المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كاتب كويتي : أربعين الإمام الحسين (ع) هزمت «الدواعش» وصانعيهم



زهير
11-19-2016, 06:20 PM
http://s2.alraimedia.com/CMS/Attachments/2014/12/10/420626_29134_Org__-_Qu65_RT728x0-_OS315x456-_RD315x456-.jpg

د. ياسر الصالح - الراي

الخميس، 11 ديسمبر 2014

«كربلاء.. المدينة التي يوجد بها ضريح الإمام الحسين كانت مقصداً لما يقارب 20 مليون زائر من أربعين دولة وذلك في سنة 2013».. هذا ما ذكرته صحيفة الإندبندنت البريطانية في مقال نشرته عن زيارة أربعين الإمام الحسين وذلك بتاريخ 25 نوفمبر 2014 تحت عنوان «أحد أكبر وأخطر التجمعات الدينية يحدث الآن»... هو الأخطر، كما تقول الإندبندنت، لأنه مستهدف من قبل القوى التكفيرية –داعش ومثيلاتها- التي قتلت في العام الماضي 24 زائراً بسيارتين مفخختين ثم بعدها بثلاثة أيام قتلت 36 زائراً آخر..

فما الذي حصل هذا العام؟ هل أخافت هذه المفخخات والتفجيرات وهذا القتل زوار الإمام الحسين في ذكرى أربعينه هذه السنة؟

من إيران فقط ازداد عدد الزوار ليقدر هذه السنة بأربعة ملايين من الرجال والنساء والأطفال بعد أن حض المرشد السيد الخامنئي الشعب هناك للتوجه للزيارة.. ويقدر عدد الزوار من العراق والدول الأخرى المجاورة والبعيدة بأعداد تفوق العام الماضي بكثير.. ونحن محليا وخليجيا نشاهد حركة لافتة للتوجه والذهاب لزيارة الأربعين هذه السنة وخصوصا «للمشاية»..

أعداد كبيرة من هؤلاء الملايين من الزوار يختارون المشي لما يقرب 55 كم من مدينة النجف لكربلاء، وآخرون يمشون من قراهم ومدنهم البعيدة والتي يصل بعد بعضها عن كربلاء لمئات الكيلومترات كما هي حال البصرة والعمارة والقرى الجنوبية التي تبعد عن كربلاء قرابة 500 كم.

هؤلاء الزوار «المشاية» عادة لا يأخذون معهم إلا متاعهم الشخصي من الملبس أما بقية احتياجاتهم من مأكل ومرافق وأماكن استراحة ونوم فيتكفل بها المتبرعون والمضايف على طول الطريق مجانا وكذلك عند وصولهم لكربلاء..

مئات الملايين من الوجبات يتم توفيرها من قبل المتبرعين الفقراء والأغنياء طوال فترة الزيارة، وكذلك كافة الخدمات التي يتسابق الأهالي من كل الأعمار والمشارب لتقديمها للزوار على طول طريق «المشاية» ومن هذه الخدمات «مساج» وتدليك أقدام المشاية وتنظيف أحذيتهم يدويا وكل ما يمكن أن يحتاجه هؤلاء الزوار..

زيارة الأربعين هي تظاهرة دينية إنسانية سلمية تكافلية تجري بأعلى درجات التنظيم الشعبي لتمثل أرقى ما يمكن أن تعرضه البشرية كمثال على قيمها الإنسانية، تقوم بذلك وهي في طريقها ومسيرها لزيارة وتحية الرمز الإنساني العظيم للفداء والتضحية الإمام الحسين عليه السلام.. فسلام عليك أبا عبدالله، فلقد أعطيت هذه البشرية المثل الراقية الرفيعة من خلال مسيرة حياتك، ومكنتها ودفعتها لتطبيق هذه المثل الراقية الرفيعة باستشهادك لتستمر مسيرتك عبر القرون والعصور..

وها نحن في هذا الوقت نشهد كيف تتصدى ممارسات المتبعين لدربك من محبيك لممارسات المناوئين من التكفيريين، وكيف يهزم هؤلاء أولئك فكرا ومنهجا وأشخاصا في جميع ميادين المواجهة الفكرية والقيمية والميدانية.. وبذلك تكون يا ابا عبدالله قد هزمت الصانعين الحقيقيين للفكر التكفيري وللتكفيريين، الصانعين الإقليميين وحلفائهم الصهيوغربيين.. وبهذا يثبت بأن مسيرة الإمام الحسين وشهادته لا تزال تؤتي أكلها وستستمر..

Twitter:@dryasseralsaleh


http://www.alraimedia.com/ar/article/makalat/2014/12/11/548488/nr/nc