المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منتظري: كل ابن آدم خطاء وأحد أخطاء إيران كان احتلال السفارة الأميركية عام 1979



سياسى
05-21-2005, 11:58 AM
قم (إيران) ـ رويترز:

قال آية الله العظمى حسين علي منتظري، وهو أكبر رجل دين إيراني معارض، إن النظام الإيراني يعانى من خلل بسبب حرمان رئيس الجمهورية من سلطته الحقيقية واستنزاف المصلحة العامة فى الصراع بين الأجنحة. وذكر منتظري، وهو من رموز الثورة الإيرانية عام ،1979 أن الإيرانيين لن يقدموا بأعداد كبيرة على التصويت في الانتخابات التي ستجري يوم 17 يونيو (حزيران) لأن السلطة الحقيقية ليست في يد الرئيس، بل في يد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.

وأشار رجل الدين الإيراني البارز وأحد واضعي دستور إيران بعد الثورة من مكتبه في مدينة قم، مقر الحوزة العلمية الشيعية، الى أن «بعض الشخصيات تتمتع بالسلطة بينما تلقى المسؤوليات على الرئيس. هذا هو سبب عدم إقبال الشبان على الإدلاء بأصواتهم. وهذا هو سبب التزامي الصمت إزاء هذه الانتخابات»، مضيفا أن الدستور استغل من جانب أناس يستخدمون الإسلام كأداة لممارسة الضغط على الناس. ووصف منتظري،83 عاما، الذي يبدو جسده واهنا وذهنه حاضرا، احتجاز رهائن أميركيين في السفارة الأميركية في العاصمة طهران عام 1979 بأنه «خطأ».

وقال إنه على إيران الآن أن تستأنف علاقاتها مع واشنطن. وكان منتظري من بين زعماء أقروا احتلال السفارة الأميركية في طهران 444 يوما واحتجاز طلبة إيرانيين 52 رهينة. وانتهى الحادث بأن قطعت واشنطن علاقتها مع إيران. كما امتدح منتظري الولايات المتحدة لإسقاطها الرئيس العراقي السابق صدام حسين، لكنه قال أيضا إن علي واشنطن أن تخرج سريعا من العراق لمصلحتها. وتابع «ما يفعله الأميركيون في المنطقة ضد مصلحتهم. أحد الأخطاء هو احتلال العراق. وأحد اخطائنا كان احتلال السفارة الأميركية. رسولنا محمد (صلى الله عليه وسلم) يقول إن كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون». وأضاف «بعض الناس ينتقدون أميركا قائلين إنها غزت العراق بحثا عن قنبلة ذرية ولا توجد قنبلة. وأنا أقول إن صدام نفسه كان أخطر من ألف قنبلة ذرية. كان عملا جيدا، لكن عليهم أن يتركوا العراقيين يتمتعون بحريتهم».

وسئل منتظري عن قدرة الحكومة العراقية الجديدة في القضاء على المسلحين وحدها، فقال «وجود الأميركيين في العراق هو سبب التمرد. إذا رحلوا سينتهي هذا تماما». وقال إن لديه رسالة هامة يريد أن يوجهها الى الولايات المتحدة، وهي أنها خسرت شعبيتها في الشرق الأوسط لمحاولتها فرض الديمقراطية على العراق وأفغانستان. واستطرد قائلا «أنت لا تستطيع فرض الديمقراطية على الدول الإسلامية. يجب أن تساعد الناس على تطوير بلدهم ليقرروا مصيرهم بأنفسهم». وذكر أن دستور إيران الذي شارك في وضعه «أسيء استخدامه لكنه أيضا معيب»، وهو خطأ أرجعه لقلة الخبرة. وطالب بتغيير الدستور لإعطاء الرئيس سلطة في أمور الدولة بما في ذلك الجيش والشرطة ووسائل الإعلام الرسمية. وأضاف منتظري «هناك تناقض في دستورنا. انه يلقي على الرئيس مسؤوليات كبيرة من دون أن يمنحه سلطة.

المسؤولية والسلطة يجب ألا تفترقا. لا تستطيع تكليف شخص مثل الرئيس مسؤولية من دون أن تمنحه السلطة». وكان قائد الثورة الإيرانية، آية الله الخميني، قد وصف منتظري عام 1979 بأنه «ثمرة حياتي» ورشحه لخلافته. لكن منتظري وضع فى خانة المعارضين عام 1988 بعد أن انتقد حكام إيران وحددت إقامته في منزله بقم من عام 1998 وحتى عام 2003 . وشارك منتظري في تطوير النظام السياسي في إيران الذي يقوم على نظرية «ولاية الفقيه» والذى يعطي رجال الدين اليد العليا في إدارة الشؤون السياسية. غير انه بات اليوم من ألد أعداء نظام ولاية الفقيه، وكان قد دعى خامنئي الى الفصل بين السلطة الدينية والسلطة السياسية في البلاد.