المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف عرف الإمام الخامنئي أن ترامب هو من سيكون رئيسا؟..



مبارك حسين
11-11-2016, 12:16 AM
نوفمبر 10 2016

كنوز ميديا – متابعة

ترامب.. رجل من خارج مؤسسة الدولة العميقة

لم يكن أكثر المتشائمين من الساسة والخبراء والإعلاميين يتوقعون أن يحدث المرشح دونالد ترامب زلزالا على مستوى العالم بنجاحه في اختراق البيت الأبيض برغم معارضة مؤسسات الدولة العميقة في الولايات المتحدة..

كانت استطلاعات الرأي ومراكز الدراسات ترجح نجاح المرشحة هيلاري كلينتون بفارق ملحوظ، لأنها مرشحة الدولة العميقة المتوحشة التي تصنع الرؤساء في الظل وتقرر الصيف والشتاء على مستوى العالم، في ما ترامب هو رجل عصامي جاء من عالم المال والأعمال، شوفيني الطبع، شعبوي الخطاب، عنصري الموقف، يفتقد للخبرة السياسية ولا دراية له بمشاكل العالم، فكيف يتسنى له قيادة امبراطورية روما العظيمة؟..

لكن، ألم يكن رونالد ريغان القادم من هوليود رجلا بلا خبرة سياسية واقتصادية ومع ذلك صنع قوة ومجد أمريكا؟..

وقفت معظم وسائل الإعلام الأمريكية ضد ترامب، أكثر من 200 صحيفة وعدد كبير من القنوات الإعلامية ومراكز الدراسات ولوبيات المصالح.. كلها كانت وراء هيلاري كلينتون، فكرّست حملاتها الدعائية لنهش لحم الرجل وكسر عظامه من أجل خلق رأي عام مناهض له يحول دون وصوله إلى عرش البيت الأبيض، فيما لم تكن تسانده غير 6 صحف وقناة فوكس التلفزيونية وجرأته على قول ما لم يقله رئيس من قبل..

وفي هذا الصدد تذكر تقارير أمريكية أن أكثر من 200 جنرال يمثلون مجمعات الصناعة العسكرية وجيش من الخبراء القادمين من عالم السياسة والأمن والاستخبارات والمال والأعمال وصناع الرأي العام وقفوا خلف حملة كلينتون لضمان فوزها على ترامب الذي أعلن الحرب على النظام الأمريكي الفاسد وتوعد بتغييره لما فيه مصلحة المواطن الأمريكي أولا..

كانت كل المؤشرات تؤكد أن من عبّر عن إعجابه بالرئيس الروسي ‘بوتين’ وبرئيس كوريا الشمالية ‘كم جونغ أون’ الذين تعتبرهم امبراطورية روما الجديدة أعداء لها.. وأن من تبنى خطابا عنصريا في حق المسلمين والأقليات الأمريكية من أصول لاتينية وإفريقية.. وأن من أعلن عن عزمه الانكفاء نحو الداخل لإصلاح الوضع الاقتصادي المتردي بدل شن الحروب العبثية لبسط نفوذ أمريكا وتكريس أحادية قطبها على العالم.. وأن من عبّر عن عدم جدوى حلف الناتو ورفضه استمرار بلاده في تمويل 75 % من ميزانيته لحماية أمن أوروبا من تهديد وهمي تمثل روسيا.. وأن من أعلن عن عزمه محاربة الإرهاب كأولوية أولى في سياسته الخارجية بالتعاون مع روسيا بدل إقامة حزام أمني في سورية والعمل على إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد الذي يعتبره ترامب رئيسا قويا يحارب الإرهاب.. وأن من توعّد بالقطع مع سياسة زرع الفوضى الخلاقة التي نشرها أوباما بمعية كلينتون في الشرق الوسط، وأن من اتهم كلينتون بارتكاب أفعال جنائية في حق الأمن القومي الأمريكي وفضح العديد من أسرارها..

.. مثل هذا المرشح لا يمكنه أن يكسب تعاطف الشعب ودعمه، وأن مصيره سيكون الفشل، وبالتالي، لا يمكن لـ’هيلاري كلينتون’ إلا أن تحقق نجاحا ساحقا بأغلبية مريحة تضمن للدولة العميقة في واشنطن أن تستمر في سياساتها الإمبريالية المتوحشة القديمة المتجددة.

لكن ما لم يدركه هؤلاء وغيرهم ممن انساقوا وراء خلاصاتهم الخاطئة، هو أن العالم تغير بشكل جذري بفضل ثورة المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعية، وهو ما عبر عنه الرئيس أوباما بالقول: “لقد اكتشفنا أن العولمة كانت تسبقنا بسرعة أكبر مما كنا نتوقع”..

وهذا يعني ضمنا أن من ساهم بشكل كبير في نجاح ترامب هو حزب شعوب الفيسبوك والتويتر وغيرها من المواقع التي كانت تشتغل كخلايا نحل منظمة لإقناع الشباب بضرورة التغيير من أجل “أمريكا أولا”.. وهذا ما فهمه ترامب بحدسه فراهن عليه في حملته منذ البداية، وعرف كيف يداعب الوتر الحساس للمجاز الشعبي المتعطش للتغيير، وبذلك يمكن القول أن نجاح دونالد ترامب جاء نتيجة ربيع ديموقراطي هادئ من نوع جديد سينكب علماء الاجتماع السياسي وخبراء علم التواصل على دراسته بشكل جدي، بدليل أن ترامب وصف ما حصل بـ”حركة تغيير ناجحة” يعود الفضل فيها لشعوب المواقع الاجتماعية بدل “حملة انتخابية ناجحة” تصنعها عادة مؤسسات الدولة العميقة بالكذب والتزوير والتضليل للتأثير على الرأي العام وتوجهاته السياسية.

كيف توقع الإمام الخامنئي نجاح ترامب؟..

وحده الإمام الخامنئي ومعه الرئيس بوتين والرئيس الأسد وحزب الله كانوا يعلمون أن دونالد ترامب هو من سيكون رجل المرحلة في الولايات المتحدة، وأن نجاحه سيمثل انقلابا في الصورة وسيغير الكثير من ثوابت السياسة والاستراتيجيا على مستوى العالم..

قال الإمام الخامنئي تعليقا على حملة المرشح ترامب.. السر في الناس، والمرشح ترامب عرف كيف يخاطب الشعب الأمريكي بجرأة وصدق وشجاعة فكسب ثقتهم.. هذا يذكرنا بحقيقة أصبحت من المسلمات ومفادها، أن جرأة وصراحة وشجاعة وصدق سماحة السيد حسن نصر الله، أكسبته ثقة الشعوب العربية والإسلامية، بل حتى الشعب الإسرائيلي ونخبه السياسية والعسكرية والإعلامية أصبحت تثق في ما يقوله سماحة السيد أكثر من ثقتها في ما تقوله حكومتها.. لكن العرب، وخصوصا مشيخات الخليج، تجاهلوا هذه الحقيقة الواضحة وراحوا يراهنون على نجاعة الكذب وقدرة امبراطوريات الزيف والتضليل على صناعة الرأي العام لإيصال الصهيونية هيلاري كلينتون إلى سدة الرئاسة، ما سيمكنهم من تحقيق أوهامهم في سورية والعراق واليمن والمنطقة عموما بفضل مال الريع.

لكن الإمام الخامنئي كانت له رؤية مغايرة، ليس من منطلق نبوءة في عصر لا وجود فيه للأنبياء، ولا من منطلق حدس غيبي يدعي القدرة على سبر أغوار ما وراء الحجب من ستر.. بل جاء توقعه نتيجة دراسة عملية موضوعية، دقيقة ومعمّقة، قام بها جيش من الخبراء الإيرانيين بتوجيه منه، حيث انكبوا على دراسة توجهات الرأي العام الأمريكي متجاهلين ما تقوله استطلاعات الرأي المزورة التي أعدتها مراكز الأبحاث والدراسات الأمريكية، وهنا يكمن الفارق بين العقل الإيراني المبدع الجبار والعقل العربي الخانع والمتواكل الذي يبني خياراته على أساس ما يروجه الخطاب الغربي من مزاعم..

فوفق ما كشفه الخبير الإستراتيجي السيد أنيس النقاش في إطلالته من على قناة الميادين الأربعاء، فإن الفريق الإيراني انكب على دراسة توجهات الرأي العام الأمريكي على عينة شملت 30 مليون مواطن على مواقع التواصل الاجتماعي حيث يعبر الناس عن قناعاتهم بصدق وصراحة، وهو ما لم تتنبّه له مراكز الدراسات الغربية لأنها تؤسس قناعاتها من منطلق مقولة أن “السر يكمن في المؤسسة الأمريكية العميقة التي تصنع الرؤساء لا في الناس الذين يصوتون تحت تأثير الإعلام”..

ترامب.. رئيس بقوة الفيل وعناد الحمار

من هنا كانت المفاجأة بخلاف كل التوقعات، فضرب الزلزال بورصات العالم في ما يشبه مشهد فيل ضخم دخل دكان خزف، فرأينا كيف نزلت المؤشرات إلى أكثر من 700 نقطة، وهوى سعر الدولار والنفط وارتفع سعر الذهب الذي يعتبر من الملاذات الآمنة زمن الأزمات.

وهذا هو ما يفسر غضب الحكومات الغربية والعربية والمؤسسات العالمية المرتبطة بالنظام الرأسمالي الأمريكي المتوحش حيث أصيب الجميع بالدهشة حد الصدمة.. فطالب الرئيس أوباما ترامب بلقاء في البيت الأبيض لثنيه عن الانتقام من كلينتون جنائيا بعد أن هددها بأن مكانتها الطبيعية هي في السجن وراء القضبان لا في البيت الأبيض، وطالبت حكومات الاتحاد الأوروبي باجتماع خاص مع ترامب متى تسنى له ذلك لمناقشة السياسات ومجالات التعامل المستقبلي وهي متوجسة من الخيارات التي سيعتمدها وتهدد بنهاية عهدها وصعود اليمين المتطرف في أوروبا، ورأينا كيف خرج رئيس المفوضية الأوروبية ليقول، أن لا مناص من أن يؤسس الاتحاد الأوروبي جيشا خاصا به بعد تعهد ترامب بوقف تمويل حلف شمال الأطلسي الذي لا يرى فائدة من وجوده بعد أن طالب أوروبا بالدفاع عن نفسها بدل التعويل على أمريكا، وبعد أن اختار التقارب مع روسيا وكوريا الشمالية ورفع شعار إنهاء الفوضى في منطقة الشرق الأوسط والعمل من أجل إرساء الأمن والسلام في العالم.. هذا الخطاب لا يخدم مصالح سماسرة الحرب ومجمّعات الصناعات العسكرية.

أما مشيخات الخليج الرجعية، فقد طالبها ترامب بدفع 75 % من عائداتها النفطية “كاش” فوق الطاولة لحمايتها بالقواعد الأمريكية بدل 50 % فقط التي كانت تدفعها تحت الطاولة على شكل صفقات أسلحة وتمويلات غير مباشرة لحروب أمريكا العبثية ضد العرب والمسلمين، ولكي لا تنسى، فقد ذكرها بأنه لولا أمريكا لما كان هناك شيئ اسمه مشيخات الخليج.

أما موقفه بالنسبة لـ”إسرائيل”، فلا يمكن القول أنه نابع من تأثير اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة بقدر ما هو عقيدة تنبع من الثقافة اليهودية المسيحية التي قال أنه ورثها عن والده الذي كان داعما للكيان اليهودي، وتصريحه بشأن نقل السفارة إلى القدس لا يمكن أن يتحقق من دون أن يفجر انتفاضة فلسطينية عارمة وربما حربا إقليمية طاحنة لتعلق الأمر بمقدسات المسلمين والمسيحيين، وبالتالي، الأمر لا يعدو أن يكون مجرد شعار انتخابي لكسب الصوت اليهودي، لأن من يقول أنه يريد إرساء السلام في العالم لا يمكنه أن يشعل فتيل الحرب في فلسطين التي تعتبر منبع كل الحروب قديما وحديثا.

كما وأن قوله بتمزيق الاتفاق النووي الإيراني يرتبط أساسا بالعقيدة الصهيونية التي يتبناها، لكنه لن يكون قادرا على فعل ذلك، لأن الاتفاق ذو طبيعة دولية، وتمزيقه لن يعيد وضع العقوبات لما كان عليه الأمر من قبل، وتقاربه مع روسيا برغم الصعوبات التي ستعترض طريقه، من شأنه أن يغير من قناعاته، سواء في ما له علاقة بفلسطين أو إيران، وهذا لا يعني أنه سيتخلى عن أمن “إسرائيل” البقرة المقدسة بالنسبة لأمريكا.

أما سورية، فتبدو مرتاحة، وترى في خطابه توجها لإنهاء الأزمة التي خلقتها حكومة بلاده، بما يعيد الأمن والاستقرار إلى سورية وعموم المنطقة بما في ذلك العراق واليمن وليبيا وغيرها، في إطار التعاون مع الشريك الروسي ودول المنطقة القوية والمؤثرة كما قال.

لكن أهم ما قاله الرجل على الإطلاق هو ما تمثل في رؤيته الاقتصادية الجديدة التي يهدف من ورائها إلى إعادة مجد أمريكا القوية بصناعاتها ومجتمعها المرتاح بحياة الرفاهية، إنه الرهان على إعادة الزخم للحلم الأمريكي الجميل الذي يشجع المبادرة الفردية يمكن المواطن العادي الطموح والمجتهد من أن يصبح ما يشاء، من مليونير ناجح إلى رئيس أقوى دولة في العالم.. وهذا بالضبط هو ما يستشف من اتهامه للصين بـ”اغتصاب أمريكا”.. فماذا يعني ذلك؟..

يبدو وفق ما ينقل عنه مقربون، أن الرجل تأثر كثيرا بمشهد المتظاهرين في حي وول ستريت بنيويورك قبل فترة، حيث كانت الشرطة تقمع المعتصمين أمام البورصة، فوقف متظاهر عادي يقول لشرطي: “لماذا تقمعنا ونحن نمثل 99 % من الشعب الأمريكي، فيما هؤلاء الذين تحميهم لا يمثلون سوى 1 % من الأمريكيين؟”..

هذا المشهد، هو الذي شكل رؤية ترامب لحل أزمة النظام الرأسمالي المتوحش التي يرجح الشعب الأمريكي تحت وطأته الثقيلة، فقرر في حملته الانتخابية توجيه الاتهام له بالفساد ووعد بتغييره، بعد أن اكتشف أن رأس المال الأمريكي يهاجر نحو الصين حيث اليد العاملة رخيصة، وحيث يتم إنتاج كل شيء بجودة متدنية وإعادته إلى الأسواق الأمريكية، الأمر الذي يضاعف من حجم الفارق بين الأغنياء الجشعين والمواطنين العاطلين، الذين أظهرت أزمة 2008 أن الحكومة الأمريكية ضخت في حسابات البنوك مئات مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب لإنقاذها من الإفلاس بعد أن استنزفها المرابون الفاسدون للاستغناء غير المشروع، ولم تقدم دعما يذكر للفقراء الذي طردوا من بيوتهم بسبب عجزهم عن أداء أقساط السكن تحت ضائقة العجز بسبب البطالة.

وبالتالي، فاتهام الصين باغتصاب أمريكا لا يعني أن ترامب سيعلن الحرب العسكرية عليها، بل سيجبر المستثمرين الأمريكيين على إعادة أموالهم وصناعاتهم إلى الولايات المتحدة بتحفيزات ضريبية مشجعة لإعادة إحياء الصناعة وتقليص نسبة البطالة مع إعطاء الأمريكي الأولوية في التشغيل بدل اليد العاملة المهاجرة، وهذه ثورة جديدة جعلت أقطاب المال والتصنيع يخشون ترامب، ويرون فيه الرجل الذي يشبه الفيل من حيث القوة التدميرية لخصومه، ويتمتع بطبع الحمار من حيث العناد، فلا يحيد قيد أنملة عن خياراته السياسية والاقتصادية، ولا يثق بالمؤسسات العميقة الفاسدة التي تتصرف بمنطق المافيا في بلاده، ويفضل تحصين عهده بنخبة جديدة من المستشارين ذوي الكفاءة والنزاهة والصدق، ليساعدوه على قيادة السفينة الأمريكية نحو بر الأمان..

ولهذا يتهمه خصومه بأنه انعزالي يريد العودة بأمريكا إلى الوراء كما قالت هيلاري كلينتون.. لكن ما يريد فعله الرجل في حقيقة الأمر هو تقويض نظام العولمة الذي أفلس سياسيا واقتصاديا وأخلاقيا، ولا يمكن أن يجدد نفسه من خارج استراتيجية الحروب وتغذية النزاعات بين الدول لتعيش الشعوب كعبيد تحت تهديد الخوف والرعب، الأمر الذي سينعكس انفجارا في الداخل قد يؤدي إلى تفكك أمريكا والدول الغربية حكما.

والسؤال الذي يطرح نفسه بالمناسبة هو: هل ينجح هذا الرجل المثير للجدل في إعادة صياغة النظام العالمي وفق رؤيته الثورية الجديد متسلحا بدعم الشعب الأمريكي بدل المؤسسة العميقة التي وعد بتقويض نفوذها لتحرير البلاد والعباد من سطوتها الخبيثة؟..

هذا ما ستجيب عنه السنوات الأربعة القادمة من عمر رئاسته، وسنرى تأثيره على الانتخابات الفرنسية بعد حين، وعلى التركيبة السياسية في مجمل الدول الغربية والعربية وغيرها لا محالة، لارتباطها بالنظام الأمريكي المتداعي وقرب نهاية إمبراطورية روما الجديدة.

وبذلك، نستطيع القول أن ما سبق وتوقعناه في مقالات سابقة من أن العالم يعيش على أعتاب مرحلة جديدة ينتهي فيها عهد الحكومات الإقطاعية والاستبدادية الفاسدة ليبدأ عصر الشعوب، لم يكن مجانبا للصواب..

ونعتقد أن البداية كانت مع الثورة الإسلامية الإيرانية، فإرهاصات الربيع العربي لم تنتهِ برغم كل ما حدث وقيل ويقال، لأن التغيير عملية طويلة تمر عبر محطات عديدة، وتتطلب القوة الشعبية التي يصنعها الوعي، والكثير من الشجاعة والصدق والإصرار والعناد..

لهذا رأيت في دونالد ترامب رمزا يستحق المتابعة، لأنه رجل بقوة الفيل وعناد الحمار.

المصدر | بانوراما الشرق الأوسط