مشاة البحرية (المارينز) الجنرال غلين فورد شكواه ايضا من النقص الدراماتيكي في الجاهزية.

لنعلم ان موازنة وزارة الدفاع هي 600 مليار دولار. جوزف ستيغليتز الحائز نوبل في الاقتصاد والذي كان اول من تنبأ بالازمة المالية في عام 2008 قال «هذا الرجل يقودنا الى جهنم».

وسأل «هل هذا كله للدفاع عن اميركا؟». بادئ بدء اين هي حدود اميركا، وهل هي حدود الكرة الارضية ام تتعداها الى الكواكب الاخرى؟

ستيغليتز يحذر من التقويض الكارثي للبنية المالية، والمصرفية، الاميركية «اذا ما حاولنا تصنيع اسلحة وتجهيزات ما فوق الكرة الارضية». هذه لها تكلفتها التي تتعدى الخيال فكيف للاقتصاد الاميركي الذي يواجه الف مشكلة ومشكلة ان يستوعب احتمالات الانهيار؟

العالم الاقتصادي يسخر من كلام ترامب حول ما وصل اليه الروس والصينيون في دفع قوتهم العسكرية الى مستويات قياسية ليقول ان التكنولوجيا العسكرية في الولايات المتحدة اكثر بكثير من ان تكون اسطورية...
اذاً الرئيس الذي تقف كل القوى السياسية والاستخباراتية والمصرفية والصحافية وحتى الهوليوودية، ضده، يريد ان يحمل القوات المسلحة على الوقوف الى صفه....

الطريف قول ستيغليتز ان ترامب يتعامل مع الجنرالات على انهم «ديوك الاحياء». البنتاغون لا يدار بسياسة الاغراء او الاغواء وفي داخله الاراء متضاربة حول مقتضيات التدخل في الامكنة الساخنة.

ذات يوم قالت مادلين او لبرايت ان الثكنات ليست المكان المثالي للجنود، وقالت انها ضد ان «يصبح جنودنا مثل نافخي القرب الاسكتلندية بوجوههم البضة وبثيابهم المزركشة».

زبغنيو بريجنسكي الذي التقى به مرات عدة قال «حقا لم افهم ما في رأسه والى اين يقودنا رأسه». مجلة «ديرشبيغل» الالمانية احتل ترامب غلافها وهو يحمل السيف الذي قطع به رأس تمثال الحرية في نيويورك.

هذا كان يمكن ان يفعله تنظيم الدولة الاسلامية لو وصل الى مانهاتن. هوذا رجل في البيت الابيض لا يفهم اميركا (الا من ليالي لاس فيغاس)، ولا يفهم القيم الاميركية الا من خلال اروقة وول ستريت...

ها هو يتصل بفلاديمير بوتين وشي جينبينغ. اذا لا عدو هناك سوى اية الله خامينئي. وعلى هذا الاساس يفترض بأميركا ان يكون لها جيش ويكتسح ايران كما كان الاباء يجتاحون قرى الهنود الحمر...

رجل لا يدري ان الكرة الارضية اكثر تعقيدا مما يتصور. قد يقطع رؤوسا كثيرة ليسقط رأسه اخيرا. هذا على الاقل ما يقوله جوزف ستيغليتز ومعه بول كروغمان زميله في الاقتصاد وفي نوبل...


http://www.addiyar.com/article/1308257-%D8%AC%D9%86%D8%B1%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D9%85-%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%A1