فاطمي
05-22-2005, 11:42 AM
35% من أسبابه قد تكــون وراثية وعلاجه أصبح سهلا
في السابق كان مرض الوسواس القهري يعد من الامراض النفسية النادرة التي يعانيها البعض ولا يستجيبون للعلاج، لذلك كان الاعتقاد السائد لدى البعض انه، عمل الشياطين التي تمارس تأثيرها من خلال الايحاء للشخص ودفعه الى المعاناة، فهو يأتي على هيئة افكار او حركات او خواطر او تصورات او نزعات متكررة ذات طابع بغيض، عادة ما يرفضها الفرد ويسعى الى مقاومتها لأنه يدرك تماما انها خاطئة لا معنى لها. وللاسف لا يملك الشخص الا الاستمرار فيها فيفشل في اغلب الاحيان في منعها ثم يتألم ويزداد قلقه وتشتد معاناته خاصة اذا تذمر من حوله اولاموه على وساوسه اعتقادا ان ما اصابه كان لضعف ايمانه فتمكن الشيطان منه وتغلب عليه فيزداد وسواسه سوءا ويصبح الموسوس في دائرة مغلقة من قلق وسواس فينتهي به المطاف الى انهيار او اكتئاب حاد او خوف شديد من فقدان عقله او فقدان من حوله لعدم قدرتهم على تحمل تصرفاته او تفكيره او المزيد من اعماله.
اما الآن فالوسواس القهري يعتبر سمة للقلق النفسي الشديد نتيجة للضغوطات العصبية والاحباطات المريرة التي يعانيها الفرد، واصبح من الامراض النفسية شائعة الانتشار ولم يعد يكتّم عليه كما اصبح العلاج متوافرا مع التطور الطبي الكبير في ابحاث الطب النفسي.
> ما الوسواس القهري؟
- معنى الوسواس القهري ان المرض يؤدي الى تكرار المريض عملا معينا او سيطرة فكرة محددة على عقله بحيث لا يستطيع ان يتوقف عن ذلك رغما عنه مهما حاول مقاومة الاستمرار في هذا العمل او التفكير فيه. ووصف بالقهري لأن المريض لا يمكنه ان يتخلص من الوسواس مهما كانت ارادته على رغم اقتناعه بأنه شيء وهمي وغير واقعي ولا مبرر له، ومثال على هذا المرض تكرار غسل المصلي لعضو من اعضائه اثناء الوضوء او تكرار الوضوء كاملا او اعادة التطهر من النجاسة عدة مرات على رغم ادراكه انه مخطئ في فعله ذلك، لكن هناك ما يدفعه جبرا الى اعادة الفعل مرات عديدة، احتياطا من ان يكون قد نسي أنه لم يفعل ذلك ومثال آخر تكرار غسل اليدين مرات عديدة بعد لمس جسم ما على رغم عدم وجود حاجة الى غسل اليدين او كان يكفيه غسلهما مرة واحدة لكن هناك ما يدفعه الى ذلك الفعل بسبب الافكار التي تهيمن على عقله من انه ربما تجرثمت يداه بسبب ذلك الفعل فيعيد غسلهما عدة مرات.
ومثل ثالث هو تكرار فكرة، او هاجس ما، لا تقوم على منطق مثل احساس احدهم بأن زوجته تعد طالقا منه اذا باع تلك البضاعة من متجره وعلى رغم ادراكه ان هذا غير صحيح الا ان تكرار تلك الفكرة وعدم قدرته على دفعها يثير القلق في نفسه.
الأسباب
إلى الآن لا توجد اسباب محددة لتلك الحالة المرضية النفسية، وان وجدت بعض الدراسات الحديثة على ما يقارب 50% من الحالات تبدأ الاعراض فيها عقب التعرض لمشكلات او ضغوط نفسية نتيجة وفاة شخص عزيز على سبيل المثال او التعرض لموقف خوف كالتهديد لدى السيدات عقب زواج الرجل بزوجه اخرى او التعرف لضغوطات مادية كبيرة... الخ.
عموما هناك نسبة كبيرة من الحالات لا يمكن التوصل فيها الى سبب مباشر يرتبط مع بداية المرض، كما ان الكثير يتعرض لمثل هذه المواقف ولا يترتب عليها اي اضطراب نفسي مرضي، ولقد وجدت بعض النظريات التي تؤكد ان العامل الوراثي وراء هذا المرض، حيث ان 35% من اقارب المرضى يعانون حالات مشابهة.
وقد ثبت علميا وجود تغييرات كيميائية في بعض المواد التي يفرزها المخ منها «السيروتونين» في مرض الوسواس القهري حيث يسبب نقص تلك المادة ذلك المرض. فضلا عن وجود اشخاص اكثر عرضة لهذا المرض وعادة ما تتسم شخصيتهم بالوسوسة حيث يكون لديهم ميل الى الشك والدقة في اعمالهم وترتيب الاشياء والمبالغة في النظام والنظافة.
واخيرا يميل بعض علماء النفس الى تفسير الوسواس القهري كأنه انعكاس لبعض المشاعر الداخلية والمثال على ذلك ان من يكون لديه شعور داخلي بالقذارة ينعكس ذلك في صورة تكرار مفرط في الاغتسال بحثا عن النظافة، والمشكلة التي تكمن في هذا المرض القهري هي ان المرضى عادة ما يحضرون بأنفسهم، لعرض حالتهم، ولكن بعد مرور فترة غير قصيرة من المعاناة المريرة يكون المريض قد حاول فيها حل مشكلته بنفسه، ولكنه فشل مرات عديدة، وربما يكون المريض غير مقتنع بجدوى العلاج النفسي في علاج علته او بسبب النظرة الاجتماعية السلبية تجاه الطب النفسي او النظرة السائدة ان جميع الوساوس (بما فيه مرض الوسواس القهري)، مصدرها الشيطان وانه عند الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ستخف شدتها. وللأسف، فإن هذا النوع من الوسواس (مرض الوسواس القهري)، لا بد ان يخضع فيه المريض الى العلاج المناسب حينها يمكن ان يبدأ بالعودة الى حالته الطبيعية بعد عدة اسابيع من بدء العلاج.
بعض الحقائق عن العلاج
الوصول الى التشخيص سهل في معظم الحالات، لكن العلاج يتطلب وقتا وجهدا مشتركا من الطبيب والمريض، فضلا عن اهل المريض الذين يجب ان يتفهموا الوضع ويتقبلوه ويساهموا بطريقة ايجابية في الوصول الى نتائج مثمرة في العلاج، كما يجب ان يكون واضحا منذ البداية لكل من المرضى واقاربهم ان العلاج قد يتطلب وقتا، لذلك لا بد من الصبر والمثابرة حتى تظهر النتائج المرجوه.، والعلاج يتكون من الآتي:
> الجزء الاول: العلاج العقاري او الدوائي فلا غنى عنه ويعد اساس العلاج. واحب ان اطمئن من يهمه الامر بأن العلاجات المستخدمة في تداوي مرض الوسواس القهري لا تؤدي الى الادمان على الاطلاق، وان كانت الجرعات في تركيز عال مع طول فترة العلاج الى سنتين او اكثر. فمرض الوسواس القهري يكون في بعض الحالات مزمنا، كمرض السكر وارتفاع ضغط الدم.
فلا بد من استمرارية العلاج، اما المساوئ الجانبية للعلاج فهي محمولة ولا تختلف عن المساوئ الجانبية لأي دواء لمرض عضوي كمرض القلب او الضغط او السكر.
> والجزء الثاني: برنامج علاجي سلوكي لجعل المريض يستدرك حالته ويتقبلها ويتعاون مع الطبيب من اجل تدريبه للسيطرة على الوسواس بدلا من ان يسمح له بالسيطرة عليه.
ولله الحمد فالعلاج الحديث الآمن يحمل املا جديدا لحل تلك المشكلة التي كان مستعصى علاجها منذ زمن غير طويل.
ولا انسى مقولة رجل لي في منتصف الاربعينات بعد ان تحسن من هذا المرض البغيض لخضوعه للعلاج الدوائي والسلوكي، انني لم اذق طعم الراحة منذ خمس عشرة سنة الا اليوم».
الدكتورة دينا عبدالله الرفاعي
أخصائية طب عائلة (دكتوراه ممارسة عامة)
من الكلية الملكية البريطانية للممارسين العامين
في السابق كان مرض الوسواس القهري يعد من الامراض النفسية النادرة التي يعانيها البعض ولا يستجيبون للعلاج، لذلك كان الاعتقاد السائد لدى البعض انه، عمل الشياطين التي تمارس تأثيرها من خلال الايحاء للشخص ودفعه الى المعاناة، فهو يأتي على هيئة افكار او حركات او خواطر او تصورات او نزعات متكررة ذات طابع بغيض، عادة ما يرفضها الفرد ويسعى الى مقاومتها لأنه يدرك تماما انها خاطئة لا معنى لها. وللاسف لا يملك الشخص الا الاستمرار فيها فيفشل في اغلب الاحيان في منعها ثم يتألم ويزداد قلقه وتشتد معاناته خاصة اذا تذمر من حوله اولاموه على وساوسه اعتقادا ان ما اصابه كان لضعف ايمانه فتمكن الشيطان منه وتغلب عليه فيزداد وسواسه سوءا ويصبح الموسوس في دائرة مغلقة من قلق وسواس فينتهي به المطاف الى انهيار او اكتئاب حاد او خوف شديد من فقدان عقله او فقدان من حوله لعدم قدرتهم على تحمل تصرفاته او تفكيره او المزيد من اعماله.
اما الآن فالوسواس القهري يعتبر سمة للقلق النفسي الشديد نتيجة للضغوطات العصبية والاحباطات المريرة التي يعانيها الفرد، واصبح من الامراض النفسية شائعة الانتشار ولم يعد يكتّم عليه كما اصبح العلاج متوافرا مع التطور الطبي الكبير في ابحاث الطب النفسي.
> ما الوسواس القهري؟
- معنى الوسواس القهري ان المرض يؤدي الى تكرار المريض عملا معينا او سيطرة فكرة محددة على عقله بحيث لا يستطيع ان يتوقف عن ذلك رغما عنه مهما حاول مقاومة الاستمرار في هذا العمل او التفكير فيه. ووصف بالقهري لأن المريض لا يمكنه ان يتخلص من الوسواس مهما كانت ارادته على رغم اقتناعه بأنه شيء وهمي وغير واقعي ولا مبرر له، ومثال على هذا المرض تكرار غسل المصلي لعضو من اعضائه اثناء الوضوء او تكرار الوضوء كاملا او اعادة التطهر من النجاسة عدة مرات على رغم ادراكه انه مخطئ في فعله ذلك، لكن هناك ما يدفعه جبرا الى اعادة الفعل مرات عديدة، احتياطا من ان يكون قد نسي أنه لم يفعل ذلك ومثال آخر تكرار غسل اليدين مرات عديدة بعد لمس جسم ما على رغم عدم وجود حاجة الى غسل اليدين او كان يكفيه غسلهما مرة واحدة لكن هناك ما يدفعه الى ذلك الفعل بسبب الافكار التي تهيمن على عقله من انه ربما تجرثمت يداه بسبب ذلك الفعل فيعيد غسلهما عدة مرات.
ومثل ثالث هو تكرار فكرة، او هاجس ما، لا تقوم على منطق مثل احساس احدهم بأن زوجته تعد طالقا منه اذا باع تلك البضاعة من متجره وعلى رغم ادراكه ان هذا غير صحيح الا ان تكرار تلك الفكرة وعدم قدرته على دفعها يثير القلق في نفسه.
الأسباب
إلى الآن لا توجد اسباب محددة لتلك الحالة المرضية النفسية، وان وجدت بعض الدراسات الحديثة على ما يقارب 50% من الحالات تبدأ الاعراض فيها عقب التعرض لمشكلات او ضغوط نفسية نتيجة وفاة شخص عزيز على سبيل المثال او التعرض لموقف خوف كالتهديد لدى السيدات عقب زواج الرجل بزوجه اخرى او التعرف لضغوطات مادية كبيرة... الخ.
عموما هناك نسبة كبيرة من الحالات لا يمكن التوصل فيها الى سبب مباشر يرتبط مع بداية المرض، كما ان الكثير يتعرض لمثل هذه المواقف ولا يترتب عليها اي اضطراب نفسي مرضي، ولقد وجدت بعض النظريات التي تؤكد ان العامل الوراثي وراء هذا المرض، حيث ان 35% من اقارب المرضى يعانون حالات مشابهة.
وقد ثبت علميا وجود تغييرات كيميائية في بعض المواد التي يفرزها المخ منها «السيروتونين» في مرض الوسواس القهري حيث يسبب نقص تلك المادة ذلك المرض. فضلا عن وجود اشخاص اكثر عرضة لهذا المرض وعادة ما تتسم شخصيتهم بالوسوسة حيث يكون لديهم ميل الى الشك والدقة في اعمالهم وترتيب الاشياء والمبالغة في النظام والنظافة.
واخيرا يميل بعض علماء النفس الى تفسير الوسواس القهري كأنه انعكاس لبعض المشاعر الداخلية والمثال على ذلك ان من يكون لديه شعور داخلي بالقذارة ينعكس ذلك في صورة تكرار مفرط في الاغتسال بحثا عن النظافة، والمشكلة التي تكمن في هذا المرض القهري هي ان المرضى عادة ما يحضرون بأنفسهم، لعرض حالتهم، ولكن بعد مرور فترة غير قصيرة من المعاناة المريرة يكون المريض قد حاول فيها حل مشكلته بنفسه، ولكنه فشل مرات عديدة، وربما يكون المريض غير مقتنع بجدوى العلاج النفسي في علاج علته او بسبب النظرة الاجتماعية السلبية تجاه الطب النفسي او النظرة السائدة ان جميع الوساوس (بما فيه مرض الوسواس القهري)، مصدرها الشيطان وانه عند الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ستخف شدتها. وللأسف، فإن هذا النوع من الوسواس (مرض الوسواس القهري)، لا بد ان يخضع فيه المريض الى العلاج المناسب حينها يمكن ان يبدأ بالعودة الى حالته الطبيعية بعد عدة اسابيع من بدء العلاج.
بعض الحقائق عن العلاج
الوصول الى التشخيص سهل في معظم الحالات، لكن العلاج يتطلب وقتا وجهدا مشتركا من الطبيب والمريض، فضلا عن اهل المريض الذين يجب ان يتفهموا الوضع ويتقبلوه ويساهموا بطريقة ايجابية في الوصول الى نتائج مثمرة في العلاج، كما يجب ان يكون واضحا منذ البداية لكل من المرضى واقاربهم ان العلاج قد يتطلب وقتا، لذلك لا بد من الصبر والمثابرة حتى تظهر النتائج المرجوه.، والعلاج يتكون من الآتي:
> الجزء الاول: العلاج العقاري او الدوائي فلا غنى عنه ويعد اساس العلاج. واحب ان اطمئن من يهمه الامر بأن العلاجات المستخدمة في تداوي مرض الوسواس القهري لا تؤدي الى الادمان على الاطلاق، وان كانت الجرعات في تركيز عال مع طول فترة العلاج الى سنتين او اكثر. فمرض الوسواس القهري يكون في بعض الحالات مزمنا، كمرض السكر وارتفاع ضغط الدم.
فلا بد من استمرارية العلاج، اما المساوئ الجانبية للعلاج فهي محمولة ولا تختلف عن المساوئ الجانبية لأي دواء لمرض عضوي كمرض القلب او الضغط او السكر.
> والجزء الثاني: برنامج علاجي سلوكي لجعل المريض يستدرك حالته ويتقبلها ويتعاون مع الطبيب من اجل تدريبه للسيطرة على الوسواس بدلا من ان يسمح له بالسيطرة عليه.
ولله الحمد فالعلاج الحديث الآمن يحمل املا جديدا لحل تلك المشكلة التي كان مستعصى علاجها منذ زمن غير طويل.
ولا انسى مقولة رجل لي في منتصف الاربعينات بعد ان تحسن من هذا المرض البغيض لخضوعه للعلاج الدوائي والسلوكي، انني لم اذق طعم الراحة منذ خمس عشرة سنة الا اليوم».
الدكتورة دينا عبدالله الرفاعي
أخصائية طب عائلة (دكتوراه ممارسة عامة)
من الكلية الملكية البريطانية للممارسين العامين