سمير
05-26-2005, 06:32 PM
حسين شبكشي
http://www.asharqalawsat.com/01common/teamimages/338-shabukshi.gif
هناك عدد كبير من مفردات الترهيب والتمزيق في المجتمعات والأمم، وهي جميعها أدوات لإحداث الفتن والمشاكل والأزمات في المجتمعات على أقل تقدير.
وسعوديا عانينا ولا نزال نعاني مر المعاناة من آفة الفكر التكفيري الذي انتشر واستفحل في الجسد الوطني بشكل يدعو للرعب ويثير الكثير من الهواجس والقلق. وباتت مفردات التكفير تلاحق كل ما هو يعتقد بأنه مخالف. مخالف طبعا لنموذج معين وقالب فكري معين.
وبعد سنين من ممارسة هذا النوع من الترهيب الفكري حدثت سلسلة من الاحتجاجات وموجات من النقد ضد هذا النهج وحدثت بالتالي مراجعات وتأن في استخدام مفرد ومصطلح التكفير نفسه وكأنها ممارسة لتقية جديدة وبدعة غريبة! والآن يجيء تصريح لأحدهم يتهم فيه بعض الكتاب اللبراليين السعوديين بتهمة «العمالة» وهو بذلك يخونهم ويشكك في انتمائهم والتزامهم ومصداقيتهم.
فهل يا ترى من الصالح العام استمرار سجال من «هذا النوع»؟ لأنه في حالة الاستمرار في السجال لن يكون مستغربا أن يحاول الطرف المتهم بتوجيه الادعاء بأن من يلقون تهم التكفير عملاء للخوارج وأن موجهي تهم التخوين هم عملاء للبعث مثلا!!
ليس من المقبول أن يكون نتاج جولات وسجالات من المواجهة والمصارحة والمكاشفة الصادقة والصدوقة التي تبحث في علل وأمراض الحالة الاجتماعية السعودية هو مجرد تغيير مفردات لغوية وابدالها من خانة الخروج من الدين الى خانة أخرى فقط ، وتبقى طبعا الغاية واحدة وهي وضع الطرف الآخر في خانة ينظر اليها بالشك والريبة والحذر والقلق، مفرزة بالتالي مجتمعا مليئا بالعلل.
أسلوب ادعاء الاطلاع على القلوب وشقها ومعرفة النوايا باليقين وبالتالي الحكم على الانسان هو اسلوب الاعتقاد بمعرفة بواطن الأمور وعلومها، وهو أمر لا يمكن تصديقه ولا قبوله وحتما ولا العمل به وعلى أساسه. هذا النوع من السجال ليس فيه فقط تأجيج للصراعات والخلافات ولكن فيه اساءة ظن هائلة لا ينتمي للخلق المحمدي ونهجه الشريف، على صاحبه أزكى صلاة وأتم تسليم، ولا يمكن التعليق عليه سوى بـ «عيب»!
hussein@asharqalawsat.com
http://www.asharqalawsat.com/01common/teamimages/338-shabukshi.gif
هناك عدد كبير من مفردات الترهيب والتمزيق في المجتمعات والأمم، وهي جميعها أدوات لإحداث الفتن والمشاكل والأزمات في المجتمعات على أقل تقدير.
وسعوديا عانينا ولا نزال نعاني مر المعاناة من آفة الفكر التكفيري الذي انتشر واستفحل في الجسد الوطني بشكل يدعو للرعب ويثير الكثير من الهواجس والقلق. وباتت مفردات التكفير تلاحق كل ما هو يعتقد بأنه مخالف. مخالف طبعا لنموذج معين وقالب فكري معين.
وبعد سنين من ممارسة هذا النوع من الترهيب الفكري حدثت سلسلة من الاحتجاجات وموجات من النقد ضد هذا النهج وحدثت بالتالي مراجعات وتأن في استخدام مفرد ومصطلح التكفير نفسه وكأنها ممارسة لتقية جديدة وبدعة غريبة! والآن يجيء تصريح لأحدهم يتهم فيه بعض الكتاب اللبراليين السعوديين بتهمة «العمالة» وهو بذلك يخونهم ويشكك في انتمائهم والتزامهم ومصداقيتهم.
فهل يا ترى من الصالح العام استمرار سجال من «هذا النوع»؟ لأنه في حالة الاستمرار في السجال لن يكون مستغربا أن يحاول الطرف المتهم بتوجيه الادعاء بأن من يلقون تهم التكفير عملاء للخوارج وأن موجهي تهم التخوين هم عملاء للبعث مثلا!!
ليس من المقبول أن يكون نتاج جولات وسجالات من المواجهة والمصارحة والمكاشفة الصادقة والصدوقة التي تبحث في علل وأمراض الحالة الاجتماعية السعودية هو مجرد تغيير مفردات لغوية وابدالها من خانة الخروج من الدين الى خانة أخرى فقط ، وتبقى طبعا الغاية واحدة وهي وضع الطرف الآخر في خانة ينظر اليها بالشك والريبة والحذر والقلق، مفرزة بالتالي مجتمعا مليئا بالعلل.
أسلوب ادعاء الاطلاع على القلوب وشقها ومعرفة النوايا باليقين وبالتالي الحكم على الانسان هو اسلوب الاعتقاد بمعرفة بواطن الأمور وعلومها، وهو أمر لا يمكن تصديقه ولا قبوله وحتما ولا العمل به وعلى أساسه. هذا النوع من السجال ليس فيه فقط تأجيج للصراعات والخلافات ولكن فيه اساءة ظن هائلة لا ينتمي للخلق المحمدي ونهجه الشريف، على صاحبه أزكى صلاة وأتم تسليم، ولا يمكن التعليق عليه سوى بـ «عيب»!
hussein@asharqalawsat.com