المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثروت الخرباوي : «أمن الدولة» كان يدير «الإخوان» في عهد مبارك والتنسيق وصل حد التجسس لصالح النظام



زهير
12-29-2016, 05:43 AM
ثروت الخرباوي في حوار كشف الأسرار لـ«النهار» (1-2)

«أمن الدولة» كان يدير «الإخوان» في عهد مبارك والتنسيق وصل حد التجسس لصالح النظام

http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2016/12/29/711229_p2901291216_main_New.jpg

القاهرة - أحمد شندي

صفقات كثيرة عقدتها جماعة الإخوان المسلمين مع الدولة المصرية في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك وأسرار كثيرة لم تعلن عنها كشفها المنشق عن الجماعة الدكتور ثروت الخرباوي في حوار جريء اختص به النهار، موضحا أن جهاز أمن الدولة المصري كان يدير جماعة الإخوان ويتحكم بها حتى قبل اندلاع ثورة 25 يناير على عكس ما كان ظاهرا للجميع بأنها جماعة معارضة وقوية وأن الحزب الوطني كان يعقد صفقات سرية كثيرة مع قيادات الجماعة مشيرا إلى أن الانتخابات الرئاسية التي عقدت في 2005 اتفق فيها الحزب الوطني وقتها وتحديدا أحمد عز مع قيادات الإخوان وهم محمد مرسي وخيرت الشاطر وسعد الكتاتني خلال اجتماع عقد في أحد الفنادق الكبرى بمنطقة المعادي واتفقوا على ضرورة المشاركة في الانتخابات وحث الأحزاب على المشاركة تحت شعار أن يكون المسلم ايجابيا وهو ما تم بالفعل مقابل حصول الجماعة على 88 مقعد بمجلس الشعب.

وقال الخرباوي إن جماعة الإخوان التي أدمنت الكذب لا تؤمن بالوطن بل تؤمن بمصالح وأهداف وخطط الجماعة والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، مشيرا إلى أن الفريق أحمد شفيق كان هو الرئيس الشرعي لمصر بفارق 360 ألف صوت عن محمد مرسي إلا أنه تم التخوف من ميليشيات الإخوان ووقوع أحداث دموية في الشارع المصري ولذلك وحماية للمواطنين تم الاتفاق على أن يكون مرسي هو رئيس مصر بسبب ضعف الأحزاب خاصة أن الجماعة بعد ثورة 25 يناير كانت هي الكتلة السياسية الأكثر تنظيما وقوة في مصر.

وقال الخرباوي إنه قرر الانشقاق رسميا عن الجماعة عام 2002 بسبب كذبها ونفاقها وتبنيها مبدأ الصفقات السرية ووصوله لطريق مسدود فكريا تماما معهم خاصة أنه خلال إدارته للجنة الأزمات بالجماعة وتحديدا عام 2001 طالبهم بالوقوف مع سامح عاشور لمنصب نقيب المحامين خلال الانتخابات التي جرت وكان وقتها هو مرشح المعارضة إلا أن جهاز أمن الدولة تدخل وطالب الجماعة بدعم مرشح الدولة رجائي عطية وبالفعل تم الاتفاق على دعمه وهو ما رفضته بشدة لأن الجماعة أصبحت قوة مؤيدة للدولة أكثر من الحزب الوطني نفسه.

وإلى نص الحلقة الأولى من الحوار..

بداية لماذا أخذت قرارك بالانضمام لجماعة الإخوان؟

¶ التقيت خلال دراستي في الجامعة بعدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين ورأيت وقتها فيهم الصورة الذهنية التي كانت متواجدة لدى معظم الشباب المصري والعربي عن الأب وكان العقل قابل تماما للانضمام لجماعة كانت هي الأكثر تنظيما وكان قياداتها عمر التلمساني وعبدالرحمن الجابري يأتون للجامعة في كلية الحقوق في جامعة عين شمس تحديدا ويتحدثون مع الشباب عن التنظيم وعن الإسلام الذي يحتاج لأنصار حتى ينتصر وكانوا يضربون أمثلة كثيرة للشباب عن اضطهاد الدولة لجماعتهم وخاصة في عصر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وكانوا يؤكدون أن الإخوان يمثلون الفكر الصحيح للإسلام وأن الدولة تحاربهم وتحارب الإسلام وقررت الانضمام للجماعة دون أن أقوم بفحص الأفكار التي كانت تروج بسبب العاطفة الدينية القوية، ووالدي للعلم لم يكن عضوا في جماعة الإخوان المسلمين ورأيت في بعض القيادات الإخوانية وقتها السلطة الأبوية وصورة أبي فكان سبب انضمامي بسرعة لتلك الجماعة خلال فترة السبعينيات وتحديدا عام 1977 انضممت للجماعة رسميا، وما ساعد في تلك الفترة على انضمام الآلاف من الشباب المصري لتلك الجماعة هو اتفاقية كامب ديفيد والتي كان يرفضها الكثيرون في مصر وقتها.

متى حصلت على العضوية الرسمية في الجماعة؟

¶ أخذت العضوية الرسمية كأخ في الجماعة بعد 7 سنوات من انضمامي لها وتحديدا عام 1984، والـ7 سنوات كانت سنوات تأهيل لأكون أخ وعضو رسمي فيها.
القتل عبادة!

متى بدأت تشعر باعتناق الإخوان لأفكار ومبادئ خاطئة قائمة على العنف والتخريب؟

¶ تحديدا عام 1992 وحينما قال نائب مرشد الجماعة وقتها مأمون الهضيبي في ندوة عقدت بمعرض الكتاب أن الأعمال التي قام بها التنظيم السري لجماعة الإخوان المسلمين في الأربعينيات من قتل وتخريب ودمار هي عبادة يتقرب بها الجماعة من المولى عز وجل، ووقتها توقفت مع نفسي كثيرا وكان هناك أحاديث كثيرة عن العنف وكان هذا أول مؤشر لي على التفكير في ترك تلك الجماعة، ومشكلتي ومشكلة معظم الأعضاء بالجماعة وقتها أننا كنا نقرأ رسائل حسن البنا بعقلية المحب وليس بعقلية الواعي.

ومع أواخر التسعينات كانت تعقد ندوات خاصة عن الكتائب المسلحة وكان وقتها شيوخ من الإخوان يتحدثون عن أهمية تلك الكتائب كما أنني علمت أيضا أن الجماعة كانت خططت لأكثر من 17 محاولة لاغتيال جمال عبد الناصر خلال أحاديثي مع قيادات الجماعة ولم ينفذ منها سوى محاولتين فقط وهذا الكلام كان صادم جدا بالنسبة لي لأنه في الدروس الأولى التي كانت تقرأ على المنضمين للجماعة بأن حسن البنا تبرأ من الاغتيالات وبدأت أتأكد أن تلك الجماعة تعتمد على القوة وعلى العنف وأن حسن البنا كان يدعو للصدام مع المجتمع وأن جماعة الإخوان يجب أن تعد العدة للصدام، حتى أصبحت أحد المسؤولين في قسم المهنيين في الجماعة وكنت عضوا نشطا في نقابة المحامين المصريين وقتها.

وعام 1999 تم اختياري رئيسا للجنة إدارة الأزمة داخل جماعة الإخوان وكنت المستشار السياسي للمحامين الإخوان وحصل وقتها خلاف بيني وبين مأمون الهضيبي على كيفية إدارة اللجنة والرؤية السياسية لها والتي كانت مخالفة لرؤية الكثير من القيادات الإخوانية وكانت رؤية الإخوان هو عقد صفقات سرية مع الحزب الوطني وأمن الدولة وهو ما رفضته وقلت أنه أمر غير أخلاقي، وأيقنت أن أفكار تلك الجماعة قائمة على استدعاء الخلافة وفكرة الحاكمية والولاء والبراء وكانت أفكار ثابتة، وعام 1999 قررت ترك الجماعة إلا أنني لم أكن أملك القدرة والشجاعة على أن أتركهم أو أن أعلن حتى عن رفضي لأفكارهم.

وفي عام 2001 كتبت عدة مقالات صحافية نشرت في صحف مصرية انتقدت فيها الجماعة وأسلوب إداراتهم داخل الجماعة وتم عقد محاكمات داخلية لي بالجماعة وتلك المقالات كانت مساري الفكري المختلف تماما عنهم وهو ما أكد عليه مرشد الجماعة الدكتور محمد بديع عام 2003 عندما خرج من السجن في قضية النقابات المهنية بقوله أنني تركت الجماعة لأنني اتخذت مسارات فكرية مخالفة لرأي وفكر الجماعة، كما أنني قدمت ورقة سياسية للمرشد العام للجماعة ونائبه قبل أن أترك الجماعة رسميا عام 2002 تطالبهم أن نكون حزب معارض أو حزب مؤيد خاصة أن أمن الدولة كان هو الذي يدير الجماعة وكان ينسق تماما مع قيادات الجماعة في القضايا التي يتهم فيها الإخوان وحتى الجماعة كانت هي التي تحدد لهم الأسماء الإخوانية التي سيتم القبض عليهم في القضايا الخاصة بأمن الدولة مقابل اتفاقات سرية لتحقيق مصالح سياسية وشخصية للجماعة وهو ما أزعجني خاصة أن الإخوان كانوا يعقدون لقاءات كثيرة مع أحزاب معارضة ثم يتراجعون عن القرارات التي تم اتخاذها مع تلك الأحزاب بطلب من أمن الدولة وهو ما جعلهم يقررون محاكمتي رسميا داخل الجماعة.

سجدة الوداع

لماذا قررت الانشقاق رسمياً وترك الجماعة عام 2002 وكتابك وثيقة رافضة لأفكار ومبادئ الإخوان؟
¶ لم أعد احتمل كذبهم ونفاقهم أكثر من ذلك وخاصة خلال إدارتي للجنة الأزمة ومتابعتي لانتخابات نقابة المحامين عام 2001 وطالبت الجماعة بدعم مرشح المعارضة وكان وقتها سامح عاشور إلا أن الجماعة كعادتها كانت ترى أن مصالحها السياسية تقتضي دعم مرشح الدولة للنقابة وقتها وكان رجائي عطية ورفضوا دعم سامح عاشور لأن أمن الدولة طالبهم بدعم رجائي عطية والوقوف معه، وقررت الانشقاق عام 2002 لأنني كنت وصلت لطريق مسدود فكريا معهم ورفضوا الانصياع لأفكاري ثم كتبت وثيقة رافضة تماما لأفكارهم وخاصة الخلافة وقلت لهم أن أمورهم شورى بينهم وليس أمرا مسلما به ولا يجوز الجدال عليه ورفضت أيضا فكرة الحاكمية وقلت أنها فكرة متعسفة في استخدام الآيات القرآنية وانتقدت مشروع الإخوان وأطلقت مشروع آخر في وثيقتي أطلقت عليه المشروع الإسلامي الإنساني وكان محل محاكمة أخرى وقتها، وخلال محاكمتي عام 2002 داخل الجماعة ذهبت لهم ورفضت محاكمتي وقلت لهم من العار عليكم أن تحاكموا ثروت على ما يقوله وتتركون إسرائيل ترتكب مجازر في غزة وكانت إسرائيل تبيد غزة.

وفي أحد أيام شهر سبتمبر عام 2002 وتحديدا في الليل قابلت مأمون الهضيبي في بيته القريب من منطقة ميدان الجامع في مصر الجديدة وأبلغته رسميا بأنني خارج الجماعة بعد حوار طويل وعاصف معه ثم ذهبت للمسجد وسجدت للمولى عز وجل في سجدة أطلقت عليها سجدة الوداع عقب خروجي من منزل الهضيبي لأنهي تماما علاقتي بتلك الجماعة الكاذبة.

ألم تخش الاغتيال بعد قرار الانشقاق عن الجماعة؟

¶ لم أخش الاغتيال لأن الجماعة كانت تحاول أن تظهر أمام المجتمع المصري خلال فترة انشقاقي عنهم بمظهر الوسطية المعتدلة ولو كانت أقدمت على اغتيالي كانت ستؤكد تماما أفكاري وكتاباتي عنهم.
هل كان لك متعاطفين من الجماعة بعد انشقاق عنهم؟

¶ نعم كان هناك الكثير من المتعاطفين والمؤيدين لأفكاري وخاصة من الإخوان من سني تقريبا ولكنهم كانوا لا يستطيعون أن يتخذوا قرار ترك الجماعة لأنه قرار جريء جدا ويحتاج شجاعة كبيرة للغاية فالجماعة بمثابة كمبوند متكامل مغلق على أعضاءه وترك هذا الكمبوند أمر في غاية الشجاعة فالجماعة تقدم دعما كبيرا للمنتمين إليها ماليا ونفسيا واجتماعيا ومسألة الخروج منهم أمر في منتهى الصعوبة، وأذكر أن أحد قيادات الإخوان في الجيزة وكان يدعى فوزي الجزار -رحمة الله- عليه كان رافضا لبعض أفكارهم ولم يكن لديه القدرة على الانشقاق عنهم حتى أجبر على ترك الجماعة وخاصة بعد مقولة زوجته خلال لقاء مع الأخوات أعضاء الجماعة تعليقا على حديث مرشد الجماعة وقتها بشأن أمر ما فقالت ده كبر وخرف، ووصلت أحد عصافير الأخوات الحديث للمرشد وأحضروا وقتها فوزي الجزار وأجبروه على أن يطلق زوجته فرفض وقال لهم إنه ضربها حينما علم بهذه المقولة حتى أجبروه على ترك الجماعة رسميا وكان محاميا وسحبوا من مكتبه جميع القضايا الخاصة بالإخوان وكان يعتمد عليها في دخله ومر بأزمات مالية ضخمة للغاية حتى أصيب بمرض السرطان ووقتها ذهب نجله للإخوان لمساعدة والده في مرضه فرفضوا وقبل أن يدخل الجزار في غيبوبة أنهت حياته قال لي إنه ضيع حياته مع تلك الجماعة التي لم تساعده في مرضه، وتلك الجماعة بالفعل ترفع شعار الإسلام وتمارس غيره تماما وهي جماعة كاذبة.

صفقات سرية

تقول أن جهاز أمن الدولة كان يسيطر فعليا على الجماعة حتى اندلاع ثورة 25 يناير؟

¶ نعم كان أمن الدولة مسيطرا على تلك الجماعة حتى ثورة 25 يناير 2011، وفي عام 2005 حصلت على وثيقة من أحد زملائي السابقين في الجماعة الذي كان متعاطفا معي تفيد بأن الجماعة عقدت اتفاقاً بأحد الفنادق الشهيرة بالمعادي مع م. أحمد عز القيادي في الحزب الوطني وقتها وحضره محمد مرسي وسعد الكتاتني وخيرت الشاطر بحضور أحد مسؤولي أمن الدولة وتم الاتفاق عن عدول جماعة الإخوان عن رفض المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2005، وتم الاتفاق على أن تصدر جماعة الإخوان بيانا تطالب فيه جموع الشعب المصري بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية وتم الاتفاق تماما على أن يذهب الإخوان للمشاركة ومنح صوتهم للرئيس مبارك وبالفعل دعا الإخوان الجميع بضرورة المشاركة في الانتخابات الرئاسية حتى يكون المسلم ايجابيا وتراجعت عن قرارها السابق لها بعدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية، وكان المقابل نجاح 88 إخواني في انتخابات مجلس الشعب وقتها عام 2005، وقلت هذا الكلام كله في مداخلة شهيرة لي عام 2005 مع الإعلامي عمرو أديب على قناة أوربت ووصفت ما حدث بأن جماعة الإخوان مثل الطائر الصغير التي تنظف أسنان التمساح من بقايا الطعام الموجودة بين أسنانه عقب الانتهاء من الأكل ونشرت هذا الأمر في مقالة نشرتها جريدة صوت الأمة.

الرئيس شفيق

تردد إن لجنة الانتخابات الرئاسية بعد ثورة 25 يناير استبعدت خيرت الشاطر مقابل استبعاد المرشح القوي عمر سليمان.. ما حقيقة هذا الأمر؟

¶ نعم جماعة الإخوان اتفقت مع لجنة الانتخابات الرئاسية عقب ثورة 25 يناير على جميع الأمور الخاصة بالانتخابات الرئاسية والتي جاءت بمحمد مرسي رئيسا لمصر وتم الاتفاق أيضا على استبعاد خيرت الشاطر مقابل استبعاد عمر سليمان وقتها، وهو ما جعل الجماعة تضع مرشح احتياطي هو محمد مرسي ليكون منافس المعارضة القوي أمام مرشح القوات المسلحة وقتها أحمد شفيق وتم الاتفاق على أن يكون محمد مرسي رئيس مصر، وتم التعامل مع الجماعة وقتها لأنها كانت القوى الأكثر تنظيما في الشارع المصري بخلاف جميع الأحزاب المصرية التي كانت ضعيفة للغاية والمجلس العسكري لم يكن له اختيار سوى التعاون مع الجماعة -وبسذاجة مفرطة غير مبررة- اقتنعت الأحزاب وقتها بمقولة الإخوان بأنهم لن يشاركوا في الانتخابات الرئاسية وصدقوها بغباء شديد من وجهة نظري وهو كان وهم وكذب من الجماعة عليها فلم تطرح مرشح مدني قوي أمام مرسي وشفيق.

وهذه الانتخابات زورت لصالح محمد مرسي، وكان الفريق أحمد شفيق هو رئيس مصر الشرعي بفارق أكثر من 360 ألف صوت عن مرسي ولكن المجلس العسكري تخوف من حرق مصر وقتها من ميليشيات الإخوان، وحصل شفيق على أصوات جميع المعارضين للإخوان من الحزب الوطني وحصل على أصوات أبناء القوات المسلحة وأصوات جميع الأقباط في مصر وكل الطرق الصوفية أعطت أيضا لأحمد شفيق نظرا لانتمائه لأحد الطرق الصوفية وهم جمهور كبير لا يستهان به أيضا بينما حصل مرسي على أصوات الإخوان وعلى أصوات بعض القوى الثورية وقتها، ولو كان قد تم إعلان فوز شفيق بالرئاسة لكانت قامت حرب أهلية في مصر.

http://www.annaharkw.com/Annahar/Article.aspx?id=711229&date=29122016