yasmeen
05-26-2005, 06:51 PM
متعصبون يريدون أن يعيدوا بسيارات المارسيدس اللغة القادمة «على ظهور الجمال»
يتخلى غالبية الاكراد العراقيين عن اللغة العربية لمصلحة الانجليزية، فقد اصبح معظم الشباب اليوم عاجزين عن تكلم وفهم اللغة العربية، مما سيؤدي، على وجه السرعة، الى خلق مشاكل جدية تتعلق بالتعايش مع باقي العراقيين. وقال مدير اكبر ثانوية في مدينة اربيل في شمال العراق، هيني قادر خضر، 42 عاما، لوكالة الصحافة الفرنسية ان «الفرح يغمر طلابنا الـ1442 لتمكنهم من تحصيل العلم بلغتهم، ولم يعودوا يعرفون اللغة العربية».
وفي الواقع، حدثت القطيعة عام 1991 بعد ان حصل الاكراد على الحكم الذاتي، في اعقاب تمردهم في نهاية حرب الخليج. ولم يعد تدريس جميع المواد باللغة العربية الزاميا، كما كان يفرضه الرئيس السابق صدام حسين. واصبحت المواد تدرس باللغة الكردية وتحولت العربية الى لغة ثانوية تدرس اربع او خمس ساعات في الاسبوع، اي اقل بساعة من الساعات المخصصة لتدريس الانجليزية.
واوضح خضر «ان العربية اصبحت عندنا اللغة الثالثة. فالتلاميذ يفضلون اللغة الانجليزية لاعتبارهم ان العربية لغة الحكم القمعي (ورمز) الفظائع التي ارتكبها النظام السابق».
وادى ذلك الى تعقيد الوضع في كردستان العراق، حيث يتكلم الناس لهجتين مختلفتين، السورانية والكرمنجية، ولا يزال التواصل بين كبار السن في مختلف المناطق يتم باللغة العربية. واكد عبد الله ياسين، 35 عاما، الذي يدرس اللغة العربية منذ 11 عاما، «ان المستوى متدن جدا ولا يمكن لأي من التلاميذ ان يدعي القدرة على التعبير بشكل جيد في صفوف البكالوريا». وقال انه ليس لديه حجج لاقناع الشباب بتعلم اللغة العربية، موضحا «في كل صف 73 تلميذا والكتب المدرسية مثيرة لنفورهم لانها تركز على القواعد على حساب التعبير والمحادثة».
ورافق التعليم بالكردية تغيير جذري في كتب التاريخ والجغرافيا التي كانت سائدة في عهد صدام حسين. وقال صباح عرم، 55 عاما، وهو خبير يشارك في اعادة النظر في الكتب المدرسية بطلب من وزارة التربية في حكومة منطقة الحكم الذاتي «لم تأت هذه الكتب في السابق على ذكر كردستان. فكان التلاميذ يعرفون تاريخ وجغرافيا جميع البلدان العربية ولا يعرفون منطقتهم». واضاف «أما اليوم، فالتلاميذ يدرسون ويتعرفون اولا على منطقتهم، ثم على العراق واخيرا على بقية بلدان العالم». والحكومة العراقية تعترف بشهادة البكالوريا التي تمنح في كردستان. وفي جامعة صلاح الدين في اربيل، لا يعير الطلاب اهتماما كبيرا للغة العربية. وبرر ذلك عميد كلية اللغات علي محمود جوكل بقوله «كنا على خلاف مع العرب طيلة 1400 سنة. لغتهم لغة الجلادين، اما اللغة الانجليزية فهي لغة الحداثة والعولمة»، والارقام نفسها تتحدث: هناك 999 طالبا يتعلمون الانجليزية و555 اللغة الكردية و359 اللغة العربية.
وصرح الاستاذ المساعد في الكلية طاهر مصطفى، 42 عاما، بان «الذين يدرسون اللغة العربية مرغمون على ذلك، لانهم لم يحصلوا على علامات كافية ليتمكنوا من اختيار اللغة الانجليزية، او لاسباب دينية لانهم يريدون فهم القرآن الكريم او لانهم يريدون ان يعملوا وسطاء بين المنطقة الكردية وباقي المناطق العراقية».
ومن ناحيته قال سلام خوشناو، عميد كلية العلوم الانسانية في جامعة صلاح الدين وحامل شهادة دكتوراه في التاريخ الاسلامي، وهو الوحيد الذي تحدث بعربية ممتازة «من المقلق ان نسمع بانه يجب التوقف عن تعلم اللغة العربية. وثمة متطرفون يطالبون حتى بأداء الصلوات بالكردية. والبعض الآخر وهو اكثر تطرفا، يتجاسر على القول ان العرب بعثوا الينا لغتهم على ظهر الجمال وانه يجب ان نعيدها اليهم في سيارات مرسيدس». واختتم قائلا: «لا شك في اننا عانينا في عهد صدام حسين، ولكن نحن مجموعة من المثقفين نحارب هذه العقلية ونشرح انه لا بد من التعايش مع المحيط. ومحيطنا عربي ولذلك لا بد من الاعتراف بهذه اللغة».
يتخلى غالبية الاكراد العراقيين عن اللغة العربية لمصلحة الانجليزية، فقد اصبح معظم الشباب اليوم عاجزين عن تكلم وفهم اللغة العربية، مما سيؤدي، على وجه السرعة، الى خلق مشاكل جدية تتعلق بالتعايش مع باقي العراقيين. وقال مدير اكبر ثانوية في مدينة اربيل في شمال العراق، هيني قادر خضر، 42 عاما، لوكالة الصحافة الفرنسية ان «الفرح يغمر طلابنا الـ1442 لتمكنهم من تحصيل العلم بلغتهم، ولم يعودوا يعرفون اللغة العربية».
وفي الواقع، حدثت القطيعة عام 1991 بعد ان حصل الاكراد على الحكم الذاتي، في اعقاب تمردهم في نهاية حرب الخليج. ولم يعد تدريس جميع المواد باللغة العربية الزاميا، كما كان يفرضه الرئيس السابق صدام حسين. واصبحت المواد تدرس باللغة الكردية وتحولت العربية الى لغة ثانوية تدرس اربع او خمس ساعات في الاسبوع، اي اقل بساعة من الساعات المخصصة لتدريس الانجليزية.
واوضح خضر «ان العربية اصبحت عندنا اللغة الثالثة. فالتلاميذ يفضلون اللغة الانجليزية لاعتبارهم ان العربية لغة الحكم القمعي (ورمز) الفظائع التي ارتكبها النظام السابق».
وادى ذلك الى تعقيد الوضع في كردستان العراق، حيث يتكلم الناس لهجتين مختلفتين، السورانية والكرمنجية، ولا يزال التواصل بين كبار السن في مختلف المناطق يتم باللغة العربية. واكد عبد الله ياسين، 35 عاما، الذي يدرس اللغة العربية منذ 11 عاما، «ان المستوى متدن جدا ولا يمكن لأي من التلاميذ ان يدعي القدرة على التعبير بشكل جيد في صفوف البكالوريا». وقال انه ليس لديه حجج لاقناع الشباب بتعلم اللغة العربية، موضحا «في كل صف 73 تلميذا والكتب المدرسية مثيرة لنفورهم لانها تركز على القواعد على حساب التعبير والمحادثة».
ورافق التعليم بالكردية تغيير جذري في كتب التاريخ والجغرافيا التي كانت سائدة في عهد صدام حسين. وقال صباح عرم، 55 عاما، وهو خبير يشارك في اعادة النظر في الكتب المدرسية بطلب من وزارة التربية في حكومة منطقة الحكم الذاتي «لم تأت هذه الكتب في السابق على ذكر كردستان. فكان التلاميذ يعرفون تاريخ وجغرافيا جميع البلدان العربية ولا يعرفون منطقتهم». واضاف «أما اليوم، فالتلاميذ يدرسون ويتعرفون اولا على منطقتهم، ثم على العراق واخيرا على بقية بلدان العالم». والحكومة العراقية تعترف بشهادة البكالوريا التي تمنح في كردستان. وفي جامعة صلاح الدين في اربيل، لا يعير الطلاب اهتماما كبيرا للغة العربية. وبرر ذلك عميد كلية اللغات علي محمود جوكل بقوله «كنا على خلاف مع العرب طيلة 1400 سنة. لغتهم لغة الجلادين، اما اللغة الانجليزية فهي لغة الحداثة والعولمة»، والارقام نفسها تتحدث: هناك 999 طالبا يتعلمون الانجليزية و555 اللغة الكردية و359 اللغة العربية.
وصرح الاستاذ المساعد في الكلية طاهر مصطفى، 42 عاما، بان «الذين يدرسون اللغة العربية مرغمون على ذلك، لانهم لم يحصلوا على علامات كافية ليتمكنوا من اختيار اللغة الانجليزية، او لاسباب دينية لانهم يريدون فهم القرآن الكريم او لانهم يريدون ان يعملوا وسطاء بين المنطقة الكردية وباقي المناطق العراقية».
ومن ناحيته قال سلام خوشناو، عميد كلية العلوم الانسانية في جامعة صلاح الدين وحامل شهادة دكتوراه في التاريخ الاسلامي، وهو الوحيد الذي تحدث بعربية ممتازة «من المقلق ان نسمع بانه يجب التوقف عن تعلم اللغة العربية. وثمة متطرفون يطالبون حتى بأداء الصلوات بالكردية. والبعض الآخر وهو اكثر تطرفا، يتجاسر على القول ان العرب بعثوا الينا لغتهم على ظهر الجمال وانه يجب ان نعيدها اليهم في سيارات مرسيدس». واختتم قائلا: «لا شك في اننا عانينا في عهد صدام حسين، ولكن نحن مجموعة من المثقفين نحارب هذه العقلية ونشرح انه لا بد من التعايش مع المحيط. ومحيطنا عربي ولذلك لا بد من الاعتراف بهذه اللغة».