المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبد حمود محمود: تعرضت لـ150 جلسة تحقيق ولتعذيب نفسي ولم أشهد ضد صدام



yasmeen
05-22-2005, 06:59 AM
محامي سكرتير الرئيس المخلوع يكشف لـ «الشرق الاوسط» تفاصيل لقاءاته مع موكله

بغداد: رعد كامل

أكد محامي الدفاع عن عبد حمود محمود السكرتير السابق للرئيس العراقي صدام حسين، انه التقى بموكله مرتين; كان اللقاء الأول اعتياديا كلقاء أي محام بموكله، أما اللقاء الثاني فقد كان مع لجنة مشكلة من قبل الكونغرس الاميركي. وقال المحامي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ«الشرق الأوسط»: «إن أول لقاء التقيت فيه بموكلي كان في شهر يناير (كانون الثاني) من العام الحالي بعد أن تم تحديد المكان والزمان عند نقطة السيطرة قرب مطار بغداد الدولي، حيث تم تفتيشي ومن ثم استقللت إحدى السيارات الثلاث من نوع همفي والتي كانت مظللة بحيث لا يستطيع احد رؤية أي شيء، وعلى مسافة تراوحت مدتها ما بين 30 و35 دقيقة وصلنا إلى المكان حيث المعتقل الخاص بهم».

ويضيف محامي الدفاع عن محمود قائلا «أوصلني الجنود الأميركيون إلى غرفة بقيت انتظر فيها 30 دقيقة، وبعد هذا الانتظار حضر موكلي، حيث بدأ اللقاء من الساعة العاشرة صباحا وحتى الثانية والنصف بعد الظهر. وبعد ان ألقى موكلي التحية جلسنا وكان البرد آنذاك شديدا، بيد ان موكلي كان يرتدي البيجامة فقط ولم تظهر عليه علامات البرد وفاجأني بالقول: اذا كنت بردانا سأجلب لك قمصلة ترتديها.. فقلت له لا ولكنني كنت بردانا. وبعد ان تبادلت معه الحديث قلت له: الا تشعر بالبرد فأجابني بلا، ثم استطرد عبد قائلا: انا استحم بالماء البارد وفي فصل الشتاء.. وكان نشطا جدا».

وقال المحامي «الاميركيون قالوا لنا إنهم سيتركوننا لوحدنا باستثناء حارس أميركي لا يتحدث حتى العربية، وهنا قال لهم عبد حمود: ان هذا مخالف لاتفاقيات جنيف باعتبار ان الأسير يستطيع ان يلتقي بمحاميه على انفراد وبهدوء من دون ان يتم تسجيل المقابلة، فانا متأكد من أنكم ستسجلون لقاءنا ولكن ذلك لا يهمني لأنني سألتقي بمحامي الدفاع الموكل عني وان حديثنا سيدور حول القضايا القانونية». وأشار المحامي إلى ان موكله لم يتعرض أبدا للتعذيب الجسدي او الضرب وإنما تعرض للتعذيب النفسي.

وأكد المحامي ان موكله تعرض الى 150 جلسة تحقيق من قبل الاميركيين وعرضوه مرتين على جهاز كشف الكذب ووضع في زنزانة انفرادية لمدة ثلاثة اشهر، ولكنه وكما يروي المحامي كان «قويا صبورا.. لم يكن خائفا أبدا وقد بان عليه الثبات، كما انه لم يكن منهارا كما أشيع عنه في الصحف ولم يشهد ضد صدام وإنما كان قوي الشخصية».

وقال المحامي «لقد سألني موكلي عن وضع العراق وما يحصل، فلما أجبته بما يحدث على الأرض تأثر كثيرا وعلق عبد على موضوع اتهامات الصحف له بأنه منهار واعترف على صدام بالقول «انها محاولات يائسة من قبل القوات الأميركية في محاولة للضغط علينا، ولكن مثل هذه الأمور لن تنطلي علينا».

وعن سؤال حول آخر لقاء له بالرئيس صدام حسين وهل يلتقي بالمعتقلين الآخرين، قال المحامي ان موكله اخبره قائلا «لم التق السيد الرئيس منذ يوم 9/4/2003 ولحد هذه اللحظة، إلا أنني متيقن من ان السيد الرئيس معتقل بنفس المنطقة التي نحن موجودون فيها، واعتقد جازما انه قريب جدا منا. أما المعتقلون الـ14 فنحن نلتقي لان غرفنا متجاورة، كما أننا نلتقي في الرياضتين الصباحية والمسائية».

وأشار المحامي إلى ان موكله أجابه على سؤال حول سقوط بغداد بالقول «لقد كنا متوقعين ذلك لان أميركا كانت مصرة على احتلال العراق فضلا عن عدم وجود أي تكافؤ عسكري بيننا وبينهم، ولكننا كنا مهيئين للصفحة الثانية التي تتبع الاحتلال وهي صفحة المقاومة التي اعددنا لها العدة». وقال المحامي ان عبد حمود اخبره قائلا «لقد حدثت بعض الإشكالات التي أحدثت خللا كبيرا سرع من سقوط بغداد»، مشيرا إلى ان موكله اخبره بان الاميركيين عرضوا عليه منصبا في الحكومة مقابل الإدلاء بالمعلومات ولكنه رفض قائلا لهم «ليس همنا الحكم وإنما ان همنا الوحيد هو تحرير العراق من الاحتلال».

أما اللقاء الثاني فكان بحضور أعضاء من الكونغرس الاميركي. وقال المحامي ان لجنة الكونغرس الأميركية سألت موكله حول مذكرة التفاهم «النفط مقابل الغذاء والدواء» وخاصة عن نسبة الـ 10 في المائة من عقود العراق النفطية التي قررتها الأمم المتحدة للعراق وأين كانت تذهب، فأجابهم عبد حمود بالقول «ان هذه المبالغ كانت تذهب كلها إلى البنك المركزي العراقي وتصرف لتجهيز دوائر الدولة بالاحتياجات الضرورية وفق خطة مبرمجة من شأنها تنهض بمستوى الخدمات لتلك الدوائر والتي تنعكس بشكل ايجابي على حياة المواطن، اما مسؤولية الصرف على تلك المبالغ فهي من مسؤولية اللجنة الاقتصادية المشكلة برئاسة طه ياسين رمضان وعضوية محافظ البنك المركزي ووزيري النفط والتجارة».

وأوضح المحامي ان موكله أضاف قائلا «ان لدي تعليمات من السيد الرئيس (صدام) مباشرة ان لا أقوم بأي اتصال لا أنا ولا رئيس ديوان الرئاسة بأية شركة عربية كانت ام أجنبية، كما ان السيد الرئيس ابلغ اللجنة بان يعملوا أي شيء من شأنه خدمة العراق وشعبه». وأشار محامي الدفاع عن عبد حميد إلى ان لجنة الكونغرس الاميركي وجهت لموكله سؤالا مفاده «هل تعلم بان العراق أعطى أموالا او عمولات لأشخاص معينين لكي يعملوا على رفع الحصار عن العراق ؟» حيث أجابهم موكلي بالنفي القاطع قائلا «لم يعط العراق أموالا لأي احد لأنه لا يملك اموالا بالأصل وان الأموال الداخلة والخارجة من والى العراق تقع ضمن مسؤوليات الأمم المتحدة».

وكان محامي الدفاع عن عبد حمود محمود قد التقى موكله قبل اللقاء بلجنة الكونغرس استغرق ساعة تم فيه الاستفسار عن أحوال عائلته وعما يدور في الشارع، كما تم توجيه سؤال حول عرض الفيلم الخاص بتأدية جلال طالباني القسم لتوليه منصب رئاسة الجمهورية على المعتقلين وما هي ردود فعله وفعل المعتقلين الآخرين، فأجاب قائلا «ان هذا الأمر طبيعي ولم نعر له أي اهتمام لأننا نعرف حقيقة الشعب العراقي، كما ان هذا التنصيب طبيعي جدا لان قوات الاحتلال لا تنصب أي شخص في اي منصب الا الذي يعمل معها».