جمال
05-22-2005, 06:50 AM
«تكتل أهل السنة» يهدف إلى «لملمة الصفوف» لخوض العملية السياسية المقبلة
بغداد: نعمان الهيمص
أعلنت الهيئات والقوى والمرجعيات السنية العربية في العراق أمس، عن تشكيل تكتل سني يمثل جميع القوى السياسية والدينية والاجتماعية السنية في العراق، يكون هدفه توحيد صفوف السنة وتنظيم مشاركتهم في العملية السياسية المقبلة.
وقال عدنان محمد سلمان الدليمي رئيس ديوان الوقف السني في المؤتمر العام الثاني لأهل السنة في العراق الذي انعقد تحت شعار «من اجل وحدة العراق ودفع المخاطر عنه»، ان تحضيرات كثيرة واجتماعات عديدة سبقت هذا التجمع خلصت جميعها «الى ضرورة عقد هذا المؤتمر لنعلن فيه عن تكوين تكتل أهل السنة في العراق». وأضاف قوله ان هذا التكتل لأهل السنة «تشارك فيه جمهرة من أطيافهم وتجمعاتهم من إسلاميين وعلمانيين وممثلين عن العشائر ومستقلين وضباط متقاعدين وأساتذة جامعيين».
وأضاف الدليمي ان التكتل سيكون هدفه «لملمة صفوف القوى السنية من اجل اتخاذ موقف موحد وتكوين مرجعية سنية تأخذ على عاتقها مسؤولية تمثيل السنة في العملية السياسية للفترة المقبلة بعد ان قاطع السنة العملية السياسية في الفترة الماضية، وهو ما أدى إلى تهميش دورهم وحضورهم السياسي في التشكيلات السياسية والبرلمانية التي شهدتها البلاد في الفترة الماضية».
وقال الدليمي ان «نتائج الانتخابات الماضية أحدثت انقلابا كبيرا في التفكير السياسي عند جماهير أهل السنة ونرى ان الواجب يدعونا إلى المشاركة في العملية السياسية (المقبلة) حفاظا على هوية العراق ووحدته واستقلاله وسيادته، وحفاظا على وجودكم وردعا لمن يريد ان يهمشكم ويقلل من شأنكم». وأكد الدليمي ان التكتل الجديد للسنة سيتبع «كل السبل القانونية.. وسننتزع كل الوسائل لاستخلاص حقوقنا والحفاظ على ثروتنا، ولن يتحقق ذلك إلا إذا اجتمعت كلمتنا وشكلنا قاعدة قوية من أهل السنة عربا وكردا وتركمانا تكون أساسا صلدا للوحدة العراقية الشاملة البعيدة عن الطائفية والعرقية والعنصرية والمحاصصة».
وأعلن مكي حسين الكبيسي ممثل هيئة علماء المسلمين في المؤتمر الذي حضره ممثلون عن أحزاب كردية وتركمانية وممثل عن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية الشيعية في العراق، مباركته لهذا المؤتمر «من اجل توعية أبناء الاكرمين عموما وأهل السنة خصوصا بأهمية المحافظة على أمانة هذا البلد». وأضاف ممثل الهيئة التي تعتبر المرجع الديني للعرب السنة في العراق «ان أول ما نسعى إليه هو إعادة العراق بلدا أمنا مستقلا موحدا». وأكد الكبيسي على أهمية السعي من اجل إنشاء وتكوين «سلطة القانون.. التي نعمل نحن من اجل ان نشترك في صياغتها وكتابة دستورها وإدارة شؤونها».
وعبر طارق الهاشمي الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي والذي مثل السنة في العملية السياسية في البلاد قبل ان ينسحب منها قبيل الانتخابات التشريعية التي جرت في يناير (كانون الثاني) الماضي، عن تأييد الحزب للمشاركة في هذا التكتل. وقال الهامشي ان هذا التجمع رغم انه «اتخذ عنوان أهل السنة والجماعة فانه لا ينبغي ان يفهم خطأ.. تجمعنا ليس لتكريس الطائفية والتخندق وراء المذهبية».
وأضاف الهاشمي في المؤتمر الذي حضرة السكرتير الأول للسفارة الفرنسية في العراق وممثلين عن السفارتين التركية والأردنية، ان هذا التجمع يرسل إشارة هامة للعراقيين جميعا وهي «ان ممثلي السنة لا يستهدفون تأكيد حضورهم السياسي فقط وإنما ليمدوا أيديهم إلى الإخوة من أبناء هذا الشعب وخطابهم هو نفس الخطاب... تعالوا الى كلمة سواء». وألقى عدد آخر من ممثلي الأحزاب الكردية والتركمانية وممثلي بعض التكتلات الدينية والسياسية السنية كلمات أكدت على أهمية تشكيل هذا التكتل من اجل مواجهة التحديات المقبلة والوقوف بثبات أمام التكتلات السياسية الأخرى.
واستنكر المؤتمر في بيانه الختامي المداهمات التي استهدفت بعض المساجد السنية في الفترة الأخيرة وعمليات القتل والاعتقالات التي تعرض لها بعض الأئمة والمصلين في هذه المساجد.
وطلب البيان الختامي من الحكومة المؤقتة «تشكيل هيئة قضائية مستقلة للتحقيق في جرائم القتل التعذيب التي ترتكب بحق المعتقلين والمحتجزين... وإقالة وزير الداخلية». وعقد المؤتمر الذي شارك فيه حوالي ألف شخص بينما أعلن أئمة وخطباء مساجد سنية في العراق الجمعة إغلاق كافة المساجد السنية في البلاد ثلاثة أيام متعاقبة للاحتجاج على الاغتيالات التي طالت أخيرا رجال دين من السنة.
وطالب الشيخ عبد الستار الجنابي نائب أمين عام هيئة الدعوة والإفتاء بتشكيل وفد يفاوض الحكومة الحالية من اجل إيقاف ما وصفه بـ «عمليات القتل الجماعي والاعتقال العشوائي الواقع على أهل السنة». وطالب المسؤولين بمحاسبة قناة «العراقية» لما تبثه «من أخبار كاذبة الغرض منها تشويه سمعة أهل السنة ومساجدهم». وقال صلاح الدين محمد بهاء الدين الأمين العام للحزب الإسلامي الكردستاني «إننا اليوم أمام نتائج ووقائع مؤسفة، انفلات أمني عارم، إرهاب أعمى، تخبط في معالجة الأمن، تشتت أهل السنة في مواجهة تحديات واقع التجزئة الجغرافية السياسية». وأضاف «لا يمكن خوض المعركة على جهات متعددة ولا بد من حسن التعامل ومد جذور العمل المشترك مع المعنيين والمؤثرين، الكرد يجمعهم معكم المذهب، والشيعة تجمعكم معهم القومية، إذن لا بد من البحث عن القواسم المشتركة».
بغداد: نعمان الهيمص
أعلنت الهيئات والقوى والمرجعيات السنية العربية في العراق أمس، عن تشكيل تكتل سني يمثل جميع القوى السياسية والدينية والاجتماعية السنية في العراق، يكون هدفه توحيد صفوف السنة وتنظيم مشاركتهم في العملية السياسية المقبلة.
وقال عدنان محمد سلمان الدليمي رئيس ديوان الوقف السني في المؤتمر العام الثاني لأهل السنة في العراق الذي انعقد تحت شعار «من اجل وحدة العراق ودفع المخاطر عنه»، ان تحضيرات كثيرة واجتماعات عديدة سبقت هذا التجمع خلصت جميعها «الى ضرورة عقد هذا المؤتمر لنعلن فيه عن تكوين تكتل أهل السنة في العراق». وأضاف قوله ان هذا التكتل لأهل السنة «تشارك فيه جمهرة من أطيافهم وتجمعاتهم من إسلاميين وعلمانيين وممثلين عن العشائر ومستقلين وضباط متقاعدين وأساتذة جامعيين».
وأضاف الدليمي ان التكتل سيكون هدفه «لملمة صفوف القوى السنية من اجل اتخاذ موقف موحد وتكوين مرجعية سنية تأخذ على عاتقها مسؤولية تمثيل السنة في العملية السياسية للفترة المقبلة بعد ان قاطع السنة العملية السياسية في الفترة الماضية، وهو ما أدى إلى تهميش دورهم وحضورهم السياسي في التشكيلات السياسية والبرلمانية التي شهدتها البلاد في الفترة الماضية».
وقال الدليمي ان «نتائج الانتخابات الماضية أحدثت انقلابا كبيرا في التفكير السياسي عند جماهير أهل السنة ونرى ان الواجب يدعونا إلى المشاركة في العملية السياسية (المقبلة) حفاظا على هوية العراق ووحدته واستقلاله وسيادته، وحفاظا على وجودكم وردعا لمن يريد ان يهمشكم ويقلل من شأنكم». وأكد الدليمي ان التكتل الجديد للسنة سيتبع «كل السبل القانونية.. وسننتزع كل الوسائل لاستخلاص حقوقنا والحفاظ على ثروتنا، ولن يتحقق ذلك إلا إذا اجتمعت كلمتنا وشكلنا قاعدة قوية من أهل السنة عربا وكردا وتركمانا تكون أساسا صلدا للوحدة العراقية الشاملة البعيدة عن الطائفية والعرقية والعنصرية والمحاصصة».
وأعلن مكي حسين الكبيسي ممثل هيئة علماء المسلمين في المؤتمر الذي حضره ممثلون عن أحزاب كردية وتركمانية وممثل عن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية الشيعية في العراق، مباركته لهذا المؤتمر «من اجل توعية أبناء الاكرمين عموما وأهل السنة خصوصا بأهمية المحافظة على أمانة هذا البلد». وأضاف ممثل الهيئة التي تعتبر المرجع الديني للعرب السنة في العراق «ان أول ما نسعى إليه هو إعادة العراق بلدا أمنا مستقلا موحدا». وأكد الكبيسي على أهمية السعي من اجل إنشاء وتكوين «سلطة القانون.. التي نعمل نحن من اجل ان نشترك في صياغتها وكتابة دستورها وإدارة شؤونها».
وعبر طارق الهاشمي الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي والذي مثل السنة في العملية السياسية في البلاد قبل ان ينسحب منها قبيل الانتخابات التشريعية التي جرت في يناير (كانون الثاني) الماضي، عن تأييد الحزب للمشاركة في هذا التكتل. وقال الهامشي ان هذا التجمع رغم انه «اتخذ عنوان أهل السنة والجماعة فانه لا ينبغي ان يفهم خطأ.. تجمعنا ليس لتكريس الطائفية والتخندق وراء المذهبية».
وأضاف الهاشمي في المؤتمر الذي حضرة السكرتير الأول للسفارة الفرنسية في العراق وممثلين عن السفارتين التركية والأردنية، ان هذا التجمع يرسل إشارة هامة للعراقيين جميعا وهي «ان ممثلي السنة لا يستهدفون تأكيد حضورهم السياسي فقط وإنما ليمدوا أيديهم إلى الإخوة من أبناء هذا الشعب وخطابهم هو نفس الخطاب... تعالوا الى كلمة سواء». وألقى عدد آخر من ممثلي الأحزاب الكردية والتركمانية وممثلي بعض التكتلات الدينية والسياسية السنية كلمات أكدت على أهمية تشكيل هذا التكتل من اجل مواجهة التحديات المقبلة والوقوف بثبات أمام التكتلات السياسية الأخرى.
واستنكر المؤتمر في بيانه الختامي المداهمات التي استهدفت بعض المساجد السنية في الفترة الأخيرة وعمليات القتل والاعتقالات التي تعرض لها بعض الأئمة والمصلين في هذه المساجد.
وطلب البيان الختامي من الحكومة المؤقتة «تشكيل هيئة قضائية مستقلة للتحقيق في جرائم القتل التعذيب التي ترتكب بحق المعتقلين والمحتجزين... وإقالة وزير الداخلية». وعقد المؤتمر الذي شارك فيه حوالي ألف شخص بينما أعلن أئمة وخطباء مساجد سنية في العراق الجمعة إغلاق كافة المساجد السنية في البلاد ثلاثة أيام متعاقبة للاحتجاج على الاغتيالات التي طالت أخيرا رجال دين من السنة.
وطالب الشيخ عبد الستار الجنابي نائب أمين عام هيئة الدعوة والإفتاء بتشكيل وفد يفاوض الحكومة الحالية من اجل إيقاف ما وصفه بـ «عمليات القتل الجماعي والاعتقال العشوائي الواقع على أهل السنة». وطالب المسؤولين بمحاسبة قناة «العراقية» لما تبثه «من أخبار كاذبة الغرض منها تشويه سمعة أهل السنة ومساجدهم». وقال صلاح الدين محمد بهاء الدين الأمين العام للحزب الإسلامي الكردستاني «إننا اليوم أمام نتائج ووقائع مؤسفة، انفلات أمني عارم، إرهاب أعمى، تخبط في معالجة الأمن، تشتت أهل السنة في مواجهة تحديات واقع التجزئة الجغرافية السياسية». وأضاف «لا يمكن خوض المعركة على جهات متعددة ولا بد من حسن التعامل ومد جذور العمل المشترك مع المعنيين والمؤثرين، الكرد يجمعهم معكم المذهب، والشيعة تجمعكم معهم القومية، إذن لا بد من البحث عن القواسم المشتركة».