طائر
10-25-2016, 05:22 AM
http://www.aljarida.com/images/1474039481603227000/1474039488000/640x480.jpg
ليالي نيويورك!
25-10-2016
كتب المقال د.نجم عبدالكريم
مدينة نيويورك لا تضاهى بما تحتويه من نشاطات إبداعية إنسانية تعد من أرقى أشكال العطاءات الفنية، فالمتاحف تضم كنوزاً نادرة، والمسارح، بكل فروعها، تقدم المسرحيات التاريخية والمعاصرة والموسيقى الكلاسيكية، والأوبرا، والجاز.. إلخ. أما عن النشاط السياسي فالحديث بلا حرج.
في إحدى زياراتي لها بينما كنت أبحث بين الإعلانات المنتشرة عن مكان أمضي فيه أمسيتي، لفت انتباهي إعلان ضم عدداً من أسماء المفكرين والأدباء والشعراء، ولمحت من بينهم اسم الشاعر والمفكر العربي أدونيس، الذي سيلقي شعراً باللغة العربية، حجزت من فوري مقعداً، وفي الموعد المحدد كنت في مسرح، أدهشني اتساع حجمه لاستيعابه أكثر من ألف متفرج!
وكان يشارك أدونيس المفكر الأميركي نعوم تشومسكي، والكاتب، الصادرة بحقه فتوى من الخميني بالموت، سلمان رشدي.. وعدد آخر من أدباء وشعراء يمثلون قارات العالم.
وكان موضوع الأمسية "قمع الإنسان لأخيه الإنسان"! وتُشرف على هذا الحفل جمعية أهلية اسمها "أصوات الحرية".
• بدأ الحفل برسام كاريكاتير إفريقي عرضت رسومه على شاشات كبيرة، وكلها تسخر من الحكام الذين يجرمون بحق شعوبهم تحت ستار الدين!
ثم تحدث تشومسكي عن محاكم التفتيش التي لم تتوقف منذ قرون، وضرب أمثلة عن محاكم تفتيش معاصرة في معظم بلدان العالم.
وجاء دور أدونيس الذي قرأ أبياتاً من ديوانه "مهيار الدمشقي"، وكانت الترجمة مباشرة على شاشات كبيرة، ثم أخذ يشرح للجمهور أنه كتب هذه القصيدة منذ ما يقرب من خمس وأربعين سنة، ثم ألقى القصيدة التي كتبها لهذه المناسبة، وتتمحور حول ظلم الإنسان للإنسان، باعتبار الظالم يحمل صكوك غفران يمنح بموجبها الجنة لمن يتفق مع أوامره ونواهيه! ويُدخل إلى الجحيم من يخالفونه.
صفق الجمهور طويلاً للشاعر العربي أدونيس.
وبعد انتهاء الاحتفال كنت أتفحص الوجوه لعلي ألمح وجهاً عربياً واحداً! وبكل أسف لم أصادف أحداً!
* * *
• لما التقيت أدونيس منذ أيام في باريس على العشاء، ذكرته بتلك الأمسية فضحك من أعماقه، مما أثار استغرابي، فسألته عن السبب، فقال لي: هل تصدق أنني أدعى سنوياً إلى ما يقرب من 50 مهرجاناً وندوة وأمسيات شعرية في جميع أنحاء العالم، بينما لم أُدع منذ سنوات إلى ندوة واحدة في وطني العربي! وسألته: وأنت على مشارف التسعين، ما الذي يشغلك الآن؟! قال: كتابي الأخير الذي تقطر مفرداته دماً عما يجري في وطني العربي!
كان أدونيس حزيناً لفقده الصديق جورج طرابيشي، الذي كان يشاركه أفكاره السياسية حول ما يجري في سورية، سألته: ماذا تقول فيما يحدث بسورية؟ قال: أنا كنت دائماً ضد النظام، وأطالب بالديمقراطية وضد الحزب الواحد... ولكنني لست مع تغيير النظام بقوى خارجية مشكّلة من أكثر من ثمانين دولة... وهذا الذي لا يريد أن يفهمه من يزايدون على موقفي!
http://www.aljarida.com/articles/1477333133799913600/
ليالي نيويورك!
25-10-2016
كتب المقال د.نجم عبدالكريم
مدينة نيويورك لا تضاهى بما تحتويه من نشاطات إبداعية إنسانية تعد من أرقى أشكال العطاءات الفنية، فالمتاحف تضم كنوزاً نادرة، والمسارح، بكل فروعها، تقدم المسرحيات التاريخية والمعاصرة والموسيقى الكلاسيكية، والأوبرا، والجاز.. إلخ. أما عن النشاط السياسي فالحديث بلا حرج.
في إحدى زياراتي لها بينما كنت أبحث بين الإعلانات المنتشرة عن مكان أمضي فيه أمسيتي، لفت انتباهي إعلان ضم عدداً من أسماء المفكرين والأدباء والشعراء، ولمحت من بينهم اسم الشاعر والمفكر العربي أدونيس، الذي سيلقي شعراً باللغة العربية، حجزت من فوري مقعداً، وفي الموعد المحدد كنت في مسرح، أدهشني اتساع حجمه لاستيعابه أكثر من ألف متفرج!
وكان يشارك أدونيس المفكر الأميركي نعوم تشومسكي، والكاتب، الصادرة بحقه فتوى من الخميني بالموت، سلمان رشدي.. وعدد آخر من أدباء وشعراء يمثلون قارات العالم.
وكان موضوع الأمسية "قمع الإنسان لأخيه الإنسان"! وتُشرف على هذا الحفل جمعية أهلية اسمها "أصوات الحرية".
• بدأ الحفل برسام كاريكاتير إفريقي عرضت رسومه على شاشات كبيرة، وكلها تسخر من الحكام الذين يجرمون بحق شعوبهم تحت ستار الدين!
ثم تحدث تشومسكي عن محاكم التفتيش التي لم تتوقف منذ قرون، وضرب أمثلة عن محاكم تفتيش معاصرة في معظم بلدان العالم.
وجاء دور أدونيس الذي قرأ أبياتاً من ديوانه "مهيار الدمشقي"، وكانت الترجمة مباشرة على شاشات كبيرة، ثم أخذ يشرح للجمهور أنه كتب هذه القصيدة منذ ما يقرب من خمس وأربعين سنة، ثم ألقى القصيدة التي كتبها لهذه المناسبة، وتتمحور حول ظلم الإنسان للإنسان، باعتبار الظالم يحمل صكوك غفران يمنح بموجبها الجنة لمن يتفق مع أوامره ونواهيه! ويُدخل إلى الجحيم من يخالفونه.
صفق الجمهور طويلاً للشاعر العربي أدونيس.
وبعد انتهاء الاحتفال كنت أتفحص الوجوه لعلي ألمح وجهاً عربياً واحداً! وبكل أسف لم أصادف أحداً!
* * *
• لما التقيت أدونيس منذ أيام في باريس على العشاء، ذكرته بتلك الأمسية فضحك من أعماقه، مما أثار استغرابي، فسألته عن السبب، فقال لي: هل تصدق أنني أدعى سنوياً إلى ما يقرب من 50 مهرجاناً وندوة وأمسيات شعرية في جميع أنحاء العالم، بينما لم أُدع منذ سنوات إلى ندوة واحدة في وطني العربي! وسألته: وأنت على مشارف التسعين، ما الذي يشغلك الآن؟! قال: كتابي الأخير الذي تقطر مفرداته دماً عما يجري في وطني العربي!
كان أدونيس حزيناً لفقده الصديق جورج طرابيشي، الذي كان يشاركه أفكاره السياسية حول ما يجري في سورية، سألته: ماذا تقول فيما يحدث بسورية؟ قال: أنا كنت دائماً ضد النظام، وأطالب بالديمقراطية وضد الحزب الواحد... ولكنني لست مع تغيير النظام بقوى خارجية مشكّلة من أكثر من ثمانين دولة... وهذا الذي لا يريد أن يفهمه من يزايدون على موقفي!
http://www.aljarida.com/articles/1477333133799913600/