المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنت من عشاق تناول الفلفل الحار؟.. لا تقلق من أعراضه فهذه فوائده



زاير
10-22-2016, 11:10 AM
هافينغتون بوست عربي | ترجمة


http://i.huffpost.com/gen/4792868/images/n-SS-large570.jpg


الاحتراق اللذيذ بسبب تناول الكاري أو الصوص الحار أو وعاء السيشوان الحار (أكلة صينية) الذي يجعلك تتعرَّق وتكون أقرب للانفجار هو بالنسبة لكثير من الناس إحدى متع الحياة. والبحث عن هذا النوع من الحرق الشديد هو هواية تصل عند البعض إلى حد الهاجس.

يحب الكثير منا هذا الإحساس أثناء تناول الفلفل الحار. ولكن هل تناول الفلفل الحار ضار بصحتنا؟ هذا ما يجيب عنه تقرير لموقع ـ بي بي سي فيوتشر.

ستتعجب حينما تعرف أن محبي الشطة في أمان في ظل المعلومة التي تقول إنه على الرغم من كون " الكابسايسين" (وهو جزيء في الفلفل الحار) ينشط مستقبلات الخلايا العصبية الخاصة بالألم في الفم، إلا أنه لا يسبب أي ضرر للإنسان. أعطه بضع دقائق، وسوف يختفي ذلك الشعور الذي آلمك.

تم تصنيف الفلفل الحار على مقياس يدعى سكوفيل، وهو الخاص بتصنيف درجات شدة حرارة الفلفل من الأقل (0) حتى الأكثر حرارة بشكل مفزع وهو كارولينا ريبر (2.2 مليون). ومع أننا نأكل كل يوم كثيراً من الأطعمة الحارة التي لا تسبب أي ضرر، إلا أن الباحثين عن اللذة كان لديهم خبرة محيرة. ففي عام 2014، قام صحفيان من جريدة الآرغوس، صحيفة بريطانية تصدر في برايتون، بالذهاب إلى أحد المطاعم المحلية لتذوق البرغر. تناول كل منهما قطعة من البرغر الحار المُجهز بوصفة خاصة بهذا المطعم، مع صوص حار يرغب مالك المطعم في تسجيله باعتباره أعلى من الفلفل الرذاذ على مقياس سكوفيل.

كان الألم لا يحتمل – وفقاً لما ذكرته الصحيفة؛ فقد شرب أحد المراسلين في الحال قدراً كبيراً من الحليب في محاولة لتجنب ألم الشطة. والمراسل الآخر بدأ يشعر بألم شديد في المعدة، وفقد الشعور بيديه، وبدأ يرتعش. وكلاهما كان عليه أن يذهب إلى المستشفى. وصرح أحدهما "كنت أشعر بألم شديد"، و"شعرت بأنني أحتضر." (اقرأ القصة كاملة هنا)


مهرجان الفلفل الحار

s

ولجأ محبو الفلفل الحار إلى يوتيوب، فسجلوا ما بدا أنه "مهرجان مصغر لتناول الفلفل الحار", وكتب آرون ذير، واصفاً تسجيلاً مفصلاً لحدث دنماركي أكل فيه ألف شخص الفلفل: "تعرَّق الجميع، كما جرت العادة، وكان القيء شديداً للغاية".

من ناحية أخرى كتب "مات غروس" لموقع "بون أبيتى": "استغرق الأمر مني 21.85 ثانية لآكل ثلاثة من كارولينا ريبرز، وهو الفلفل الأكثر حرارةً في العالم. واستغرق مني حوالي 14 ساعة للتعافي من آثارها". (تضمنت عواقب فعلة "غروس" الشعور بأعراض نوبة قلبية).

ما الذي يجري هنا؟ إذا كان كل ما يفعله أكل الفلفل الحار هو خداع جسمك للتفكير بأن هناك حريقاً صغيراً في فمك، فلماذا يمكنه أن يثير رد الفعل الخطير هذا؟.

دعونا نعود إلى مبادئ علم الأحياء. تطوَّر جزيء الكابسايسين كعامل مضاد للفطريات في النباتات التي تستطيع تحمُّله. ولكن، هذا الجزيء يقوم بتفعيل بعض الخلايا العصبية المسؤولة عن الإحساس بالألم. هذه الخلايا العصبية تقوم بإرسال رسالة الحرارة إلى الدماغ إذا ما تم تنشيطها سواء عن طريق الحرق الفعلي أو الفلفل الحار؛ فهذه الخلايا لا تستطيع التمييز بينهما - وحينما يتعلق الأمر بصحة المرء، فالأمن أفضل من الندم.

يقول بروس براينت، وهو عالم أحياء في مركز مونيل للحواس الكيميائية في فيلادلفيا: "يمكن النظر إلى الآثار الجسمانية الناتجة من تناول الفلفل باعتبارها ردة فعل على ما قد يكون -من وجهة نظر الجسم- حروقاً حقيقية؛ فالتعرق هو إجراء تكيفي لتهدئة الشعور بالحرق. تتسبب الخلايا العصبية المسؤولة عن الألم في إفراز مواد تقوم بتوسيع الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى الالتهاب، وهو أفضل شيء يمكن للجسم القيام به لتزويد المنطقة المتضررة بالدم.

يقول براينت: عندما يضرب كارولينا ريبر بطانة المعدة وتبدأ في التقيوء، فهذا يحدث لأن هناك نهايات عصبية لاستشعار الألم في المعدة. لا يهم إذا كان الحرق حرارياً أو كيميائياً".


رد فعل جسمك

ردود الفعل التي قد يقوم بها جسمك إذا ابتلعت مادة كاوية تماثل تلك التي تحدث عند تناول مستويات عالية من الكابسايسين، وهذا الإحساس بالمواد الكاوية هو بالضبط ما يُقلِّده الجزيء. الخلايا العصبية الموجودة في فمك، ومعدتك، وغيرهما، ستقوم بمهمتها سواء أكان ما ابتلعته سوف يقتلك حقاً أو سيجعلك تعاني قليلاً في المرحاض.

ولكن، لا يبدو أن هناك مخاطر في تناول الفلفل شديد الحرارة أكثر من شعورك بعدم الراحة لعدة ساعات أو يوم واحد. وقد لاحظ علماء الأحياء، مع ذلك، أن تناول الكابسايسين على مدى فترات طويلة من الزمن يؤدي إلى موت الخلايا العصبية المستقبلة للألم عند الثدييات الصغيرة، كما يقول براينت، فهذه الخلايا العصبية لا تنمو مرة أخرى.

ومن المثير للاهتمام، أن هناك نظرية تقول إن نباتات الفلفل قد طوَّرت هذا الجزيء كوسيلة لردع الثدييات من مضغ بذورها. ولكن الطيور، التي تأكل بذور الفلفل كاملةً وتنشرها في مساحات واسعة عبر برازها، ليس لديها المستقبلات اللازمة للشعور بالحرق. أما البشر، فيُمكن اعتبارهم نوعاً من الثدييات يشعر بألم الحرق ولكنه يستطيع تحمله إلى درجة معقولة.