المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحـب..... أجمل علاج وألذ دواء



Osama
05-20-2005, 07:47 AM
إعداد: هدى بكر


بحلول عام 2020 سيقوم الطبيب بإجراء الفحوصات الطبية الدورية.. يقيس ضغط الدم ومعدل الكوليسترول، ثم يسأل: ما أخبار الحب في حياتك؟.. هل تعتبرينه سؤالا شخصيا؟ لكنه سيصبح في المستقبل من بديهيات الطب، فقد ظهر أن أفضل طرق العلاج للوصول إلى صحة جيدة ليست بالضرورة على شكل اقراص، بل تنتج عن الحب أو أي نوع من أنواع الاخلاص الصادق فتكون له نتائج ممتازة.


حين يكون في حياة الإنسان حب صادق فإن مرات إصابته بالمرض تقل، وإذا مرض فانه يشفى بسرعة أكبر.. فكما نحتاج إلى الطعام والماء نحتاج إلى العاطفة حتى نظل بشرا أصحاء.. فكيف يستطيع هذا الجنون ـ الحب ـ ان يبعدنا عن الطبيب؟.. إليك آخر الاكتشافات حول هذا الموضوع وتأثير كل علاقة اجتماعية تربطنا بالحب مع الآخرين على الصحة العامة.

سعادة الحب الجديد

هل تذكرين المرة الأولى التي شعرت فيها بلخبطة الوقوع في الحب وبأنك تسبحين بكل حيوية في السماء كأنك طائرة ورقية ملونة؟.. هذه الحالة من المشاعر المفعمة بالطاقة لا تنبع من مخيلتك، فحين نتعلق بشخص ما، يفرز المخ مادة كيميائية تشبه الامفيتامين (نوع من أنواع العقاقير المنشطة). فالعاشقون الجدد يعيشون حالة نشاط وخفة مستمرين ويكونون عادة مفعمين بالحيوية.

وقد بدأ العلماء يفهمون سبب ذلك، فقد اكتشف الباحثون ان ثلاثة من الموصلات العصبية تعزز اثناء حالة الانتعاش تلك التي تحدث اثناء الوقوع في الحب. وهذا الخليط من المواد الكيميائية يثير حالة من السعادة والنشاط مثل التي تشعرين بها بعد ساعة من ممارسة رياضة الايرويكس في النادي الصحي. ويعتقد العلماء أن هذه المادة تعمل أيضا على تقوية جهاز المناعة في الجسم.

الزواج كعلاج

لحسن الحظ إن فوائد الحب لا تتقلص بمجرد عقد القران، بل إنه من الواضح ان نعيم فترة الزواج الأولى يعمل على تحسين الصحة خصوصا حين يجري التعبير عن العواطف بكل حرية ومن دون خجل ما قبل الزواج.

ولقد أجريت دراسة في جامعة أوهايو على المتزوجين حديثا، الذين يتصرفون بكل الحب بعضهم تجاه بعض، فوجد ان أجسادهم تحتوي على معدل أعلى من الاجسام المضادة للأمراض وخلايا T القاتلة التي تقضي على أي فيروسات قادمة من الخارج.

والاحتمال المعقول هو أن التعامل بحب يقوي الحب ذاته مما يحسن التمثيل الغذائي وكيمياء الجسم. والتعبير عن الحب للآخر بكلمات رقمية او شراء الزهور بدا أنه يقلل ضغط الدم ويقوي المناعة. وتكون كيماويات كيوبيد عادة في قمة كثافتها في الفترة التي تمتد بين عام ونصف العام وثلاثة أعوام بعد الزواج، ثم ينتقل المتزوجون الى مرحلة جديدة وهي «مرحلة التعلق» حين يشعرون بالراحة في صحبة بعضهم البعض، وبأنهم على طبيعتهم تماما. وهناك دلائل كثيرة على أنه ببلوغ هذه النقطة تتولى مادة كيميائية أخرى الأمور، وهي مادة الأندورفين المهدئة وهرمون الأوكسيتوسين. ويبدو أن هذه المواد تقلل التوتر وتقوي صحة الجهاز الدوري عموما.. فالعناق والمداعبة وتلامس الأيدي يرفع معدلات الاوكسيتوسين عند الرجل والمرأة ويثير احساسا بالدفء يستشعرانه مع وجود الشريك المحب.

وعلى الرغم من اختلاف هذا الشعور عن شعور الانتعاش أو البرودة التي تسري في الأطراف والتي كانت تسيطر في فترات الحب الأولى فإن هذه المشاعر تثير نوعا آخر من السعادة محاطا بالهدوء والراحة والاستقرار.

حب الوالدين

هل لاحظت من قبل كيف أن حمل الطفل او مراقبته وهو يلعب يجلبان فورا احساسا بالسكون؟ متعة الأمومة ـ أو الأبوة ـ البسيطة تلك تساعد على تقليل معدلات هرمون التوتر مما يقي من كثير من الأمراض، وهو الأثر نفسه الذي تحدثه الصور العائلية. كما يقوم بعض الآباء والأمهات بتسجيل كلام أطفالهم على شرائط كاسيت، فتفعل معهم المعجزات حين يسمعونها بعد ذلك في الايام الصعبة التي تمر بهم في العمل. فحين ينطلق صوت الطفل من الجهاز قائلا «بحبك يا أمي» أو «أحبك يا أبي» تنزاح كل الهموم عن الكواهل. ومن الواضح أن هذا الحب الأبوي يعمل بفاعلية كعلاج وقائي للأطفال ايضا فقد أثبت الباحثون بجامعة هارفرد ان الابناء الذين يتلقون العناق والقبل وكلمات الحب من والديهم بانتظام يمرون بمرحلة بلوغ صحية.

6 طرق تقوي فوائد الحب

اضيفي الى حياتك بعض العواطف والدفء، وسيعود ذلك بالفاذدة العظمى على صحتك.. جربي هذه النصائح لتحصلي على أعلى وأفضل عائد من العافية من علاقاتك المختلفة.

قوة اللمسات:

العناق والجلوس متجاورين وتلامس الأيدي يقلل هرمون التوتر ويرفع معدل الاوكسيتروسين وهو الهرمون الذي يحسن الحالة الصحية للأوعية الدموية.

اجعلي كل يوم عيدا للحب:

لا تنتظري الاجازات وأعياد الميلاد والاعياد السنوية للمناسبات المختلفة لتقدمي الحب والهدايا للآخرين، بل قدمي كروتا تعبر عن حبك وزهورا وهدايا مفعمة بالمشاعر القلبية وذلك بالاضافة الى الكلمات المحبة ذات الأثر الإيجابي في التمثيل الغذائي.

وقعي بقبلة:

إن طبع قبلة على خد الزوج أو الابن او حتى الصديقة المقربة ينشط نهايات الاعصاب ويساعد على افراز الاوكسيتوسين المقوي للصحة.

حلي النزاعات بكلمة حلوة:

من الطبيعة الإنسانية ان نتجادل مع الناس الذين نحبهم، ولكن الصراخ العدائي قد يرفع ضغط الدم ويزيد ضربات القلب بمعدلات مخيفة.. ناقشي المشكلات بهدوء، وإذا بدأت الأمور تسخن قولي عبارات لطيفة وستدهشين كيف ستتلاشى النزاعات بسرعة ويعود الشعور بالراحة والهدوء.

شاركي الأولاد لعبهم:

إن المشاركة في ألعاب الاطفال في عمر المدرسة أو تقديم الدعم لفرق الهوايات المدرسية المختلفة سيقربك من أولادك ويمد شبكة علاقاتك الاجتماعية.. فالأولاد هم عبارة عن تذكرة مجانية لمقابلة أشخاص جدد مما يفيد صحتك النفسية.

وحتى الرضع:

ان التربيت والتحدث الى الاطفال الرضع له تأثير مهدئ على الجسم، وقد أظهرت الدراسات ان البيت الذي فيه طفل رضيع يعيش أصحابه (تلك الفترة) بمعدلات كوليسترول اقل وبضغط دم معتدل.

Hodabakr@msn.com



مضار الانفصال


كما يشفي الحب، فإن غيابه يضر. فانتهاء علاقة معينة يسبب تغييرات كيميائية عصبية في المخ، يكون لها أثر سلبي في الصحة من بينها الاكتئاب وضعف المناعة. وقد أظهرت بعض الابحاث ان الطلاق أو وفاة شريك الحياة قد يؤدي ايضا الى ارتفاع ضغط الدم والسكر في الدم مما يرفع معدلات الاصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية والاصابة بمرض السكر.

وقد ظهر أن الرجال الأرامل يموتون خلال العام الأول من وفاة شريكة الحياة. كما توجد ايضا دلائل كثيرة على معاناة النساء جسديا ونفسيا بعد الترمل فقد لا يمتن ولكن تزيد الاصابة بالمرض بينهن.

وقد أظهرت دراسة أخرى ان المطلقين والمطلقات تزيد معدلات اصابتهم بمرض الالتهاب الرئوي ست مرات عن غيرهم من الذين يعيشون بسعادة في العلاقة الزوجية. ومن هنا ينشأ سؤال.. هل من الأفضل أن لا تمنحي قلبك أصلا لشخص آخر؟ بالطبع لا.. ففوائد الارتباط والاهتمام والرعاية من شخص آخر تستحق المجازفة. ففي الحب ـ كما في الحياة ـ لا توجد أي ضمانات، فالبقاء وحيدة هو أسوأ شيء يمكن أن تقدميه لصحتك.

بمعنى آخر فإنه من الافضل الوقوع في حب شخص ما (حتى مع احتمال أن يحطم فيما بعد قلبك) بدلا من عدم المغامرة وتجربة الحب بالمرة. وكما تقول العبارة المأثورة «أن تجد الحب ثم تفقده أفضل من أن لا تجده أبدا».



الشفاء على يد الصديقات

سر آخر من أسرار العمر المديد المفعم بالصحة هو: الصداقة والاصدقاء الذين يقومون بدور الملاك الحارس. ويبدو أن الصديقات يعملن كوقاية للصحة حيث تؤكد كل الدراسات العلمية والادبية ان الذين يتلقون دعما اجتماعيا وصحيا هم الأسعد والاطول عمرا.

بالاضافة إلى ذلك فإن الصديقات يقللن احتمال التعرض لأكثر المضايقات الصحية كنزلات البرد فقد نشرت دراسة في الجورنال الطبي الاميركي ان السيدات البالغات اللواتي يتمتعن بعلاقة اجتماعية مع مع ستة أشخاص أو أكثر (صديقات، جارات، زميلات عمل) تقل اصابتهن بالمرض، حين يتعرضن لفيروس البرد، أكثر من هؤلاء اللائي لديهن ثلاث صديقات أو أقل.. وقد كشفت دراسة أخرى عن انخفاض معدلات الاصابة بالاكتئاب بين أولئك اللواتي يتمتعن بصداقات حميمة وقوية تزيل عنهن الهموم.