دشتى
05-20-2005, 12:20 AM
د. انور نعمة
يملــــك الرجــــل خصيتين كما للمرأة مبيضان، والخصية هي عضو التكاثر اذ تنتج الهورمونات الجنسية والحيوانات المنوية، واذا حاولنا الدخول أكثر في تفاصيل الخصية لوجدنا انها تتألف من نوعين من الخلايا: النوع الأول هو خلايا «سترولي» التي تساعد على تكوّن الحيوانات المنوية، اضافة الى افراز بعض الهورمونات الذكرية. والنوع الثاني هو خلايا «ليديك» التي تطرح هورمون التيستوستيرون المسؤول عن اعطاء صفات الذكورة عند الرجل مثل قوة العضلات وصلابة العظام وظهور شعر الذقن والشوارب وخشونة الصوت.
والخصية كغيرها من أعضاء الجسم عرضة للكثير من الأمراض لعل أهمها وأكثرها خطورة هو سرطان الخصية الذي زاد في شكل لافت في السنوات الـ25 الأخيرة، فالتحريات التي قام بها المعهد الوطني الأميركي للسرطان والتي تناولت قراءة تقارير وسجلات تابعة لدول واقعة في أميركا وأوروبا وآسيا وأستراليا كشفت ان سرطان الخصية قفز بنسبة 60 في المئة في ربع القرن الأخير، فما هو السبب؟
حتى الآن لا يتوافر التفسير الذي يسمح بإطلاق حكم نهائي على أي سبب واضح وكل ما في الأمر أن هناك نظريات كثيرة تتوجه بأصابع الاتهام صوب هذا العامل أو ذاك من دون أن تملك الادانة الصريحة غير القابلة للطعن، فقط هناك حالة معروفة وهي الخصية الهاجرة، أي التي بقيت معلقة في البطن ولم تنزل الى مكانها الطبيعي في كيس الصفن، فالذكور الذين يعانون هذه المشكلة يملكون خطراً كبيراً للاصابة بسرطان الخصية. ومن العوامل الخطرة التي يقال عنها بأنها تمهد الطريق لاستيطان سرطان الخصية نذكر:
- طريقة الحياة، التهابات الخصية، الرضوض.
- عمر الأم عند الولادة.
- نقص وزن الطفل عند الولادة.
- اضطرابات غدية.
- التلوث البيئي...
ويعتبر التلوث البيئي من أكثر العوامل الذي تحوم حولها الشبهات حالياً، فالمصابون بسرطان الخصية ولدوا في فترة شهدت مكننة الزراعة وتطوراً متنامياً للصناعة وهناك مؤشرات قوية توحي بوجود ارتباط ما بين الاثنين، وقد بينت التجارب التي أجريت على الحيوانات ارتفاع نسبة التشوهات عند أجنتها التي تعرضت للتلوث وكذلك الى زيادة وقوع سرطان الخصية عندها.
يضرب سرطان الخصية الرجال الشباب الذين تراوح أعمارهم ما بين العشرين والخامسة والثلاثين من العمر ومن النادر جداً أن يشاهد بعد سن الخمسين وفي الغالبية العظمى يبطش السرطان بخصية واحدة فقط.
كيف يتظاهر سرطان الخصية؟
في معظم الأحوال، فإن المريض ذاته هو الذي «يقبض» على السرطان، اذ يتحسس وجود كتلة غير مؤلمة قاسية تزيد من حجم كيس الخصية (الصفن) أو قد يعاني حس الانزعاج أو حس الثقل المبهم في الغلاف الحامل للخصية. وفي حالات أخرى قد يرى المريض تضخماً واضحاً في حجم الخصية وأحياناً قد يشاهد ضموراً، الأمر الذي يدفعه الى استشارة الطبيب، أيضاً قد يكشف الورم صدفة عند اجراء فحص روتيني عادي أو لأسباب لا علاقة لها بالمرض.
ان التشخيص المبكر لسرطان الخصية يعتبر خطوة مهمة لكشف هذا الورم وعلاجه قبل أن يحاول الامتداد الى أبعد من المكان الذي ينشأ فيه، وقد بينت الاستطلاعات الميدانية ان الفحص الذاتي للخصية يمثل خطوة جيدة، ان لم تكن الأهم، لرصد الورم تماماً كما هو الفحص الذاتي عند المرأة للكشــــف عن سرطان الثدي، وعندما يشتبه الرجــــل بوجــــود شيء ما غير عادي فما عليه سوى مراجعة الطبيب للشروع في تحريات سريرية ومخبرية من شأنها أن تضع النقاط على الحروف.
وعلى صعيد تشخيص سرطان الخصية، فإن الباحثين السويديين أعلنوا منذ فترة وجيزة انهم في صدد وضع اختبار هو الأول من نوعه قد يسمح بالقبض على سرطان الخصية حتى قبل ظهور العوارض البدائية له، ففي دراسة طاولت 12 مصاباً بسرطان الخصية الى جانب 104 أشخاص يعانون مشكلات قلة الخصوبة، قام البحاثة بإلقاء نظرة تحليلية على عينات من السائل المنوي لكل المشاركين فجاءت النتائج لتدل على وجود بروتين محدد سمي AP-2Y عند خمسة مرضى من أصل الـ12 المصابين بسرطان الخصية، ولكن الشيء المدهش في الأمر هو أن البروتين عينه كان موجوداً أيضاً عند واحد من الأصحاء البالغ من العمر 23 عاماً وعندما شرع العلماء بفحص خزعة أخذت من خصيتــــه فوجئ البحاثة بسرطان الخصيــــة على رغم انه لم يشك من أية عـــوارض تذكـــــر ولم يسجل لديه أي عامل خطر.
هناك نوعان لسرطان الخصية: سرطان السيمينوم ويشكل 30 في المئة، وسرطان غير السيمينوم وتبلغ نسبته الـ70 في المئة، وفي العادة يقسم سرطان الخصية الى ثلاث مراحل:
- المرحلة الأولى، حيث يكون الورم محصوراً ضمن نطاق الخصية والمصابون بهذه المرحلة لا توجد عندهم أي دلائل سريرية أو شعاعيه أو بيولوجية.
- المرحلة الثانية، وفيها يمتد السرطان رأسه ليبلغ العقد اللمفاوية البطنية.
- المرحلة الثالثة، وهي درجة متقدمة يكون فيها الورم موجوداً في مناطق بعيدة كالكبد والأمعاء والرئة وغيرها.
وفي الختام نشدد على أربع نقاط: 1 – ان سرطان الخصية غالباً ما يفصح عن نفسه بوجود كتلة غير مؤلمة يلاحظها المريض نفسه. من هنا أهمية الفحص الذاتي للخصية في شكل شهري ودوري. 2 – ان نسبة الشفـــاء عالية وقد تصل المئة في الى مئة في سرطـــــان الخصيــــة الذي يكتشـــــــف في أوانه. 3 – ان سرطان الخصيــــــة لا يؤثر في الفحـولة أبداً. 4 – قد يحــــدث العقــــم عند المعالجة الشعاعيــــة أو الكيماوية، الا ان الخصوبة تعــود من جديد بعد فترة من العلاج.
يملــــك الرجــــل خصيتين كما للمرأة مبيضان، والخصية هي عضو التكاثر اذ تنتج الهورمونات الجنسية والحيوانات المنوية، واذا حاولنا الدخول أكثر في تفاصيل الخصية لوجدنا انها تتألف من نوعين من الخلايا: النوع الأول هو خلايا «سترولي» التي تساعد على تكوّن الحيوانات المنوية، اضافة الى افراز بعض الهورمونات الذكرية. والنوع الثاني هو خلايا «ليديك» التي تطرح هورمون التيستوستيرون المسؤول عن اعطاء صفات الذكورة عند الرجل مثل قوة العضلات وصلابة العظام وظهور شعر الذقن والشوارب وخشونة الصوت.
والخصية كغيرها من أعضاء الجسم عرضة للكثير من الأمراض لعل أهمها وأكثرها خطورة هو سرطان الخصية الذي زاد في شكل لافت في السنوات الـ25 الأخيرة، فالتحريات التي قام بها المعهد الوطني الأميركي للسرطان والتي تناولت قراءة تقارير وسجلات تابعة لدول واقعة في أميركا وأوروبا وآسيا وأستراليا كشفت ان سرطان الخصية قفز بنسبة 60 في المئة في ربع القرن الأخير، فما هو السبب؟
حتى الآن لا يتوافر التفسير الذي يسمح بإطلاق حكم نهائي على أي سبب واضح وكل ما في الأمر أن هناك نظريات كثيرة تتوجه بأصابع الاتهام صوب هذا العامل أو ذاك من دون أن تملك الادانة الصريحة غير القابلة للطعن، فقط هناك حالة معروفة وهي الخصية الهاجرة، أي التي بقيت معلقة في البطن ولم تنزل الى مكانها الطبيعي في كيس الصفن، فالذكور الذين يعانون هذه المشكلة يملكون خطراً كبيراً للاصابة بسرطان الخصية. ومن العوامل الخطرة التي يقال عنها بأنها تمهد الطريق لاستيطان سرطان الخصية نذكر:
- طريقة الحياة، التهابات الخصية، الرضوض.
- عمر الأم عند الولادة.
- نقص وزن الطفل عند الولادة.
- اضطرابات غدية.
- التلوث البيئي...
ويعتبر التلوث البيئي من أكثر العوامل الذي تحوم حولها الشبهات حالياً، فالمصابون بسرطان الخصية ولدوا في فترة شهدت مكننة الزراعة وتطوراً متنامياً للصناعة وهناك مؤشرات قوية توحي بوجود ارتباط ما بين الاثنين، وقد بينت التجارب التي أجريت على الحيوانات ارتفاع نسبة التشوهات عند أجنتها التي تعرضت للتلوث وكذلك الى زيادة وقوع سرطان الخصية عندها.
يضرب سرطان الخصية الرجال الشباب الذين تراوح أعمارهم ما بين العشرين والخامسة والثلاثين من العمر ومن النادر جداً أن يشاهد بعد سن الخمسين وفي الغالبية العظمى يبطش السرطان بخصية واحدة فقط.
كيف يتظاهر سرطان الخصية؟
في معظم الأحوال، فإن المريض ذاته هو الذي «يقبض» على السرطان، اذ يتحسس وجود كتلة غير مؤلمة قاسية تزيد من حجم كيس الخصية (الصفن) أو قد يعاني حس الانزعاج أو حس الثقل المبهم في الغلاف الحامل للخصية. وفي حالات أخرى قد يرى المريض تضخماً واضحاً في حجم الخصية وأحياناً قد يشاهد ضموراً، الأمر الذي يدفعه الى استشارة الطبيب، أيضاً قد يكشف الورم صدفة عند اجراء فحص روتيني عادي أو لأسباب لا علاقة لها بالمرض.
ان التشخيص المبكر لسرطان الخصية يعتبر خطوة مهمة لكشف هذا الورم وعلاجه قبل أن يحاول الامتداد الى أبعد من المكان الذي ينشأ فيه، وقد بينت الاستطلاعات الميدانية ان الفحص الذاتي للخصية يمثل خطوة جيدة، ان لم تكن الأهم، لرصد الورم تماماً كما هو الفحص الذاتي عند المرأة للكشــــف عن سرطان الثدي، وعندما يشتبه الرجــــل بوجــــود شيء ما غير عادي فما عليه سوى مراجعة الطبيب للشروع في تحريات سريرية ومخبرية من شأنها أن تضع النقاط على الحروف.
وعلى صعيد تشخيص سرطان الخصية، فإن الباحثين السويديين أعلنوا منذ فترة وجيزة انهم في صدد وضع اختبار هو الأول من نوعه قد يسمح بالقبض على سرطان الخصية حتى قبل ظهور العوارض البدائية له، ففي دراسة طاولت 12 مصاباً بسرطان الخصية الى جانب 104 أشخاص يعانون مشكلات قلة الخصوبة، قام البحاثة بإلقاء نظرة تحليلية على عينات من السائل المنوي لكل المشاركين فجاءت النتائج لتدل على وجود بروتين محدد سمي AP-2Y عند خمسة مرضى من أصل الـ12 المصابين بسرطان الخصية، ولكن الشيء المدهش في الأمر هو أن البروتين عينه كان موجوداً أيضاً عند واحد من الأصحاء البالغ من العمر 23 عاماً وعندما شرع العلماء بفحص خزعة أخذت من خصيتــــه فوجئ البحاثة بسرطان الخصيــــة على رغم انه لم يشك من أية عـــوارض تذكـــــر ولم يسجل لديه أي عامل خطر.
هناك نوعان لسرطان الخصية: سرطان السيمينوم ويشكل 30 في المئة، وسرطان غير السيمينوم وتبلغ نسبته الـ70 في المئة، وفي العادة يقسم سرطان الخصية الى ثلاث مراحل:
- المرحلة الأولى، حيث يكون الورم محصوراً ضمن نطاق الخصية والمصابون بهذه المرحلة لا توجد عندهم أي دلائل سريرية أو شعاعيه أو بيولوجية.
- المرحلة الثانية، وفيها يمتد السرطان رأسه ليبلغ العقد اللمفاوية البطنية.
- المرحلة الثالثة، وهي درجة متقدمة يكون فيها الورم موجوداً في مناطق بعيدة كالكبد والأمعاء والرئة وغيرها.
وفي الختام نشدد على أربع نقاط: 1 – ان سرطان الخصية غالباً ما يفصح عن نفسه بوجود كتلة غير مؤلمة يلاحظها المريض نفسه. من هنا أهمية الفحص الذاتي للخصية في شكل شهري ودوري. 2 – ان نسبة الشفـــاء عالية وقد تصل المئة في الى مئة في سرطـــــان الخصيــــة الذي يكتشـــــــف في أوانه. 3 – ان سرطان الخصيــــــة لا يؤثر في الفحـولة أبداً. 4 – قد يحــــدث العقــــم عند المعالجة الشعاعيــــة أو الكيماوية، الا ان الخصوبة تعــود من جديد بعد فترة من العلاج.