المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اختطاف 3 نواب سودانيين من برلمان احدى الولايات السودانية



yasmeen
05-26-2005, 06:49 PM
السودان: اختطاف 3 نواب من برلمان ولاية البحر الأحمر

تنظيمات مسلحة من دارفور والشرق تتبنى العملية

الخرطوم: اسماعيل ادم

تعرض ثلاثة من قيادات برلمان ولاية البحر الاحمر (شرق السودان) وعنصران من الشرطة المحلية، الى عملية اختطاف من قبل مسلحين مساء اول من امس، تبنته تنظيمات مسلحة في شرق وغرب السودان. واختطف النواب الثلاثة عصر اول من امس اثناء عودتهم من مدينة كسلا (شرق) حيث شاركوا في مؤتمر حكومي حول التنمية. وذكر بيان صادر من الشرطة ان حركة العدل والمساواة المسلحة في دارفور هي التي نفذت عملية الاختطاف. واعلن بيان صادر عن ما يسمى بـ«اعلام جبهة الشرق» (معارض) ان الاختطاف تم بمداهمة من قوة مشتركة من حركة العدل والمساواة وقوات جبهة شرق السودان المكونة من تنظيمي «مؤتمر البجة» و«الاسود الحرة»، ردا على «مؤتمر المهزلة الذي حشد له نظام الكبت والارهاب في الخرطوم اعوانه وابواقه» في مدينة كسلا، في اشارة الى مؤتمر نظمته الحكومة في المدينة وانهى اعماله اول من امس حول التنمية في شرق البلاد.

وادعى البيان ان عدد القتلى من الجانب الحكومى في الهجوم 15 عسكريا بينهم عدد من الضابط الاداريين. وقال ان «القوة المهاجمة قطعت الطريق الرئيسي الذى يربط الخرطوم والميناء الرئيسي للبلاد بمدينة بورتسودان على البحر الاحمر من الثانية عشرة ظهرا وحتى الثالثة.

وقال والي كسلا الفريق فاروق حسن محمد نور ان الاختطاف تم بالقرب من منطقة صغيرة في الطريق الرابط بين بورتسودان وكسلا تسمى «امادام» (120 كيلومتراً شمال كسلا) مستغلين ما لا يقل عن 12 عربة لاندكروزر مسلحة بمدافع الدوشكا.

اما والي البحر الاحمر حاتم الوسيلة، فقال ان الاختطاف كان يستهدف وفد ولاية البحر الاحمر المشارك في ملتقى ابناء شرق السودان الذي انهى اعماله أمس بمدينة كسلا. وذكر ان المسلحين اقتادوا المختطفين وهم: رئيس لجنة الخدمات بالمجلس التشريعي محمد عثمان، ورئيس اللجنة الاقتصادية تاج السر وداعة، وعضو المجلس عيسى العمدة، وافراد الشرطة الرقيب محمود محمد حامد، ومرابط احمد ادروب، ناحية الحدود الاريترية. وابان الوالي ان اتصالات شعبية تمت اكدت ان المختطفين الخمسة بصحة جيدة.

وقال ان المعلومات التي توافرت لاجهزته اكدت ان «المتمردين كانوا يخططون لعمل عدائي كبير ضد الوفد» مؤكداً ان الحكومة عملت على تأمين الوفد الذي وصل بالفعل الى مدينة بورتسودان بشكل جيد، موضحاً ان المختطفين كانوا آثروا السفر قبل الوفد مما عرضهم للهجوم.

وقال الوالي ان المجموعة التي نفذت الهجوم استولت على العربة التي كان اعضاء المجلس التشريعي يستغلونها من طراز لاندكروزر بعد ان انزلت السائق كما استولت على سيارة «بوكس» تابع لاحد المغتربين الذي نهبته، مشيراً الى انهم استوقفوا عدداً من السيارات. واعتبر الوالي الحادثة جريمة نكراء، وقال انها لن تحل قضايا شرق السودان.

وقال الوسيلة ان الحادث يهدف لاحداث فرقعة اعلامية تغطي على الانجاز الكبير الذي تم في ملتقى ابناء شرق السودان الثاني، واكد ان الاوضاع في ولايته مستقرة وان الحادث يعتبر محدوداً واكد مقدرة ويقظة الاجهزة الامنية. من جهتها تعهدت الحكومة السودانية بتقديم معونة للقبائل الشرقية في ختام يومين من المحادثات التي تهدف الى نزع فتيل صراع في منطقة تعد مهمة لصناعة النفط في البلاد. وقال وزير المالية الزبير احمد الحسن ان الحكومة ذكرت انها ستخصص نحو 88 مليون دولار للتنمية على مدى ثلاث سنوات وإعادة بناء البنية التحتية في المنطقة التي تضم بورتسودان. ويمتد خط انابيب النفط الرئيسي في السودان من المناطق المنتجة للنفط في وسط البلاد الى بورتسودان على البحر الاحمر مما يجعل المنطقة مهمة لصناعة النفط المتنامية.

وشكت بعض الوفود من ان الحكومة لم تفهم شكاواها او تعالج مخاوفها. وقال صالح مندار رئيس اتحاد العمال في ولاية البحر الاحمر بعد المحادثات انه يتعين ان تكون هناك خطة اوضح وليس مجرد تبادل للاراء كما حدث. واضاف لوكالة رويترز ان الشرق مشكلة سياسية وليس مسألة تنمية فحسب وعلى الحكومة ان تعترف بذلك. وقال انه يريد المزيد من المشاركة في خطط الحكومة.

ويقول محللون ان شرق السودان الذي يتاخم اريتريا يمكن ان يصبح نقطة التوتر التالية في البلاد والخرطوم عازمة على وأد اي تمرد في المهد بعد ان جرى تسوية نزاع مع «متمردي الجنوب» بعد 21 عاما من الصراع. ويشكو «متمردو مؤتمر البجة» في الشرق من ان الحكومة المركزية تهمل منطقتهم وهي تهمة لها اصداء لا تنذر بخير فقد بدأ مسلحون في منطقة دارفور الغربية تمردا دمويا من ثلاث سنوات بسبب شكوى مماثلة. ووقعت خلافات في اليوم الاول من المحادثات واحتدمت اول من امس مع تصايح الوفود بعضها في وجه بعض بشأن اختيار متحدث. وشكت منى ابريز وهي سيدة اعمال من بورتسودان من الافتقار الى مشاركة النساء اللائي لم يدع منهن للحديث الا اثنتان على الرغم من وفدهن الكبير. وقالت «نريد ان يتم شيء بشأن ازالة الالغام الارضية على طول الحدود التي زرعت اثناء الحرب.

ويجب ان يكون هناك شيء محدد بشأن الامصال الصحية والمساعدة المالية للاسر التي تضررت بالحرب». ولكنها قالت ان احتدام الخلافات هو دليل على الديمقراطية في العمل عشية انتهاء الحرب في الجنوب ووصول المتمردين السابقين الى الخرطوم لتولي وظائف حكومية في ظل اتفاق السلام في يناير. وقالت «هناك حرية حقيقية للتعبير عن نفسك بديمقراطية حقيقية. هذه هي اول مرة اشهد ذلك في الشرق».