المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المتقلب عباس بن نخي يهاجم حزب الله لتدخله في سوريا ولأنه أثار السنة على الشيعه حسب إدعائه



طائر
10-19-2016, 04:31 PM
إعتبر بن نخي إن خرافاته التي يروجها هي حقائق ثابته

بدا في مقالته إنه حريص على مشاعر أهل السنة بتهجمه على حزب الله الذي حفظ مراقد أهل البيت ( ع ) من التدمير في سوريا والعراق

لم يلتفت الى تناقضه الفاضح ... فهو يصر على ممارساته المستهجنه بالرغم من إثارتها لمشاعر السنه والطوائف والديانات الأخرى التي يدعي الحرص عليها والدفاع عنها ، لكنه انتقد تدخل حزب الله في سوريا لأنه أثار السنه كما زعم

قال ان تدخل حزب الله في سوريا أدى الى قيام الانتحاريين بتفجير انفسهم في التجمعات ! ولكنه أغفل حقيقة ان الدواعش أيضا يفجرون أنفسهم في مسيرات عاشوراء والاربعين في العراق لمنع تلك المسيرات المليونية لشيعة آل البيت (ع) ، فهل قيام الشيعة هناك بهذه المسيرات هو السبب في إثارة الدواعش للقيام بعملياتهم الانتحاريه حسب منطقه ؟

__________________________________________________ __________________




من “القبورية” إلى “الخرافية”.. حكاية “أبي ناجي”!


Posted on 2016-10-18 by

عباس بــن نخي

على مدى التاريخ، لم يقوَ أحد على مواجهة الشيعة وإبطال عقائدهم أو فقههم بالحُجة والدليل والبرهان… كل المواجهات (الفكرية) كانت في حقيقتها سياسية وإعلامية، بعيدة عن المنطق، مجانِبة للعلم، مخالِفة للعقل، ثم لا تلبث أن تتحول إلى قمع وتضييق، وتنكيل واضطهاد! لتنحى “الدعوة” ـ وقد خلت لها الساحة ـ صوب التهريج، وتوجِّه للتشيع والشيعة ما شاءت من طعون غادرة وسهام مسمومة، لتمعن في فصل الأمة وإبعادها عن الحق، وتحقق إضلال العوام.. هذا ما يحسنونه ويجيدونه، لا غير.

كانوا وما زالوا يعجزون عن مقارعة الحجة بالحجة، ورد الدليل بالدليل، فيعمدون إلى الكذب والتدليس، ويلجأون إلى التشويه والتهويل، يختلقون صفة رديئة وينتخبون عنواناً قبيحاً يصبون عليه إعلامهم، يروِّجونه ويسوِّقونه، حتى يغرِّر بالعوام ويصدِّقه الرعاع والدهماء، بل ينطلي حتى على غيرهم، فيقحم الأوساط العلمية ويتداولونه فيما بينهم دون خجل أو حياء!… ومما يُرصد في هذا الطريق ظاهرتان شكَّلت الأولى خطاباً للوهابية، وها هي الثانية ترتسم مَعلماً وعنواناً للحداثوية الشيعية.

وكلتا المدرستين صنيعتي الإنكليز، ووليدتي رحم الاستعمار.

نادت الأولى بأن الشيعة “قبوريون”، بمعنى أنهم يعبدون القبور من دون الله، أو يتَّخذون الأضرحة أصناماً، تقربهم إلى الله زلفى! مما يضحك الثكلى، ويستطيع أي طفل شيعي أن يرده ويدفعه بمنتهى السهولة، لكن القوم ما زالوا في هذا حتى تمكَّن الباطل من أذهانهم وترسخ الوهم في ساحتهم، بل سرى إلى محافلهم الخاصة وتوغّل في أوساطهم العلمية! والحال أنهم، ولا سيما العلماء منهم، يعلمون جيداً ويعرفون باليقين أنها مقولة باطلة وفكرة واهية وفرية عظيمة، ما هي إلا تشويه وتسطيح، حيلة لم يجدوا غيرها لردع الناس وثنيهم عن سماع الحق والقبول به. إنهم يعلمون دون أدنى شك أن الشيعة لا يعبدون القبور ولا يتخذونها أرباباً وآلهة، ولا شيئاً مما يرى الوثنيون في أصنامهم ونصُبهم، لكنهم لما عجزوا عن الاحتجاج لمذهبهم، وخابوا عن إبطال أدلَّة الشيعة، وسموهم بغير سمتهم ونسبوهم لغير حقيقتهم، وصنعوا نطاقاً وحائط صدٍّ يحول دون نشر فضائل آل محمد وتعريف الناس بحقهم، “وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون”.

وهذا شأن الصراع بين الحق والباطل وصفته مذ خلق الله الخلق وأرسل الأنبياء، ونهضوا برسالاتهم. لما لم يقوَ أرباب الباطل والضلال، من حكام جور، وطبقات اجتماعية مستأثرة، يتهدد الدين مواقعها وينذر بالانقلاب عليها، على مواجهة دعوة الحق بالبحث العلمي والاحتجاج والاستدلال، عمدوا إلى المصادرة والمغالطة، والتغامز والسخرية والاستهزاء، وخلق نطاق الصدِّ وحاجز المنع… هذا هو فن المهزوم وحيلة العاجز.

وبهذا العنوان المضلل: محاربة الشرك والقبورية، وتحت هذا الغطاء المغوي والشعار الصارخ الفاقع، رمت الوهابية هدفين وحققت غايتين: الأولى: إثارة الطائفية وتأجيج الصراع المذهبي في الأمة الإسلامية. والثانية: صرف الأنظار عن شبهة كبرى تطال أصل الحركة، وإشكالية تخلق معضلة لا حلَّ لها ولا مخرج منها، تهدد الحركة في مشروعيتها، بل تسلبها عنها وتسقطها. فهي في واقعها ثورة على السلطان، وعصيان لولي الأمر، وقيام يريد تقويض الدولة العثمانية والخلافة الإسلامية، وهذا من أكبر الحوب في فقه السنة، ولا سيما في خطاب السلفية، الواقفة على النص، الجامدة عليه بتحجُّر يفقدها المرونة ويمنعها من مواكبة المستجدات والتكيُّف مع الطارئ من الحوادث… فاستطاعت الوهابية بهذه الإثارة (الإنجليزية) وتمكَّنت عبر هذه الشيطنة من توفير ما تحتاجه من وقت وفسحة وغطاء. ففي خضم هذه الإثارة واللغط حولها، لم يعد أحد يسأل عن وجوب طاعة ولي الأمر، وحرمة الخروج عليه، وخطر شق عصى المسلمين… وانشغلت الساحة بأُمور أُخرى، ثانوية بالنسبة لهذا الأصل الخطير!

على هذا النسق تماماً، وكأنها نسخة مكررة، ينسج التيار الحداثوي الشيعي ويسلك..

فبعد إخفاقه في جُلِّ مشاريعه الأساسية التي طرحها، وفشله في أغلب القضايا الكبرى التي أدارها، ورسوبه في الملفات الاستراتيجية التي تبناها، كان لا بد له من غطاء يحتمي به، ليبقى على قيد الحياة، ويمضي في مسيرته ويستمر في هيمنته وتسلُّطه على مقدرات الشيعة في العالم، وتعيَّن عليه أن يطرح عنواناً تضليلياً يدير الرؤوس، ويحدث فرقعة تلفت الانتباه، كمن يفجِّر قنبلة دخانية صوتية، ليشغل بها الساحة ويلهيها عن أصل ما حلَّ بها، ويصرفها عن التفكُّر في البلاء الذي أنزله هذا التيار بالمذهب والطائفة… تماماً كما فعلت الوهابية بالإسلام والمذهب السني!

فالتيار الحداثي في نكسة، يعاني انهياراً ويشكو ضياعاً، يفترض أن يودي به وينهي حقبته…

لقد فشل التيار الحداثوي الحاكم فشلاً ذريعاً، وأخفق حتى أشرف على الهلاك في جميع الميادين التي خاضها والقضايا التي تصدى لها، بدءاً من الملف الفلسطيني الذي مُني فيه بهزيمة نكراء، أطارت لبه وعقدت لسانه، فبعد كل ذلك الدعم والمؤازرة المادية والمعنوية التي لم تعرفها الفصائل الفلسطينية في تاريخها، ولم تحظ بعُشرها من أشقائها في القومية والمذهب.. تخلى الفلسطينيون عن قيادة الحداثويين الشيعة، خذلوهم عند الوثبة، وتنكروا لمعروفهم وانقلبوا عليهم! وانتهاءً بالمشروع النووي، بكلفته الخيالية واستنزافه المهلك، الذي لم يبلغ غايته ولا أنجز ما راهن عليه ووعد به. وبين هذا وذاك، سلسلة من الحروب والمعارك التي يخوضها التيار الحداثوي الشيعي في اليمن والبحرين وسوريا والعراق، ولم يمكنه الانتصار في أي منها، ولا هو قادر على الحسم الذي ينهيها، وما زال تخبط في صراع يستنزفه، ويدور في دوامة لا يمكنه الخروج منها… ولا سيما فشلهم الذريع في إدارة العراق، الذي قُدِّم لهم على طبق من ذهب، فانشغل قادتهم ورموزهم بالسلب والنهب، حتى استشرى فسادهم وبلغ النتن والعفن وصار مضرب مثل!

تراه يقفز على كل هذه الانتكاسات والإخفاقات، ويتجاهل الجراحات النازفة والآفات الممضَّة والأمراض المهلكة، ويتغافل ويتنكَّر لكل الويلات والمصائب التي جرَّها على الطائفة والمذهب ليفتعل الأزمات داخل البيت الشيعي، ويشغل الساحة بجبهات وهمية تصرف الأنظار عن مواقع هزيمته وفشله وإخفاقه!

من هنا يقرأ البصراء الواعون الانفعال والافتعال الذي يمارسه هذا التيار في الوسط الشيعي، ولا يعجبون من الكيفية والآلية التي تظهر غريبة، بل في منتهى الغرابة، تناقض حاجته الملحَّة لوحدة الصف واللحمة الداخلية، ولا تنسجم مع معطيات الأزمة التي يعيشها، واستفراده في الساحة أمام أعدائه الخارجيين.. كيف يفتح على نفسه حرباً داخلية؟ ويشعل جبهة في منتهى الحساسية؟! جبهة العقيدة والشعائر الحسينية، فراح يرمي أساطين الطائفة وأعلام المذهب وكل من وافقهم واتبعهم وقلّدهم من المؤمنين لمئات السنين، وعمل بالشعائر التي أمضوها وحكموا بمشروعيتها… يرميهم بـ”الخرافية”! هكذا تركوا كل شيء وراء ظهورهم، وتناسوا كل جراحهم، وأغمضوا عن كل الويلات التي جروها على الأمة وورَّطوا بها الطائفة وأنزلوها بالمذهب، ليثيروا حرباً فكرية عقائدية، على نهج الوهابية والطريقة الإنكليزية، رموا فيها التشيع بـ”الخرافية” في نسخة داخلية لفرية “القبورية”! وراحوا يهوِّلون ويجأرون، بل يعوون وينبحون، بأن البلاء كل البلاء هو من “الخرافيين” وأفكارهم وأعمالهم!

فليس الدخول في الجبهة السورية هو الذي تسبب في تشويه صورة الشيعة، وبثَّ الحقد وشحن صدور السنة عليهم، ولا الاصطفاف مع النظام البعثي هناك هو الذي أجِّج الرغبة في الانتقام منهم في نفوس الخصوم والأعداء (وجرَّ العمليات الإرهابية العمياء عليهم)، أو قل هيَّج الساكن من الحقد والكامن من الكراهية والدفين المبيت في نفوس النواصب والتكفيريين، فجَّرها وأطلقها من مكامنها.. بل هي شعيرة التطبير! وهيئة حسينية (عدد المنتسبين لها لا يتجاوز العشرين) من بين مئات آلاف الهيئات، أطلقت على نفسها “كلاب رقية” هي ما خلق الفتنة! وزائر من بين ثلاثين مليون نسمة، دخل الحرم الحسيني وهو يزحف أو يحبو على هيئة كلب، هو الذي استفز القوم ودفعهم للتعاون مع المخابرات الإقليمية والعالمية ليدربوهم ويزودوهم بالأحزمة الناسفة، ويدفعوهم لتفجير أنفسهم في التجمعات والمحافل الشيعية! ليس الأمر صراعاً على النفوذ والسلطة بين القوى العالمية أو الإقليمية، أُخذ فيه الشيعة بإدارة الحداثويين، وجُعلوا ورقة بيد روسيا وسوريا، ولا هو من الصراع السياسي الذي تخوضه إيران مع السعودية حول النفوذ في المنطقة، والحرب الاقتصادية على أسعار النفط وأسواقه… ليس لهذا وذاك أي دور في تأجيج الطائفية! ولا هو ما سعّر نارها وفتح لنا وعلينا “صفا” و”وصال”، بل هو ـ ببساطة ـ أرعن من نسيجهم، مسكون بحب الرئاسة والظهور مثلهم، يرفع راية في لندن، يقذف عائشة ويشتم الشيخين، هو الذي فعل كل ذلك وتسبب فيه! أما الأمر في اليمن فمعضلة لا يحلها العرض الحداثوي ولا يجد لها في خارطة مسؤولية “الخرافيين” موضعاً يمكن أن يلحق أو يلصق بهم التهمة، فيسكت عنه خطابهم ويكتفي بالتباكي والتأجيج الطائفي الذي يرمي به “الخرافيين” في جبهات أخرى!

ولا أحد يسأل ما هي الخرافة وماذا تقصدون بها؟ (انظر في هذه المدونة مقالة سابقة عنوانها: “خرافات” عاشوراء)

هل يمكن للنار أن لا تحرق كما يحدِّثنا القرآن الكريم “يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم”؟! هل يمكن لمنام ورؤيا أن تُعبَّر فترسم اقتصاد دولة وتخطط لحضارة من أعظم حضارات البشرية (الفرعونية) “إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون”؟! هل يمكن لإنسان أن يلبث في بطن الحوت سبعة أيام أو ثلاثة، أو تسع ساعات في الأقل الأدنى دون أن يموت “فالتقمه الحوت وهو مليم فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون”؟! هل يمكن لهدهد ونملة أن تتكلم وتنطق وتتحدث “قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون” فيسمعها إنسان فيفقه حديثها ويتبسم لقولها؟! هل يمكن أن ينتقل عرش ملك أو ملكة من سبأ في اليمن إلى بيت المقدس في فلسطين بطرفة عين “قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك”؟ هل هناك كائنات في عالمنا غير مرئية تسمى “الجن”؟ يمكن لبشر أن يسخِّرها فتصنع له وتعمل “ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات”؟! هل يمكن أن يولد إنسان من أم دون أب؟ فينحدر من بتول عذراء دون تناسل “قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أكُ بغياً”؟! هل يمكن للإنسان أن ينام ثلاث مئة سنة ونيف “ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعاً”؟! هل يمكن أن ينشق القمر حقيقة لا في أعين الناس وما يتراءى لهم كما في قوله تعالى “اقتربت الساعة وانشق القمر”؟ هل يمكن أن يمتد “اليوم” الواحد وتبلغ فترته الزمنية ألف سنة “وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون”؟!

أي هذه الأُمور تعد من الأساطير وتدخل في الخرافات؟! أي حداثويٍّ تافه يمكنه أن يبطل آيات القرآن ويعلن ارتداده؟ ويكشف حقيقة استغراقه في عالم الحس والمادة، وجحده الغيب وغفلته عن المعنى؟ وأول صفات المتقين في ثالث آيات البقرة:”ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين، الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون”.

إذا كانت هناك إمكانية عقلية لشق القمر، وردِّ الشمس، وبطولات “أخيل” أو “اسكندر الأكبر” أو “ذي القرنين”.. فهذا يعني انتفاء الاستحالة العقلية عن أحداث كربلاء الخارقة للعادة، عندها ينتقل الأمر إلى آلية معالجة الأسانيد وطرُق الجرح والتعديل المعمول بها (في ثبوت الأحداث التاريخية، لا الروايات الفقهية)… فيثبت الخبر أو تنتفي القصة، أو تبقى في دائرة الإمكان والاحتمال… فبأيِّ حقٍّ وحجة ودليل سمح لنفسه عالمٌ ديني يدعي الاجتهاد، وآخر ينهض بتمثيل مدَّعي اجتهاد ومتبوِّء مرجعية، وثالث أكاديمي يدعي البحث والتحقيق، كيف أباحوا لأنفسهم إطلاق الخرافة والأسطورة على أحداث كربلاء وشعائر عاشوراء لمحض استغرابها وخرقها للعادة؟!

لقد تم تعميم هذا التعبير الوقح وصدر الأمر بإطلاقه على الشعائر الحسينية، ونسبة جميع القائلين بها إباحة واستحباباً، إلى الخرافيين، وهم من أعمدة الفقاهة وأساطين المذهب والطائفة، أمثال الميرزا النائيني وتلاميذه (محسن الحكيم والشاهرودي والخوئي، وعبدالهادي الشيرازي و…) حتى فقهاء عصرنا ومراجع زماننا، ولا سيما الوحيد والحكيم والبشير والصافي والروحاني… فهؤلاء كلهم خرافيون!؟ ففتواهم بجواز التطبير والشبيه ومختلف صور الجزع وأنماط العزاء الحسيني، جعلتهم مشمولين بهذاالإطلاق الوقح وسمح لقاموس القوم بهذا التعاطي الظالم معهم!

إن المرتكز الأول والأخير الذي ينطلق منه الحداثويون في عدائهم الشعائر الحسينية، هو أن عاشوراء ثورة وجهاد، وإحياء لنهج الحسين، وما الشعائر إلا خرافات وأباطيل تريد التشويه والتخدير والتعطيل، فتأخذ الأمة في الأحزان واجترار الآلام… ولا أحد يدري أين النهج الحسيني في سلوك القوم حين نزلوا على شروط إسرائيل لإنهاء عدوانها في حرب 2006؟ لماذا لم يمضوا لإحدى الحسنيين، إما النصر أو الشهادة؟! كما لا يدري أحد ولا يجيب عن الأداء “الثوري” و”الجهادي” في معالجة الملف النووي؟ وغير هذين الشاهدين، هناك مئات المواقف التي لا نعيب المرونة والبراغماتية فيها، إلا لتمسك أربابها بتصنيفها تراجعاً وتخاذلاً، وفقاً للمدرسة والنهج الذي ينادون به في التعاطي مع الشعائر الحسينية، فلا تقية ولا مداراة في النهج الحسيني كما يزعمون، ولا عاطفة أو أداء ينم عن ذلَّة، فهيهات منا الذلة! حتى أبى غبي منهم نسبة البكاء إلى أهل البيت، فهو عنده عار وشنار، فإذا ووجه ببكاء الزهراء على أبيها في بيت الأحزان، قال ذاك موقف سياسي جهادي رافضي، فلماذا لا يقر لزينب بمثل هذا الموقف؟ لست أدري، ولا أحد يدري! ولماذا تحسَّر رسول الله لما دخل المدينة عائداً من أُحد، فسمع النوح والبكاء في الدور، فقال ما هذا؟ قالوا: هذه نساء الأنصار يبكين قتلاهم. فقال: لكن حمزة لا بواكي له! فسمع ذلك سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وعبدالله بن رواحة فمشوا إلى دورهم فجمعوا كل نائحة باكية كانت بالمدينة فقالوا: والله لا تبكين قتلى الأنصار حتى تبكين عمَّ النبي فإنه قد ذكر أنه لا بواكي له بالمدينة؟! فهل البكاء على الشهيد حسَنٌ في معايير الدين أم قبيح؟ وهل يبلغ الجواب على هذا السؤال من الحسم والبت بما يغير مدلول وحكم مئات الروايات والنصوص النادبة والحاثة عليه، فيمضي الجاهل برعونة، كمن يحمل معولاً ويخبط في حانوت فخرانيٍّ أو زجَّاج؟

خلط وخبط والتقاط، يريد صرف الأنظار عن الأشنع الأخطر، والتعمية على مآس وويلات يهتز لها العرش مما جنت يد “الحداثة” الملوثة، وحصاد “التنوير” الظلامي…

دعهم عنك، وتراكضهم في الضلال، وتجوالهم في الشقاق، وجماحهم في التيه، فإنهم قد أجمعوا على نصرة الشيطان، حين اجتمعوا على حرب شعائر عزاء سيد الشهداء… تنحَّ عنهم وخذ بعيداً، وانفصل عن صفوفهم، فعما قريب سينزل بهم العذاب والبلاء، وسترى كيف يحل سخط الله، يجلل رؤوسهم من أعلاهم إلى أسفلهم.



https://abbasbennakhi.wordpress.com/2016/10/18/%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A8%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D8%A8%D9%8A-%D9%86/