خديجة
05-17-2005, 07:02 PM
حرب شعواء على كبرى شركات البرامج
سيكون العامان المقبلان حاسمين بالنسبة الى شركة «مايكروسوفت» عملاقة برامج الكمبيوتر. فهي ستتعرض لهجمات على عدة جبهات قد تجعلها تتداعى, او تقاوم وتحارب لتخرج اقوى واكثر هيمنة.
ويبدو الامر مثل لعبة «ستار تريك»: لمسة صغيرة لذراع التحريك حتى تظهر لوحة ازرار فرضية على سطح طاولة المطبخ, وبعد عدة نقرات تكون لائحة التبضع قد ارسلت عبر الشبكة الى متجر البقالة. بعد ذلك يمكنك المشاركة في مؤتمر عبر الفيديو, او مشاهدة برنامج معين مخزن على القرص الصلب في غرفة الجلوس, وفي الطابق العلوي تتحول مرآة غرفة النوم الى شاشة تسمح لك بمشاهدة فيلم, او تصفح شبكة الانترنت, او تقوية جهاز التدفئة, او فتح النوافذ.
وتقول سينتيا كروسلي المسؤولة عن تشغيل انظمة «مايكروسوفت» في بريطانيا, «هذا ليس منزل المستقبل... كل هذه التقنيات يمكن شراؤها من السوق وتركيبها بسهولة في المنزل». وهذا الامر يعطي صدقية للوعد الذي اطلقه «زعيم» مايكروسوفت بيل غيتس بأن شركته ستقدم خلال سنوات قليلة ما اسماه «المستخدم المركزي».
لكن البعض يرى ان ذلك بعيد جداً عن الواقع حيث ان وجود بضعة اجهزة كمبيوتر متصلة بأجهزة التلفزيون والموسيقى, اضافة الى برامج التشغيل المعقدة, قد تصيب المستخدم باليأس في حين ان الشبكة اللاسلكية التي تربط هذه الادوات ببعضا لا تزال تعتبر مبهمة. وعدا ذلك هناك المسائل المتعلقة بالامن, فملايين اجهزة الكمبيوتر التي تعمل وفق نظام «ويندوز» للتشغيل من انتاج «مايكروسوفت» معرضة لهجمات دائمة من الفيروسات, ومن المتجسسين على الشبكة.وفي الوقت نفسه, تجد «مايكروسوفت» نفسها محاصرة بمزيد من الشركات المنافسة. ورغم ان هذه الشركة تسيطر على 90 بالمئة من سوق برامج الكمبيوتر في العالم,
فهي تمر في مرحلة حساسة جداً في تاريخها, وفق ما يقول أحد الباحثين في امور التكنولوجيا جورج كولوني, وهو يرى ان «مايكروسوفت» قد تكون شركة محتكرة في الوقت الحاضر, لكن يجب ان تكون محنكاً لتحافظ على هذا الاحتكار. وهناك شركات كثيرة جاهزة لاختبار مدى قدرة «مايكروسوفت» على ذلك, وفي مقدمتها شركة برامج التشغيل «لينوكس».
فهذه الشركة التي تنافس نظام «ويندوز», وضعت نظاماً طورته مجموعة من المتطوعين, لكن بدعم من شركات كبيرة وصغيرة مثل «آي.بي.ام», التي تؤمن الدعم وملاءمة البرامج وفق الحاجة. ويقول مسؤولو «لينوكس», ان شركتهم اكثر استقراراً واماناً من كل ما انتجته «مايكروسوفت» حتى الآن. انها رخيصة, وحتى مجانية اذا كان لدى المستخدم المعرفة الكافية حول كيفية تركيب وصيانة الكمبيوتر, واكثر ملاءمة للمستهلك, كونها لا تحتفظ بسر فك رموزها.
وبرامج «لينوكس» بدأت تنتشر في العالم لتحل مكان برامج «مايكروسوفت», في اليونان وميونيخ. في حين ان الصين وكوريا الجنوبية واليابان وحدوا جهودهم لتطوير نسخة آسيوية من برامج «لينوكس», لضمان عدم تحولهم الى عبيد لدى «مايكروسوفت».
وعدا عن نظام «ويندوز», فإن برامج «office» من «مايكروسوفت» تتعرض بدورها للهجوم. حيث ان هناك برنامج «open office». ربما لا يكون مثل برنامج «مايكروسوفت» لكنه مجاني.
هل تحب التصوير؟ لم تعد ملزماً بشراء برنامج «imagesuite» من «مايكروسوفت», فهناك مصدر قوي ومفتوح هو «Gimp», في حين يلاقي برنامج «Picasa» من «غوغول» الاحتياجات اليومية لمعظم المهتمين.
ورغم ذلك, يبقى الخوف الاكبر لدى «مايكروسوفت» من النجاح الكبير الذي يحققه موقع «Mozill & Fire fox» المفتوح على الشبكة. فهذا اسرع واكثر اماناً من موقع «internet Explorer» وهو المنافس الجدي والاول لهيمنة «مايكروسوفت». فخلال تسعة اشهر فقط سجلت «Fire Fox» انزال نظامها على 50 مليون كمبيوتر شخصي. حتى ان بيل غيتس نفسه انزل هذا النظام لديه وهو يقول انه يتصفحه من وقت لآخر, لكن يرى ان «internet Explorer» التابع لـ «مايكروسوفت» افضل. وهو يشك في ان يكون سوق «Fire Fox» اوسع من شركته, ويقول بهذا الصدد «هناك حجم كبير من البرامج التي يتم انزالها, لكن هل يستخدمها الناس فعلا؟».
ويرى بعض الخبراء ان مشكلة «مايكروسوفت» تكمن في ضخامة حجمها, في حين ان الشركات الاخرى اكثر تركيزاً على جزء معين. وهي عادة تأخذ هذا الجزء من برامج «مايكروسوفت» ذاتها وتعمل على تطويره.
مع هذا كله, فإن لدى غيتس استراتيجية واضحة, و«جيوب» شركته عميقة جداً. وحربه المضادة على وشك الانطلاق.
اعداد : انس عبد الساتر
سيكون العامان المقبلان حاسمين بالنسبة الى شركة «مايكروسوفت» عملاقة برامج الكمبيوتر. فهي ستتعرض لهجمات على عدة جبهات قد تجعلها تتداعى, او تقاوم وتحارب لتخرج اقوى واكثر هيمنة.
ويبدو الامر مثل لعبة «ستار تريك»: لمسة صغيرة لذراع التحريك حتى تظهر لوحة ازرار فرضية على سطح طاولة المطبخ, وبعد عدة نقرات تكون لائحة التبضع قد ارسلت عبر الشبكة الى متجر البقالة. بعد ذلك يمكنك المشاركة في مؤتمر عبر الفيديو, او مشاهدة برنامج معين مخزن على القرص الصلب في غرفة الجلوس, وفي الطابق العلوي تتحول مرآة غرفة النوم الى شاشة تسمح لك بمشاهدة فيلم, او تصفح شبكة الانترنت, او تقوية جهاز التدفئة, او فتح النوافذ.
وتقول سينتيا كروسلي المسؤولة عن تشغيل انظمة «مايكروسوفت» في بريطانيا, «هذا ليس منزل المستقبل... كل هذه التقنيات يمكن شراؤها من السوق وتركيبها بسهولة في المنزل». وهذا الامر يعطي صدقية للوعد الذي اطلقه «زعيم» مايكروسوفت بيل غيتس بأن شركته ستقدم خلال سنوات قليلة ما اسماه «المستخدم المركزي».
لكن البعض يرى ان ذلك بعيد جداً عن الواقع حيث ان وجود بضعة اجهزة كمبيوتر متصلة بأجهزة التلفزيون والموسيقى, اضافة الى برامج التشغيل المعقدة, قد تصيب المستخدم باليأس في حين ان الشبكة اللاسلكية التي تربط هذه الادوات ببعضا لا تزال تعتبر مبهمة. وعدا ذلك هناك المسائل المتعلقة بالامن, فملايين اجهزة الكمبيوتر التي تعمل وفق نظام «ويندوز» للتشغيل من انتاج «مايكروسوفت» معرضة لهجمات دائمة من الفيروسات, ومن المتجسسين على الشبكة.وفي الوقت نفسه, تجد «مايكروسوفت» نفسها محاصرة بمزيد من الشركات المنافسة. ورغم ان هذه الشركة تسيطر على 90 بالمئة من سوق برامج الكمبيوتر في العالم,
فهي تمر في مرحلة حساسة جداً في تاريخها, وفق ما يقول أحد الباحثين في امور التكنولوجيا جورج كولوني, وهو يرى ان «مايكروسوفت» قد تكون شركة محتكرة في الوقت الحاضر, لكن يجب ان تكون محنكاً لتحافظ على هذا الاحتكار. وهناك شركات كثيرة جاهزة لاختبار مدى قدرة «مايكروسوفت» على ذلك, وفي مقدمتها شركة برامج التشغيل «لينوكس».
فهذه الشركة التي تنافس نظام «ويندوز», وضعت نظاماً طورته مجموعة من المتطوعين, لكن بدعم من شركات كبيرة وصغيرة مثل «آي.بي.ام», التي تؤمن الدعم وملاءمة البرامج وفق الحاجة. ويقول مسؤولو «لينوكس», ان شركتهم اكثر استقراراً واماناً من كل ما انتجته «مايكروسوفت» حتى الآن. انها رخيصة, وحتى مجانية اذا كان لدى المستخدم المعرفة الكافية حول كيفية تركيب وصيانة الكمبيوتر, واكثر ملاءمة للمستهلك, كونها لا تحتفظ بسر فك رموزها.
وبرامج «لينوكس» بدأت تنتشر في العالم لتحل مكان برامج «مايكروسوفت», في اليونان وميونيخ. في حين ان الصين وكوريا الجنوبية واليابان وحدوا جهودهم لتطوير نسخة آسيوية من برامج «لينوكس», لضمان عدم تحولهم الى عبيد لدى «مايكروسوفت».
وعدا عن نظام «ويندوز», فإن برامج «office» من «مايكروسوفت» تتعرض بدورها للهجوم. حيث ان هناك برنامج «open office». ربما لا يكون مثل برنامج «مايكروسوفت» لكنه مجاني.
هل تحب التصوير؟ لم تعد ملزماً بشراء برنامج «imagesuite» من «مايكروسوفت», فهناك مصدر قوي ومفتوح هو «Gimp», في حين يلاقي برنامج «Picasa» من «غوغول» الاحتياجات اليومية لمعظم المهتمين.
ورغم ذلك, يبقى الخوف الاكبر لدى «مايكروسوفت» من النجاح الكبير الذي يحققه موقع «Mozill & Fire fox» المفتوح على الشبكة. فهذا اسرع واكثر اماناً من موقع «internet Explorer» وهو المنافس الجدي والاول لهيمنة «مايكروسوفت». فخلال تسعة اشهر فقط سجلت «Fire Fox» انزال نظامها على 50 مليون كمبيوتر شخصي. حتى ان بيل غيتس نفسه انزل هذا النظام لديه وهو يقول انه يتصفحه من وقت لآخر, لكن يرى ان «internet Explorer» التابع لـ «مايكروسوفت» افضل. وهو يشك في ان يكون سوق «Fire Fox» اوسع من شركته, ويقول بهذا الصدد «هناك حجم كبير من البرامج التي يتم انزالها, لكن هل يستخدمها الناس فعلا؟».
ويرى بعض الخبراء ان مشكلة «مايكروسوفت» تكمن في ضخامة حجمها, في حين ان الشركات الاخرى اكثر تركيزاً على جزء معين. وهي عادة تأخذ هذا الجزء من برامج «مايكروسوفت» ذاتها وتعمل على تطويره.
مع هذا كله, فإن لدى غيتس استراتيجية واضحة, و«جيوب» شركته عميقة جداً. وحربه المضادة على وشك الانطلاق.
اعداد : انس عبد الساتر