فيثاغورس
10-07-2016, 11:38 PM
http://static.addiyar.com/storage/attachments/1246/nabih_482238_large.jpg
نبيه البرجي - الديار
7 تشرين الأول 2016
ليس لنا سوى ان نسأل، وسوى ان نصرخ، الى اين تقودنا تلك التوتاليتاريات الفظة، وحيث لا ثقافة سوى ثقافة القبيلة، ولا خيال سوى خيال القبيلة، ولا استراتيجية سوى استراتيجية القبيلة؟
الاكثر فظاعة من التوتاليتاريات اياها، ذلك الاعلام الذي يفترض ان يدرك في اي مستنقع نتخبط فيه جميعا، فإذا به يتواطأ، واذا به يقتل الكلمة، ويقتل اللغة، بل ويقتل الرؤية لمصلحة هذا البلاط او ذاك...
ألم يتنبأ برنارد لويس، وفيما الاخرون يمتطون ظهور الكواكب، اننا اقتربنا من اللحظة التي نعود فيها الى امتطاء ظهور الابل؟
لسنا في حالة انعدام الوزن بل في حالة انعدام الزمن، فأين هو الامين العام لجامعة الدول العربية الذي لا يكون موظفا، وبائسا، وتابعا. الذي يقف ويقول» هذه خطتي لوقف التدهور»، ثم يستقيل، اذ اي ضمير يتحمل ذاك البلاء العظيم.
هل يقرأ اهل الانظمة، واهل الشاشات، واهل الصحف، ما يكتب وما يقال في ارجاء العالم عن العرب الذين يبدو انهم لا يستحقون حتى كلمة رثاء ما داموا كالذئاب يقتلون بعضهم البعض؟
اين هي الدولة العربية الشفافة، بالديمقراطية، وبالعدالة، وبالحرية، التي يحق لها ان تفرض نظامها او قهرماناتها على الدول العربية الاخرى؟ واين هي الدولة العربية التي لا تستظل هذا السلطان، او ذاك القيصر، او ذلك الامبراطور، لكي يبقى النظام، نظام وحيد القرن، الى الابد؟
كل هذه الاسئلة، وكل هذه الصرخات، لاننا نرى ما يحدث امامنا، ولاننا نقرأ ما يقال وراء الحدود، او وراء البحار. لسنا في بدايات القرن العشرين، ولا في بدايات القرن التاسع عشر، وحيث الاختباء تحت العباءات، ودائما في لعبة القرون الوسطى، وانما نحن في بدايات القرن الحادي والعشرين. القرن الذي يشهد ذروة التفاعلات (والصراعات) التكنولوجية، وذروة التفاعلات (والصراعات) الحضارية، وذروة التفاعلات(والصراعات) الاستراتيجية...
ما يكتب وما يقال ان المنطقة التي طالما وصفناها بـ«مهرجان العدم» انما هي ذاهبة الى العدم. الواقع ميت فيما يتواصل ذلك الدوران الغبي حول الغيب. اقصى ما يستطيع ان يفعله فقهاؤنا ان يصنعوا الهاً من الخشب او الهاً من الشمع ثم يدورون حوله، ويرغموننا بالعصا( بما في ذلك العصا الكهربائية) لكي ندور حوله...
اين هي الدول العربية الان؟ الدول المركزية او المحورية التي يفترض فيها ان تكون فاعلة. اما انها متورطة في صراعات تستنزف عظامها، او انها آثرت الانطواء، واللعب بين الخيوط، خيوط العنكبوت كي لا يمس احد النظام، حتى ولو كان نظام العناكب...
ها ان سوريا(سوريا العظمى) تحتضر، بل وتحترق، بل و تموت، بأموال العرب، وبسياسات العرب، وها ان العراق( عراق حمورابي ونبوخذ نصر وهارون الرشيد) حائر، وقد تحوّل الى حطام، في ان يكون تابعا لايران او تابعا لتركيا، وها ان مصر التي ازماتها الاقتصادية تنذر بالشر المستطير من دون دور، وتفتقد الحد الادنى من الديبلوماسية الخلاقة او من الاستراتيجية الخلاقة...
ماذا عن المملكة العربية السعودية التي باتت عضواً في قمة العشرين، فإذا بها تغرق في النيران السورية قبل ان تغرق في النيران العراقية، لتستقر (تستقر؟) في المتاهة اليمنية. هل نستعيد مرة اخرى، الكلام حول...رقصة التانغو مع العدم.
في لبنان، وحيث الفانتازيا السياسية (فانتازيا المذاهب وفانتازيا المافيات) في اكثر فصولها بشاعة. لم نعد بلد الاشعاع، بل بلد نبش القبور والثقافات الميتة، بلد السياسيين الذين يأكلون الدولة، ويأكلون الناس، بل، والاشد خطورة انهم يأكلون الزمن..
بلد المائة مليار دولار من الدين العام، والذي تنتظره اللحظة الاغريقية في اي لحظة، وبلد الديكة التي تتقاتل حتى على تقاسم الجثث (جثثنا). نحن اللبنانيون معذبو الارض، ولعلنا معذبو السماء ايضا...
هؤلاء اللبنانيون الذين هزموا، ذات يوم، مناحيم بيغن وجعلوه يلتف ببطانية الصوف بانتظار ساعة النهاية، بأي بطانية يلتفون بانتظار ساعة النهاية؟
http://www.addiyar.com/article/1245237-%D8%B0%D8%A7%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B8%D9%8A%D9%85
نبيه البرجي - الديار
7 تشرين الأول 2016
ليس لنا سوى ان نسأل، وسوى ان نصرخ، الى اين تقودنا تلك التوتاليتاريات الفظة، وحيث لا ثقافة سوى ثقافة القبيلة، ولا خيال سوى خيال القبيلة، ولا استراتيجية سوى استراتيجية القبيلة؟
الاكثر فظاعة من التوتاليتاريات اياها، ذلك الاعلام الذي يفترض ان يدرك في اي مستنقع نتخبط فيه جميعا، فإذا به يتواطأ، واذا به يقتل الكلمة، ويقتل اللغة، بل ويقتل الرؤية لمصلحة هذا البلاط او ذاك...
ألم يتنبأ برنارد لويس، وفيما الاخرون يمتطون ظهور الكواكب، اننا اقتربنا من اللحظة التي نعود فيها الى امتطاء ظهور الابل؟
لسنا في حالة انعدام الوزن بل في حالة انعدام الزمن، فأين هو الامين العام لجامعة الدول العربية الذي لا يكون موظفا، وبائسا، وتابعا. الذي يقف ويقول» هذه خطتي لوقف التدهور»، ثم يستقيل، اذ اي ضمير يتحمل ذاك البلاء العظيم.
هل يقرأ اهل الانظمة، واهل الشاشات، واهل الصحف، ما يكتب وما يقال في ارجاء العالم عن العرب الذين يبدو انهم لا يستحقون حتى كلمة رثاء ما داموا كالذئاب يقتلون بعضهم البعض؟
اين هي الدولة العربية الشفافة، بالديمقراطية، وبالعدالة، وبالحرية، التي يحق لها ان تفرض نظامها او قهرماناتها على الدول العربية الاخرى؟ واين هي الدولة العربية التي لا تستظل هذا السلطان، او ذاك القيصر، او ذلك الامبراطور، لكي يبقى النظام، نظام وحيد القرن، الى الابد؟
كل هذه الاسئلة، وكل هذه الصرخات، لاننا نرى ما يحدث امامنا، ولاننا نقرأ ما يقال وراء الحدود، او وراء البحار. لسنا في بدايات القرن العشرين، ولا في بدايات القرن التاسع عشر، وحيث الاختباء تحت العباءات، ودائما في لعبة القرون الوسطى، وانما نحن في بدايات القرن الحادي والعشرين. القرن الذي يشهد ذروة التفاعلات (والصراعات) التكنولوجية، وذروة التفاعلات (والصراعات) الحضارية، وذروة التفاعلات(والصراعات) الاستراتيجية...
ما يكتب وما يقال ان المنطقة التي طالما وصفناها بـ«مهرجان العدم» انما هي ذاهبة الى العدم. الواقع ميت فيما يتواصل ذلك الدوران الغبي حول الغيب. اقصى ما يستطيع ان يفعله فقهاؤنا ان يصنعوا الهاً من الخشب او الهاً من الشمع ثم يدورون حوله، ويرغموننا بالعصا( بما في ذلك العصا الكهربائية) لكي ندور حوله...
اين هي الدول العربية الان؟ الدول المركزية او المحورية التي يفترض فيها ان تكون فاعلة. اما انها متورطة في صراعات تستنزف عظامها، او انها آثرت الانطواء، واللعب بين الخيوط، خيوط العنكبوت كي لا يمس احد النظام، حتى ولو كان نظام العناكب...
ها ان سوريا(سوريا العظمى) تحتضر، بل وتحترق، بل و تموت، بأموال العرب، وبسياسات العرب، وها ان العراق( عراق حمورابي ونبوخذ نصر وهارون الرشيد) حائر، وقد تحوّل الى حطام، في ان يكون تابعا لايران او تابعا لتركيا، وها ان مصر التي ازماتها الاقتصادية تنذر بالشر المستطير من دون دور، وتفتقد الحد الادنى من الديبلوماسية الخلاقة او من الاستراتيجية الخلاقة...
ماذا عن المملكة العربية السعودية التي باتت عضواً في قمة العشرين، فإذا بها تغرق في النيران السورية قبل ان تغرق في النيران العراقية، لتستقر (تستقر؟) في المتاهة اليمنية. هل نستعيد مرة اخرى، الكلام حول...رقصة التانغو مع العدم.
في لبنان، وحيث الفانتازيا السياسية (فانتازيا المذاهب وفانتازيا المافيات) في اكثر فصولها بشاعة. لم نعد بلد الاشعاع، بل بلد نبش القبور والثقافات الميتة، بلد السياسيين الذين يأكلون الدولة، ويأكلون الناس، بل، والاشد خطورة انهم يأكلون الزمن..
بلد المائة مليار دولار من الدين العام، والذي تنتظره اللحظة الاغريقية في اي لحظة، وبلد الديكة التي تتقاتل حتى على تقاسم الجثث (جثثنا). نحن اللبنانيون معذبو الارض، ولعلنا معذبو السماء ايضا...
هؤلاء اللبنانيون الذين هزموا، ذات يوم، مناحيم بيغن وجعلوه يلتف ببطانية الصوف بانتظار ساعة النهاية، بأي بطانية يلتفون بانتظار ساعة النهاية؟
http://www.addiyar.com/article/1245237-%D8%B0%D8%A7%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B8%D9%8A%D9%85