yasmeen
05-19-2005, 07:02 AM
مغامرة نهارية في قلب بغداد
قد يبدو الأمر أكثر من غريب عندما يجتمع التاجر والمدمن على المخدرات وسراق الكحل من العين مع مجموعة من رعاة الموت العلني في بغداد والمحافظات. ومعذرة من التجار، إذ ندرجهم مع هذه المجموعة، ولكننا نقصد بفئة التجار هنا تجار الحشيشة والمواد المخدرة التي انتشرت في العراق أخيرا.
الرحلة بين هؤلاء كانت أكثر من صعبة، تعرضنا فيها للمطاردة مرات عدة، لكننا كنا قد دخلنا سابقا هذا المكان (منطقة البتاويين) بعد سقوط النظام السابق وتفشي أعمال السرقة والنهب، والبغاء العلني أيضا.
كان عليّ في كل مرة أن أتقمص الشخصية المناسبة، فاخترت شخصية تاجر الحشيشة، وما أن عرفوا أنني أحاول بيع الحشيشة التي لا أملكها بالطبع حتى تقاطر الصغار والكبار للشراء والتعاطي والتداول، وعرض علي بعضهم عشرة آلاف دولار مقابل كيس منه، ولا أدري ما وزن الكيس المطلوب.
التقينا (س. ر) الذي قال انه يعرف كل التجار الصغار الذين سيفرجون عن بضاعتي إن كانت موجودة على الحدود، وعندما سألته عن مصلحته في هذا قال إن له نسبة في كل «بيعة» تتم في هذه المنطقة. وعندما سألته عن مقاهي البتاويين، ولأنه كان شبه مخدر، قال بمنتهى الصراحة انه يلتقي بشكل يومي بزملائه الذين يتعاطون المخدرات، الحشيشة على وجه الخصوص، في هذه المقاهي وبعد أن «ينتشوا» يبحثون عن احد بيوت البغاء في المنطقة. سألته: أين أجهزة الأمن من هذا كله؟ أجاب ان أفراد الشرطة يخافون دخول المنطقة التي قال إنها تحتاج إلى «قوة عسكرية كاملة» للسيطرة عليها.
وفي مكان آخر من البتاويين كنا قد زرناه قبل أكثر من عام، شاهدنا مناظر جديدة، حيت انتشر الأطفال المشردون الذين بدا واضحا أنهم غير واعين بما يقومون به، فقد استخدمتهم إحدى النساء لجلب الزبائن إلى بيتها مقابل بعض المخدرات أو الطعام الذي مر عليه زمن.
سألت احد الأطفال: أين أهلك؟ قال إنهم ماتوا جميعا، ولم يكن يدرك تماما ما يقوله. فجأة جاء أحد الأشخاص وقال: اهربوا بعيدا لأن هناك من اكتشف هويتكم؟ سألته: ما هي هويتنا؟ قال: إنكم تريدون السيطرة على سوق المخدرات وقد أرسلكم احد التجار الكبار في (...) أليست هذه هي الحقيقة؟
هنا تنفست الصعداء لأنه لم يكتشف حقيقة أمري، فسألته إن كان يستطيع مساعدتي في الوصول إلى احد الأشخاص الذين يتعاملون بالأمر، فأشار إلى احدهم وهو يدخن النارجيلة في مقهى مجاور لأحد البيوت القديمة في الشارع الضيق، لكنه قال لي في نفس الوقت انه يتعامل أيضا مع الذين يستأجرهم لقتل بعض الأشخاص، فابتعدت مئات الأمتار عنه خوفا من أن أكون فريسة للقتل. اقترب مني رجل كبير في السن ناصحا وقال:
لماذا انتم هنا؟ لقد مللنا الأوضاع هنا ولا أحد يستمع إلى شكوانا. لقد عشنا في هذه المناطق سنوات طويلة ولا يمكننا مغادرتها وقد اختلطت الوجوه أمامنا.. يوميا تحصل مداهمات للأوكار الخاصة بالحشيشة وبيوت الدعارة وبعض الذين تشتريهم جهات لقتل الأبرياء، ولا ندري أين نذهب، ويوميا نسمع إطلاقات النار في الليل، وعندما نخرج في الصباح نجد نفس الوجوه وقد عادت أقوى من السابق! صوت بعيد من دربونة (زقاق ضيق) شدني وهو يستغيث، وعندما التفت إلى الوراء وجدت إحداهن وقد أمسكت عصا غليظة وتحاول أن تضرب بها رجلا، وعندما سألت عن الموضوع قالوا انه اختلاف حول السعر المقرر وقد جاءني الجواب طبيعيا وكأن القضية تحدث كل يوم! في البتاويين وجدنا أن كل شيء قد تطور إلى الأسوأ مما كان قبل أكثر من عام، وزاد الأمر سوءا بدخول بعض الإرهابيين والقتلة إلى هذه المنطقة الكائنة في قلب بغداد.
قد يبدو الأمر أكثر من غريب عندما يجتمع التاجر والمدمن على المخدرات وسراق الكحل من العين مع مجموعة من رعاة الموت العلني في بغداد والمحافظات. ومعذرة من التجار، إذ ندرجهم مع هذه المجموعة، ولكننا نقصد بفئة التجار هنا تجار الحشيشة والمواد المخدرة التي انتشرت في العراق أخيرا.
الرحلة بين هؤلاء كانت أكثر من صعبة، تعرضنا فيها للمطاردة مرات عدة، لكننا كنا قد دخلنا سابقا هذا المكان (منطقة البتاويين) بعد سقوط النظام السابق وتفشي أعمال السرقة والنهب، والبغاء العلني أيضا.
كان عليّ في كل مرة أن أتقمص الشخصية المناسبة، فاخترت شخصية تاجر الحشيشة، وما أن عرفوا أنني أحاول بيع الحشيشة التي لا أملكها بالطبع حتى تقاطر الصغار والكبار للشراء والتعاطي والتداول، وعرض علي بعضهم عشرة آلاف دولار مقابل كيس منه، ولا أدري ما وزن الكيس المطلوب.
التقينا (س. ر) الذي قال انه يعرف كل التجار الصغار الذين سيفرجون عن بضاعتي إن كانت موجودة على الحدود، وعندما سألته عن مصلحته في هذا قال إن له نسبة في كل «بيعة» تتم في هذه المنطقة. وعندما سألته عن مقاهي البتاويين، ولأنه كان شبه مخدر، قال بمنتهى الصراحة انه يلتقي بشكل يومي بزملائه الذين يتعاطون المخدرات، الحشيشة على وجه الخصوص، في هذه المقاهي وبعد أن «ينتشوا» يبحثون عن احد بيوت البغاء في المنطقة. سألته: أين أجهزة الأمن من هذا كله؟ أجاب ان أفراد الشرطة يخافون دخول المنطقة التي قال إنها تحتاج إلى «قوة عسكرية كاملة» للسيطرة عليها.
وفي مكان آخر من البتاويين كنا قد زرناه قبل أكثر من عام، شاهدنا مناظر جديدة، حيت انتشر الأطفال المشردون الذين بدا واضحا أنهم غير واعين بما يقومون به، فقد استخدمتهم إحدى النساء لجلب الزبائن إلى بيتها مقابل بعض المخدرات أو الطعام الذي مر عليه زمن.
سألت احد الأطفال: أين أهلك؟ قال إنهم ماتوا جميعا، ولم يكن يدرك تماما ما يقوله. فجأة جاء أحد الأشخاص وقال: اهربوا بعيدا لأن هناك من اكتشف هويتكم؟ سألته: ما هي هويتنا؟ قال: إنكم تريدون السيطرة على سوق المخدرات وقد أرسلكم احد التجار الكبار في (...) أليست هذه هي الحقيقة؟
هنا تنفست الصعداء لأنه لم يكتشف حقيقة أمري، فسألته إن كان يستطيع مساعدتي في الوصول إلى احد الأشخاص الذين يتعاملون بالأمر، فأشار إلى احدهم وهو يدخن النارجيلة في مقهى مجاور لأحد البيوت القديمة في الشارع الضيق، لكنه قال لي في نفس الوقت انه يتعامل أيضا مع الذين يستأجرهم لقتل بعض الأشخاص، فابتعدت مئات الأمتار عنه خوفا من أن أكون فريسة للقتل. اقترب مني رجل كبير في السن ناصحا وقال:
لماذا انتم هنا؟ لقد مللنا الأوضاع هنا ولا أحد يستمع إلى شكوانا. لقد عشنا في هذه المناطق سنوات طويلة ولا يمكننا مغادرتها وقد اختلطت الوجوه أمامنا.. يوميا تحصل مداهمات للأوكار الخاصة بالحشيشة وبيوت الدعارة وبعض الذين تشتريهم جهات لقتل الأبرياء، ولا ندري أين نذهب، ويوميا نسمع إطلاقات النار في الليل، وعندما نخرج في الصباح نجد نفس الوجوه وقد عادت أقوى من السابق! صوت بعيد من دربونة (زقاق ضيق) شدني وهو يستغيث، وعندما التفت إلى الوراء وجدت إحداهن وقد أمسكت عصا غليظة وتحاول أن تضرب بها رجلا، وعندما سألت عن الموضوع قالوا انه اختلاف حول السعر المقرر وقد جاءني الجواب طبيعيا وكأن القضية تحدث كل يوم! في البتاويين وجدنا أن كل شيء قد تطور إلى الأسوأ مما كان قبل أكثر من عام، وزاد الأمر سوءا بدخول بعض الإرهابيين والقتلة إلى هذه المنطقة الكائنة في قلب بغداد.